4 مارس، 2024 11:50 ص
Search
Close this search box.

الغزل في كتابات النساء (12):  مليء بالدهشة والجمال أم مقيد بالعادات أم يرضي نرجسية الرجل

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

خاص: إعداد- سماح عادل

تتنوع الآراء حول تحقيق “الغزل في كتابات النساء” رأي يقصر الغزل على ذلك الذي يصيب القارئ بالدهشة والجمال، بغض النظر عن كونه يخالف الأخلاق والأعراف أم لا. ورأي يقر أن الغزل لدى النساء مقيد بالعادات والتقاليد في المجتمعات الشرقية، ورأي ثالث يرى أن هذا الغزل يشبع نرجسية الرجل الذي يتم التغزل فيه.

هذا التحقيق عن (الغزل في كتابات النساء) وقد جمعنا الآراء من كاتبات وكتاب وقراء من مختلف بلدان العالم العربي. وقد وجهنا للكتاب الأسئلة التالية:

  1. ما رأيك في كتابة النساء غزلا في الرجل هل تتقبل ذلك وهل تتقبل الجرأة في غزل الكاتبات؟
  2. هل قرأت الغزل لدى الشاعرات في الزمن القديم؟
  3. هل اطلعت على غزل كتبته كاتبات نساء في الوقت الحاضر سواء في الشعر أو القصص القصيرة أو الرواية وما رأيك فيه؟
  4. وهل يختلف الغزل في كتابات النساء عن الغزل الذي يكتبه الرجال؟
  5. هل تحب أن تتغزل فيك امرأة وتكتب ذلك، وهل تسمح لزوجتك أو قريبتك إذا كانت كاتبة أن تتغزل في نصوصها؟

 

يجب أن يكون مدهشا وجميلا..

يقول الكاتب الفلسطيني “إياد شماسنة”: “بالطبع فإن رأي الشاعر قد يختلف عن رأي الناقد، وربما يختلف الرأيان عن رأي المتلقي، لكني ألخص ذلك بالقول إن الشعر أحد أرقى فنون التعبير  الإنساني، وهو بما فيه من مجازات وكنايات قادر على البوح بمكنونات النفس البشرية وتعبيرا عن سلوكياتها من غزل أو غير ذلك، والمرأة كائن لا يقل حقا عن الرجل في مجال التعبير حقا وإمكانيات وبراعة، أحب كشاعر وكاتب، ومتلقي أن تعبر المرأة عن نفسها وعن تجربتها بطريقة فنية تلتزم شروط الإبداع، وهو شعر يضيف للتجارب الإنسانية وجها جميلا.

أعلم أن بعض الغزل قد يكون مبتذلا أو غير مكتمل الشروط الفنية، أو ايروتيكي، لكن ذلك لا ينفي الحق، والجمال لا يرتهن بشروط أخلاقية، قد أقبل ذلك كشاعر أو ناقد وقد أرفضه كمتلقي، وهنا يخضع الأمر لشروط التلقي وليس شروط الإبداع أو النقد، ستكون إضافة جميلة ورقيقة لا يمكن الشك بها”.

وعن تقبل الجرأة في غزل الكاتبات يقول: “بالطبع أتقبل كل ما هو جميل، أؤمن بالتعدد الثقافي، وأهتم به، بل وأبحث عنه في كل فرصة، وأحب أن اقرأهـ الجمال والدهشة هما معياري الأساسي للحكم على الأشياء، بالإضافة إلى الجودة الفنية، وإن رفضت؛ فإني أرفض ما لم يلتزم ما خرج عن حد الإبداع وعن تعريف المدهش والجميل، أرفض في الإبداع ما ليس مدهشا أو ما هو مبتذل، ما يسيء للكرامة من خلاعة وتهتك وفجور، ما يفتقد للجمال بداعي التجريد، أو التجديد، وبذلك فاني لا أتقبل غزل الكاتبات فقط، بل أحبه.

أما في الحديث عن الجرأة فإن كانت تعني الشجاعة في الطرح والتعبير والتناول والتصوير، وإن كانت تعني القوة والتحدي الإيجابي لما هو سلبي، فأنا من المشجعين والداعمين، أما إن تم اختصار الجرأة في الجنس أو الخلاعة أو الإباحية، فهذا مما ليس من مدرستي في التلقي عن نساء الشعر”.

وعن الغزل لدى الشاعرات في الزمن القديم يقول: “بالطبع قرأت الأدب العربي القديم غزلا ومديحا ورثاء وهجاء واطلعت على مصادره ومراجعه في العصور المختلفة، وحتى الكتابات التي تحتوي في مضامينها عن الجنس، ولم أستثنِ الشعر النسائي العفوي المدون في الكتب مثل الأغاني وغيره، وهو جزء أصيل من تاريخنا الأدبي ومن تراثنا. ربما ما يزال هذا المجال بعيدا عن الدراسات البحثية والأكاديمية، لكنه مهم، وبعضه يفوق ما يمكن لشاعرة من العصر الحالي أن تقوله أو تتناوله، وبالطبع هو لنساء من جميع المواقع بدء من بدويات الصحراء ثم المحبوبات في الحواضر والأرياف، والجواري وحتى الأميرات ونساء الخلفاء”.

وعن غزل كتبته كاتبات نساء في الوقت الحاضر يقول: “بالطبع، أتابع الشاعرات في الوقت الحاضر، أتابع إبداعات شاعرات رائعات مثل: مروة حلاوة، وإباء الخطيب، قمر الجاسم، ميسون سويدان، روضة الحاج، أسيل سقلاوي، ميسم الشمري، نداء يونس، مريم الصيفي، إيمان زياد، زينب عقيل، دلال البارود، هاجر عمر، وغيرهن ممن لا يتسع المجال لتعدادهن. وهن مجيدات، من مدارس شعرية متعددة، لكل منهن تجربتها وإبداعها وشعرها، تتنوع لديهن الخبرات الأدبية والتعبيرية، ويسعدني تمكنهن من اللغة والتصوير، والإبحار عميقا في الشعر. أما في القصة القصيرة فقرأت كثيرا للفلسطينية شيخة حليوى في القصة القصيرة ما هو متقدم وجميل”.

وعن اختلاف الغزل في كتابات النساء عن الغزل الذي يكتبه الرجال يقول: “يجب أن يختلف بالطبع، لكنه في الحقيقة يتشابه كثيرا، منظور الحب نفسيا وعاطفيا لدى المرأة يختلف عنه لدى الرجل، هناك خصوصيات تمتاز فيها المرأة، قد يستطيع الرجل الخوض فيها من باب التقمص الإبداعي، لكن ما تستطيعه المرأة المبدعة أجمل بمراحل كثيرة”.

وعن قبول أن تتغزل فيه امرأة وتكتب ذلك يقول: “لا أبحث عن ذلك، ولا أفكر فيه، لكنه إن حدث، فهو تجربة جمالية تستحق الإعجاب، ومثلما يستطيع الرجل الحديث في الحب، وليس الغزل خصوصا، فإن المرأة تستطيع، أما فكرة السماح، فلا يحق لأحد الحجر على الإبداع بشرط الالتزام بمعايير الجمال، والجودة، لكن اعرف زملاء وأصدقاء زوجاتهم شاعرات ويكتبن بكامل الأريحية والانطلاق ما هو بارع وجميل ومدهش”.

 مقيد بالعادات والتقاليد..

ويقول الكاتب العراقي “أركان الزهاوي”: “قل الحق ولو على نفسك. قد أختلف مع بعض الكتاب والشعراء في هذا الطرح، فمهما تميزت المرأة في الكتابة تبقى مقيدة في التعبير الغزلي الشعري.  رغم الكم الهائل الذي في جعبتها من الطاقة الكتابية الغزلية. للأسف هذا حال مجتمعنا الشرقي المقيد والمعقد بالعادات والتقاليد”.

ويضيف: “ورغم وجود شاعرات متحررات قرأت لهن ومازلت أقرأ لهن  وأغلبهن من العصر الحديث، مثلا حين أقرأ للأديبة الفلسطينية (الأستاذة شوقيه عروق منصور) أشعر بروح الحماسة وحب الوطن والتاريخ والأرض.. وحين أقرأ للكاتبة السورية (فاطمة البقاعي)  أشعر كم تعاني المرأة سواء كانت حبيبة أو أم أو زوجة، كم تحمل من عبء لحياة وكم تضحي لأجل فرعون العصر الرجل الشرقي.

أما حين أقرأ للشاعرة السورية (مها سليمان)  أشعر أنها تخترق أحاسيس الرجل وتطرق باب القلب بقلمها. لكن أعود وأقول أن الأديبات والروائيات والشاعرات مازلن مقيدات!

وأقول ضاحكا:  ياليت تتغزل بي شاعرة أو كاتبة لأنني سأقع فورا في هواها، لأنني حين أقرأ تلتهمني الكتابة واتوه في بحر من الخيال.

يرضي نرجسية الرجل..

ويقول الكاتب السوري “شهاب ميوس”: “أنا أرى أن كتابة المرأة واقعية أكثر من كتابات الرجل، لأن بالغالب بتكون خالية من الكبرياء الكاذب بتوصف حالتها بالقوة و بالضعف و الشوق؛ و طبعا الغزل الجريء هو جزء من الشعر وجزء من الحياة، المرأة بغزلها وبكتاباتها تصف حبها عندما تكون أما أو عزباء أو فقيرة أو غنية، تصف حالات كثيرة بنص واحد أو قصيدة واحدة وتحمل مشاعر أكتر من أي كلام يقال وتوصل رسالتها بشكل أوضح وأسرع”.

وعن الاطلاع على غزل النساء يقول: “طبعا قرأت، اقرأ بشكل يومي بعض القصائد بالغالب وهذا شي جميل نادرا ما تصادفني  قصيدة مبتذلة. أو أن تكون عبارة عن ترتيب كلمات فقط . النساء عندهن قدرة أكثر على وصف التفاصيل  والمشاعر . بعكس شعر الرجل الذي بالغالب يتسم بالعجلة في توصيل الفكرة . شعر المرأة يشرح التفاصيل اكتر بيغرق بالتفاصيل سواء كان غزل صريح وجريء أو غزل عذري كل كلمة بتحمل إحساس معين  يستمر حتى بعد انتهاء النص . إحساس يظل في ذاكرة القارئ”.

ويؤكد عن قبوله التغزل فيه: ” طبعا وبكون عندي متعة بس اقرأ شي مكتوب إلي.   لأسباب كثيرة، منها أن القصيدة تشعرني بتفاصيل أكثر من  الكلام العادي، بتفتح عيوني على أفكار كثيرة أنا لم أراها، وأحاسيس ومتطلبات للأنثى أنا غافل عنها وإضافة كتابة المرأة لرجل بشكل خاص بترضي النرجسية التي لديه بشكل أو بآخر وهذا شيء واقعي”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب