خاص : ترجمة – آية حسين علي :
ألقت أسوأ أزمة في تاريخ الأكاديمية السويدية، المانحة لـ”جائزة نوبل” في الأدب، بظلالها على تسليم الجائزة لهذا العام، إذ اتفق أعضاء الأكاديمية، وعددهم 18 عضوًا، على تأجيل تسليم جائزة العام الحالي إلى 2019؛ نظرًا للظروف التي تمر بها على خلفية التسريبات والفضائح الجنسية التي طالت أعضاء في الأكاديمية.
وتمنح الأكاديمية السويدية الجائزة، التي تعتبر أقدم وأعظم الجوائز الثقافية، خلال شهر تشرين أول/أكتوبر من كل عام، لكن هذا العام تقرر تأجيلها على أن تقوم بتسليم جائزتين العام المقبل، وفقًا لما أوردته صحيفة (لا بانغوارديا) الإسبانية.
واجتمع الأعضاء، مساء أمس، للتشاور واختيار ما بين تحديد اسم الفائز بالجائزة وتسليمها في موعدها أو تأجيلها إلى العام المقبل؛ واتفقوا على اعتماد القرار الثاني بسبب فضائح الإعتداءات الجنسية المحتملة المتهم بها أعضاء أو مقربين من الأكاديمية، وتعتبر هذه المرة الأولى التي تحجب فيها الجائزة لأسباب تتعلق بالفضائح الجنسية.
الأكاديمية فقدت مصداقيتها..
واعترفت الأكاديمية بأنه يستوجب عليها تسليم الجائزة بشكل سنوي، لكنها ذكرت أنه سُمِح بتأجيلها في عدة مواقف خلال تاريخها، وذكرت المؤسسة أنه “من بين الأسباب التي يمكنها تبرير الاستثناءات هو أن تمر الأكاديمية بظرف خطير للغاية تفقد معه مصداقيتها”.
وتعد هذه أول مرة يمر فيها العام دون أن تُسلَّم الجائزة منذ عام 1943، وتم تأجيلها وقتها بسبب الظروف المحيطة بالحرب العالمية الثانية.
استقالات جماعية..
شهدت الأكاديمية استقالات جماعية على خلفية توجيه اتهامات للمصور، “جان فرود أرنو”، زوج العضوة السابقة، “كاتارينا فروستنسون”، بالإعتداء جنسيًا على 18 إمرأة من بينهن زوجات وبنات أعضاء في الأكاديمية.
وتسببت الاستقالات المتتالية في أزمة خطيرة؛ إذ لا يسمح العدد الحالي بإكتمال النصاب المحدد والذي معه يمكن للأكاديمية إتخاذ قرارات.
وقبل إتخاذ قرار التأجيل، أعرب بعض أعضاء لجنة “نوبل للأدب” و”الأكاديمية السويدية” عن اعتراضهم على التأجيل؛ إذ رأوا أن تسليم الجائزة في موعدها قد يعيد الثقة في المؤسسة ويخفف الجروح التي سببتها الإعتداءات الجنسية والتسريبات الخاصة بأسماء الفائزين التي يعتقد أن لـ”أرنو” يد فيها.
الإعتداءات تمت في شقة تابعة للأكاديمية..
ظهرت الفضيحة أول مرة في، تشرين ثان/نوفمبر من العام الماضي، عندما نشرت دورية (داغنس نيهيتر) السويدية مقالًا عشية تسليم “جائزة نوبل” للروائي البريطاني، “كازوو إيشيغورو”، تضمن شهادات 18 سيدة أكدن تعرضهن لإعتداءات جنسية أو محاولات اغتصاب أو اغتصاب على يد شخصية مشهورة في “ستوكهولم” في الفترة بين 1996 و2017.
لكن بعد أيام نشرت الصحافة اسم هذه الشخصية وكان هو نفسه “أرنو”، وذكرت تفاصيل جديدة من بينها أن الإعتداءات تمت في شقة تابعة للأكاديمية في العاصمة الفرنسية باريس كان قد حصل عليها بسبب عضوية زوجته، وفقًا للضحايا.
وكانت الأكاديمية تقدم مساهمات مالية لـ”أرنو” بسبب قيامه بإدارة قاعة تابعة لها تقام فيها عروض فنية، لكن عقب نشر الشهادات أعلنت الأكاديمية قطع علاقتها بـ”أرنو” بشكل نهائي.
“أرنو” سرب أسماء الفائزين بـ”نوبل”..
وجهت اتهامات للمصور بتسريب أسماء الفائزين بالجائزة، قبل موعدها، واستخدم هذه المعلومات كأداة للضغط على ضحاياه.
وحتى الآن تقتصر أساليب العقاب في الأكاديمية على الحرمان من المشاركة في التصويت أو في الأنشطة التي تجريها، ذلك لأن الإنضمام إلى المؤسسة يستمر مدى الحياة ولا يتم اختيار أعضاء جدد سوى عقب موت أحدهم.
من جانبه، نفى “أرنو” كل الاتهامات الموجهة إليه؛ رغم وجود الحجج والدلائل التي تثبت تورطه في هذه الأعمال غير الأخلاقية، وأكد للصحيفة السويدية أنه بريء تمامًا مما وجه إليه.