10 أبريل، 2024 2:06 ص
Search
Close this search box.

الفكر السياسي عند نعوم تشومسكي

Facebook
Twitter
LinkedIn

قضايا فلسفية معاصرة يعالجها كتاب (الفكر السياسي عند نعوم تشومسكي) للكاتب د. مصطفى مرشد
عرض/ كمال سامي الزبيدي
بطبعة انيقة وذات جودة عالية، صدر كتاب الدكتور مصطفى مرشد الموسوم (الفكر السياسي عند نعوم تشومسكي) عن دار قناديل للنشر والتوزيع في بغداد، وهو في الاصل رسالة ماجستير نال بها المؤلف شهادة الماجستير في الفلسفة من جامعة القاهرة – كلية الآداب – قسم الفلسفة سنة 2014، تحت إشراف الفيلسوف المصري الاستاذ الدكتور حسن حنفي (رحمه الله)، احد المفكرين العرب المعاصرين، واشترك بالاشراف على الرسالة الاستاذ الدكتور محمد عثمان الخشت، استاذ فلسفة الأديان، رئيس جامعة القاهرة الحالي. جاء الكتاب بـ 304 صفحة تضمنت مقدمة وأربعة فصول في المقدمة تناول الكاتب موضوع الدراسة وأهميتها وإشكاليتها ومنهجها، يطرح فيها (ص9-16) تساؤلات الدراسة وإشكاليتها ويجيب عن بعضها بشكل موجز في مقدمته، لان مقتضيات البحث العلمي تقتضي الاجابة عن التساؤلات ومعالجة الاشكالية داخل الفصول، لكن هذه الاجابات الموجزة تجعل القارئ يتشوق لمعرفة الاجابات النهائية لهذه التساؤلات. ومن بين التساؤلات التي وردت ما مفهوم الدول المارقة والدول الفاشلة؟ وهل الولايات المتحدة دولة مارقة وفاشلة؟ والسؤال الاخير نجد له جواباً موجزاً في المقدمة يتعمق فيه الكاتب لاحقاً وهو “ينتقد تشومسكي سياسة الولايات المتحدة بتمريق الدول في حين أنه لم يجد نموذجاً للدولة المارقة أفضل من الولايات المتحدة؛ لانها تطبق المعايير المزدوجة وتتحدث بلسانين، أولهما: أخلاقي عن قيم الحرية والعدالة والمساواة، وثانيهما: انتهازي براجماتي يمارس العنف المفرط، ويشن الحروب الدامية غير المبررة أخلاقياً، ويرتكب الجرائم بأسم الدفاع عن قيم الحرية والديمقراطية”. (ص10) وثمة تساؤلات أخرى هي: هل تعد المبادئ في النظام العالمي الجديد مبادئ لتحقيق اهداف نبيلة أم ذرائع من أجل السيطرة والهيمنة؟ وهل الولايات المتحدة دولة مصنعة ومصدرة للإرهاب أم مستوردة له؟ ولماذا نجحت الدعاية الإعلامية في مجتمع مثل المجتمع الأمريكي؟ وما دور الدعاية في صناعة الرأي والأحداث السياسية؟ وهل للأعلام دور في صناعة الثورات العربية؟ هذا بالاضافة الى تساؤلات فرعية أخرى يطرحها الكاتب ويجيب عنها داخل فصول الكتاب، اذ لم ينفك الكاتب من طرح اسئلة فلسفية عميقة. واستطيع أن اطرح سؤال جوابه من مضمون مقدمة الكاتب، لماذا اختار الدكتور (مصطفى مرشد) نعوم تشومسكي دون سواه من المفكرين المعاصرين ليتناول افكاره بالبحث والدراسة؟ يعدَ نعوم تشومسكي الفيلسوف الأمريكي المعاصر من أكبر المفكرين تأثيراً في العالم؛ لجراءته في نقد السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية، وايمانه بالمسؤولية الملقاة على عاتق المفكرين في قول الحقيقة وكشف الأكاذيب، وتأكيده على أهمية الربط بين اللغة والسياسة اذ أن الأيدولوجيات المختلفة التي يصوغها علماء الفكر، تعتمد في المقام الأول على القدرة البارعة في صوغها في قوالب لغوية مؤثرة وفعالة، وعلى هذا الأساس ينتقد تشومسكي السياسة الأمريكية التي تتلاعب بالمعاني اللغوية، فهي تسمي الاحتلال (حماية) والهيمنة (انتداباً)،
وقد استبدلت الولايات المتحدة هذه التسميات المظللة بأخرى تتفق مع روح العصر، فأدخلت الى المعجم السياسي كلمات جديدة مثل: المساعدات الدولية، القروض، نقل التكنولوجيا، الاعتماد المتبادل، وجميعها تصب في وعاء واحد وهو فرض الهيمنة، من خلال العبث باللغة لتحقيق أرباح سياسية خبيثة. أما في الفصل الأول (ص17-70)، فقد تناول الكاتب موضوع (جدل اللغة والسياسة) وهو بحق أحد القضايا الفلسفية المعاصرة، التي شغلت فكر نعوم تشومسكي، لذا عالج الكاتب هذا الموضوع من خلال مبحثين تناول في الأول: هل يمكن قراءة فلسفة اللغة عند نعوم تشومسكي قراءة سياسية؟ وتفرع عنه مطلبين أساسيين الأول: الثورة على المادية المتطرفة، والثاني: الطبيعة الإنسانية في فكر تشومسكي. أما في المبحث الثاني فقد عالج الكاتب موضوع التوظيف السياسي للغة في السياسات الأمريكية. والذي يتفرع منه مطلبين أيضاً الأول: في علاقة اللغة بالسياسة، والثاني: السياسات اللغوية. وقد خلص الكاتب في هذا الفصل، إلى جملة من الأمور أهمها: استحواذ اللغة على اهتمام تشومسكي فنالت حصة الأسد من كتاباته، وأثبت مسؤولية الفرد عن لغته وأفكاره وإيصالها إلى غيره من بني البشر، كما يؤكد تشومسكي على أن الاتجاهات المادية تقف عاجزة أمام تفسير كل أفعال البشر بما في ذلك لغتهم. ويشير الكاتب إلى أن أفكار تشومسكي فيما يتعلق بجدلية (اللغة والسياسية) لم تكن بالجديدة، لأنه استقى معضمها من تراث التنوير الأوربي، وظل أسيراً لتراث التوير ومقالاته التي تتمثل أساساً في العقل والحرية والحقيقة،
لكن ما فعله تشومسكي هو إعادة التراث العقلاني الأوربي بطريقة يمكن أن نفسر بها احداث اليوم. أما في الفصل الثاني (ص71-136) الذي حمل عنوان “الدولة والنظام العالمي: تصنيف الدول واستراتيجيات الهيمنة العولمية” فقد تناول الكاتب الموضوع في ثلاث مباحث الأول: ملامح النظام العالمي الجديد، والثاني: مفهوم الدولة –خصائصها وأصنافها- ، والثالث: الإمبريالية واستراتيجيات الهيمنة على العالم. ويجد الكاتب من خلال هذا الفصل أن تشومسكي لم يتخذ من الدولة موضوعاً أساسياً له، بل أهتم بها أنطلاقاً من موقفه من النظام الدولي الجديد، فتبين لتشومسكي التعارض الصارخ بين مبادئ وأهداف (النظام العالمي الجديد) الحقيقية التي أوقعت العالم في مزيد من العنف السياسي –حسب قوله- ، فهو يجد أن أهداف النظام العالمي الجديد قد قامت على أساس براغماتي لتحقق من خلالها الولايات المتحدة هيمنتها على العالم. كما عالج الكاتب قضية فلسفية مهمة جداً إلا وهي (فكرة القانون) عند تشومسكي، بشكل تحليلي نقدي موسع، خلص الكاتب من خلال ذلك إلى أن تشومسكي لم ينكر فكرة القانون لأن القول بذلك، سيهدم ما قاله حول القانون والمنظمات الدولية واهتمامه الواسع بالمعاهدات الدولية والقانون الدولي، وينفي الكاتب التهم الموجهة لتشومسكي التي تصفه بأنه شخص فوضوي، ينادي بحريات الأفراد داخل المجتمع وضرورة عدم إخضاعهم لسلطة الدولة أو أي سلطة من شأنها أن تحد من حريتهم، فتشومسكي لم ينكر فكرة القانون ولكنه يرى أن هناك هيمنة على القانون والمنظمات الدولية من قبل الولايات المتحدة. وينتقد الكاتب تشومسكي بجراءة، حيث يجده أنه أهتم فقط بممارسات الدولة الأمريكية، فحديثه لم يتعدى دولة الولايات المتحدة الأمريكية، ولم يوضح عيوب الدولة بصفة عامة، ولم يعطِ نظام الحكم البديل بدل الانظمة القائمة التي اعتبرها دكتاتورية، كما يجد الكاتب أن تشومسكي في بعض الأحيان عندما يقدم نقداَ لا يعطي البديل، فعلى سبيل المثال يرى تشومسكي في العولمة مشروعاً امبريالياً لتصدير القيم الأمريكية، فهو لا يعطيك الحل لتقويض هذا المشروع، وأخير يختم الكاتب هذا الفصل بالقول: “ان العالم اليوم لا يمكنه الرجوع إلى عصر ما بعد العولمة، فما عليه سوى التكيف مع هذه الظروف وتحويلها لصالحه…” (ص136). وفي الفصل الثالث (ص 137-206) الذي حمل عنوان “الإرهاب بين النقد والنقد المضاد” يبحث الكاتب في مواضيع عدة، اذ ينطلق من مفهوم الإرهاب بوجه عام، ومن ثم مفهوم الإرهاب عند تشومسكي، ومن ثم انواع الإرهاب الذي يقسمه الكاتب إلى الإرهاب بالتجزئة والذي يقصد به إرهاب الأفراد والجماعات، والإرهاب الدولي الذي اتخذه تشومسكي موضوعاً لدراسته وكتب الكثير عنه، وأخيراً يتناول الكاتب نقد الموقف العالمي من الإرهاب. واقعاً أجد ان هذا الفصل يعالج قضية من القضايا الفلسفية المهمة وقد اجاد الكاتب في هذا الفصل كما هو الحال مع باقي الفصول، واتفق معه فيما ذكره في أننا بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر، أصبحنا أمام تقسيم جديد للعصور، عصر ما قبل الإرهاب وعصر الإرهاب، اذ استيقظ الأمريكيون والعالم اجمع ذلك اليوم على وقع حادثة العصر، فالإرهاب تحول لظاهرة حازت على اهتمام المثقفين والروائيين والفنانيين والشعراء الذين ترجموا هذه الظاهرة في اعمالهم. لكن في حقيقية الأمر الإرهاب قديم قدم الإنسانية وليس بالظاهرة الجديدة، اذ ظهر في أفعال وسلوكيات متخلفة، اجتمعت كلها اليوم تحت وصف (الإرهاب). ويتناول الكاتب جدلية مفهوم الإرهاب بصورة عامة، ثم ينطلق لبحث وتحليل مفهوم الإرهاب عند تشومسكي. اذ يبدأ الكاتب بعرض صعوبة مسألة وضع تعريف للإرهاب وقد اجاد في ذلك، فالإرهاب لا يوجد تعريف جامع مانع له، سواء في الادبيات السياسية أم في الدراسات الفلسفية أم القانونية، فصعوبة وضع تعريف للإرهاب تواجه الدراسات القانونية ايضاً، فهي مثار خلاف كبير واختلاف في وجهات النظر، اذ نجد اتجاهات ثلاثة بهذا الشأن، فالاتجاة الأول يؤيد وضع تعريف للإرهاب، اذ يجدون في ذلك تسهيل لعملية تحديد الفعل الإرهابي وتمييز الإرهاب عن الجرائم الأخرى. أما الاتجاه الثاني فلا يؤيد وضع تعريف للإرهاب وذلك يعزوُّ إلى: أن ما يعد عملاً ارهابياً في دولة معينة، قد لا يعد كذلك في دولة أخرى. أما الاتجاة الثالث فهم يتخذون موقفاً وسطياً، فهم لا يهملون وضع تعريف للإرهاب كلياً، لكن لا يؤيدون وضع تعريف ذا معنى اكاديمي فيه إسهاب، ويركزون على وضع تعريف للإرهاب من خلال وصف الاعمال المادية التي يمكن ان ينطبق عليها الإرهاب. كما أن بعض فقهاء القانون يجدون في اضفاء الصبغة السياسية على الإرهاب سبباً لإشكالية عدم وجود مفهوم دقيق للإرهاب، اذ ان ذلك يؤدي إلى الخلط بين الجرائم السياسية والجرائم الإرهابية، لأن الاعتبارات السياسية قابلة لشتى التأويلات بينما المفاهيم القانونية يجب أن تكون مستوفية لأكبر قدر من الدقة والتحديد، للوصول لسياسة جزائية سليمة في مجال التجريم والعقاب. عموما يعرف الإرهاب بأنه “استخدام العنف غير القانوني أو التهديد به بأشكاله المختلفة، كما الاغتيال أو التشويه والتعذيب والتخريب والنسف بغية تحقيق هدف سياسي معين”، وعلى الرغم من النقد الموجه لهذا التعريف إلا انه يبقى الاكثر شيوعاً. أما بشأن مفهوم الإرهاب عند تشومسكي، فالكاتب تتبع بدايات كتابات تشومسكي عن ظاهرة الإرهاب، فالأخير بدأ يكتب عن هذه الظاهرة منذ عام 1981 وهي السنة التي تولى فيها (رونالد ريجان) سدة حكم الولايات المتحدة الامريكية، واعلنت إدارته على عجل اهتمامها لمحاربة الإرهاب، ومنذ ذلك الوقت بدأ تشومسكي بتخصيص مؤلفات عديدة عن الإرهاب. والتعريف الذي يستخدمة تشومسكي للإرهاب هو نفسه الذي تستخدمة حكومة الولايات المتحدة الامريكية، التي تعرّفه على أنه “الاستخدام المدروس للعنف، أو التهديد بالعنف لتحقيق أهداف سياسية أو دينية أو أيديولوجية في طبيعتها من خلال الترهيب أو الإكراه او بث الخوف”. ويشير الكاتب من خلال بحثه في كتابات تشومسكي إلى أن الاخير قد اشار إلى أن الولايات المتحدة الامريكية قد اهملت هذا التعريف لاحقاً، بسبب معانيه الواضحة التي تبين وببساطة أن الولايات المتحدة الامريكية دولة إرهابية رائدة، وأن إدارة ريجان كانت منخرطة في إرهاب دولي، لذا كان عليهم تغيير التعريف، والبحث عن تعريف يستبعد الإرهاب الذي تقوم بيه الولات المتحدة الامريكية ضد الاخرين، ويشمل الإرهاب الذي يمارس ضدها. ويوجه تشومسكي قوله للولايات المتحدة الامريكية قائلاً: “كل فرد قلق بشأن الإرهاب، حسناً، هناك طريقة سهله حقاً: توقفوا عن المساهمة فيه، فذلك وحده سوف يقلص عملية الإرهاب في العالم بصورة كبيرة جداً”. (ص148). ويتناول الكاتب فكر تشومسكي بشأن مسألة من هو الأرهابي؟ وعلاقة الإرهاب بالاسلام فهل كل مسلم هو إرهابي؟ وهل كل إرهابي هو مسلم بالضرورة؟ (ص155). ولا يغفل الكاتب نقد وتحليل موقف تشومسكي من حرب الولايات المتحدة الامريكية على العراق. ويتساءل تشومسكي هل المقاومة العراقية تمثل إرهابين غير متحضرين؟ وهل الاستعمال الوحشي لمختلف الاسلحة من قبل الجنود الأمريكيين يمثل الرد على هذا الإرهاب؟ وهل يكون الرد على الإرهاب بإرهاب اكثر منه وحشية؟ ويجد تشومسكي أن الولايات المتحدة لعبت دور (المحرر) و (المبشر) في جريمة العراق، وانتهكت قيماً لطالما شددت عليها وسوقت نفسها كرمز للقيم السياسية الحديثة، ويذكر تشومسكي أن الولايات المتحدة استخدمت وسائل الاعلام في حربها على العراق، وذكرت أن هدف الحرب هو التحرير ونشر ثقافة جديدة تحمل مختلف القيم الامريكية، ومن الطبيعي أن القذائف والصواريخ كانت تضرب المدنيين مثلما تضرب (الثقافة) التي يزعم بوش أنه يوفرها. ويشير تشومسكي ايضاً إلى أن وسائل الاعلام اليوم جزءا من الحدث السياسي بل جزءا من الفكر السياسي المعاصر، وينتقد موقفها في التضليل والتحيز لايديولوجيات معينة، بدل من تنويرها لعقول الجماهير وجعلهم يطلعون على الحقيقة، فوسائل الاعلام لم تركز على الإرهاب الذي يمارس على الشعب الفلسطيني من قبل إسرائيل، كذلك الامر بالنسبة للشعب العراقي. (ص166-171). ويختم الكاتب هذا الفصل الثالث بما توصل إليه من نتائج حول فكر تشومكسي بشأن الإرهاب، اذ يجد أن موقفه بشأن ظاهرة الإرهاب جريء ونقدي، ويشير إلى اصالة تشومسكي في هذا الموضوع من خلال التمييز الذي وضعه بين بعض المفاهيم المتداخلة التي تتقاطع في استغلالها من قبل السلطة اثناء استعمالها في الخطاب السياسي. ويرى الكاتب أن تشومسكي قام باستقراء ظاهرة الإرهاب فقط من واقع السياسة الامريكية، كذلك الحال مع باقي المواضيع،
اذ انصب جل اهتمامه تقريباً على البيئة الامريكية، إلا أنه في الحقيقة ليست الولايات المتحدة هي الدولة المجرمة الوحيدة، وما يمكن قراءته على أفكاره هي نتيجة عدائه للولايات المتحدة لا أكثر. ولا اتفق مع الكاتب بهذا الشأن، اذ أن تشومسكي وفق افكاره التي طرحها بشأن سياسة الولايات المتحدة تلقى كثيراً من التأييد والقبول لانها منطقية، ومن خلال كتاباته والحوارت التي جرت معه، دائما ما يذكر أن الولايات المتحدة الامريكية دولى عظمى، ويشيد بالتقدم الذي حققته دولته لاسيما في مجال حرية التعبير، وربما اراد الكاتب بقوله أن تشومسكي يكن العداء لحكومات الولايات المتحدة المتعاقبة أو لسياسة الولايات المتحدة الامريكية، وليس للولايات المتحدة الامريكية الدولة التي يعتز المفكر تشومسكي بالانتماء لها. والفصل الرابع والأخير (ص207-278) حمل عنوان “الدعاية وصناعة الحقيقة” فقد قسمه الكاتب لثلاثة مباحث، الأول للدعاية وصناعة الجمال، والثاني للدعاية وصناعة الحدث السياسي، والثالث للدعاية والربيع العربي، ويتضمن كل مبحث عناوين فرعية ايضاً. ويجد الكاتب في هذا الفصل أن تشومسكي اهتم بتناول موضوع الاعلام، لأن الرأي العام اليوم يشكل عنصر مهم في المعادلة السياسية، وانصبت دراسة تشومسكي بشكل كبير على الاعلام وعلاقته بالديمقراطية، لأن النظم الديمقراطية أكثر من غيرها في الاستناد على وسائل الدعاية والاعلام، كما يحلل تشومسكي علاقة الاعلام بالشركات الصناعية الكبرى من جهة والحكومة من جهة اخرى فالاخيرة تستغل المنابر الاعلامية للتلاعب بعقول الجماهير وتوجيهها. واخيراً ينهي الكاتب كتابه بخاتمة (ص279-282) تضمنت خلاصة ما توصل إليه من نتائج، وقائمة بالمراجع (ص283-300) وهي قائمة مليئة بالمراجع العربية المهمة بالاضافة الى المراجع الانكليزية العديدة التي كان أغلبها للمفكر نعوم تشومسكي، والتي انفق الكاتب كما يبدو الكثير من الاموال لترجمتها الى العربية، لكون مؤلفات تشومسكي لم تترجم جميعها للغة العربية، وهو جهد واضافة للمكتبة العربية يحسب للكاتب، الذي بذل جهداً مضنياً للوصول الى هذه النتيجة، وهذا ليس بغريب على الكاتب والباحث الدكتور (مصطفى مرشد) الذي نهل العلم من مدارس فكرية مختلفة، فهو حاصل على البكالوريوس في الفلسفة من كلية الآداب – جامعة الموصل، والماجستير في الفسلفة من كلية الآداب – جامعة القاهرة، والدكتوراه في الفلسفة من كلية الآداب – الجامعة المستنصرية. وفي الختام نبارك له هذا المنجز، وبانتظار صدور كتابه القادم عن ذات الدار (دار قناديل للنشر والتوزيع)، الذي يحمل عنوان “الوضع الإنساني السائل المعاصر – دراسة في أطروحات زيجمونت باومان – ” وأصل الكتاب القادم اطروحة دكتوراه نال بها الكاتب درجة الدكتوراه في الفلسفة بتقدير جيد جدا عالي.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب