خاص: إعداد- سماح عادل
هناك تراتبية للغييشا، في قمة الهرم لنظام تصنيف الغييشا المعقَّد هناك كبيرة أرامل كيوتو، كيوتو (gokagai) هو تصنيف الغييشا الخامس، والمعروف أيضاً باسم هاناماشي (hanamachi) أو زهرة المدينة غيون كوبو (Gion Kōbu). بونتشو (Pontochō) وكاماشيشكن (Kamishichiken) كانا هم الأعلى مرتبة وذوا كلفة عالية يترددّ عليهم واسعي النفوذ من رجال الأعمال والسياسيين غيون كوبو (Gion Kōbu) كان يُنظر لها أحياناً على أنها الأعلى مرتبة. جايكوز (Geikos) من الإثنين الأُخريين في هانامشي (hanamachi) (غيون هيغاشي (Gion Higashi) ومياغاوا شو (Miyagawa-cho) لها احترام عالي لكنَّها تُصنف على أنَّها الأقل مرتبة. في نهاية المقياس هنالك فتيات الغييشا للينابيع الحارة، هذه الغييشا تعمل في المنتجعات الصحية وينظر لها من قبل اليابانيين على أنها عاهرٌ تقليدية فعملها يكون من تقديم وجبات الطعام المعتادة إلى قليل من الرعاية الحصرية وهي أقل تكلفة بكثير. إذا قُمن بإستكمال دخلهن الاعتيادي عبر ممارسة الجنس سوف يبقين مميزات عن العاهرات التقليديات مثل كل الغيشا.
في واقع الأمر هن تدربن على الفنون اليابانية من الرقص والموسيقى. وحتى مع ذلك فإن هانماشي غوشا (hanamachi) قد يصبن بالذهول لو تم تصنيفهن مع فتيات الغييشا للينابيع الحارة.
مراحل التدريب..
بدأت نساء الغيشا في بداية القرن السابع عشر يتجمعن في منازل خاصة (أوكييا)، كانت تشرف عليهن سيدة متقدمة في السن تقوم بدور الحماية أيضا. كان هذا المجتمع نسائيا خالصا، ويسود فيه نظام طبقي متشدد، يتم تطبيق قواعد صارمة على النساء عند دخولهن هذا العالم. تقليدياً تبدأ الغييشا تدريبها في سنٍ مبكرة جداً وبعض الفتيات كن مرتبطات ببيوت الغييشا أوكيا (okiya) في طفولتهن. ويشار إلى هؤلاء الفتيات بلقب هانجوكو hangyoku وكانوا يبلغن تسع سنوات فهذه ليست ممارسة شائعة في المناطق ذات السمعة الحسنة واختفت في عام 1950 مع قرار حظر عمالة الأطفال. وكانت بنات الغييشا يتربين ليصبحن فيما بعد غييشا وعادةً تكون خلفاً (اتاتوري atotori، وتعني «الوريث» أو «وريثة» أو بدور ابنة (مزامي بن musume-bun) وتذهب إلى أوكيا okiya.
مايكو (maiko) هو لقب يطلق على الفتاة المتدربة والتي ترتبط بعقد مع أوكيا (okiya). حيث تقوم أوكيا (okiya) بتقديم الطعام لها والمكان والملابس الخاصة وأدوات أخرى تناسب مهنة هذه الراقصة اليابانية. ويعتبر تدريب الراقصة اليابانية مكلف للغاية ويجب عليها تسديد تكاليف تدريبها إلى أوكيا (okiya) مع الأرباح التي تكتسبها. وقد يستمر ذلك حتى بعد أن تصبح غييشا وتسدد كامل ديونها وتصبح مستعدةً للعيش والعمل بشكل مستقل.
وتبدأ مايكو (maiko) تدريبها الرسمي على العمل عن طريق ميناراي (minarai) والتي تعني “التعلم من خلال المشاهدة “. ولكن قبل ذلك عليها أن تجد ون سان (onee-san) أي: “أختا أكبر سنا” وهي راقصة غييشا أقدم تقدم النصيحة لها. ومسؤولية ون سان (onee-san) تكمن في جلبها إلى أوزاشيكي (ozashiki) وهي مأدبة في بناية يابانية تقيلدية مع الحصيرة اليابانية لتجلس وتلاحظها في العمل كأخت كبرى وبهذه الطريقة ستتعلم العمل وكسب الزبائن.
وعلى الرغم من أن ميناراي (minarai) تحضر إلى أوزاشيكي (ozashiki) إلا أنهن لا يشاركن الرقص في المستويات المتقدمة. وتعتبر ثيابهن أو ما يعرف بالكيمونو (kimono) أكثر إتقانا من الجيكو (geiko) وهي أكثر تعبيرا بالنسبة لهن. ويمكن استئجار ميناراي (minarai) للحفلات ولا تتم دعوتهن رغم أنه مرحب بهن لحفلات ألون سان (onee-san). وفتاة الغييشا تتقاضى ثلث الأجر العادي وفتاة الـميناراي (minarai) تعمل بشكل خاص في إحدى البيوت (ميناراي جايا (minarai-jaya) وتتعلم من أوكا سان (okaa san) والتي تعني “أم” وهي مالكة البيت” ومنها يتعلمن فنون وتقنيات المحادثة والألعاب والتي لن تدرس لهن في المدارس وتدوم هذه المرحلة قرابة الشهر.
المرحلة النهائية..
بعد فترة قصيرة تبدأ المرحلة النهائية من التدريب وتسمى الطالبة فيها مايكو “maiko” ومايكو تعني «الراقصة» وتعتبر بمثابة متدربة أو تلميذة عند فتاة الغييشا. وقد تمتد هذه المرحلة لسنوات حيث تتعلم فتاة المايكو الراقصة من فتاة الغييشا الأعلى رتبة منها والتي تشرف عليها. ونجد فتاة المايكو تتبع فتاة الغيشا لكل ارتباطاتها ومواعيد عملها. والعلاقة بين الأونيي سان onee-san «الأخت الكبرى» والإيموتو سان imouto-san «الأخت الصغرى» مهمة للغاية حيث تعلم الأونيي سان فتاة المايكو المتدربة عندها كل مايتعلق بشؤون الخان «مكان عمل الغييشا» وتعلمها الطريقة السليمة في تقديم الشاي والعزف على آلة الشامزين والرقص وإجراء المحادثات وغيره.
والأونيي- سان «الأخت الكبرى» لها الحق في اختيار اسم فتاة المايكو المتدربة عندها باستخدام لغة خاصة تستعين فيها بالحروف الصينية في الكتابة اليابانية أو باستخدام رموز لها علاقة باسمها. هُناك ثلاثة عناصر رئيسية عند تدريب فتيات المايكو «الراقصة» الأول: هو التدريب على الفنون الشكلية المنهجية في مدارس خاصة للغييشا توجد في كل خان. والثاني: هو عنصر الترفيه في التدريب حيث تتعلم فتاة المايكو عن طريق مراقبة الأون سان «أختها الكبرى» في حفلات الشاي. والثالث: هو التدريب على المهارات الاجتماعية وخوض العلاقات الاجتماعية في الخان وهذا يتم في الطرقات وعلى الأرصفة. إن التحية الرسمية والهدية والزيارات الاجتماعية هي مفاتيح النسق الاجتماعي في اليابان، وبالنسبة لفتاة المايكو هذه المفاتيح تهمها لبناء ودعم الشبكة الاجتماعية التي تحتاجها لتنجح كفتاة غييشا.
فتيات المايكو..
تعتبر فتيات المايكو واللاتي يختلفن عن فتيات الغييشا المحترفات إحدى المناظر السياحية اليابانية واللاتي يعتبرن رمزا للأنوثة في الثقافة اليابانية. ترتدي فتيات المايكو ثيابا ذات ياقات قرمزية مكسوة بالريش – كيمونو والتي تتدلى على رقابهن من الخلف لجذب الانتباه لهذه المنطقة التي تعد منطقة مثيرة للشهوة الجنسية في الثقافة اليابانية. تتبرج الفتيات بمساحيق شديدة البياض والتي تمتد على كامل الوجه والرقبة مع ترك مساحة خالية خلف الرقبة والتي تكون على شكل ثلاثة خطوط مستقيمة. ترتدي هؤلاء الفتيات ثياباً زاهية الألوان مع شرائط تمتد إلى الكاحل وأحذية خشبية والتي تُسمى أوكبو (okoboo)- بارتفاع 10 سينيمترات مع المشي بخطوات متقاربة.
يمكن أن تغير فتيات المايكو تصفيفة شعرها بخمس طرق، غالبا تقضي فتيات المايكو عدة ساعات أسبوعيا لتصفيف شعورهن باستخدام حلي الزينة كانزاشي (kanzashi) والشرائط. يتم تصفيف الشعر باستخدام شرائط لشد الشعر للخلف لخلق مساحة مستوية لوضع التاج. لذلك تنام فتيات المايكو على وسائد خاصة للمحافظة على تسريحة الشعر.
احتفال فقد البكارة..
يستخدم هذا الأسلوب في تصفيف الشعر في احتفال فقد البكارة أو ما يعرف بالميزاج (mizuage) بإتباع أسلوب احتفال العذراء وارشينو (wareshinobu). وتسمى هذه التسريحة بالنايوجمي (nihogami) والتي تعتبر أنثوية بامتياز. بعد مرور خمس سنوات من العمل كفتاة مايكو أو هانغ يكو يتم الاحتفال بهن كفيتات غييشا في احتفال يدعى إيريكاي (erikae) والذي يعني تحول الياقة. في هذه المرحلة تستطيع فتيات الغييشا التحكم في حياتهن حتى يحين وقت التقاعد، ترتبط الفتيات بعد هذه المراحل التعليمية الطويلة بالسيدة التي تشرف عليهن، وبالبيت الذي تربين فيه. عندما يصبحن متقدمات في السن يتزوجن أو يقمن بإدارة بيوتات غيشا جديدة، ويقمن برعاية المنتسبات الجديدات.
صناعة الترفيه..
يقول “دي بوي منت”: «إن أكبر صناعة في اليابان ليست بناء السفن ولا إنتاج اللؤلؤ الصناعي ولا تصنيع أجهزة الراديو ولا حتى الكاميرات بل هي صناعة الترفية» إن مصطلح الغييشا تتم ترجمته حرفيا إلى «الترفيه». بعض بنات الهوى يدعين بأنهن من الغييشا ولكن لا صحة لذلك. إن الجنس والحب أمر مفصول تماما عن الحياة المهنية لفتاة الغيشا. ويمكن لفتيات الغيشا أن يدخلن قلوب الذكور بالموسيقى والرقص والملاطفة.
يقول “إوا ساكي منكيو”: «الراقصة اليابانية ليست مظهر من مظاهر الخضوع والانقياد ولكنهن نساء ناجحات ماديا وعاطفيا ويتسمن بالقوة فهن أقوى نساء اليابان الغارقات بالتقاليد»، الحياة الغييشا يتعلمن مهارات الرقص التقليدي وأدواته ويحظين بمكانة اجتماعية رفيعة. بالرغم من اتخاذهن عشاقاً أو أصدقاءً قاموا باختيارها وأغدقوا عليها الأموال. يقول “كينث تشامبيون”: «لا يوجد نظير لظاهرة فتيات الغيشا في عالم الغرب، إنه أكثر الفنون اليابانية أصالة» .