26 يونيو، 2024 12:04 ص
Search
Close this search box.

الغييشا (4).. مظهر الغييشا يختلف في كل مرحلة من مراحل عملها

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: إعداد- سماح عادل
هناك مفاهيم خاطئة كثيرة حول ماهية عمل فتاة الغييشا بسبب ماضي البغايا وأماكن المتعة في اليابان. عالم الغييشا و”عالم الزهرة والصفصاف” هي مجتمعات منفصلة جداً ويظللها الغموض. الأساطير التي تم ترويجها من قبل الغرباء عن البيئة بسبب نمط الحياة في عالم الغييشا وقد زادت تلك الأساطير، ولأنها عوالم خاصة جدا فإن معظم الناس لا تتحدث بارتياح عن الغييشا.
كان البغاء قانوني في اليابان حتى عام 1958، وهو سبب آخر في ترويج معلومات خاطئة بأن فتيات الغييشا لا يقدمن الجنس للعملاء. وأصبح هناك خلط خاصة بأن العديد من المومسات المحترفات واللواتي اهتممن بجنود الاحتلال بعد الحرب العالمية الثانية أطلقن على أنفسهن «غييشا»، وفي الوقت الذي كانت قليل من الغييشا الحقيقيات قادرات على العمل وشوه العديد من فتيات الغيشا المزيفات معنى الكلمة في عيون الكثير من الأجانب.
الدانّا..
يتوقع من فتيات الغييشا أنهن غير متزوجات، ويجب على الفتاة التي تختار الزواج أن تتقاعد من الغييشا. في الماضي كان من التقليد للغييشا أن تأخذ دانّا (danna) أو راعي، فالدانا غالبًا ما يكون رجلاً ثرياً، متزوجًا أحيانًا، ويأخذ على عاتقه دعم المصاريف عالية التكاليف المتعلقة بتدريب الغييشا التقليدية ومصاريفها الأخرى، ويندر أن تنشأ علاقة حب بين الغييشا والدانا، ولكن لا ينظر أبدًا لتلك العلاقة على أنها مكافأة للدعم المادي من الدانًا، بل أن المواثيق والقيم التقليدية تنظر إلى هذه العلاقات على أنها معقدة وغير مفهومة حتى من قبل الكثير من اليابانيين نفسهم. ورغم أن الغييشا في الواقع حرة في علاقاتها الشخصية مع الرجال الذين تلتقي بهم في عملها إلا أنها يجب أن تكون تلك العلاقات مختارة بحذر وعادة ما تكون رسمية، كما يميل الهاناماشي لأن يكونان متماسكين بشدة، فالسمعة الجسدية للغييشا لا تؤخذ بعين الاعتبار.
«فتيات الغيشا» نساء يابانيات كن يمارسن البغاء في فترة احتلال التحالف في اليابان، وكانوا يخدمون مراكز قوات الجيش الأمريكي في البلاد ويسمون بفتات الغيشا (Geisha Girls)، تلبس تلك الفتيات الكيمونو ليظهرن على شكل الغيشا. كانت الثقافة اليابانية غير مألوفة من قبل الأمريكيين فلم يستطيعوا التفريق بين الغيشا الأصليين وفتيات الهوى المتنكرات بزي الغيشا، بعد فترة وجيزة من وصول القوات الأمريكية عام 1945 إلى جنزا (Ginza) صرخ الجنود بصوت واحد «نريد فتيات الغيشا» أخيرا أصبح مصطلح فتاة الغيشا كلمة عامة لفتيات الهوى اليابانيات والعاملات في ميز شوباي (mizu shobai) إضافة إلى فتيات الحانات وفتيات الشوارع. يعتقد الباحثون أن فتيات الغيشا غير الأصليات هم السبب الرئيسي في استمرارية المفهوم الخاطئ من قبل الغرب على أنهن فتيات بغاء.
(Mizuage)..
(Mizuage) حفلة تمر بها الغييشا حين يدفع لها أحد الرجال المال مقابل نيل شرف ممارسة الجنس معها، وهو أيضا يدل على بلوغ سن الرشد يحدث هذا التحوّل في حياة الراقصة اليابانية في سن العشرين، بعد هذا يجب أن تقوم الغييشا بإنجازاتها الفنية الخالصة وحدها، وتترك أختها الأكبر سنا. وكلمة (Mizuage) تعني حرفيا في اليابانية «رفع المياه»، وتعني في الأصل إفراغ السفينة حمولتها من الأسماك. وبمرور الوقت، أصبحت الكلمة تعني كسب المال من أجل الترفيه.
وأثناء فترة إيدو (Edo) كانت المحظيات ينلن في فترة المزوج على راعي وله الحق في إفقادهن عذريتهن. وأصبحت هذه الممارسة غير شرعية في عام 1959 م. وجميع الراقصات المبتدئات (maiko) لابد لها من أن تمر بهذه المرحلة لكي تصبح غيشا (geisha) كاملة العضوية وعندما ينتهي عمل زبون الغيشا والذي يفقدها عذريتها فإنه لن تكون لديه علاقات أخرى مع هذه الفتاة. والمال الذي تكتسبه المايكو (maiko) يعتبر مال عظيم، ويستعمل لترويج سمعتها لأول مرة كغيشا (geisha).
والممارسة الجنسية التي تقوم بها الغييشا ليس فقط من أجل المال، بل هو بمثابة تذكرة عبور للانتقال للمرحلة الأعلى. والغييشا كاملة العضوية «وهي امرأة محترفة ومحنكة» يتوقع لديها معرفة كاملة عن الجنس الآخر. العمل الذي تقوم بها الغيشا في الـ (mizuage) لا يعد شرعيا في الأساس؛ حيث أنه من الأمور التي أنكرت رسميا، وما زال يبحث عن بديل لها.
والآن منذ أن تتدرب المايكو (maiko) تصبح في سن الرشد. كان لديهم اختلاف في الرأي ما إذا كانت عملية (mizage) إلزامية أم لا، ولكنها اليوم لم تعد كذلك، ولا تحتاج أن تفقد عذريتها من أجل أن تصبح في سن الرشد أو تصبح غييشا بالكامل .
مراحل تطور الغييشا..
مظهر الغييشا يختلف في كل مرحلة من مراحل عملها، من الفتاة المبتدئة (girlish)، إلى مايكو مبتدئة (maiko)، وإلى الظهور كغييشا أكبر. وتتباين تصفيفة الشعر، ودبابيس الشعر المختلفة مراحل تطور الغيشا، حتى التفاصيل الأدق مثل طول الحواجب تبين مراحل التطور. حيث تشير الحواجب الصغيرة إلى الراقصة المبتدئة، وتشير الحواجب الطويلة إلى الغييشا التي تبلغ سن الرشد.
يعد الماكياج التقليدي لـمتدربات «الغييشا» هو من أكثر الأشياء المميزة لهن، فهن يضعن ماكياج أبيض اللون يغطي الوجه كلياً في المناسبات والعروض الخاصة. ويتألف الماكياج من أساس أبيض سميك مع أحمر شفاه وأحمر وأسود حول العينين والحاجبين، كان طلاء الوجه الأبيض يصنع بداية من الرصاص، ولكن عندما تبين أنه يسبب تسمم وتشوه الجلد مع مشاكل في الظهر للمضيفات الأكبر سناً، حتى عصر «ميجي» تم استبداله بمسحوق مصنوع من الأرز.
عملية وضع الماكياج للغييشا عملية صعبة جداً وتستغرق كثيراً من الوقت، ويوضع قبل ارتداء الكيمونو لتجنب اتساخها، في البدء يوضع الشمع أو مادة زيتيه تسمى «بينتسوك أبورا» على الجلد، بعدها تخلط البودرة البيضاء مع الماء حتى تصبح لزجة فتدهن باستخدام فرشاة من الخيزران ابتداء من الرقبة وصعوداً إلى الأعلى، وهذا الماكياج الأبيض عادة ما يغطي الوجه كله ماعدا منطقتين أو ثلاث منه، ولإبراز الفن في هذا المجال يتم ترك خط بدون ماكياج عند الشعر للإيحاء بأنه قناع.
بعد الانتهاء من الطبقات الأساسية يمسح الوجه بوساطة إسفنجه وصولاً إلى الحلق والصدر ومؤخرة الرقبة، لكي يتم مزج الأساس وإزالة الرطوبة، وبعدها ترسم العينين والحاجبين، كان يستخدم سابقاً الفحم ولكن الآن يستخدمون مستحضرات التجميل العصرية، وغالبا ما تضع الــ«المايكو» الأحمر حول العينين، وتملئ الشفاه باستخدام فرشاة صغيرة، حيث أن اللون يوضع على عصا صغيرة ويتم مزجه بالماء، ويوضع القليل من السكر الكريستالي لإضفاء البريق على الشفاه.
نادراً ما ترى مضيفة تضع على كل من شفتيها أحمر الشفاه على الطريقة الغربية غير التقليدية، فذلك سيظهرهن بحجم كبير جداً ما لا يرغبن به، يقومون بتلوين الشفة السفلية جزئياً بينما يتركون العلوية بيضاء للمتدربة عندما تكون في سنتها الأولى، وبعد انتهائها من السنة الأولى يقومون بطلائها أيضاً، وحديثاً أصبحن يقمن بطلاء الشفة العلوية بالكامل بينما يقمن برسم السفلية على شكل مائل ليظهر الفم على شكل برعم الزهرة.
الملابس..
ترتدي فتاة الغييشا رداء فضفاض بحزام يسمى (الكيمونو)، والغييشا المتدربة ترتدي كيمونو بألوان جذابة مع وشاح زاهي، وغالبا ما يكون لون الوشاح أزهى وأبرز من رداء الكيمونو نفسه لإضفاء زينة غريبة وجذابة على المظهر العام، فتاة المايكو (الراقصة) من كيوتو تربط الوشاح بطريقة الداراري أي أن يتدلى الوشاح، بينما فتاة الهانقيوكو من طوكيو ترتديه بأشكال أخرى، بما فيها أسلوب التايكو موسوبي وهي طريقة لربط عقدة الوشاح من الخلف.
أما بالنسبة لفتاة الغييشا الأكبر عمرا فإنها تميل لوضع أشكال أبسط لعقدة الوشاح خصوصا المتزوجات نجدهن يستخدمن عقدة التايكو موسابي ربطة على شكل الطبل، غييشا من طوكيو وكانازاوا تعقد وشاحها بشكل “يانجي موسوبي”حيث تلف الوشاح على خصرها ثم تلفه مره أخرى حول عقدة الوسط وبعدها تتركه يتدلى من الخلف.
بالنسبة للمتدربة عند الغييشا فإنها ستضيف إلى ثوبها (الكيمونو) إلى جانب الوشاح المتدلي جيوب على أكمام ثوبها تسمى فيوري، تتدلى وصولا إلى الأرض، وخلال الرقص والأداء تضطر المتدربة إلى لف هذه الأكمام حول ذراعها أكثر من لفة حتى لا تتعثر بها. إن لون وموديل وشكل الكيمونو يعتمد على الموسم أو المناسبة التي تحضرها فتاة الغييشا، ففي الشتاء، ترتدي الهاووري معطف ذو أكمام تغطي ثلاث أرباع الذراع من حرير مصبوغ يدويا، الكيمونو المبطن يُلبس خلال المواسم الباردة، وغير المبطن في مواسم الصيف، قد تمتد فترة خياطة كيمونو واحد إلى ثلاث أو أربع سنوات بسبب الصباغة وأعمال التطريز. جاييكو ترتدي ناجاجوبان، ملابس داخلية كالثوب الأبيض الخفيف تحت الكيمونو، ويكون أحمر أو وردي تحت الكيمونو.
أما فتاة المايكو ترتدي موديلا بطبعات أحمر وأبيض، أما ياقة فتاة المايكو الصغرى فتكون حمراء أو بيضاء بشكل أساسي ثم تطرز باللون الفضي أو الذهبي، ومنذ عمر سنتين إلى ثلاث تبدأ ياقتها تتبدل إلى الأبيض تماما خلال فترة تدريبها عندما تراها من المقدمة للإشارة إلى أقدميتها، وبعمر العشرين تتحول ياقتها من اللون الأحمر إلى الأبيض .
ترتدي الغييشا أحذية مسطحة تسمى زوري عند خروجها، وأحذية التابي أحذية كالجوارب بيضاء مفرقة من عند منتصف الرأس في الداخل، أما في الطقس العاصف فترتدي أحذية خشبية تسمى الجيتا، فتاة المايكو ترتدي أحذية خشبية سميكة خاصة تسمى اوكوبو. وبسبب قوانين العمل الحديثة تم منع تدريب الفتيات الصغيرات في عالم الغييشا حتى بلوغ الثامنة عشرة، ماعدا إقليم كيوتو، حيث قد تصبح الفتاة وهي في الخامسة عشرة فتاة مايكو تحت التدريب، لكنهم اعتادوا على الدخول منذ سن الحادية عشر أو الثانية عشرة حتى تكون الفتاة غييشا بعمر الثامنة عشر، شرحت مينيكو لاواساكي (ملهمة مؤلف المذكرات الذهبية لفتاة غييشا) تقول: “الهدف من الفكرة هو الكمال، لهذا نحتاج إلى كم كبير من التدريب، يجب أن يكون مثاليا”.
الشعر..
تغيرت تسريحات شعر نساء الغييشا عبر التاريخ. ففي الماضي، كان من الشائع للنساء أن يتركن شعورهن منسدلة في بعض الفترات، أو يرفعنها في أحيانٍ أخرى. وفي خلال القرن السابع عشر، عدن لرفع شعورهن عاليًا مرة أخرى، وكن يعتمدن على طريقة شيمادا يسرح فيه الشعر على شكل عقدة ملتفة أو (الكعكة) في تسريح الشعر طول هذا الوقت. هناك أربعة أنواع رئيسية من طرق وأشكال تصفيفات شيمادا طريقة تاكا شيمادا، وتكون فيه عقدة الشعر مرفوعة لأعلى وغالبا ما تعتمدها الفتيات العازبات. طريقة تسوبوشي شيمادا، عقدة الشعر تكون مسطحة أكثر والسيدات الكبيرات في السن يعتمدنها.
طريقة أويواتا، وتكون عقدة الشعر مربوطة بقطعة قماش من قطن الكريب الملون. وهناك أيضاً نمط لعقدة الشعر بحيث تشبه الخوخ المقسوم. ويعتمدها فقط المايكو. تدعى هذه التسريحة بـ مومو وير أو «الخوخ المقسم». بالإضافة إلى طرق أخرى لتصفيف الشعر، مثل: اُفوكو، وكاتسوياما، وياكوشيمادا، وساكُّو. المايكو في مياغاواتشو وبونتاتشو أماكن للترفيه في مدينة كيوتو وتعرف أيضاً بأحياء للغييشا، يعتمدن 6 تسريحات أخرى والتي تندرج تحت طريقة تسريحة ساكو، مثل: أوميمودوكي، وأوشيدوري نو هينا، وكيكوغاساني، وأوسافوني.
وتُزيَّن هذه التسريحات برفع الشعر بالأمشاط ودبابيس الشعر (كانزاشي). في القرن السابع عشر وفي فترة استعادة إمبراطورية ميجي، كانت أمشاط الشعر كبيرة وظاهرة. وفي العموم فان الأمشاط الكبيرة المنمقة هي للسيدات من الطبقة الراقية. وبعد فترة إمبراطورية ميجي وحتى العصر الحديث، أمشاط الشعر الصغيرة في الحجم أصبحت الأكثر شعبية. الغييشا بالعادة ينامون ورقابهم موضوعة على دعامات صغيرة بدلاً من الوسائد. حتى يحافظن على تسريحة شعورهن وإبقائها مثالية. ولتعزيز هذه العادة، يقوم مرشدوهم برش حبات الأرز حول قاعدة الدعامة. بحيث لو أن رأس الغييشا انزلق من الدعامة بينما هي نائمة، فإن حبات الأرز تقوم بالتثبيت كدهن للشعر يمنعه من فساد التسريحة. حتى وإن لم يحدث لشعرها أي شيء، فإن الغييشا تحتاج لأن يكون شعرها مصففًا كل أسبوع.
كثير من الغييشا هذه الأيام يستعملن الشعر المستعار في مهنتهن، بينما غييشا المايكو (Maiko) يستخدمن شعورهن الطبيعية. وكلاهما يجب أن يقوم عليه نظرا لما لديهم من مهارة عالية. تصفيف الشعر على الطريقة التقليدية فن يخبو ببطء، ومع مرور الوقت يمكن أن تسبب تصفيفات الشعر هذه الصلع للرأس.

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب