26 ديسمبر، 2024 10:55 ص

الغزل في كتابات النساء (9): مخلوق يرى النور، فيشهق، ذلك الشهيق هو الغزل

الغزل في كتابات النساء (9): مخلوق يرى النور، فيشهق، ذلك الشهيق هو الغزل

 

خاص: إعداد- سماح عادل

في هذه الحلقة من تحقيق “الغزل في كتابات النساء” نتعرف على عدد من الشاعرات في الزمن القديم، اللاتي كتبن الغزل، وتمتعن بحضور قوي في أوقاتهن، ووسط الأدباء والشعراء والملوك، واللاتي تم الاحتفاء بنصوصهن في الغزل، واحترامها، بل تمجيدها أيا، والتوثيق لها.

كما سنعرف آراء حول الغزل ما بين كونه محاولة من المرأة للتعبير عن ذاتها، وإثباتها في نفس الوقت، وبين كونه تعبير عن المشاعر والحب والتي تمتلئ بها الروح فتبوح بها الكاتبة.

هذا التحقيق عن (الغزل في كتابات النساء) وقد جمعنا الآراء من كاتبات وكتاب وقراء من مختلف بلدان العالم العربي. وقد وجهنا للكاتبات الأسئلة التالية:

  1. ما رأيك في الغزل وهل تكتبينه، وما رأيك في الجرأة في كتابة الغزل؟
  2. هل قرأت الغزل لدى الشاعرات في الزمن القديم؟
  3. هل اطلعت على غزل كتبته كاتبات نساء في الوقت الحاضر سواء في الشعر أو القصص القصيرة أو الرواية وما رأيك فيه؟
  4. وهل يختلف الغزل في كتابات النساء عن الغزل الذي يكتبه الرجال؟
  5. ماذا تريد أن تقول الكاتبة حين تكتب الغزل هل تحاول إثبات حقها في المساواة، أم تعبر عن ذاتها ومشاعرها، أم تحاول أخذ دور الشريك الفاعل في علاقة الحب؟

التعبير بعفوية عن العواطف..

تقول “د.إيمان التهامي” باحثة وناقدة مصرية: “بالطبع قرأت بعض غزل النساء قديمًا، ودائمًا ما عبَّرت الأنوثة الشاعرة بعفوية عن عواطفها في أشعار كانت تُنْشَد من دون حرج، وكذلك رُويت فيما بعد سواء في كتب الأدب العامة أو في كتبٍ أُلِّفت خصيصا لأخبار النساء وأشعارهن كـ”كتاب الإماء الشواعر” للأصفهاني، وكتاب “أشعار النساء” للمرزباني، و”نزهة الجلساء في أشعار النساء” للإمام السيوطي…إلخ، ولم تكن تلك الأشعار تروى فقط بل بعضها كان يُلحَّن ويُغنَّى، وفي أغاني الأصفهاني كثير من ذلك.

فمن الشاعرات الجاهليات، اللائي بُحْنَ بالحبِّ وعبَّرْنَ عنه “عِشْرِقَةُ المُحارِبيَّة”، التي أنشدت، وهي عجوز متباهية بزمن شبابها وما كان فيه من العشق والحبّ والهوىٰ:

جَرَيْتُ مع العشَّاقِ في حَلْبةِ الهوىٰ/       فَفُقْتُهُم سَبْقًا وجئْتُ علىٰ رِسْلِي

فما لَبِسَ العُشَّاقُ من حُلَلِ الهَوَىٰ/         ولا خَلَعُوا إلَّا الثِّيابَ التي أُبْلِي

ولا شَرِبُوا كأْسًا من الحُبِّ مُرَّةً/          ولا حُلْوةً إلَّا شَرابُهُمُ فَضْلِي

ومنهن “أمُّ الضحاك المُحارِبيَّة”، وكانت تحبُّ زوجها حبًّا شديدًا فطلَّقها، فراحت تنشد أشعارها في الوَجد والحبِّ والشوق، فمن ذلك قولها:

سألتُ المُحبِّين الذين تحمَّلوا/            تَباريح هذا الحبِّ من سالف الدَّهر

فقلتُ لهم: ما يُذْهِبُ الحبَّ بعدما/       تَبَوَّأَ ما بين الجوانح والصدر

فقالوا: شفاءُ الحُبِّ حُبٌّ يُزيله/         مِنْ آخرَ أو نَأْيٌ طويلٌ على هجر

أوِ اليأسُ حتَّى تَذْهَل النفسُ بعدما/    رَجَتْ طمعًا واليأسُ عَوْنٌ على الصبر

و”أم الضحاك”، هنا لا تعبِّر عن عواطفها وتشكو تباريحَ الحبِّ فقط بل تسأل المحبِّين عن كيفية الشفاء منه!

من الجاهليات العاشقات المعبِّرات عن الحبِّ في أشعارهن أيضًا “الخنساء بنت التيّحان” ولها شعر رقيق في حبِّها العذري، منه قولها:

بنفسي وأهلي جَحْوَشٌ وكلامه/                 وأنيابه اللائي جلا بِبَشَامِ

ألا إنَّ وجدي بالخفاجيّ جَحْوَشٍ/             برَى الجسمَ منِّي فهو نِضْوُ سقامِ

وبيّنٌ أنَّها تذكر اسم الذي تعشقه صراحة وهو “جَحْوَش الخفاجي”. ومنهن “هند بنت الخُسّ الإيادِيَّة” وكانت شاعرة وخطيبة فصيحة بليغة، وهي القائلة تصف رجلًا تحبُّه، وتفضِّله على أبيها:

أَشَمّ كَنَصْلِ السَّيْفِ جَعْدٌ مُرَجَّلٌ /          شُغِفْتُ بِهِ لَوْ كَانَ شَيْءٌ مُدَانِيَا

وَأُقْسِمُ لَوْ خُيِّرْتُ بَيْنَ لِقَائِهِ /               وَبَيْنَ أَبِي لاخْتَرْتُ أَنْ لا أَبَا لِيَا

ولبعض الجاهليات قصص حبٍّ مأساوية حفظتها لنا أشعارهن، فمن ذلك أنَّ “سعدى الأسدية” أحبَّها ابن عمٍّ لها، ومنعه أبوه من الزواج بها، فزوَّجها أبوها بآخر، فاشتدَّ شوق حبيبها لها وأرسل لها شعرًا يشكو فيه حبَّه فأجابته:

حبيبيَ لا تعجلْ لتفهمَ حُجَّتي/                 كفانيَ ما بي من بلاء ومن جَهْدِ

ومن عبراتٍ تعتريني وزفرةٍ/                تكاد لها نفسي تسيلُ من الوجْدِ

غلبتَ على نفسي جهارًا ولم أُطِقْ/           خلافًا على أهلي بهزلٍ ولا جِدِّ

ولن يمنعوني أن أموتَ بزعمِهم/        غدًا خوف هذا العار في جدَثٍ وحدي

فلا تنسَ أنْ تأتي هناك فلتمسْ/         مكاني فنشكو ما تحمَّلْت من جَهْدِ

وعندما جاء لها ذلك العاشق، كما طلبت، وجدها ميتة بالفعل، فحملها إلى ذرى جبل وضمَّها ومات. من هؤلاء العاشقات أيضًا “خولة بنت ثابت،” أخت “حسان بن ثابت” شاعر الرسول ﷺ، ولها شعر غزل في “عمارة بن الوليد المخزومي”، وكان يردُّ عليها في شعره، وكان شعرهما يُلحَّن ويُغنَّىٰ كما ورد في الأغاني، وهناك عشرات وربَّما مئات الأسماء الأخرىٰ لجاهليات عبَّرْن عن عاطفة الحبِّ في أشعارهن.

وفي الإسلام كان هناك شاعرات كثيرات، وأكتفي بذكر شاعرتيْن، أولاهما “ليلى الأخْيَلية”، حبيبة الشاعر الفارس “تَوْبَة بن الحُمَيِّر”، فقد أحبَّا بعضهما من النظرة الأولى كما يقال، وتبادلا رسائل الغرام شعرًا، وكعادة العرب في عدم تزويج الفتاة بمن تغزَّل بها رفض أبوها تزويجها منه عندما تقدَّم لخطبتها وزوَّجها بآخر، ورغم زواجها ظلَّ “توبة” يزورها.

كانت “ليلى” امرأة شجاعة فصيحة ظريفة تدخل على ملوك بني أمية وأمرائهم، فتنشدهم شعرها في “توبة”، وسألها “الحجاج” ذات مرة: أكنتِ تحبِّين “تَوْبَة بن الحُمَيِّر”؟ قالت: نعم أيَّها الأمير، وأنتَ لو رأيتَه لأحببته.

لم تكن “ليلى” تعبِّر عن حبِّها ل”توبة” فقط بل بقيت وفيَّة له بعد موته، ترثيه بشعرها وتزور قبره إلى أن ماتت، بل إن الرواة يحبكون لها نهاية درامية، فيقولون إنَّها مرَّت ذات سفرٍ بقبر توبة لتسلِّم عليه، على عكس رغبة زوجها، وعند القبر، أنشدت قول توبة:

فلو أنَّ ليلى الأخيلية سلَّمَت/          عليَّ وفوقي تربةٌ وصَفائِحُ

لسَلَّمْتُ تسليم البشاشةِ أو زقا/      إليها صدًى من جانبِ القبرِ صائِحُ

ففزعت بومة كانت بالمكان، وطارت في وجه الجمل، فنفر ورمى ب”ليلى” على رأسها، فماتت من وقتها، ودفنت إلى جانب “توبة”.

الشاعرة الثانية، هي الأميرة “عُلَيَّة بنت المهدي”، أخت الخليفة “هارون الرشيد”، وكانت شاعرة وملحِّنة ومغنِّية تقول الشعر في الغزل وغيره وتلحنُّه وتغنِّيه بحضرة أخيها “هارون”، كانت عُلَيَّة بالمشرق ك”ولادة بنت المستكفي” بالمغرب، ولها شعر غزل رقيق، تصرِّح فيه باسم المتغزَّل به أحيانًا أو تكنِّي عنه أحيانًا أخرى، فنقرأ في شعر عُلَيَّة، الذي لحَّنتْهُ وغنَّتْهُ:

قُلْ لِذِي الطُّرَّةِ والـ/                أصْداغِ والوَجْهِ المَلِيحِ

ولِمَنْ أَشْعَلَ نارَ الـ/                ـحُبِّ في قلبٍ قريحِ

ما صَحيحٌ عَمِلَتْ/                  عَيْنَاكَ فيه بِصَحيحِ

ونقرأ أيضًا:

حَرَّمتَ شُرْبَ الراح إذْ عِفْتَها/   فلستُ في شيءٍ أُعاصيكَا

فَلَوْ تَطَوَّعْتَ لعَوَّضْتَنِي/          منْكَ رُضَابُ الرِّيقِ من فيكَا

ينظر لغزل المرأة كجزء من تجربتها..

وتقول الشاعرة العراقية “رسمية محيبس”: “الغزل غرض مهم من أغراض الشعر لأنه تعبير عن مكنونات النفس والبوح بما يعتمل  في روح الشاعر من عاطفة تجاه الآخر، لكنه يختلف من شاعر لٱخر اختلاف قد يكون كبير، وأنا كشاعرة كتبته في جميع مراحل حياتي الأدبية لكنه ليس ذلك الغزل الظاهر الذي تتغنى فيه الأنثى بصفات الرجل الجسدية فهو مبثوث في ثنايا قصيدتي يظهر ويختفي أحيانا، وهو من أرق أنواع الشعر أي الغزل.

ولا أحسب نفسي من شاعرات الغزل لطبيعة البيئة التي عشت فيها، هناك قيود كثيرة ومعايير تحيط بنا وتوجهنا شئنا أم أبينا، ويبقى الشعر بيتنا الخاص الذي ناوي إليه مقرورين من البرد فيمنحنا الدفء ويمنحنا أجنحة فنحلق، وإن تباين التحليق من شاعر إلى ٱخر، ومن عصر لٱخر لكنه موجود في كل الأزمنة، لابد لنا أن نحط رحالنا عنده ونغترف من معينه الذي لا ينضب”.

وع الغزل لدى الشاعرات في الزمن القديم تقول: “نعم قرأت الكثير من شعر النساء في العصور القديمة وخاصة العصر الجاهلي والأموي والعباسي وكذلك عصر ما قبل التاريخ. ومن أشهر الشاعرات في الغزل “ليلى الأخيلية”، شاعرة فصيحة ذكية جميلة. اشتهرت بأخبارها مع “توبة بن الحمير”.  قالت فيه الكثير ومنها:

وتوبة أحيى من فتاة حيية                وأجرأ من ليث بخفان خادر

ومن الشاعرات المشهورات في التصوف الشاعرة “رابعة العدوية” وقد برعت بالشعر الصوفي تقول:

أحِبُكَ حُبَيْنِ حُبَ الهَـوىٰ             وحُبْــاً لأنَكَ أهْـل لـِذَاك

فأما الذي هُوَ حُبُ الهَوىٰ           فَشُغْلِى بذِكْرِكَ عَمَنْ سـِواكْ

كذلك قرأت لأشهر شاعرة سومرية هي “انخيدوانا” (أول شاعرة في تاريخ البشرية)ومن نصوصها:

أنا إنخيدوانا

كنتُ المظفرة.. المبجلة

لكنه ساقني من حَرَمِي

صيّرني هاربة كسنونوة من النافذة.

حياتي في سعير

جعلني أمشي بين العليق في الجبال

عرّاني من الإكليل– الحق لكاهنة عليا

ناوَلني خنجراً وسيفاً

وقال:

أديريهما صوب جسدك.

وعن غزل كتبته كاتبات نساء في الوقت الحاضر تقول: “في الشعر الحديث كتبت المرأة الغزل وبرعت فيه حتى فاقت أقرانها، وخاصة فيما يعرف بالظاهرة الأيروسية في الشعر، وفي الرواية أيضا هناك كتابات جسدية كثيرة لدى المرأة الكاتبة تعبر عن عطشها والرغبة في إشباع رغباتها.

كتبت “لميعة عباس عمارة” وهي شاعرة عراقية معاصرة  من جيل الرواد عاصرت “السياب” وهاجرت من العراق ورحلت مؤخرا، تقول في إحدى قصائدها:

أحتاج إليك حبيبي الليلة

فالليلة روحي فرس وحشية

أوراقُ البردي

أضلاعي.. فَتِّتْها

أطلِقْ هذي اللغةَ المَنسيّة

جَسَدي لا يحتملُ الوَجْدَ

ولا أنوي أن أصبحَ رابعةَ العدوية

وهناك من كتبت  بحسية وإباحية كبيرة متخطية حدود العرف، أو ما يمكن أن يقال عنها في كتابة هذا النوع الصريح من الشعر، والأمثلة كثيرة منهن “جمانا حداد” مثلا وليس حصرا.

تقول “جمانة حداد”:

شيطان

عندما أجلس أمامك أيها الغريب

أعرف كم تحتاج إلى زمن

كي تردم المسافة إليّ

أنت في أوج الذكاء

وأنا في أوج المأدبة

أنت تـفكّر كيف ستبدأ حديث المغازلة

وأنا تحت ستار وقاري

أكون قد فرغت من التهامك.

حياتان مختلفتان وفعل اختلاس

ولن يبق من تقاطع اللقاء إلا شيطان غوايتي.

وعن الاختلاف بين الغزل في كتابات النساء عن الغزل الذي يكتبه الرجال تقول: “الغزل تكتبه المرأة الشاعرة كما يكتبه الرجل، ربما تحاول المرأة إثبات ذاتها كأنثى لها مكنوناتها الذاتية، التي تريد الإفصاح عنها حينا، وقد برزت شاعرات في هذا المجال في جميع المراحل التاريخية فليس الغزل العُذري، واشتياق الروح للروح، كمثل الغزل الإباحي، أو الغزل الحسي وشوق الجسد إلى الجسد، إلا أنَّ القصيدة قد تجمعهما معاً، لا سيما في الشِعر الحديث.

الرجل حين يكتب الغزل يتمتع بحرية عالية تمكنه من الوصول إلى مناطق لا يمكن للمرأة الوصول إليها بحكم النظر إلى شعر المرأة كجزء من تجربتها، فتحاكم من قبل الدارسين والقراء على هذا الأساس، ومنهن من لا تعير اهتماما خاصة الكاتبة التي تحررت من إرهاب المجتمع بالسفر والهجرة لكن هذا ليس قياس أبدا.

وعن ماذا تريد أن تقول الكاتبة حين تكتب الغزل تقول: “المرأة  تكتب الغزل كتعبير عن خوالجها وإثبات حقها في ممارسة هذا النوع من الخلق، إنها تتأمل نفسها في مرٱة الشعر وتسلط الضوء على دواخلها وقد يكون نوع من إثبات الذات والسعي المحموم لمساواة الرجل بما تمتلك من مواهب، لتقول له وللمجتمع بأنها موهوبة وقادرة على الخلق شأنها شأن الرجل قائدة ومعبرة ورائدة في شتى مجالات الحياة، أما في الحب فلا يكون أحد الطرفين فاعلا على حساب الطرف الآخر.

وقد تكتب المرأة الغزل كنوع من التمرد على القمع الجنسي والفكري الذي عانت منه كثيرا وإذا قارنت نسبة الشاعرات والروائيات بنسبة ما يكتبه الرجل تكون قليلة جدا.

لاحظ “فرويد” أن نسبة قليلة من النساء يُظهرن عبقرية أو نبوغًا في الفن أو الأدب، ولم يُرجعوا ذلك إلى الظروف الاجتماعية، وإنما أرجعوا ذلك إلى الفروق التشريحية والبيولوجية ، وبعضهم أخرج نظرية تقول إن قدرة المرأة على الخلق تمتصها بيولوجيًّا وظيفتها كأنثى تحمل وتلد. لهذا نجد أن المرأة الكاتبة تحاول إثبات قدرتها على صناعة الحياة بصور كثيرة فقط لو منحت مساحة من الحرية أو نالتها بجهدها”.

حالة فيض وبوح..

وتقول الكاتبة السورية “فاطمة عيزوقي”: “إنه حالة فيض.. تتولد جراء تراكم صور وحالات وأحاسيس قد يفجرها في لحظة، دمعة متسول.. أو قبلة بين اثنين في الشارع.

نعم أكتبه وبفخر أيضا ً فهو أحد أوجه تفاعلي مع هذا الوجود.

الغزل.. غزل.. من اسمه الدال عليه تحيكين لحظتك وفق ألوانك الخاصة.. لتولد كاملة مهما اعتراها من نقص.. إنها مولودة حبيبة.. الغزل مهما بدا خجولا.. إلا أن جرأته تكمن بمجرد القدرة على صوغه ونطقه”.

وعن الغزل في الشعر القديم تقول: “نعم قرأت. ورأيت الكثيرات تفتخرن بمشاعرهن أكثر من شاعرات اليوم المترددات خيفة أن يُحكم عليهن من قبل المجتمع”

وعن الغزل في الوقت الحاضر تقول: “حديثاً نعم.. وهن نوعان.. إما غايته الإسفاف والتحدي.. وإما أنه كان أشبه بحلم يروى.. وأنا أعذرهن وأتفهم ذلك وقبائل من حلقن في عالم الغزل الحر دون حمل أقفاصهن”.

وعن الاختلافات بين غزل النساء وغزل الرجال تقول: “هنا نعود للسؤال الثالث.. لماذا كانت القصائد أحلاما تروى.. لأن الرجل يعجن الواقع ويلامسه ويصهره مع كلمته.. وهل يتأتى لأي امرأة فعل ذلك

لطالما تباهى الرجل بتجاربه ولمساته وحكاياته، بينما بقيت حكايات النساء إما وصمة عار أو حبيسة قمم الليل”.

وعن أسباب كتابة الغزل تقول: “بالعموم..تكتب المرأة لأنها عاشقة وتخبرنا كطريقة بوح عن تجربتها تلك وغالبا تكون قد انتهت أو لم تبدأ بعد.

بالخاص أنا أكتب لأشبع روحي غزلاً من رجل وغالباً أكتب على لسان رجل يتغزل بامرأة، وأكتب لأني ببساطة إنسان خارج التأطير والأسماء.. مخلوق يرى النور.. فيشهق.. ذلك الشهيق هو الغزل”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة