15 نوفمبر، 2024 4:51 م
Search
Close this search box.

الكتابة النسوية (3) صوت السارد القوي يعكس نضج وخبرة الكاتبات

الكتابة النسوية (3) صوت السارد القوي يعكس نضج وخبرة الكاتبات

خاص: قراءة سماح عادل

في هذه الحلقة من الملف سوف نقرأ رسالة الدكتوراه للباحثة الجزائرية “فاطمة مختاري” بعنوان (الكتابة النسائية.. أسئلة الاختلاف وعلامات التحول.. مقاربة تحليلية في خصوصية الخطاب الروائي النسائي العربي المعاصر)، والتي قدمتها إلى “جامعة قاصدي مرباح-  ورقلة”، كلية الآداب واللغات، قسم اللغة العربية وآدابها.

الإنتاج الروائي النسائي العربي..

تبين الدراسة أن الإبداع النسائي تحول إلى ظاهرة أدبية، لما تمتلكه من إشكالية جدلية في الأوساط الثقافية والأدبية العربية، وهو ما يصدق على الإبداع الأدبي النسائي العربي عامة والروائي منه خاصة، حيث ما فتئت الرواية كجنس أدبي تغري الكاتبات العربيات بالتجريب، من هنا برزت العديد من الروايات النسوية في الوطن العربي، وظهرت أقلام نقدية تتخذ من أدبهن مدار بحث في توضيح وبلورة سماتها من خلال ما تثيره من إشكاليات، وقد تنامي الإنتاج الروائي النسائي العربي في السنوات الأخيرة من القرن الماضي إلى اليوم. إلا أن هذا التراكم في الإنتاج كان متفاوتا من حيث النسبة من بلد إلى آخر، وذلك لأسباب عدة منها ثقافية واجتماعية وسياسية.

فيما يتعلق بمسيرة الكتابة الروائية النسائية العربية، فالملاحظ أنها استمرت محافظة على أسلوبية الروايات التاريخية التعليمية حتى فترة متأخرة من منتصف القرن العشرين، ولم تبدأ مساهمتها في الرواية الرومانسية إلا بحلول الخمسينات، وهي فترة شهدت تنوعا بين الرواية الرومانسية الاجتماعية والرواية الوجودية، في حين كانت رواية الكاتب الرجل قد قدمت تيارات متنوعة من الرومانسية والواقعية، الأمر الذي عكس تباينا بين المسيرتين.

وقد تميزت الرواية الرومانسية التي كتبتها المرأة خاصة، بضعف واضح في بينتها الفنية، فغالبا ما اعتمدت المبالغات والمصادفات لصنع الحدث الروائي وتطويره، وانتهت نهاية سعيدة بالنسبة للبطلة التي اختارت ما يمليه عليها حس الواجب الاجتماعي، فضحت من أجل الآخرين في سبيل إسعادهم أو من أجل ما تصورت أنه الواجب. كما انشق عن الرواية الرومانسية الاجتماعية اتجاه ثوري يختلف عن الاتجاه الأول المسالم، في كونه قدم صورة للمرأة الثائرة والغاضبة على أوضاعها، الرافضة للزيف الاجتماعي الراغبة في تحقيق توازن جديد لا يقمع حريتها، فتنجح أو تخيب.

أما بطلات الرواية الوجودية يفصحن أكثر من غيرهن عن النموذج الغاضب اللامنتمي، ويشاركن مع البطلات الأخريات في أن رفضهن وغضبهن ليس ضد رجل بعينه، وإنما ضد صيغ اجتماعية تخلق أنماطا من العلاقات تثقل الروح المتطلعة للحرية وتخنقها، لتظهر بعدها الرواية الواقعية التسجيلية والنقدية ذات الملامح الاشتراكية. أما في عقد التسعينات قدمت الروايات النسائية نماذج عديدة للرواية الحديثة، وإن استمرت التيارات السابقة بتنوعها، وقد سعت هذه الروايات الجديدة للتعبير عن العلاقات الاجتماعية القائمة والإسهام في خلق علاقات جديدة كونها تصدر عن وعي جمالي، يتخطى حدود الوعي السائد ويتجاوزه إلى آفاق جديدة، ومع مرور الزمن وتراكم التجربة ومع المتغيرات، بدأت الرواية النسوية تقترب في معالجتها لموضوع المرأة من ردم ثنائية الرجل والمرأة، وأخذت تنظر نظرة أكثر شمولية وهدوء ونضجا تربط حرية المرأة بحرية أوسع وأشمل وهي حرية المجتمع.

وأخذنا نلتقي بأعمال نسوية تخلت عن ضبابية الرؤية لحرية المرأة، فطرحت رؤية صحيحة معافاة ترى العمل حجر الزاوية في حياة المرأة لا يمكن التخلي عنه أيا كان السبب. لقد استجابت الروائية العربية للمنعطفات الهامة في الواقع العربي، ولمتغيراته السريعة، فالتحمت به وخرجت من التقوقع داخل الذات النسوية، وبدأت الرواية تتجه نحو النضج الفكري والفني.

استراتيجيات تمرد الرواية النسوية..

ومن الاستراتيجيات التي استخدمتها الروائيات للتمرد هي:

أولا: تغيير المكان: وهو أول ملمح للتمرد عند الكاتبة العربية وبطلتها ونعني به الخروج من سطوة الرقابة الاجتماعية التي تمثلها البيئة الخاصة المحلية، فتغيير المكان يؤدي بالضرورة إلى تغيير الرؤية فالمكان الجديد يفتح أمام المبدع مساحة جديدة للبوح بشعوره أو بوعيه.

ثانيا: الحلم: وهو استراتيجية تستخدمها الرواية النسوية، إذ أصبح بمثابة سيرة ذاتية تعبر من خلالها الكاتبة عن مخاوفها وأمنياتها وآمالها وعما يصعب البوح به بطريقة علنية.

ثالثا: استخدام طريقة التعبير المباشر عن الذات بكلام صريح،  وكانت أول روايتين أعطت فيها روائيات عربيات بطلاتهن أدوارا متحدية غير تقليدية وسمحن لهن باستخدام ضمير الأنا هي رواية “أنا أحيا” لليلى بعلبكي في لبنان، 1958 “وأيام معه” لكوليت الخوري في سوريا، 1959.

ربعا: الكتابة بلغة أجنبية كوسيلة بديلة للتعبير، ذلك لأنه لما كتبت بعض الكاتبات باللغة العربية قوبلت كتابتهن بالنقد والرفض لأنها اقتربت من الثالوث (الدين، السياسة، الجنس) فعبرت بالأجنبية للخروج من المأزق المحلي، لكن هذه الكتابات لا تصل إلا إلى النخبة المثقفة والتي تجيد اللغات أو للغرب بشكل أكبر حتى بلغت بعض الكتابات الشهرة العالمية.

قضايا المرأة في الكتابة الأنثوية..

كشفت النصوص الروائية للكاتبات العربيات عن الهواجس التي تؤرق المرأة على الصعيدين الشخصي أو العام، فلا يكاد يخلو نص من طرح شواغل المرأة كالحديث عن عوالم الأنثى الحميمية، وعلاقة المرأة بجسدها الذي يخضع لثنائية المقدس/المدنس، إلا أن هواجس الكاتبات الإبداعية لم تكن لتنحصر في عوالمهن الخاصة، فكونهن جزءا من هذا المجتمع، لم يكن بمنأى عما يحدث في هذه المجتمعات على جميع الأصعدة سياسيا اجتماعيا، اقتصاديا وثقافيا، فنقلن قضايا شعوبهن السياسية ومتغيراته الاجتماعية والثقافية وأثر هذه المتغيرات على وضع المرأة المادي والنفسي والفكري.

فجاءت النصوص الروائية النسائية العربية فسيفساء، تقدم كل قطعة منها قضية من قضايا مجتمعاتهن لتشكل في الأخير لوحة للمجتمع العربي بتنوع أقطاره، وتعدد خصوصياته التي تختلف، لكنها تتقاطع في كثير من التفاصيل. إن هواجس الكتابة عند الروائية العربية لا تنحصر في عوالمها الأنثوية وقضايا المرأة الخاصة فحسب بل تتعداها إلى قضايا السياسة والوطن وهي من القضايا الهامة أيضا التي شكلت متنها الحكائي، وهذا على عكس الرأي الشائع في النقد الأدبي بأن الروايات النسائية تركز فقط على الحب والأسرة والأطفال، وإن كانت هذه المواضيع مشروعة وبخاصة إذا عرفنا أن أقوى ارتباط لدى النساء هو الأسرة والأطفال، وبالتالي تكون الكتابة النسائية في هذه المواضيع صادرة عن خبرة وتجربة ومعرفة مسبقة.

ومع ذلك فهذا لا يعني مطلقا أن النساء غير مباليات بما يحدث في الميدان السياسي، ويرجع سبب اهتمام المرأة بالسياسة كون وضعها الاجتماعي لا ينفصل عن الوضع السياسي العام، باعتبار أن السياسة هي التي تفرز نوع وأشكال الأنظمة الأخرى: الاجتماعي، الثقافي والاقتصادي والمتحكمة فيها آليا رغم أن السياسة في حقيقة الأمر  ليست هي السلطة، ولكنها تخفي مع ذلك الوجه الظاهر لها، والشيء الملاحظ عند قراءة بعض الروايات العربية النسائية التي تطرقت لموضوع السياسة هو صحوة الوعي لدى النساء، فالنساء يحللن وينتقدن الواقع الاجتماعي والسياسي ويستحضرن رؤيا جديدة تضع الأسس من أجل اعتاق كل من الرجال والنساء، ومن أجل البقاء السياسي والازدهار للأمة العربية بكاملها.

صوت السارد..

وما يلفت النظر في الكتابة السردية النسائية العربية أن صوت السارد واضح ولا غبار عليه وأن المرأة الكاتبة اختارت السارد القوي الحضور في النص والمتحكم في سير وترابط الأحداث، وهذا الحضور القوي لصوت السارد في الكتابة السردية النسائية يدل على المقام الذي وصلته المرأة بعد أن تجاوزت المواقف الخجولة وأدوار المسكنة التي فرضتها عليها الشروط الاجتماعية والأخلاقية والسياسية والفكرية .

إن صوت السارد في الكتابة السردية لدى المرأة واضح وصريح، ويذهب رأسا إلى مراده ويظهر مشاركته الفعلية في عملية السرد وتركيب الأحداث وتنظيمها، ويعلن كذلك انخراطه الصريح فيما يجري في الحياة ولا يخفي قدرته على مساءلة العوالم الدفينة للنفس البشرية، والبحث عن الأسباب الحقيقية الكامنة خلف السلوك البشري. لقد ارتقى السرد في الكتابة النسائية إلى درجة عالية جماليا واجتماعيا، من خلال تشريح العلاقات بين الأفراد داخل المجتمع، وكذلك على مستوى الذات والذاكرة ومخزونهما الدفين وعلى مستوى اللغة والتراكيب، فأصبح له مشاركة فعالة في بناء الذات العربية والمجتمع، وتنشيط الفكر في زمن انقلبت فيه القيم وتضاربت وكثرت مشاكله.

الاختلاف وملامح الخصوصية في الأدب النسوي..

منبع الخلافات بين المثقفين في التعامل مع ظاهرة الكتابة النسوية قد يكمن في صعوبة تحديد مقومات الجماليات الفنية التي تميز كتابة المرأة عن كتابة الرجل، فالخطاب النقدي العربي لم يصل إلى وضع تصور للإبداع النسائي فتخبط في فوضى المفاهيم والمصطلحات وتأرجح بين إثبات الخصوصية ونفيها عن هذا الأدب، والذي حاول تحت ضغط إيديولوجية ذكورية مركزية أن يناقش الكتابة النسائية من منظور معايير المساواة على حساب الخصوصية، وفي هذا تغيبب لخصوصية ما تبدعه المرأة في مجال الأدب ونفي اختلافه عما يبدعه الرجل فانقسمت الساحة النقدية العربية بخصوص هذه الإشكالية إلى مواقف عدة بين مقر بتوفر كتابات المرأة على علامات اختلافها وملامح خصوصيتها، ومنكر لها بحكم أن الخصوصية في الكتابة الأدبية إنما مرجعها الفروق الفردية لا الاختلاف الجنسي، وموقف غير مبال بهذه الإشكالية عندما تطرح عليه أو يتواجه معها، مما يجعل له طابع المرونة في طروحاته التي لا تمانع وجود فوارق بين كتابتين ولكنها فوارق محدودة لا تصل إلى درجة كسر جماليات الكتابة..

الكتابة النسوية حاملة لبذور ثورة رؤيوية لتغيير نمطية التشيؤ التي رسمت للمرأة في كتابات الذكور أو في الكتابة النسوية نفسها التي تتوافق مع الكتابة الذكورية، وعلى هذا الأساس تعد كتابة المرأة متميزة إما بتشخيص إجمالي لاغتراب المرأة واستنباطها لميزان القوى الراهن، وأما بموقف التمرد والمطالبة بالحقوق داخل البنية الاجتماعية . إن تفعيل قضايا المرأة الاجتماعية والنفسية داخل أدب المرأة جاء بشكل أعمق مما طرح في الأدب الذكوري الذي كان لفترة طويلة يتبنى قضايا المرأة وحقوقها في المساواة والتعليم والحرية والاختيار والمشاركة في السياسة والإبداع.

من أهم خصوصيات الكتابة النسائية التي رصدتها الدراسة والتي تطورت بتطور المجتمع ما يلي:

الكتابة النسائية، هي تأسيس خطاب أدبي أنثوي قادر على تخليص اللغة من فحولتها التاريخية، فالكتابة النسائية ليست مجرد عمل فردي بل صوت جماعي، فالمرأة كجنس بشري أو النص كجنس لغوي كائنان ثقافيان.

هيمنة الذات، إذ تُحول المرأة الكاتبة جسدها إلى محور للحياة، وقد أصبحت الكتابة النسائية مدخلا لجعل صوت المرأة مستقلا ينشب ويبدع، ليس بواسطة الحكي بل عبر القلم ليصنع الأنوثة بإزاء الفحولة مضيفا للغة مجازا لم يكن من قبل، فأصبحت بذلك خصوصية الإبداع النسائي بحق خصوصية قضية المرأة.

التركيز على الأحاسيس، إذ تصور المرأة علاقتها بالعالم الخارجي من منظور علاقة باطنية نفسية.

الأدب النسائي في مجمله مقاومة من طرف النساء من أجل الحصول على الحق في الوجود والمعرفة والكينونة في وَسطٍ عادة ما تتضافر فيه الوجوه لإسكاتها، فقد ارتبط الأدب في وعي الكاتبات بإقصاء النساء من الحقل الاجتماعي والسياسي والثقافي كحقيقة مضمرة ينتجها لاشعور المنطق الذكوري، فالكتابة النسائية مرتبطة بالتحررية المبنية على أساس التجربة مع الذات والعالم الخارجي، ويتصف هذا النوع من الكتابة بالإبداعية حيث يتفاعل فيه النسائي بالسياسي والثقافي.

إن المرأة في المجتمع مكملة للرجل في الحياة، ولها طريقة خاصة في التعبير، تتميز بالجرأة في طرح المواضيع ذات التضاريس المجروحة في كينونة عمقنا الثقافي.

وعلى مستوى السرد الروائي استطاعت المرأة أن تسبر أغوار تقنيات سردية جعلت البطولة تنتقل إلى النزعة التصويرية في السرد.

ولعل من خصائص الكتابة النسائية تذويب اللغة، واختراق الطابوهات، ومقاومة الدونية أمام مجتمع يتنكر للنساء، وتطويع النزوع التمردي الممزوج بنكهة المرارة والإدانة والانتقاد.

وأما على صعيد التجربة، وحدهن النساء يعايشن تلك التجارب الحياتية الأنثوية: البلوغ الحمل الولادة… لذا فهن الوحيدات اللاتي يستطعن الحديث عن تلك التجارب وعلاوة على ذلك فإن تجارب المرأة تتضمن حياة عاطفية و إدراكات حسية مختلفة ونظرة الاختلاف هذه لا تتوقف عند النواحي الشخصية وإنما تشمل مجمل مجالات الحياة، فعالم النساء يختلف عن عالم الرجال من الناحية التربوية والسياسية والمناصب الإدارية إذ ما تزال الأعمال المهمة والحساسة في مجتمعنا لا تسند إلى امرأة، لذا من الطبيعي أن تختلف القضايا التي تعالجها المرأة عن تلك التي يعالجها الرجل ويركز عليها.

قدمت لنا أغلب الكاتبات لغة أكثر حيوية وجمالا، ابتعدت عن الثرثرة والرتابة، ولعل من أسباب حيويتها قدرتها على تقديم أعماق المرأة المضطربة عبر لغة شعرية، وتقديم همومها الاجتماعية عبر لغة الواقع، وقد ساعدها على ذلك استفادتها من تقنيات الرواية الحديثة وتيار الوعي التي تقدم عالما مختلطا في فضاءاته الزمانية والمكانية، وفي أصوات شخصياته.

إن طريقة رؤية المرأة لعالمها رؤية متشظية يسكنها السلبي في العلاقة مع الآخر القوي أو الذي ينظر له كقوي يشملها، وتبقى مسحة الحزن على ضياع الذات واضحا يوضح الذات المفزوعة من الواقع المخيف بزمنه وضبابية وجوده.

إن الملاحظ على نتاج الكاتبات المعاصرات، هو نضج في التعبير والتصوير والرؤية من حيث الارتباط والتغلغل في الواقع الاجتماعي والسياسي والذاتي، والخوض في قضايا عديدة تتناول هموم المرأة وصور الفقر والاضطهاد والغربة والوطن، وواقع الأنثى وتمردها ومساهمة المرأة في الثورة، وخصوصية معاناتها، وعقدة انحسار الجمال الأنثوي وذبول الجسد والذي يسبب شرخا في العلاقة مع الرجل، وخير من يدافع عن المرأة هو ما تتميز به كتاباتها من شعرية وتفرد.

 

 

المؤسسة النقدية..

لم تسلم المرأة الكاتبة من المؤسسة النقدية التي لم تنصف المرأة الكاتبة إلا قليلا، فلطالما تعامل النقاد مع كتاباتها من منظور تمايزي غايته الانتقاص من قيمة إبداعاتها، فغالبا ما يغفل الناقد النصوص ويتعامل مع صاحبات النصوص ليقيمها لا على أساس ما تتوفر عليه من قضايا جمالية وأبعاد فكرية بل على أساس أن المبدع امرأة وعليه فهي نصوص ضحلة بالضرورة، أو ليدينها أمام المجتمع بدعوى اختراقها المحظور في رواياتها، فهو لا يوفر جهدا لتفكيك كتاباتها قصد البحث عن كل ما له علاقة بالجسد وبحياة الكاتبة. لقد صنفت روايات المرأة الكاتبة، على أنها سير ذاتية لكاتباتها فالقارئ حين يتعامل مع نص نسائي فإنه مثل الناقد يتعامل مع جنس مبدعه، فهو لا يقرأ النص بقدر ما يتلصص على هذه الأنثى بين الكلمات والتراكيب اللغوية في نص ليقارب بين الأنثى البطلة والأنثى الكاتبة، كما أن كثيرا من النقاد يعمدون إلى إدانة كتابات المرأة كونها تنتمي للأدب الفضائحي، وتمارس المحظور  وحتى وقت قريب ظل طرح المرأة لعلاقتها بجسدها من الأشياء التي تزعج القارئ العربي لأنه يرى في ذلك كسرا للتابو المقدس، فالكاتب عندما يكتب عن علاقته بجسده لا يرى القارئ غضاضة في ذلك ويتعامل مع الأمر بشكل طبيعي، ولكن يختلف الأمر عندما تتناول الكاتبة علاقتها بجسدها.

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة