7 أبريل، 2024 12:00 ص
Search
Close this search box.

الكتابة النسوية (4): حين تكون الكتابة نضال ضد الأبوية والتمييز الجنسي

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: قراءة- سماح عادل

سوف نعرض لدراسة (الكتابة النسوية العربية من التأسيس إلى إشكالية المصطلح) للباحث الجزائري “د.عامر رضا”، أستاذ محاضر ب قسم اللغة والأدب العربي- معهد الآداب واللغات- ميلة- الجزائر، والتي تتناول الكتابة النسوية العربية بالرصد.

الوعي المأساوي..

تبدأ الدراسة بمقدمة يؤكد فيه الكاتب على أنه لقد تشبعت الكتابة النسائية، في ضوء القهر الممارس عليها، بشكل أساسي بتجارب نسائية مليئة بالوعي المأساوي، انطلاقًا من الذاكرة النسوية المليئة بصور، ونماذج أيقونية حول واقعها، من خلال استحضار نصوص مشحونة بالاحتجاج والرفض لوضع المرأة العربية المختلف، في مجتمعات تكرّس سلطة الرجل وتسلب وجود المرأة وكيانها، غسلاً للعار الذي حطّم ذاتها، وجعلها في دائرة المتهم، واستباح فكرها، وسلّط على ذاتها/ فكرها جميع أساليب العنف لينتهيَ بها المطاف للتحرر من ثقافة الرقّ التي فرضها عليها الرجل، الذي كان لا يرى فيها إلاّ الجانب السلبي فقط.

وفي هذا الخضم كلّه لا يمكن إلاّ للمرأة الكاتبة أن تعمل على تغيير هذه النظرة، ولذلك انخرطت في الكتابة الإبداعية، بصورة أو بأخرى لتقدم لنا صورة أخرى عن المرأة، بشرط أن تدفع بقضية المرأة وإبداعها إلى التأصيل التاريخي المفضي إلى الاعتراف بمسألة الإبداع النسوي كنوع من التجربة المقهورة في عالم ذكوري لم ينصفها، ولم يجد في أدبها إلاّ كونه صراخا يفتقد كلّ المعاني الجمالية المتوقعة من أي عمل أدبي، لم يشرع بعدُ في تحقيق مشروعية كتابته.

وكلّ هذه التصورات نجد أنّها قد شكلت منافذ، ومفاهيم محورية داخل الكتابة النسائية المنحدرة من سياق الكتابة التقليدية الرافضة للسلطة الأبوية، من خلال التأسيس لنمط إبداعي جديد متمرد بدأ يعلن عن وجوده ويسجّل حضوره في الحقل الأدبي الذي كان حكرا على الرجل أو يكاد، وبذلك يرفض المساواة الإبداعية تحت سقف الوعي الذكوري المهيمن على كتابة المرأة، وهذا ما دفع الحركات النسائية إلى السعي لتغيير النظام اللغوي التقليدي عبر وضع برنامج تحرري يأخذ بعين الاعتبار مسألة تركيب لغة متحررة من القيود التي تعيق تحرر فكر المرأة، وتعبر عن المساواة لأنّ مفاهيم الذكوري والنسوي هي في النهاية مفاهيم ثقافية.

لغة مغايرة..

وتواصل الدراسة التأكيد على أن الكتابة النسائية بدأت تبحث عن صور التشكيل الإجناسي في بنية اللّغة، عبر العديد من الأنساق الاجتماعية، والنفسية، ذات قيم فكرية وجمالية، مشكلة حلقة وصل بين لغة الذات، وآليات الكتابة النسوية، وهذا ضمن أطر إنسانية ترفض منطق العبودية الذكورية شكلاً ومضمونًا.

الأبوية ومصطلح الكتابة النسوية..

لقد صادف مصطلح النسوية إشكالية كبرى في تحديد ماهيته، فقد استعمل هذا المصطلح لأول مرة في مؤتمر النساء العالمي الأول الذي انعقد بباريس سنة 1892 حيث جرى الاتفاق على اعتبار أنّ النسوية هي إيمان بالمرأة وتأييد لحقوقها وسيادة نفوذها، وبما أنّ الأدب النسوي جزء من هوية المرأة، فقد بات ما تكتبه من إبداع ذا وعي متقدم ناضج، يراعي مختلف العلاقات التي تتحكم في شرط نضج هذا الإبداع داخل نظام المجتمع ليعبر عن هويتها، وكيانها، وقضاياها، حيث ظهرت أصوات نسائية في الغرب، قبيل ظهور حركة النسائية، اتخذت الأدب شكلا معبرا عن الحقوق الضائعة، ولاسيما حق الأمومة، وقد أظهرت المرأة في شعرها، في تلك المرحلة، وعيا لقدراتها الفكرية، التي لاتختلف عن الرجل، ولكن التهميش أدى إلى تراجع إثباتها لذاتها، لذلك كان إبداعها نافذة تكشف عن كلّ بؤر التوتر الإبداعي، والتي باتت تؤّرّق كيانها النسوي الجمعي المحيط بإبداعها.

والواقع أنّ التصورات النقدية التي حاولت الاقتراب من إشكالية الأدب النسائي قصد معالجتها واستخلاص ما قد تتوفر عليه من سمات مفيدة، تنزع إلى رفض هذا المصطلح الذي يجزئ فعل الإبداع، وإن كانت تقرّ في سياق رفضها ما يتوفّر عليه هذا النمط من الكتابة التي تنشئها المرأة من خصوصيات تجعل منه ظاهرة مميّزة وعلامة دالة في حقل الإبداع الأدبي  في مختلف توجهاته.

وهذا ما جعل الاهتمام يتزايد بإبداع المرأة ونقده، وظهرت اتجاهات وتيارات في الشرق والغرب، تتباين التيارات والاتجاهات ما بين تصورات راديكالية تدافع عن أدب متميز للمرأة بتعصب شديد، وأخرى ترفض هذا التمايز وتشدد على إبداع حقيقي بغض النظر عن الجنس، وتصورات ثالثة معتدلة تجمع بين النقيضين, وعلى هذا الأساس تصرح المبدعة “لطفية الزيات” قائلة: “لقد رفضت دائماً التمييز بين الكتابات النسائية وكتابات الرجال، رغم شعوري بأنّ النساء والرجال يكتبون بشكل مختلف”.

كما أنّ مسألة غموض ولبس هذا المصطلح عند النقاد جعله بين ثنائية الرفض والقبول، وهذا ما أدّى بالكتابة النسائية إلى أن تبدو موضع نزاع بين الرغبة في الكتابة وهي رغبة غالبا ما تكون قوية عند المرأة، وبين مجتمع يبدي اتجاه تلك الرغبة إما عداء صريحا أو سخرية لاذعة أو يكتفي بعدم تقديرها.

المرأة العربية..

وفي هذا كانت المرأة العربية مثل نظيرتها الغربية التي عاشت نفس ظروف القهر والتهميش الذكوري، الأمر الذي جعلها تخرج من سجنها باحثة عن ذاتها وهويتها التي قمعت زمنا، فكانت المرأة العربية قد بدأت حينها في الاستيقاظ من سباتها نتيجة لثلاث عوامل ساهمت في بروز وعيها، وهي:

* تأثير التيار الغربي المتمثل في الحركة النسوية العالمية، خلال السبيعينات، والذي يشكل في نظرنا المرجعية الأساسية للحركات النسوية الحالية في الوطن العربي.

* تولد الوعي لدى المناضلات من النساء بأوضاعهنّ الاجتماعية

والجنسية.

* بروز تيار الإصلاح وما كان له من دور فعّال، وأثر إيجابي

في بلورة الوعي النسائي خاصة،وأنّه عمل اجتماعي وثقافي داخلي، أي وليد المجتمعات العربية نفسها.

أنّ قضية تداول المصطلح وتَعَزُّزِ حضوره في الثقافة والأدب العربي، ارتبط بشكل كبير بظهور جيل جديد من الكاتبات العربيات،عملن من خلال

إدراكهنّ لخصوصية وضعهنّ كنساء، ولبلاغة الاختلاف على تطوير ممارسة الكتابة النسوية وإغنائها، لنصل في النهاية إلى أنّ هناك فوضى نقدية، وقع فيها هذا المصطلح النقدي في ظلّ وجود آراء متعددة حوله في ظلّ وجود بعض الدارسين يقبل مصطلح النسوي أو الأنثوي، في وصف أو تصنيف الكتابة النسوية، ويرفضه بعض آخر، و لا يعبأ آخرون بالتصنيف، ويتجنب الكثيرون الخوض فيه لاعتبارات: فكرية/ تاريخية/ اجتماعية مختلفة.

إذن فالكتابة التي تكتبها المرأة على مستوى التجنيس مفتوحة على وجهات نظر ثلاث هي: (أدب نسائي/أدب أنثويّ/أدب نسويّ)، وهذه الأوجه المتعددة خاضت فيها ناقدات عربيات على غرار “زهرة الجلاصي” و “نازك الأعرجي” و “شيرين أبو النجا” و “رشيدة بنمسعود”، و “نعيمة المدغيري”، و “جليلة الطريطر” ،…، وغيرهنّ من الناقدات العربيات، حيث نجد أنّ كلّ واحدة منهنّ قدمت وجهة نظرها من الزاوية التي ترى فيها الإبداع النسوي ومستويات تفوقه النقدي والجمالي والفني.

اتجاهات الكتابة النسوية العربية..

لقد أسهمت الكتابة الأدبية للمرأة العربية تاريخيا في تحرير المرأة، وفكرها من استلاب الرجل لحقها في التعبير عن وجودها الإبداعي وتقل مكنونات ذاتها للمتلقي، حتى يرى صورتها الحقيقية دون زيف مباشرة دون وسائط مادية أو فكرية تحول بينها وبين المتلقي، فكان لابدّ للمرأة العربية من اتجاهات فكرية تؤسس من خلالها رؤيتها للواقع والذات والعالم الخارجي، لكي يتسنى لها نقل فكرها للآخر دون وسائط, وهذه الاتجاهات هي كالآتي:

أ- الاتجاه الأوّل: القائل بمصطلح الأدب النسائي، في مصطلح أدب نسائي نجد معنى التخصص الموحي بالحصر والانغلاق في دائرة جنس النساء، وما تكتبه النساء من وجهة نظر النساء، سواء أكانت هذه الكتابة عن النساء أم عن الرجال أم عن أي موضوع آخر، فخصوصيات الكتابة النسائية لا تعني وجود تميز مطلق بين الكتابة الذكرية والأنثوية، ويرجع ذلك ليس فقط إلى كون المرأة الكاتبة قد قرأت الكثير من الأعمال الأدبية لكتاب رجال وانطبعت بنماذجهم الثقافية، إذن فمصطلح الكتابة الأدبية النسائية نجده عند بعض الناقدات، مرادف لتصنيف إبداع المرأة، وهذا حسب تعبير رشيدة بنمسعود، وعليه فالأدب النسائي لا يعني بالضرورة أنّ المرأة كتبته، بل يعني صراحة أنّ موضوعه نسائي، إذن التجربة دائما متغيرة حسب الزمان والمكان والطبقة والخلفية الثقافية والجنس والخبرات الجانبية، ولا يمكننا تجاهل هذه العوامل لنضع مجموعة أعمال في سلة واحدة ونطلق عليها أدب نسائي وإلاّ سقطنا في المطلق مرة أخرى وشبكة الصور النمطية، إذن فالأدب النسائي مصطلح يتأرجح مابين مؤيد ومعارض وفيما بينها تتولد أشكال من التطرف، وهذا لكون هذا المصطلح ينطوي على نوع من التحقير للمرأة ووضعها في مرتبة دونية، وهذا ليس إلاّ انعكاسا للواقع الاجتماعي الذي كانت تعيشه المرأة بشكل أهان كرامتها عبر التاريخ الإنساني.

كما نجد العديد من الناقدات ممّن فضلن استعمال هذا المصطلح في طرحهنّ كما عند الناقدة “خالدة سعيد” في كتابها “المرأة التحرّر والإبداع” فقد انطلقت في مقاربة الأدب النسائي مصطلحا من كونه يبقى مضمونا شديد التعميم رغم شيوعه والغموض رغم كثرة استعماله، في حين إنّ خصوصية أدب المرأة ليست خصوصية فنيّة، بل هي خصوصية صادرة عن وعي محدد لدى الكاتبة التي تنتمي إلى فئة اجتماعية، تعيش ظروفا تاريخية خاصة.

ومع ذلك هناك من رفض هذا المصطلح مثل: الناقدة “يمنى العيد” والتي تقرّ برفض التصور النقدي الذي يميّز بين الأدب مفهوما عاما، والأدب النسائي مفهوما خاصا، لتقرّ بوجود نتاج ثوري يلغي مقولة التمييز بين الأدب النسائي والأدب، لكون إنتاج المرأة العربية يعتبر وسيلة من وسائل التحرر، ومحاولة للتخلص من الوضع الفئوي، والأمر ذاته عند الكاتبة “سهام بيومي” فإنّها تتفق- هي الأخرى- مع “خناثة بنونة” وغيرها من الكاتبات على رفض مصطلح الأدب النسائي بمترادفاته، التي تشير إلى أنماط من الكتابة تقوم بها المرأة وتُشعب حولها المفاهيم والأطروحات التي تقاربها، ولعلّ الأسباب التي كانت وراء هذا الرفض الصريح تكمن في ما يتوفر عليه هذا المصطلح من دلالات مشحونة بالمفهوم الحريمي الذي يحتقر المرأة ويجعلها دون الرجل وتابعة له، وهو المفهوم السائد في المجتمعات العربية.

ب – الاتجاه الثّاني: القائل بمصطلح الأدب الأنثويّ، إنّ لفظ الأنثى يستدعي على الفور وظيفتها الجنسية، وذلك لفرط ما استخدم اللفظ لوصف الضعف والرقة والاستسلام والسلبية، حيث أنّ مصطلح أنثويّ محمول على معجم اصطلاحي يحيل على عوالم الأنثى المحمولة على الضعف والاستلاب والرغبة، ولقد طغا مصطلح الأنثوية على الإبداع النسوي الذي تنتجه المرأة بشكل عام، لكون الأنوثة عند النقد الذكوري، وحتى عند بعض المبدعات العربيات ليست سوى الجمال، والرقة الأميل إلى الضعف، وهي في النهاية تعريفات تكرّس ظاهرة العبودية، والاستلاب الذكوري للمرأة التي مازالت رهينة تجربة السلطة الأبوية، التي تعطيها حقّ الإبداع الأدبي، في حين ترفض بعض الناقدات هذا الخلط الاصطلاحي وتحاولن إثبات أنّ النساء وإن كن إناثا بلا شك فإنّ هذا لا يضمن بالضرورة أنوثتهنّ الدائمة كمفهوم ثقافي، كما لا يضمن نسويتهنّ كمفهوم سياسي، بشكل مطلق، وهذا الأمر خلق تذبذبًا صريحًا في تواصلهنّ مع كل أصناف المجتمع.

ج – الاتجاه الثّالث :القائل بمصطلح الأدب النسويّ، أمّا مصطلح النص النسويّ فبات الأكثر دلالة إلى حدّ كبير على خصوصية ما تكتبه المرأة في مقابل ما يكتبه الرجل، فالنسوية إذن تمثل وجهة نظر النساء بشأن قضايا المرأة وكتابتها، وما تحمله من خصوصيات تجعل منه ظاهرة مميّزة وعلامة دالة في حق الإبداع الأدبي، إذن فلابدّ للأدب النسوي أن يحمل صفة النسوية التي تتحدد بحسب آراء الدارسين من خلال نوعية اللغة الموظفة داخل العمل الإبداعي، فالنسوية لا تقتصر على كونها مجرد خطاب يلتزم بالنضال ضد التمييز الجنسي ويسعى إلى تحقيق المساواة بين الجنسين، وإنما هي أيضا فكر يعمد إلى دراسة تاريخ المرأة وإلى تأكيد حقها في الاختلاف، وإبراز صوتها وخصوصياته، أي أنّ هناك لغة أنثوية تكون خاصة بالكاتبات دون سواهم من المبدعين، فضلا عن التجربة الإبداعية والخصوصية النسوية التي تميّزها عن سواها، وهذا على خلفية وعي متقدم، ناضج ومسؤول لجملة العلاقات، التي تحكم وتتحكم في شرط المرأة في مجتمعها، ويكون جيد التحديد والتوصيف والتنقيب في هذه العلاقات، ويلتقط بالقدر نفسه النبض النامي لحركة الاحتجاج، معبرا عنها بالسلوك والجدل، بالفعل والقول، فهي الأقدر في تصوير مختلف جوانب تجربتها الخاصة وما تخفيه من مكنونات، ورغبات وآهات، وهذا الرأي قد استأنست إليه الكثير من المبدعات، لكن مع وجود خصوصيات على مستوى الفكر لا يستطيع أن ينكرها أيّ شخص.

حركة المرأة الإبداعية..

إنّ حركة المرأة الإبداعية بزغت في أواخر الستينات من القرن العشرين، وفرضت نوعا خاصا من الخطاب السياسي، تحت اسم النقد النسوي أو النظرية النسوية، وهو تطبيق نقدي ونظري يلتزم بالنضال ضد الأبوية والتمييز الجنسي كانت- أثناء احتكاكها بالعالم الخارجي، وعلاقتها الإنسانية به، وحرّيتها في التعبير- قد بدت في أغلب الحالات مصورة لجميع حالات القهر، والمعاناة مع الآخر، داخل إطار المجتمع/الأسرة، والذي أصبح ورطة لا تغتفر وقع فيها المبدع الرجل من خلال إعاقته للمرأة في مراحل تاريخية من الولوج في عالم الإبداع الأدبي، بالمستوى الذي وصل إليه الرجل المبدع فنيا وجماليًا وخاصة، وأنّ التاريخ الذكوري يبث فيها القناعة بضعفها وعدم قدرتها على الخلق والإبداع, وبالتالي يزرع فيها الخوف من ذلك العالم السحري المرتب من طرف الرجل.

إنه نظام موضوع ومؤطر حسب استراتجيه ذكورية معلومة، وهذا ما جعل الرجل المبدع يتعاطى مع إبداعها بنوع من الزجر والردع، والتهميش، وهذه ضريبة الإبداع، التي يجب على المرأة أن تدفعها لذلك كان ابتعاد المرأة الحقيقي عن الكتابة يرجع أساسا إلى هذا التأنيث الذي يثقل كلمتها، فظلت تناضل من أجل انتزاع هذا الحق، من أجل الظفر بالمستمع لاكتشاف كلمتها وحماية كتابتها، والتي كانت دائما تتعرض للمصادرة التاريخية، والجمالية.

وفي النهاية تصل الدراسة إلى أنّ إشكالية مصطلح الأدب النسوي تبقى مسألة متعددة الأوجه، والأطراف خاصة في ظلّ رفضه من طرف العديد من النساء المبدعات لما وجدن فيه من خطورة في تصنيف كلّ ما تكتبه المرأة تحت اسم الأدب النسوي، فقد يكرّس الهيمنة النسوية تحت مظلة الإبداع الأدبي ممّا يخلق لنا نوعا من التقسيم والكراهية الأدبية على مستوى الجنس، فيخرج بذلك عن معيار الإنسانية التي تبحث عن التكامل الفكري والأدبي.

هناك تباين في أسباب الاعتراض، فهم بين معترض من مبدأ رسوخ الموروث الذي اتخذّ شكلاً عقائديًا، وهو الحطّ من شأن المرأة، فنسبة الأدب إليها ستعارض الموروث المتأصل، أو أنّه لا يجوز لها أن تتساوى مع الرجل في أيّ مجال كان، ليتبين لنا في الأخير عمق الإشكالية من جهة، وخطورة استخدام مصطلح (الأدب النسوي) لما فيه من سعة الدلالة وعمق التأويل، والذاتية في الطرح.

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب