28 ديسمبر، 2024 7:30 ص

الفساد وأخترق المعايير .. “لعنة” الشائعات مازالت تطارد الجوائز الأدبية العربية

الفساد وأخترق المعايير .. “لعنة” الشائعات مازالت تطارد الجوائز الأدبية العربية

كتبت – سماح عادل :

كثيراً ما تتعرض الجوائز الأدبية العربية لسهام الشائعات الطائشة في أغلبها والمصيبة في أقلها.. وتدور بعض تلك الشائعات حول إتهامات بالفساد، وعدم الحيادية، ومحاباة الكتاب. مؤخراً تعرضت “جائزة ساويرس الثقافية” المصرية، لحملة شرسة على شبكة التواصل الإجتماعي “فيس بوك”، حينما أدعت فتاة أن أحد أفراد لجنة التحكيم سرب لها النتيجة قبل إعلانها بأسبوعين، مما أعاد الحديث حول نزاهة الجوائز العربية.

أقاويل.. قد تصدق وقد تكذب
الناشر المصري “مدير دار روافد” إسلام عبد المعطي، حصلت إصدارات داره على جائزتين من جوائز ساويرس الثقافية هذا العام، يقول في حديثه لـ(كتابات): “أنا أشجع الكتاب الناشرين في روافد على التقديم في كافة الجوائز، إنطلاقاً من فرضية حياد وموضوعية لجان التحكيم، التي قد تختلف ذائقتها الجمالية، فلا يحدث توافق مع العمل المقدم وهذا طبيعي ووارد.. لا أمتلك أية أدلة على عكس هذا الكلام ولكنها تبقى أقاويل قد تكون صحيحة وقد لا تكون، ولا سبيل أمام قلة المتاح من الجوائز سوى إفتراض الحياد، الجوائز تصنع قيمتها من حياد لجان التحكيم وموضوعيتهم”.

“ذكورية” البوكر
واكب ذلك ايضاً الإعلان عن القائمة الطويلة لـ”جائزة البوكر”، والتي تعد أشهر الجوائز الأدبية العربية في الوقت الحالي “وهي فرع من الجائزة الإنجليزية بدعم إماراتي”، وكثرت الإعتراضات على الجائزة منها إستنكار بعض الكتاب الجزائريين من عدم وصول أية رواية جزائرية إلى قائمة البوكر، رغم وجود أدباء كبار لديهم مثل “رشيد بو جدرة، وواسيني الأعرج”، كما استنكر البعض تكرار نفس أسماء الروايات مع قائمة العام 2016، وأن هناك دور نشر بعينها تفرض وجودها في الترشيحات للجائزة، كما ألمح البعض إلى “ذكورية الجائزة” والتي تختار معظم مرشحينها من الذكور.

نفى الأديب السوداني “أمير تاج السر”، لـ(كتابات)، ما يتردد عن إمكانية التسريبات الخاصة بالجوائز الأدبية العربية، قائلاً: “لا أعتقد أن هناك تسريبات عميقة تحدث.. ربما يكون الأمر توقعات قوية من البعض، يدعون أنها تسريبات وحين تكون الأسماء أو بعضها مطابقاً، يزيد الإعتقاد في موضوع التسريب. وكنت عملت محكماً في جوائز عديدة، وقرأت عن أسماء فازت لم يكن بعضها حتى مشاركاً في المسابقة.. لكن ذلك لا يمنع من أن بعض المحكمين قد يلمحون بأشياء، وتؤخذ بسرعة على أنها تسريبات، لا أعتقد أن هناك سلبيات”.

كما استنكر ايضاً، ما تعرضت له جائزة ساويرس الثقافية لهذا العام من شائعات، الأديب المصري “علاء فرغلي”، والذي فاز بالمركز الأول لجائزة الرواية للشباب في جائزة ساويرس عن روايته “خير الله الجبل” الصادرة عن دار العين، مؤكداً، في تصريحه لـ(كتابات) على: “أن هناك حساب “فيس بوك” وهمي لشخص ما يدعي تسريب النتائج، قمت بعمل حظر له”. موضحاً: “أنه شخص يحمل ضغينة ما للشخص الذي تناوله بتعليقاته حول التسريب، واتضح أن كل إدعاءاته خاطئة والغرض منها الشوشرة”. وأكد على أنه يفضل ألا يتكلم في هذه القصة حتى لا يعطيها قيمة أو وزن.

الجائزة.. وتمويلها
جائزة “كتارا” الأدبية أيضاً، والتي تدعمها دولة قطر، يثار حولها الشائعات خاصة حين يتقدم إليها كتاب مصريون، وذلك بسبب الخلاف السياسي بين قطر ومصر.

يقول الناقد العراقي “عبد الغفار العطوي”: “الجوائز الثقافية العربية ترتبط بغايات وأهداف الجهات التي تمولها”، وهي في معظمها ليست حيادية بشكل كامل.

بينما يوضح الكاتب الروائي المصري “شريف صالح”: “كثير من الجوائز العربية تتعرض للضغوط والتربيطات والتسريبات أيضًا، خصوصًا إذا عُرفت أسماء لجنة التحكيم أو تم تسريبها، وهذا ما حدث مع جائزة ساويرس.. مما دفع الشاعر “عبد المنعم رمضان” للإنسحاب من تحكيمها، وهناك من استغل معرفة اسم أحد الأعضاء للتشهير به ونسبة التسريب إليه، وإن لم تصح شائعات الأسماء المسربة إلا بشكل جزئي، أيضًأ تعاني الجوائز من تكرار أسماء المحكمين أحيانًا، الأزمة الأساسية تتمثل في عدم توفر تقاليد متراكمة عبر سنوات لكل جائزة.. فمعظمها ولدت في السنوات القليلة الماضية.. وتعاني من تكرار وتدوير أسماء الفائزين والمرشحين.. وكأنها قائمة موحدة يتم التناوب بينها.. إعتمادًا على صيت بعض الكتاب”.

والشائعات حول الجوائز أمر قديم.. فقد كانت جائزة “العويس” الإماراتية دوماً مثار جدل، وغالباً ما كان يتهم الفائز بها بتهم كثيرة، ويكون في الوقت نفسه مثار حسد، مثلما حدث مع الكاتب المصري “صنع الله ابراهيم” حين قبل بها ورفض جائزة وزارة الثقافة المصرية منذ سنوات عدة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة