7 مارس، 2024 3:26 م
Search
Close this search box.

الغزل في كتابات النساء (13):  دليل مساواة أم ترجمة لحال تعيشه أم تنفيس عن احتقان المشاعر الملتهبة

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

خاص: إعداد- سماح عادل

تتفق الكاتبات في هذه الحلقة من ملف (الغزل في كتابات النساء) على حق الكاتبة في نسج الغزل للمحبوب في نصوصها، وأن تعبر عن مشاعرها وأحاسيسها، ورغبتها وشوقها وتلهفها كما تشاء، ولكنهن يتفقن أيضا على أن المجتمع بعاداته وتقاليده وقيوده لا يسمح للمرأة بالتعبير بحرية عن مشاعرها، وإنما يقيدها، وكذلك رواسب التربية في الصغر تظل تعمل في داخلها بمثابة الرقيب الداخلي، وقد دافع رأي عن الجرأة في كتابة الغزل، واعتبرها حق للمراة في التعبير كما تشاء عن ما تشعر به ويدور داخلها من مشاعر محتدمة.

هذا التحقيق عن (الغزل في كتابات النساء) وقد جمعنا الآراء من كاتبات وكتاب وقراء من مختلف بلدان العالم العربي. وقد وجهنا للكاتبات الأسئلة التالية:

  1. ما رأيك في الغزل وهل تكتبينه، وما رأيك في الجرأة في كتابة الغزل؟
  2. هل قرأت الغزل لدى الشاعرات في الزمن القديم؟
  3. هل اطلعت على غزل كتبته كاتبات نساء في الوقت الحاضر سواء في الشعر أو القصص القصيرة أو الرواية وما رأيك فيه؟
  4. وهل يختلف الغزل في كتابات النساء عن الغزل الذي يكتبه الرجال؟
  5. ماذا تريد أن تقول الكاتبة حين تكتب الغزل هل تحاول إثبات حقها في المساواة، أم تعبر عن ذاتها ومشاعرها، أم تحاول أخذ دور الشريك الفاعل في علاقة الحب؟

المرأة مساوية للرجل في المشاعر الجميلة..

تقول الكاتبة العراقية “صبيحة شبر”: “الغزل فن من فنون الأدب، سواء أكان شعرا أم نثرا، والغزل فن معروف منذ العصور الأولى لتطور الإنسان  ومعرفته بالجنس الآخر، ورغبته في التعبير عن المشاعر الخاصة التي يحملها نحو الجنس الثاني، أعجبني الغزل  منذ بدايته، والنصوص التي وصلت إلينا منذ عصر ما قبل الإسلام، مرورا بعصر النبي ثم الخلفاء الراشدين والعصر الأموي، الذي تطورت فيه فنون الغزل وتنوعت   وانطلاقا إلى العصر العباسي ثم عصر الفترة المظلمة والعصر الحديث. أكتب الغزل غير المباشر وقد ورد في بعض قصصي ومقالاتي، والغزل يعبر عن شدة الحب والإعجاب بالحبيب، وليس مقتصرا على الجنس لوحده، فإنه في هذه الحالة يخرج من الحب باعتباره إعجابا بالروح والعقل والجسد أيضا.

عن الغزل لدى الشاعرات في الزمن القديم يقول: “قرأت الغزل الذي كتبته المرأة في العصر القديم، وأذكر بهذه المناسبة الشاعرة “ولادة بنت المستكفي”، ومن الأندلسيات “حفصة بنت حمدون” والتي قالت:

لي حبيب لا ينثني  لعتاب            وإذا ما تركته زاد تيها

قال لي : هل رأيت لي من شبيه    قلت أيضا وهل ترى  لي شبيها

أما الشعراء فقد كانوا أكثر جرأة في الكتابة في هذا الغرض الجميل، واشتهرت في هذا المجال “ليلى العامرية” حبيبة “قيس بن الملوح”، و”علية بنت المهدي”.

وعن غزل كتبته كاتبات نساء في الوقت الحاضر يقول: “الغزل يكون جميلا إن كان ضمن النص وليس مفروضا عليه، وإن تناولته المرأة الكاتبة كما تتناول كل الأغراض الأخرى،  بعض الكاتبات يقتصرن على الكتابة في هذا النوع فقط، وهذا إخلال في مجال الناحية الفنية، أما اللاتي كتبن الغزل كما برعن في الفنون الأخرى  فكن مبدعات  للجمال، أذكر منهن “غادة السمان وكوليت خوري”.

وعن اختلاف الغزل في كتابات النساء عن الغزل الذي يكتبه الرجال تقول: “يختلف كثيرا فالرجل أكثر جرأة، ويصرح في تناول هذا الغرض أما المرأة فتلمح”.

وعن ماذا تريد أن تقول الكاتبة حين تكتب الغزل تقول: “من حق المرأة أن تعبر عن شدة حبها وإعجابها برجل معين، هو الذي تجده حبيبا قريبا من نفسها، وما دامت المرأة تطالب بالمساواة فمن حقها أن تكون مساوية للرجل في المشاعر الجميلة والعواطف العابقة بالأريج”.

الكتابة ترجمة حال الكاتبة..

وتقول الكاتبة السورية “رنوة سامي نصير”: “مفهوم الغزل هو فن شعري يعتمد على التشبّب بالحبيب هذا ما هو معروف بالنسبة لي باختصار شديد”.

وتضيف: “لم أكتب الغزل بمعناه الحقيقي إنما روح الأنثى وذاتها الشفافة تظهر داخل بطون الجمل الشعرية، قد يراه البعض غزلا ولكنه ليس بالغزل حسب مفهوم الغزل.

أما عن رأيي في الجرأة في كتابة الغزل ومن وجهة نظري أراه شبه معدوم أو نادر،  المرأة الشاعرة أو الكاتبة عليها أن تتمتع بقدر وافر من الحرية كي تخطو خطوتها الأولى، والتي يمنعها عن هذه الخطوة ضيق المساحة المتاحة لها زائد رواسب التربية وأشياء أخرى كثيرة”.

وعن الغزل لدى الشاعرات في الزمن القديم تقول: “في الحقيقة أغلب ما وقعت عيناي عليه من شعر الغزل كان لشعراء، ولم تصادفني شاعرة عربية،  لا اقصد أن ليس هناك شاعرات عربيات كتبن شعر الغزل بل لأن مساحة قراءتي للشعر لم تتخط بعض الشعراء العرب في العصر القديم”.

وعن غزل كتبته كاتبات نساء في الوقت الحاضر تقول: “نعم قرأت في مجال الشعر والقصة والرواية. ولاحظت تفاوت كبير بين الكاتبات. مثال على ذلك “غادة السمان، أحلام مستغانمي، شيرين سامي، سارة درويش”.

وعن اختلاف الغزل في كتابات النساء عن الغزل الذي يكتبه الرجال يقول: “بالتأكيد يختلف فالرجل أكثر جرأة من المرأة في الكتابة، وأقصد كتابة هذا النمط (الغزل) وحتى هذه الجرأة كذلك تختلف من رجل إلى آخر”.

وعن ماذا تريد أن تقول الكاتبة حين تكتب الغزل يقول: “أعتقد أن كتابة الغزل ليست نافذة لإثبات الوجود، بل هو ترجمة حال تعيشه الكاتبة ويعيشه الكاتب أيضا، والشعر بحد ذاته ليس منبرا من خلاله يصدح الصوت بطلب المساواة.  الكتابة بكل أنماطها هي نحن في هذا العالم إن كنّا كتّاباً أو قراءً”.

تنفيس عن احتقان المشاعر الملتهبة..

وتقول الكاتبة السودانية “حواء أرباب”: “الغزل مشاعر نبيلة تفيض عن صاحبتها، فما بداخلها يكون أكبر بأضعاف من مجرد كلمات تخرج للمحبوب في لحظات غزل.

أكتب الغزل وأتجرأ بمغازلة من أحب بالكلمات خاصة من خلال الكيبورد، الجرأة في إطلاق كلمات الغزل تمتلكها أغلب النساء، لكن حتى وقت قريب لأسباب اجتماعية وتربوية تمنعهن. لكن آن لهذه الأزمان أن تنتهي بضعفها وتضعيفها للأنثى. من حق كل امرأة أن تعبر عن مكنونات قلبها. هذه أبسط الحقوق (التعبير)”.

وتواصل: “قرأت الشيء القليلة ك”ولادة بت المستكفي” لم يروق لي ما تم وصفه بها . إذ أن المرأة كانت ومازالت تحاكم بما تلفظ بل وبأي حركة من جسدها!.

وفي الوقت الحاضر أصبحت النساء أكثر جرأة وأقدر تعبيرا عن أنفسهن، يظهر ذلك في كتاباتهن الشعرية، فيظهر تعبيرها عن احتياجها للاحتواء واضحا، حق  تطالب به محبوبها ودعم نفسي أساسي تحتاجه في حياتها. إن كان في شكل مقال أو شعر أو رواية أو حتى في شكل خواطر متناثرة”.

وتكمل: “رغم مساحة التعبير الكبيرة وحريتنا ووجود الإمكانيات في ممارسة الغزل المكتوب ولو بأسماء مستعارة، إلا أننا كنساء مازلن متأثرات بآراء المجتمع ومتقيدات بقيوده، ومكبلات بأساليب التربية التي تربينا عليها في صغرنا وذلك يجعل كتاباتها في الغزل أقل جرأة من الرجال، فقد نتجرأ على وصف مشاعرنا وقد نصرح ببعض حاجاتنا الجسدية، إن كان عن شأن شخصي أو رواية عن أخرى لكننا بعيدات جدا عن التعبير الجسدي عن الاحتياجات الحقيقة، فذاك من المسكوت عنه بتأثير الطابوهات لمجتمعاتنا”.

وتؤكد: “كتابات الغزل متنفس عما يجيش به صدر المرأة من كبير حب ورغبة وشوق واشتهاء، يصعب احتماله، تخشى انفجاره فتكتب لتنفس قليلا عن احتقان المشاعر الملتهبة. لذا هو تعبير عن الذات في المقام الأول. لا أظنها وهي تكتب عن أدق أحاسيسها سيكون في خاطرها أي تحد لأحد أو أي محاولة لإثبات شي كالمساواة، أو أخذ دور الشريك الفاعل. وإن كنت أظن أن المرأة حتى بصمتها هي شريك فاعل وفعال. لكن كلمات الغزل لو تجرأت وهمستها لمحبوبها في أذنه ستكون أكثر لمساً لشغاف قلبه وأكثر نحتا واستقرارا بقلبه”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب