13 أبريل، 2024 9:40 ص
Search
Close this search box.

الفساد السياسي وتأثيره على المؤسسات العامة في الصومال

Facebook
Twitter
LinkedIn

إعداد/ رانيا نادي محمد حسين
تعد قضية الفساد السياسي أحد أهم القضايا التي تهدد أمن واستقرار وتنمية العديد من دول العالم، وبخاصة الدول الإفريقية، والتي تجعلها قابعة في معاناتها على مستويات عدة، وتمتد آثارها لتعيق أي فرص للتقدم والازدهار. وتعد الصومال أحد أهم تلك النماذج التي تدل على حالة التردي والمعاناة الناتج عن تزايد مؤشرات الفساد السياسي لسنوات طويلة مما قضى على فرص الدولة ومقدراتها.

أولاً- تقرير منظمة الشفافية الدولية مؤشر مدركات الفساد

هناك حالة من التصدع والإنهيار التي تعاني منها معظم الدول في القارة السمراء وذلك بسبب تهديدات خاصة بالأمن والاستقرار وكذلك انتشار الهجرة الغير شرعية بها وانتشار الجماعات الارهابية المتطرفة وتعتبر هذه الأسباب من أهم الاسباب التي جعلت الدول الأفريقية في مقدمة مؤشر مدركات الفساد وفقاً لمنظمة الشفافية الدولية ولهذا تعرض هذه الدراسة تقرير منظمة الشفافية الدولية لتوضح أكثر الدول فساداً علي مستوي العالم ومعرفة أهم الأسباب التي أدت إلي ذلك.

1- تعريف بمؤشر مدركات الفساد:

أطلق مؤشر مدركات الفساد لأول مرة عام1995 ليصبح بذلك أحد أهم إصدارات منظمة الشفافية الدولية والتي يوجد مقرها في العاصمة الألمانية برلين وهو من أبرز المؤشرات العالمية لتقييم الفساد في القطاع العام ويعطي المؤشر لمحة سنوية عن الدرجة النسبية لانتشار الفساد من خلال تصنيف البلدان في مختلف انحاء العالم، ويوضح مؤشر مدركات الفساد أنواع الفساد السياسي والاداري وهو ليس حكماً باتاً علي مستويات الفساد لبلدان أو مجتمعات بأكملها أو سياساتها أو نشاط القطاع الخاص فيها.

ويوضح المؤشر الصادر عن منظمة الشفافية الدولية تصنيف حوالي 180دولة وفقاً لمدركات الفساد في قطاعها العام استناداً إلى أراء الخبراء والمسؤولين في مجال الأعمال وذلك حسب مقياس يبدأ من درجة “”0 وينتهي ب”100” حيث أن الدولة التي تحصل علي 0 تكون هي أكثر البلدان فساداً بينما التي تحصل علي 100تكون أكثر البلدان نزاهة، وتوصل المؤشر الصادر عام2017 أن أكثر من ثلثي البلدان قد حصلت علي درجة تقل عن 50نقطة حيث أن متوسط معدل الدرجات بلغ 43 نقطة.

· مظاهر الفساد التي يغطيها مؤشر مدركات الفساد:

يقيس مؤشر مدركات الفساد بعض السلوكيات التي ترتبط بالفساد والتي تتمثل في “الرشوة- اختلاس المال العام- غسيل الاموال- الكسب الغير مشروع- استغلال السلطة لتحقيق مصالح شخصية- المحسوبية في الخدمة العامة” كما يقيس المؤشر بعض البيانات والأليات الموضوعة لمكافحة الفساد منها ” اليات محاسبة المسؤولين الفاسدين- قدرة الحكومة علي تطبيق أليات تعزيز النزاهة- وجود قوانين كافية حول الافصاح المالي- منع تضارب المصالح” ومن ثم تجري عمليات حسابية علي البيانات للوصول إلي المؤشر الذي ينقسم من صفر فاسد جداً إلي 100نضيف جداً، ويعتمد المؤشر علي عدد من المؤسسات والتي تزود منظمة الشفافية الدولية بالمعلومات منها “جامعة كولومبيا- وحدة الاستخبارات الاقتصادية التابعة لمجموعة الايكونمست- بيت الحرية- المعلومات الدولية-المعهد الدولي للتنمية الادارية- لجنة الامم المتحدة الاقتصادية الأفريقية- المنتدي الاقتصادي العالمي- مجموعة مرشانت الدولية- استشارية المخاطر السياسية والاقتصادية- مركز بحوث السوق الدولية”(2).

· الواقع الصومالي في مؤشر مدركات الفساد وفقاً لمنظمة الشفافية الدولية:

يعتبر الفساد ظاهرة عالمية عابرة للحدود استوطنت في كثير من المجتمعات وتحتاج هذه الظاهرة كإشكالية عالمية ودولية إلي أن يتم تحليلها كعمل أولي لإيجاد الحلول المناسبة لها فيما بعد وقد صدر عن منظمة الشفافية الدولية مؤشر مدركات الفساد لعام2017وقد كانت دولة الصومال تتصدر المؤشر بحصولها علي9نقاط وتعتبر وفقاً لذلك هي الدولة الأولي في الفساد عالمياً ويعني ذلك أنها تراجعت عن ترتيبها عام2016 والذي حصلت من خلاله علي10نقاط مما يعني أن هناك تراجع في الدولة الصومالية في قدرتها علي مكافحة الفساد.

ويلخص الشكل التالي ترتيب دولة الصومال في مؤشر مدركات الفساد في السنوات الماضية:

الفساد السياسي وتأثيره
وتعتبر ظاهرة الفساد ظاهرة مركبة تختلط فيها الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية لذلك تتعدد الأسباب الكامنة وراء بروزها وتفشيها في المجتمعات، والمجتمع الصومالي كواحد من دول العالم الثالث فإنه لا يخلو من هذه الظاهرة بل يحتل المراكز الاولي في العالم في مؤشر مدركات الفساد حسب تقرير منظمة الشفافية الدولية لسنوات 2012-2013-2014-2015-2016-2017علي التوالي كما هو موضح بالجدول السابق وبذلك تتصدر الصومال قائمة الدول الأكثر فساداً في العالم ويعتبر ذلك دلالة واضحة علي أن السياسة المتبعة داخل الصومال لا تخدم المصلحة العامة للدولة لكنها مخصصة لخدمة أغراض شخصية.

وهناك بعض العوامل التي تعمل علي تغذية الفساد في الصومال منها تركيز السلطة بيد صناع القرار وهم عملياً غير مسؤولين من الشعب، غياب الديمقراطية، العجز المعلوماتي المتمثل في انعدام الشفافية في المؤسسات الحكومية الخاصة بصنع القرار واحتقار حرية الصحافة وضعف المساءلة، فضلاً عن عدم استخدام معايير الكفاءة في التوظيف واستخدام المحاباة بدلاً من ذلك، وانخفاض رواتب الموظفين الحكوميين، بالإضافة إلي وجود ضعف في سلطة القانون وعدم وجود انتخابات حرة نزيهة وكذلك غياب الرقابة الكافية للحد من الرشوة في الحملات الانتخابية(3).

ومن مظاهر الفساد التي تظهر بشكل واضح في الدولة الصومالية انتشار الرشوة في الانتخابات الرئاسية حيث اتهم بعض مرشحي الرئاسة باستخدام ملايين الدولارات من أموال الحملات الانتخابية في رشوة أعضاء البرلمان للتصويت لهم، كذلك من مظاهر الفساد ايضاً سيطرة حركة الشباب علي بعض مناطق الصراع من بينها البور وبرديري وليغو الواقعة في جنوب ووسط الصومال وذلك عقب انسحاب قوات حفظ السلام التابعة لبعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال(4).

وكذلك منعت حركة الشباب الصحفيين من العمل في المناطق التي تسيطر عليها وواصلت الجماعة اعتقال العاملين في وسائل الأعلام وفي يوليو أقر مجلس الوزراء الصومالي قانوناً قمعياً ينشئ هيئة تنظيمه قانونية وذلك لمراقبة محتوي وسائل الأعلام المطبوعة والمذاعة مما يعني أنه لا حرية للصحافة والأعلام داخل المجتمع الصومالي، ومن مظاهر الفساد أيضاً التي تظهر في الدولة الصومالية سوء استغلال السلطة ومنا ما قام به الرئيس علي عبدالله فرماجو في عزل رئيس المحكمة العليا وتعيين خلفاً له دون توضيح الأسس التي قام عليها ذلك (5)، ومن مظاهر الفساد أيضاً ما يظهر في الجيش الصومالي حيث أظهرت وثائق ارسلتها البعثة الأمريكية في الصومال أن المسؤولين الأمريكيين يشعرون بالإحباط نتيجة لعجز الجيش الصومالي عن توضيح قنوات صرف المساعدات ووضحت الوثائق أن الجيش الصومالي منغمس في الفساد وعاجز عن توفير الغذاء والسلاح والأجور لجنوده رغم تلقيه دعماً ليصل إلي مئات الملايين من الدولارات(6).

وقد وضحت منظمة الشفافية الدولية عند تحليلها لنتائج المؤشر أن هناك علاقة بين حرية الصحافة ونشاط المجتمع المدني وتوصلت إلي أن كل الصحفيين الذين قتلوا تقريباً منذ سنه 2012 قد لقوا حتفهم في بلدان ينتشر فيها الفساد، وقد صرحت المنظمة أن الدول الأكثر فساداً في العالم لم تستطع تحقيق نتائج حقيقية تعكس أرادة الشعوب في بناء أنظمة فعالة تعطي مساحة للمساءلة والمحاسبة وقد جاءت الصومال الأكثر فساداً وذلك بسبب انعدام الاستقرار السياسي والنزاعات الداخلية والحروب وتحديات الارهاب(7).

· تراجع دولة الصومال في محاربة الفساد وفقاً لمؤشر مدركات الفساد العالمي:

الصومال كانت وبشكل دائم في ذيل القائمة خلال السنوات السابقة إلا أنها تحسنت في عام2016 ولكنها سرعان ما تراجعت مرة أخري في عام2017 ومن مظاهر التراجع في مكافحة الفساد دخول الرئيس علي عبدالله فرماجو إلي سدة الحكم ببرنامج سياسي أهم دعائمه مكافحة الفساد المنتشر في أجهزة الدولة ولكن منذ تولي رئيس الوزراء لم تكن الحكومة المشكلة حكومة تكنوقراط قادرة علي محاربة الفساد ومن هنا ظهر أن البرنامج الانتخابي هو مجرد حبر علي ورق، حيث أن الحكومة بعد وصولها للحكم لأكثر من عام لم تستطع تشكيل اللجنة القومية للقضاء علي الفساد ولم تشكل المحكمة الدستورية للبلاد فضلاً عن وجود تعثر في إصلاح النظام القضائي وتطهيره من الفاسدين وكذلك توظيف الجهوية في الحصول علي المناصب المرموقة في الدولة، كما أشار أحد الخبراء في الاقتصاد أن مرتبات مستشاري رئيس الوزراء تفوق ميزانية بعض الوزارات المهمة ومن خلال ذلك توقع الخبراء تراجع قدرة الدولة علي محاربة الفساد مستقبلاً في ظل سيطرة الفساد علي الدولة الصومالية في الوقت الحالي(8).

2-أسباب انتشار الفساد في أرجاء الصومال: (الأسباب السياسية- الاقتصادية)

· الإرث الاستعماري للصومال:

لقد بدأ الغزو الايطالي للصومال منذ عام 1940 ولكنة لم يدم طويلاً حيث أحتلت بريطانيا الصومال في الحرب العالمية الثانية وهزمت ايطاليا وبذلك انتقلت إدارة الصومال إلي وصاية الأمم المتحدة عام 1949 وفي عام 1960 تم تأسيس دولة الصومال الحالية، ولم يعتمد الاستعمار في الصومال علي العمليات العسكرية ولكنة أعتمد علي الاتفاقيات مع سلاطين الصومال والتي كان يتم ابرامها بسبب رغبة سلاطين الصومال في تحقيق مأرب شخصية(9)، وبذلك تحول الصومال الكبير عن طريق الاستعمار إلي مناطق مزقتها ويلات الحروب وسيطرت عليها حكومات قبلية تحكم لصالح القوي الاجنبية بدلاً من كونها تحكم لصالح المصلحة الوطنية(10).

· ضعف الثقافة السياسية:

إن تداول السلطة في الصومال يعتبر من أهم المشاكل السياسية التي دائما تعكر صفوها وذلك لكون الدولة الصومالية نشأت نشأة استعمارية تشجع القبلية السياسية ويعود ذلك إلي الثقافة السياسية الأجنبية والتي تتميز بكونها سياسة فوضوية وقد انقسمت الحركات الوطنية الصومالية إلي شقين أولهما يتبع المنهج الغربي وثانيهما يتبع المنهج الشرقي وقد تمكن الجانب الغربي من هزيمة الجانب الشرقي وتمكن من نشر القبلية والفساد في المجتمع وبسبب ذلك لم يتواجد حتي الأن نموذج واضح في الصومال لتداول السلطة بشكل سلمي وذلك بسبب ارتباط النخب السياسية بالثقافة القبلية وتحقيق الطموحات الشخصية(11).

· الحروب الاهلية:

لقد عانت الصومال من تجربة استعمارية بالغة القسوة وذلك لكونها خضعت إلي الاستعمار من قبل ثلاث قوي متمثلة في (بريطانيا وفرنسا وايطاليا) بالإضافة لسيطرة اثيوبيا علي أقليم “الاوجادين” مما أدي إلي تمزيق دولة الصومال وكان ذلك من أهم الاسباب التي أدت إلي نشوب حرب أهلية وسقوط نظام سياد بري(12).

وقد ظهرت المقاومة ضد نظام محمد سياد بري في ثمانينيات القرن العشرين وقد تمكنت جماعات المعارضة المسلحة من الإطاحة بحكمة عام 1991 ثم بدأت الجماعات المسلحة تتنافس علي النفوذ في ظل غياب السلطة وانتشار الفوضى التي أعقبت الانقلاب ورغم دخول المراقبين الدوليين للأمم المتحدة إلي الصومال عام 1992 ومن بعدها دخول قوات حفظ السلام الدولية فأن ذلك لم يكن قادر علي إيقاف الحروب الاهلية بين الجماعات الصومالية وفي ظل غياب الحكومة المركزية أصبحت الصومال دولة مفككة وفاشلة، وقد انسحبت القوات الخاصة بالأمم المتحدة عام1995 وذلك بعد معانتها من خسائر فادحة علي الاراضي الصومالية ومن ثم عاد حكم الشريعة الاسلامية في معظم المناطق وفي عام 2000تأسست الحكومة الانتقالية الأولي وفي عام 2004 تأسست الحكومة الانتقالية الثانية وفي عام 2005عاد الصراع مجدداً بين القبائل الصومالية وسيطرت بذلك المحاكم الاسلامية علي دولة الصومال بدلاً من إقامة حكومة مركزية موحدة.(13)

· الحروب مع دول الجوار:

اندلعت حرب بين الصومال واثيوبيا بسبب النزاع علي اقليم “أوغادين” بداية من عام1964وحتي عام 1967 وقد قامت الولايات المتحدة الامريكية بدعم اثيوبيا في هذه الحرب في المحافل الدولية كذلك قام الاتحاد السوفيتي سابقاً والصين بدعم الصومال في السلاح والعتاد، وفي عام1977 قامت جبهة تحرير الصومال الغربي بمساعدة القوات الصومالية النظامية بغزو “أوغادين” واحكمت السيطرة علي هذا الاقليم بنسبة 90% وقد كانت الكفة راجحة بالنسبة للصومال في هذا الغزو لكن سرعان ما تدخلت الولايات المتحدة الامريكية وعملت علي دعم اثيوبيا مما أجبر محمد سياد بري علي وقف القتال.(14)

ولم ينتهي النزاع بين الدولتين ولكنه مازال ممتد حيث أنه حدث قتال بين بعض القبائل الصومالية وقبيلة “الأورومو” الاثيوبية في سبتمبر عام2017 وقد أدي ذلك وفاة ما لا يقل عن 32 جندي صومالي(15)، كذلك ذكر في أحد المواقع الاخبارية “رويترز” أن جنود أثيوبيين تبادلوا أطلاق النار مع أفراد من قوات الأمن التابعة للجيش الصومالي وذلك عقب محاولة السلطة المركزية اعتقال مسؤولين بالإقليم في أغسطس 2018(16).

هناك ايضاً مشاكل حدودية بين الصومال وكينيا بسبب النزاع علي الحدود البحرية والتي بدأت في عهد الرئيس شريف شيخ أحمد والذي أدي إلي تدخل القوات الكينية إلي الصومال في عام 2011 للتأثير علي الصومال سياسياً وأمنياً لكي تتمكن من تحقيق أطماعها الاقتصادية التي تتمثل في الحصول علي الثروة السمكية وكذلك الحصول علي النفط وقد توجهت الصومال إلي الدولة الكينية لكي تتمكن من حل المشكلة بالطرق الدبلوماسية ودون اللجوء للمنظمات الدولية لكن أعلنت الحكومة الصومالية فشل المفاوضات مع الدولة الكينية ومن ثم اتجهت إلي محكمة العدل الدولية بتقديم شكوي للفصل في النزاع الحادث بين البلدين في عام 2014(17).

· النزاع الداخلي على السلطة:

لقد بدأت أزمة الصومال مع تولي سياد بري مقاليد الحكم حيث أنه في بداية حكمة عمل علي إبعاد رئيس الوزراء الشمالي عن الحكم وبعد تولية الحكم بعام واحد أعلن تحويل نظام حكم الدولة إلي النظام الاشتراكي وعمل علي تأميم معظم الانشطة الاقتصادية بالدولة وعمل علي حكم البلاد بيد من حديد وقتل الكثير من أبناء الشمال مما أثار غضب الشعب ضدة وازدادت المعارضة ضدة لدرجة لم تبلغها من قبل عام1981 وأخذت بعداً عسكرياً وسياسياً ونجحت في السيطرة علي 80% من المناطق الشمالية خاصة المدن الكبرى وتفاقمت الأزمة مع تأسيس حركة جنوب الصومال علي يد محمد فارح عيديد عام 1989ليسقط بذلك نظام محمد سياد بري وتنزلق البلاد إلي حرب اهلية واعلنت أرض الصومال انفصالها واتجهت باقي البلاد الصومالية إلي الصراع الداخلي(18).

وكذلك من مظاهر الصراع علي السلطة ما قام به رئيس البرلمان الصومالي وهو أنه تقدم بطلب الاستقالة من المجلس في ابريل 2018 وقد ذكر موقع “صوت أمريكا” أن حدث ذلك عقب 3اسابيع من النزاع علي السلطة بين رئيس الوزراء الأثيوبي ورئيس البرلمان(19).

· التدخل الدولي:

· أولا التدخل الامريكي في الصومال وقد بدأت الحملة الامريكية في عام 1993 بقوة يبلغ عددها 30ألف جندي بالإضافة إلي مشاركة قوات دولية تابعة للأمم المتحدة وقد انسحبت الولايات المتحدة الامريكية من الصومال خلال 6 أشهر وذلك نظراً للخسائر التي تكبدها الدولة الامريكية حين ذاك(20) وقد كان من أهم الاسباب التي دفعت الولايات المتحدة الامريكية إلي الدخول إلي الصومال الموقع المتميز الخاص بالدولة الصومالية حيث أنها تطل علي مضيق باب المندب ويشكل ذلك منفذ جنوبي للبحر الأحمر كما أن ذلك يعني التحكم في حركة السفن التجارية القادمة من وإلي الخليج بالإضافة إلي قربة من الآبار النفطية الخاصة بالشرق الاوسط(21).

· التدخل الإثيوبي في الصومال وقد كان ذلك عقب انهيار الحكومة المركزية التي كان يتزعمها محمد سياد بري وعندها اصبحت الحدود الصومالية مفتوحة أمام التدخلات الأثيوبية ففي 19أكتوبر1991 دخلت القوات الاثيوبية إلي الصومال وتمكنت من السيطرة علي مدينة لوق وفي يونيو1999 سيطرت علي مدينة بيدوا ومن خلال ذلك نري أن المستفيد الأكبر من زوال دولة الصومال هي الدولة الاثيوبية ولذلك فأنها تبذل كافة جهودها لإجهاض أي عملية تنموية في الدولة الصومالية(22).

· كذلك التدخل الإثيوبي في الصومال من خلال المشاركة في عمليات حفظ السلام ففي 23ديسمبر 2014أعلنت أثيوبيا عن استعدادها لنشر قواتها ضمن قوات حفظ السلام داخل الصومال وذلك لتعويض انسحاب القوات السيراليونية من الصومال والتي لم ترسل قواتها خوفاً من فيروس “الايبولا” وذلك بعد موافقة مجلس الأمن علي التدخل الأثيوبي، وفي 16سبتمبر 2015أعلنت أثيوبيا أنها قامت بنشر 600 جندي أثيوبي ضمن قوات حفظ السلام الإفريقية “أميصوم” لتصل بذلك عدد القوات الإثيوبية داخل الصومال إلي 12الف جندي(23).

· قد شهدت العلاقات التركية الصومالية تقارباً ملحوظاً خاصة في الآونة الاخيرة وقد توج هذا التقارب من خلال افتتاح الرئيس التركي رجب طيب اردوغان للقاعدة العسكرية التركية جنوبي مقديشيو في سبتمبر2017 وتعتبر ثاني قاعدة عسكرية لتركيا خارج حدودها ولإنشاء القاعدة العسكرية عدة أهداف منها الأهداف المعلنة والمتمثلة في تدريب الجنود والضباط الصوماليين من أجل بناء القوات المسلحة الصومالية وكذلك مواجهة حركة شباب المجاهدين المتطرفة ومن الأهداف الغير معلنة تعزيز نفوذها العسكري داخل القرن الإفريقي وإيجاد موطئ قدم لها وسط القوات العظمي فضلاً عن فتح أسواق جديدة أمام صناعاتها الدفاعية(24).

· الفساد الانتخابي:

وفي عام 2017 انتخب البرلمان الصومالي الذي يمثل جميع مناطق الصومال الرئيس “محمد عبدالله فرماجو” وقد تم اتهام بعض مرشحي الرئاسة باستخدام ملايين الدولارات من اموال الحملات الانتخابية لرشوة اعضاء البرلمان لكي يعملوا علي التصويت لهم وقد انتخب اعضاء البرلمان وفقاً لنظام يعطي الشيوخ المنتمين للقبائل الأربع الرئيسية صوتاً كاملاً والشيوخ من عشائر الأقليات نصف صوت وأدي هذا النظام إلي حرمان الشباب والنساء والرجال من عشائر الأقليات من الإدلاء بأصواتهم(25).

· توتر العلاقات الخارجية للدولة:

حدث تراجع في العلاقات الصومالية الإماراتية بعد إلغاء الصومال في 2/3/2018 لعقد تشغيل ميناء بربرة بين أرض الصومال وشركة موانئ دبي العالمية وذلك عقب يوم واحد من توقيع الاتفاق(26). علاوة على توتر العلاقات الصومالية الكينية؛ حيث من أبرز التطورات التي طرأت علي هذه العلاقات قيام كينيا ببناء جدار عازل علي طول حدودها مع الصومال منذ عام2015 ويمتد هذا الجدار من المحيط الهندي إلي المدينة “مانديرا” حيث تلتقي كل من كينيا والصومال مع أثيوبيا واعلنت الحكومة الكينية أن بناء هذا الجدار هو ضمن سلسلة أمنية لمكافحة التطرف وذلك عقب الهجوم الذي قامت به حركة شباب المجاهدين الصومالية علي جامعة “جاريسا” شمال شرق البلاد(27).

· الهجمات الإرهابية:

تعتبر دولة الصومال من أكثر دول القارة السمراء التي ينتشر فيها الارهاب بسبب تواجد أخطر ثلاث تنظيمات ارهابية فيها هم حركة الشباب الصومالية وتنظيم القاعدة و داعش ولهذا السبب تتعرض للعديد من الهجمات والتفجيرات الارهابية وتهدد كذلك استقرار جيرانها .

أبرز التفجيرات الارهابية الحادثة داخل الدولة:

1. تفجير ملعب كرة قدم: وحدث ذلك في 13ابريل2018 حيث زرعت حركة الشباب الصومالية قنبلة داخل أحد الملاعب الخاصة بكرة القدم المتواجدة جنوب الصومال.

2. تفجيرا مقديشو: حدث ذلك في 23فبراير2018 وقد استهدافا التفجيرين العاصمة الصومالية مقديشيو وقد قامت بالتفجير حركة الشباب المجاهدين المحسوبة علي تنظيم القاعدة.

3. وفي 14أكتوبر2017 حملت الحكومة الصومالية حركة الشباب مسئولية الهجوم باستخدام شاحنة مفخخة في وسط مقديشيو(28).

4. قامت حركة الشباب الصومالية الارهابية بهجوم ارهابي استهدف قوات عسكرية تابعة للقوات الكينية العاملة ضمن قوات الاتحاد الافريقي جنوبي الصومال وذلك يوم 5يوليو(29) 2018.

الفساد الاقتصادي داخل الصومال:

صرح الخبير الاقتصادي الصومالي “يحيي عامر” أن الاقتصاد الصومالي اليوم شبة منهار وذلك بسبب الفساد والاضطرابات السياسية والأمنية المنتشرة داخل الدولة التي تعرقل أي خطة سياسية فضلاً أن الخطط الاقتصادية للحكومة الفيدرالية تبدو ضبابية وغير دقيقة ووضح كذلك هبوط معدل الناتج المحلي الاجمالي ما بين عامي2016-2017 حيث كان في 2016 حوالي 2.4بينما تراجع في 2017إلي 1.8 وسجل معدل التضخم حوالي 5% بالإضافة الي ارتفاع تكاليف المعيشية إلي الحد الذي يفوق قدرة الكثير من المواطنين الصوماليين، ولم يحدث أي تحسن في عهد “فرماجو” بل ازداد الحال سوء حيث وصلت نسبة البطالة إلي 67% وارتفعت نسبة الفقر إلي حوالي80% وفقاً لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي(30)، كذلك يعتمد الاقتصاد الصومالي علي المعونات حتي أصبحت الدبلوماسية الصومالية تسمي بدبلوماسية المعونات ولم يكن لتلك المعونات أي أثر يذكر في تنمية الاقتصاد الصومالي وذلك بسبب وجود الأسباب التالية أولهما سيطرة المسئولين الصوماليين واستغلالها في شراء أصوات المواطنين خلال الانتخابات الرئاسية وثانيهما استخدام الدول المانحة للمعونات كأدوات للضغط علي الحكومة الصومالية وبالتالي لم تكن ذات طبيعة منتظمة.

كذلك تشكل الديون الكبيرة التي يعجز الصومال عن تسديدها عبئاً إضافياً علي الاقتصاد في الوقت الذي يحاول فيه صندوق النقد الدولي تكثيف جهوده لتخفيف أعباء المديونية البالغة 340 مليار دولار وفقاً لعام2017 لمصلحة المؤسسة الدولية(31).

ونظراً لانتشار الفساد الاقتصادي في الصومال فأن ذلك يعمل علي الحد من النمو الاقتصادي خاصة مع انعدام المؤسسات المنظمة للقطاع المالي وعجز البلاد عن جذب الاستثمار وكذلك فرار رؤوس الاموال إلي الخارج علي المستويين الاقليمي مثل كينيا وعربياً مثل الإمارات العربية المتحدة، وقد بلغ التعداد السكاني وفقاً لتقديرات 2016 حوالي12مليون ويبلغ مستوي دخل الفرد حوالي 400دولار سنوياً مما يؤكد ما قالة وزير التخطيط وجود حوالي 75% من سكان البلاد تحت خط الفقر فضلاً عن ازدياد معدل البطالة في بلد غالبية سكانه من فئه الشباب وتواجه معظم الخطط الاقتصادية عقبات مالية وسياسية في بعض المناطق وعقبات أمنية في أماكن أخرى(32).

ثانياً- تأثير انتشار الفساد علي المؤسسات العامة للدولة:

· فساد مؤسسة الرئاسة:

ورد في أحد التقارير الدولية أن الرئيس شريف شيخ أحمد قام باختلاس 3ملايين دولار منحت لوكالة الأمن القومي وأشار التقرير أن ذلك المبلغ ذهب لأحد أفراد عشيرة الرئيس وهو من المتجنسين بالجنسية الكينية عباس شيخ محمد جمعالي وهو يعتبر الموفر الأول للمؤن الغذائية لقوات الأمن الصومالية، كما كشف التقرير عن إنفاق الرئيس ملايين من الدولارات في رحلاته فضلاً عن إنفاق غير اعتيادي لمكتبة(33).

· فساد مؤسسة رئاسة الوزراء:

اتهمت أحد التقارير الدولية رئيس الوزراء الصومالي “عبدالولي محمد علي” بالفساد وذلك بسبب تدخله في عمل أدراه الجمارك لعمل إعفاءات ضريبية لأحد الشركات الخاصة وافراد أخرين بحجة توفيرهم خدمات للدولة وذلك وفقاً لرسائل ومكالمات قد حصلت عليها اللجنة الدولية، كما اتهم التقرير حكومة “عبدالولي” بسوء الإدارة وذلك بسبب أن الأنفاق علي مكتب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان بلغ حوالي12.6مليون دولار في حين انفقت جميع المكاتب والوزارات الحكومية 15.4مليون دولار(34).

· فساد السفارة الصومالية:

ذكر تقرير دولي صادر عن لجنة تابعة للأمم المتحدة أن السفارة الصومالية في نيروبي نهبت أموالاً كبيرة في الفترة من يناير 2014إلي ابريل2015 وذلك في الفترة التي كان بها “محمد علي امريكو” سفيرا في نيروبي، وأشار التقرير أن السفارة الصومالية أصدرت جوازات سفر صومالية ل7500 شخص وأخذت منهم مبلغاً يصل إلي 96الف و836 دولار وأن منهم جزء قد وقع في البنك المركزي الصومالي وأن جزء أخر مازال مجهول المكان(35).

· فساد المؤسسات المالية:

لا تخضع المؤسسات المالية الصومالية إلي قوانين صارمة وشفافة في معرفة الإيرادات والصادرات وكيفية أتخاذ القرار في الصرف والتمويل وذلك لكون الصومال لا يوجد بها مؤسسات رقابية فعالة كذلك لا يوجد محاكم لها القدرة علي الفصل في قضايا الفساد المالي والاداري والسياسي(36)، فضلاً عن تسامح المسؤولين الحكوميين مع الأنشطة الغير مشروعة مقابل بعض الرشاوي وتساعد المؤسسات المختلة في الصومال علي تسهيل بيئة من انعدام القانون ويؤدي غياب الإطار التنظيمي إلي إعاقة إمكانيات التنافس الاقتصادي وتقوم الأعمال علي شبكات المحسوبية وتهيمن الاحتكارات الضيقة علي السوق وتشارك النخب الحاكمة بشكل مستمر في اختلاس الأموال العامة من خزائن الصومال.

· فساد المؤسسات القضائية:

حيث تخضع المؤسسات القضائية للتدخل السياسي وتعاني من انتشار الفساد بها علي مستويات عالية مما يجعلها غير فعالة حيث أن المحاكم المدنية من الناحية العملية لا تعمل وذلك بسبب سيطرة القوانين العرفية علي جوانب الحياة الصومالية كذلك لا تحترم السلطات الصومالية اوامر المحكمة(37).

· فساد الشرطة:

ينتشر الفساد داخل جهاز الأمن الصومالي وكذلك القدرة علي الإفلات من العقاب ينتشر علي نطاق واسع ولذلك تكون المؤسسات الشرطية غير فعالة في الدولة الصومالية حيث أن الشركات الصومالية لا تقدر علي حماية نفسها عن طريق الشرطة ولكنها تلجأ إلي الجماعات العنيفة أو أنها تقوم بتسليح نفسها ضد التهديدات، وقد تم مؤخراً إلقاء القبض علي28شرطياً بتهمة الاشتراك في الفساد وتم ذلك في عام 2018.(38)

· فساد الضرائب:

حيث لا توجد إدارة للضرائب في الصومال حيث أن معظم الشركات الصومالية في القطاع الغير رسمي وبالتالي لا تخضع للضرائب وتفتقر الحكومة الصومالية إلي القدرة علي جمع الضرائب والتحكم في أراضي الدولة والتي تخضع أجزاء منها لجماعات متمردة(39).

· فساد الجيش:

تعاني الدولة الصومالية من غياب جيش فعال قادر علي إعادة تماسك البلاد وفرض الأمن حيث يعاني الجيش الصومالي ضعفاً شديداً حيث أنه لا يمتلك مقومات الجيوش الوطنية سواء من حيث التسلح أو التنظيم، فضلاً عن معاناته من الصراعات القبلية الداخلية؛ حيث أن معظم أفراد الجيش ينتمون إلي قبيلتي “الهويه” و” الدارود” واللتين تتنافسان علي السيطرة علي مناصب الجيش(40)، ويعتبر الجيش من أكثر الملفات الصومالية فساداً؛ وذلك لكون الجيش يعاني من تدني التأهيل والتحديث والمعدات والتدريب، ولذلك أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية في نهاية العام الماضي 2017تعليق المساعدات المالية للجيش الصومالي بسبب انتشار الفساد وإهدار الملايين من الدولارات في غير أماكنها(41).

· فساد وزارة التربية والتعليم:

حيث قام رئيس لجنة الشئون الاجتماعية في البرلمان الصومالي بإدانة وزير التعليم وذلك بسبب بيع مدرسة 20 ديسمبر الابتدائية التي يوجد مقرها في العاصمة مقديشو وقد ذكرت بعض المواقع الاخبارية الكينية منها موقع”STAR F M” أنه قد تم بيع المدرسة إلي أحد أصدقاء الوزير وبرغم من ذلك رفض معظم أعضاء البرلمان توجيه أية أسئلة للوزير(42).

ثالثاً- سبل مواجهة الفساد داخل الصومال:

ونظراً للفساد المنتشر في الدولة الصومالية كان لابد من البحث عن الطرق التي يتم من خلالها القضاء علي هذا الفساد ومن هذه الطرق العمل علي إنشاء صومال فيدرالي قادر علي احترام جميع الأطراف مما يؤدي إلي السلام والاستقرار، كذلك العمل علي إنشاء مؤسسات أمنية خاضعة للمسألة وقادرة علي توفير الأمن والسلامة للمواطنين، كذلك إنشاء مؤسسات قضائية قادرة علي تلبية حاجات الشعب الصومالي، والعمل علي الرقي بالمجال الاقتصادي وتعزيز سبل العيش وخلق فرص عمل وتحقيق النمو علي قطاع واسع، تقديم الخدمات بشكل عادل للمواطنين ودعم المصالحة الوطنية بين جميع مناطق الصومال(43).

كذلك يجب اقتلاع جذور الإرهاب للحفاظ علي أمن الدولة الصومالية واستقرارها من خلال بناء أدارة إقليمية قادرة علي تطهير المناطق الصومالية من حركة الشباب المجاهدين والعمل علي حرمان الحركة من التوسع في العمليات الانتحارية التي تعيق سلامه الدولة وسلامة أراضيها(44)، وكذلك الشروع في بدء التسوية السياسية والتي تشمل الحكومة الاتحادية والحكومات الاقليمية وجميع فصائل المعارضة وأن يتم من خلالها الاتفاق علي كيفية الحكم وتحديد دور قوات الأمن في البلاد(45).

فضلاً عن أن إقامة دولة الصومال من جديد لابد لها من أسس وقواعد ودولة الصومال بمفردها غير قادرة علي بناء الدولة بالشكل الكفء ولذلك لابد من تقديم المساعدة لها من قبل المجتمع سواء كان ذلك علي المستوي الاقليمي أو علي المستوي الدولي ومن السبل التي يمكن من خلالها مساعدة دولة الصومال هي تقديم الدعم لتحقيق التسوية السياسية الشاملة والعمل علي التوفيق بين الحكومة الاتحادية والاقليمية بشأن الإطار الدستوري ونظام الحكم، إعادة بناء الجيش وقوات الأمن الصومالية لأن ذلك يعتبر ضرورة خاصة بعد صدور قرار مجلس السلم والأمن الأفريقي في يوليو 2016بوضع خطة لانسحاب “اميصوم” من الصومال وقد بدأ ذلك في نهاية 2017 وذلك تمهيداً للانسحاب بشكل كلي عام2020 وترك أدراه البلاد للجيش الصومالي، والعمل علي تقديم الدعم للحكومة في بناء الأجهزة والقطاعات التي تعمل علي مواجهة الكوارث والحالات الطارئة، والعمل علي تقديم التعويضات للمتضررين من الصراع وإعادة توطين أكثر من نصف مليون من اللاجئين الذين يعانون من التشتت في كل من كينيا وأثيوبيا واليمن(46).

رابعاً- سيناريوهات مستقبلية للمشهد الصومالي

هناك العديد من السيناريوهات المطروحة في الوضع الخاص بالصومال/ وأهمها:

1- إعادة بناء الدولة الصومالية مرة أخري:

تحاول الحكومة الصومالية في الآونة الأخيرة بذل قصاري جهدها للعمل علي إعادة بناء الدولة الصومالية وذلك من خلال عدة مجالات منها تحسين العلاقات مع دول الجوار ومنها إريتريا حيث وقعت الصومال وإريتريا اتفاقية لإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين وقد تم ذلك في يوليو عام 2018(47).

كذلك يتضح للباحث تحسن العلاقات مع دول الجوار الصومالية من خلال زيارة وزير الخارجية الاثيوبي ونظيرة الإرتيري إلي الصومال في أكتوبر2018 وعقب وصولهما توجه الوزيران إلي القصر الرئاسي في العاصمة مقديشيو ومن المقرر لتلك الزيارة العمل علي توسيع علاقات التعاون بين البلدان الثلاثة إلي جانب تناول بعض القضايا ذات الطابع الإقليمي أو الدولي المشترك وتأتي هذه الزيارة عقب مصالحات تاريخية أبرمتها البلدان الثلاثة فيما بينها خلال الشهور الماضية(48).

كما تعمل الحكومة الجديدة جاهدة للقضاء علي الفساد المنتشر في الدولة ومن أهم الأدلة علي ذلك أن قام رئيس الوزراء الصومالي بإيقاف نائب وزير التجارة والصناعة عن العمل وقد كان ذلك تنفيذاً لطلب مكتب الادعاء الوطني وذلك في أكتوبر2018(49).

بالإضافة إلي محاولات الدولة المتكررة للنهوض بالمستوي الثقافي للمواطنين وذلك من خلال افتتاح معرض الكتاب الدولي “هرجيسا” وقد تم عرض مجموعة من الكتب المستعارة التي جذبت ما يقارب من 200زائر وقد تم ذلك في عام2018(50).

بالإضافة للجهود الخاصة للحكومة الصومالية إلي إعادة بناء الدولة يوجد هناك بعض الجهود الدولية التي تدعم إعادة بناء الدولة الصومالية ومنها إعلان الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي “فيديريكا موجيرني” عن تخصيص مبلغ يصل إلي 200مليون يورو لتعزيز الاستقرار والتنمية في الصومال، وشهدت بعض الأطراف الدولية والأمم المتحدة أن هناك تقدم يحدث في الدولة الصومالية وذلك منذ مؤتمر لندن عام2017 وقد تم ذلك التصريح في عام2018(51).

ومن خلال ما سبق ذكرة يري الباحث أن الدولة الصومالية في تطور مستمر حيث أنها تحاول جاهدة للقضاء علي الفساد المستشري في الدولة ويساعدها في ذلك المجتمع الدولي بكافة أطيافه.

2- بقاء الدولة الصومالية غير مستقرة كما هي الأن:

صدرت تقارير في العام الماضي2017عن الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي حيث وصفت التقارير الجيش الصومالي أنه قوة هشة تعاني من ضعف شديد في القيادة والسيطرة وصرحت تلك التقارير أن الجيش الصومالي لابد من أن يطور نفسة بدرجة كبيرة خلال فترة قليلة لأن عملية تطويره متأخرة عن الجدول الزمني لذلك(52).

ولذلك فمن المتوقع مستقبلاً أن تتراجع الأحوال الأمنية الصومالية مستقبلاً وذلك لتضائل قدرة الجيش الصومالي في القضاء علي حركة الشباب المجاهدين الإرهابية وكذلك بسبب نقص أفراد الجيش الصومالي حيث أن عددهم حوالي20الف جندي مقارنة بمساحة الدولة وامتداد سواحلها كذلك يعاني الجيش الصومالي من قصور تدريبي وتسلحي(53).

وكذلك يذكر أن حركة الشباب الصومالية المرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي تنشط في الصومال منذ عام2004 ومنذ تأسيسها تسعي جاهدة لإسقاط الحكومة المركزية في مقديشيو وتشن هجمات ضد المواقع الحكومية ومنشآت تابعة للمنظمات الدولية وقوات حفظ السلام للاتحاد الافريقي(54).

ونظراً للأسباب السابقة يري الباحث أن الجيش الصومالي مازال ضعيف غير قادر علي القضاء علي حركة الشباب الصومالية وهذه الحركة تعمل جاهدة علي القضاء علي الحكومة الصومالية ونظراً لذلك من المتوقع بقاء الحال كما هو من تردي الأوضاع السياسية والأمنية داخل الدولة الصومالية.

3- تزايد الإرهاب وتراجع الحالة الأمنية للدولة الصومالية:

أصبحت الأوضاع الأمنية والسياسية تتجه إلي مزيد من التراجع في المستقبل وذلك بسبب تضائل احتمالات القدرة علي إيقاف حركة الشباب المجاهدين نظراً لكونها تتوسع في القيام بالعمليات الانتحارية منذ عام 2017 وحتى 2018(55)، ومن أهم الهجمات الإرهابية التي قامت بها حركة الشباب الصومالية مؤخراً ما يلي:

أولاً تصريح من الشرطة الصومالية بوفاة 3اشخاص علي الأقل عندما قام شخصان بتفجير أنفسهم وتعتقد الحكومة الصومالية أن هؤلاء انتحاريين وقد تم ذلك في مدينة “بيدوة” بجنوب الصومال في أكتوبر2018(56).

ثانياً تصريح حركة الشباب المتطرفة أنها قامت بهجوم أدي إلي مقتل5 جنود من الجيش الكيني ببلدة “لامو” الواقعة علي الساحل الشمالي لكينيا ودائماً تعمل حركة الشباب الصومالية علي الهجوم علي القوات الكينية التي تشارك في قوات بعثة الاتحاد الافريقي العاملة في الصومال” اميصوم” وقد تم ذلك في أغسطس2018. (57)

ثالثاً لقي شخصان علي الأقل مصرعهما في حادثين متفرقين وذلك برصاص مسلحين ينتمون إلي حركة الشباب الصومالية وتم ذلك في العاصمة مقديشيو، كما تم حادث مماثل في العاصمة حيث قامت حركة الشباب المتطرفة بقتل رجل مسن بتهمة أنه يتجسس لحساب وكالة الاستخبارات والأمن الوطنية الصومالية(58).

ومما سبق يري الباحث أن حركة الشباب المجاهدين المتطرفة في الصومال تزداد في عدد العمليات الانتحارية كذلك الهجمات الارهابية سواء كان ذلك علي قوات الجيش الخاصة ببعثة الاتحاد الافريقي أو علي المدنيين في الدولة ولذلك يري الباحث أن تمدد حركة الشباب الصومالية يعمل كعائق أساسي في طريق بناء الدولة الصومالية مما يؤدي إلي مزيد من التراجع في المستقبل المنظور.

ومن خلال السيناريوهات السابق ذكرها يرجح الباحث السيناريو الأول وذلك لأن الصومال تعمل جاهدة علي القضاء علي الفساد داخل كافة ربوع الدولة وكذلك تعمل علي تحسين العلاقات مع دول الجوار لكسب ودتهم كذلك تعمل علي كسب تعاطف المجتمع الدولي لكي يعمل علي امدادهم بالأموال اللازمة لعملية التنمية ولذلك يري الباحث أن دولة الصومال في حالة تطور مستمر.

الهوامش

(1) – عبد الوهاب علي مؤمن، ظاهرة الفساد في المجتمع الصومالي “الجزء الاول”، مركز مقديشو للبحوث والدراسات، تم النشر في 30/9/2013ـ تم رؤيته في 23/9/2018، لمعرفة المزيد أنظر الموقع التالي http://mogadishucenter.com/2013/09/ .

(2) ……، قراءة حول ترتيب ليبيا في مؤشر مدركات الفساد لعام2017، المغاربي للدراسات والتحليل، تم النشر في 27/2/2018، تم رؤيته في 22/11/2018.

(3) -عبد الوهاب علي مؤمن، ظاهرة الفساد في المجتمع الصومالي(الجزء الاول)، مركز مقديشيو للبحوث والدراسات، تم النشر في 30/9/2013، تم رؤيته في 22/11/2018.

(4) – التقرير السنوي الصادر عن منظمة العفو الدولية ، الصومال (2017-2018).

(5)-……، نائب يتهم الرئيس الصومالي بسوء استغلال السلطة، موقع الصومال الجديد، تم النشر في نوفمبر2018، تم رؤيته في 24/11/2018.

(6)-كاثرين هوريلد، حصري- الجيش الامريكي يوقف مساعدات للجيش الصومالي وسط مزاعم فساد، رويترز، تم النشر في1/12/2017، تم رؤيته في24/11/2018.

(7)-……..، ما الدول العربية “الأكثر فساداً” ؟، عربية سكاي نيوز، تم النشر في25/1/2017، تم رؤيته في24/11/2018.

(8) -……..، تراجع الصومال في مؤشر مدركات الفساد صفعة عار علي الحكومة، الصومال الجديد، تم النشر في 9/3/2018، تم رؤيته في 22/11/2018.

(9) – عبير حسين، إرث الاستعمار الغربي في الصومال ذاكرة تأبي النسيان، موقع مقديشو أون لاين، تم النشر في 3/8/2017، تم رؤيته في 24/9/2018، للمزيد أنظر الموقع التالي muqdishoonline.com

(10) – عادل صديق، مأساة الصومال .. حصاد القهر والحروب والكوارث، موقع المنارة، نشر في 12/2017، تم رؤيته في 24/9/2018، للمزيد أنظر الموقع التاليmanara1961.blogspot.com.

(11)-عبد القادر معلم محمد جيدي، أزمة الصومال. إشكالية الدولة وأفاق البناء، رسالة دكتوراه، مجلة دراسات افريقية، عدد 45، تم النشر عام 2011.

(12) -بان غانم الصايغ، الحرب الاهلية في الصومال وجهود المصالحة الوطنية، مجلة كلية التربية والعلم، مجلد16، العدد1، تم النشر عام 2009.

(13)- أحمد علو، جرح افريقيا المنسي الصومال بلد عربي أخر تكاد تقتله الموارد والأطماع، العدد383، يونيو2017، تم رؤيته في 24/9/2018، للمزيد أنظر الموقع التاليwww.lebarmy.gov.ib.

(14) – ……، النزاع الحدودي بين الصومال واثيوبيا.. الاسباب والنتائج، موقع الصومال الجديد، تم النشر في 2/2018، تم رؤيته في 24/9/2018، للمزيد أنطر الموقع التاليhttp://alsomal.net.

(15) -سارة كيرة، مقتل 32 شخصا من الأورومو في اشتباكات حدودية مع الصومال، تم النشر في 14/9/2017، تم رؤيته في 17/10/2018، للمزيد أنظر الموقع التاليhttps://m.youm7.com/2017/9/14/3411868.

(16) -……..، اشتباكات بين الجيش الإثيوبي وقوات محلية بالإقليم الصومالي في إثيوبيا، موقع ايرو نيوز، تم النشر في 4/8/2018، تم رؤيته في 17/10/2018، للمزيد أنظر الموقع التاليhttps://Arabic.euronews.com/2018/8/4/clashes-between-ethiopean-army-and-local-forces-in-somali-region.

(17)-……، قراءة في قضية النزاع الحدودي البحري بين الصومال وكينيا، مركز مقديشيو للبحوث والدراسات، تم النشر في 20/7/2015، تم رؤيته في 16/10/2018.

(18) ايمن حسين، صراع السلطة في الصومال دمية يمسك بخيوطها الجيران، الأزمة الصومالية ودول الجوار(4-4)، تم النشر في20/12/2008، تم رؤيته في 24/9/2018، للمزيد أنظر الموقع التاليhttp://main.islammessage.com.

(19) …….، استقالة محمد عثمان الجواري رئيس برلمان الصومال، اليوم السابع سيناء2018، تم النشر في 10/4/2018، تم رؤيته في 17/10/2018، للمزيد أنظر الموقع التاليhttps://m.youm7.com/story/2018/4/10/3737315/.

(20) -عبد الله عيسي، الصومال هزمت امريكا و داعش تقلد التجربة، موقع الدنيا حكايات، تم النشر في 21/8/2014، تم رؤيته في 28/9/2018، للمزيد أنظر الموقع التاليhttps://www.alwatanvoice.com/Arabic/news/2014/08/21/581499.html..

(21) -محمد هليل، القرن الأفريقي: التدخل الامريكي في الصومال مبررات ودوافع، موسوعة مجلة السنه، العدد 28، تم رؤيته في 28/9/2018.

(22)-……، النزاع الحدودي بين الصومال وأثيوبيا: الأسباب والنتائج، موقع الصومال الجديد، تم النشر في 2/2018، تم رؤيته في 28/9/2018، للمزيد أنظر الموقع التاليhttps:www.google.com.eg/amp/alsomal.net..

(23) -محمود عبد الصمد، المشروع الأثيوبي في الصومال، مركز مقديشو للبحوث والدراسات، تم النشر في 18/9/2015، تم رؤيته في 28/9/2018، للمزيد أنظر الموقع التاليmogadishucenter.com.

(24) -أحمد محمد، أخرها في الصومال القواعد العسكرية التركية تتمدد في الدول العربية، ساسة بوست، تم النشر في 9/2017، تم رؤيته في 28/9/2018، للمزيد أنظر الموقع التالي https://www.gooogle.com.eg/amp/s/www.sasapost.com/Turkish.military-bases-in-arab-countries/amp.

(25) -….، الصومال2017-2018، التقرير السنوي لمنظمة العفو الدولية، تم رؤيته في 28/9/2018، للمزيد أنظر الموقع https://www.amnesty.org/ar/countries/africa/somalia/report-somalia.

(26) -…….، التوتر الصومالي الاماراتي….دواعي السيادة وتداعيات ازمة الخليج، موقع الجزيرة نت، تم النشر في 30/4/2018، تم رؤيته في 28/9/2018، لمعرفة للمزيد أنظر الموقع التاليhttp://www.aljazeera.net/amp/news/reportsandinter views/2018/4/30.

(27) عبد الرحمن سهل، جدار كيني بحدود الصومال يفاقم خلافات الجارين، موقع الجزيرة نت، تم النشر 13/7/2015، تم رؤيته في 28/9/2018، لمعرفة المزيد أنظر الموقع التاليhttps://www.google.com.eg/amp/www.aljazeera.net/amp/news/reportsandinter views/2015/7/13/.

(28)-…….، أخطر 5 عمليات إرهابية هزت الصومال، البوابة نيوز، تم النشر16/4/2018، تم رؤيته في 28/9/2018.

(29) ……..، حركة الشباب الارهابية تتبني الهجوم علي قاعدة عسكرية كينية في الصومال، جريدة اليوم السابع، تم النشر في 8/7/2018، تم رؤيته في 28/9/2018، لمعرفة المزيد أنظر الموقع التاليhttps://m.youm7.com/story/2018/7/8/3864946.

(30) أحمد محمد، عام ونصف علي رئاسة فرماجو حصاد من الانتكاسات للشعب الصومالي، العين الاخبارية، تم النشر في 8/8/2018، م رؤيته في 29/9/2018، للمزيد أطلع علي الموقع التاليhttps://al-ain.com/article/presidency.framajo-somalia-people.

(31) -يوسف محمد ضمرة، الصومالي يعيش بدولار ونصف يومياً، موقع الحياة، تم النشر في 17/6/2018، تم رؤيته في 29/9/2018، للمزيد أنظر الموقع التاليwww.alhayat.com.

(32) ……، التقرير الشهري الاقتصاد الصومالي، مركز هرجيسا للدراسات والبحوث، تم النشر في 18/12/2017، تم رؤيته في 1/10/2018.

(33) ……، تقرير دولي يتهم حكومة الصومال الانتقالية بالضلوع في الفساد، جريدة الخليج، تم النشر في 16/7/2012، تم رؤيته في 3/10/2018، للمزيد أنظر الموقع التاليwww.alkhaleej.ae..

(34) مرجع سابق.

(35) مرجع سابق.

(36) -عبد الباسط الشيخ ابراهيم، افة الفساد في الصومال، نوافذ، تم النشر في 29/9/2015، تم رؤيته في 12/10/2018، للمزيد أنظر الموقع التاليwww.islamtoday.net.

(37) -……..، تقرير فساد الصومال، الموقع التاليhttps://www.business-anti-corruption.com/country-profiles/Somalia/.

(38)-……..، اعتقال افراد من السلطة الصومالية بتهمة الفساد، موقع الصومال الجديد، تم النشر في 5/10/2018، تم رؤيته في 12/10/2018، للمزيد أنظر الموقع التاليhttps://www.google.com.eg/amp/s/alsomal.net/amp/.

(39) مرجع سابق.

(40)علي رجب، 5أزمات تواجه فرماجو في الصومال، بوابة الفيتو، تم النشر في 2/11/2017، تم رؤيته في 12/10/2018، للمزيد أنظر الموقع التاليhttps://vetogate.com/mobile/2938076.

(41)-………، فرماجو جلاد الاطفال يفتت الصومال، موقع البيان، تم النشر في 9/3/2018، تم رؤيته في 12/10/2018، للمزيد أنظر الموقع التاليhttps://www.google.com.eg/amp/s/www.albayan.ae/one.world/arabs/2018-03-09-1.3205416%3fot=ot.AMPPage Layout..

(42)-……..، قضية فساد تهز وزارة التربية والتعليم في الصومال، ارم نيوز، تم النشر في 2/6/2018، تم رؤيته في 12/10/2018، للمزيد أنظر الموقع التاليhttps://www.google.com/amp/s/www.eremnews.com/news/arab-world/1356745/amp.

(43)-محمد موسي، الصومال والطريق نحو الدولة، ساسة بوست، تم النشر في 2014، تم رؤيته في 12/10/2018، للمزيد أنظر الموقع التاليhttps://www.google.com.eg/amp/s./www.sasapost.com/opinion/Somalia-and-the-state/amp/.

(44)-……..، رئيس الصومال يدعو العالم لمساعدة بلادة علي التصدي لأعدائها الارهاب والفساد والفقر ويعرب عن ثقته بقدرتها علي التغلب علي حركة الشباب في السنوات المقبلة، تم النشر في 11/5/2017، تم رؤيته في 13/10/2018، للمزيد أنظر الموقع التاليhttps://www.raialyoum.com/index.php/.

(45)-أميرة عبدالحليم، زيارة فرماجو ما الذي تتوقعه الصومال من مصر، مركز الاهرام للدراسات الاستراتيجية، تم النشر في 27/8/2017، تم رؤيته في 14/10/2018، للمزيد أنظر الموقع التاليhttp://acpss.ahram.org.eg/news/16384.aspx.

(46)-…….، تساؤلات حول مستقبل الصومال في ظل تصاعد هجمات حركة الشباب، الامارات اليوم، تم النشر في 20/11/2017، تم رؤيته في 13/10/2018، للمزيد أنظر الموقع التاليhttps://www.google.com.eg/amp/s/www.emaratalyoum.com/politics/reports-and-translation/2017-11-20-1.1045718%3fot=ot.AMPPage Layout.

(47)-…….، الصومال وإريتريا يوقعان اتفاقية لإقامة علاقات دبلوماسية بينهما، اليوم السابع سيناء2018، تم النشر في 30يونيو2018، تم رؤيته في 17/10/2018، للمزيد أنظر الموقع التاليhttps://m.youm7.com/story/2018/7/30/3892290.

(48)-الأناضول، وزيرا خارجيتي إثيوبيا وإريتريا يجريان زيارة رسمية إلي الصومال، أرم نيوز، تم النشر في 17/10/2018، تم رؤيته في 17/10/2018، للمزيد أنظر الموقع التاليhttps://www.google.com.eg/amp/s/www.eremnews.com/news/world/573707/amp.

(49)-……..، رئيس الوزراء يوقف نائب وزير التجارة عن العمل ، الصومال الجديد، تم النشر في 17/10/2018، تم رؤيته في 17/10/2018، للمزيد أنظر الموقع التاليhttps://www.google.com.eg/amp/s/alsomal.net/33639-2/amp.

(50)-محمد الأحمدي، صور. الصومال تنظم معرض هرجيسا الدولي للكتاب، اليوم السابع سيناء 2018، تم النشر في 24/7/2018، تم رؤيته في 17/10/2018، للمزيد أنظر الموقع التاليhttps://m.youm7.com/story/2018/7/24/388447.

(51)-…….، الاتحاد الاوروبي يخصص 200مليون يورو لتعزيز الاستقرار في الصومال، اليوم السابع سناء 2018، تم النشر في 18/7/2018، تم رؤيته في 17/10/2018، للمزيد أنظر الموقع التاليhttps://m.youm7.com/story/2018/7/18/3877431.

(52)-خالد محمود، الصومال: مطالب بإصلاح الجيش قبل انسحاب القوات الافريقية، الشرق الأوسط، تم النشر في 3/5/2018، تم رؤيته في 19/10/2018، للمزيد أنظر الموقع التاليhttps://aawsat.com/home/article/1256331?amp.

(53)-……، تساؤلات حول مستقبل الصومال في ظل تصاعد هجمات حركة الشباب، الامارات اليوم، تم النشر في 20/11/2017، تم رؤيته في 14/10/2018، للمزيد أنظر الموقع التاليhttps://www.google.com.eg/amp/s/www.emaratalyoum.com/politics/reports-and-translation/2017-11-20-1.1045718%3fot=ot.AMPPage Layout.

(54)- وكالات، مقتل60مسلحا بغارة جوية أمريكية في الصومال، موقع RT، تم النشر في 16/10/2018، تم رؤيته في17/10/2018، للمزيد أنظر الموقع التالي https://arabic.rt.com/middle-east/976743.

(55)- مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، تساؤلات حول مستقبل الصومال في ظل تصاعد هجمات حركة الشباب، مرجع سابق.

(56)-رويترز، مقتل 3أشخاص علي الأقل في تفجيرين بمدينة بيدوة جنوب الصومال، اليوم السابع سيناء2018، تم النشر في 13/10/2018، تم رؤيته في 17/10/2018، للمزيد أنظر الموقع التاليhttps://m.youm7.com/story/2018/10/13/13987652 .

(57)-…….، الشباب الصومالية تتبني هجوما استهدف جنود كينين، اليوم السابع سيناء2018، تم النشر في 9/8/2018، تم رؤيته في 17/10/2018، للمزيد أنظر الموقع التاليhttps://m.youm7.com/story/2018/8/9/3905851.

(58)-……..، مصرع شخصين برصاص مسلحي حركة الشباب المتمردة في العاصمة الصومالية، اليوم السابع سيناء 2018، تم النشر في 5/8/2018، تم رؤيته في 17/10/2018، للمزيد أنظر الموقع التالي:

https://m.youm7.com/story/2018/8/5/3900540.
المصدر/ المركز العربي للبحوث والدراسات

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب