10 مارس، 2024 6:44 م
Search
Close this search box.

العودة إلى الجذور .. المصريون يبحثون عن هويتهم على الانترنت

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتبت – سماح عادل :

تألقت عدة دعوات للرجوع إلى الهوية المصرية، منذ بداية العصر الحديث، وظهر كتاب وباحثين يدعون إلى الرجوع إلى تمثل الحضارة المصرية القديمة، رافضين بذلك أي تاريخ جاء بعدها، ورافضين الهوية العربية الشائعة والسائدة.. ومع التطور التكنولوجي انتشرت على شبكة الإنترنت هذه الدعوات بكثرة، وخاصة على شبكات التواصل الاجتماعي، فظهرت المجموعات والصفحات التي تنشر ثقافة مصر القديمة، وتسعى لتعليم الناس اللغة المصرية القديمة وتبرز تميز المصريين القدماء، يديرها متخصصين في دراسة “المصريات”.

إعادة للوعي المضمور

علي ابراهيم

تعد مجموعة “إتعلم هيروغليفي مع علي إبراهيم” من ابرز تلك المجموعات التي انشأت علي موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” لهذا الغرض والتي يديرها “علي إبراهيم عبد النعيم”، المتخرج في كلية الآداب، جامعة عين شمس، شعبة مصري قديم ويقوم حالياً بعمل الماجستير في اللغة المصرية القديمة، والذي بادر في حديثه الخاص مع (كتابات)، بقوله: “إن حماية التراث الحضاري لمصر القديمة ليس مسؤولية وزارة حكومية فقط.. إنما هي مسؤولية شعب كامل، فإذا الشعب والمجتمع عرف قيمة الحضارة وآثارها، سوف تختفي من مجتمعنا تجارة الآثار، ولن ينظر أي فرد من المجتمع إلى الآثر على أنه كنز، إن باعه سيدر عليه أموالاً طائلة.. وايضاً سوف يهتم الشعب نفسه بحماية الآثار لأنه عرف قيمتها وكونها شاهدة على جزء من تاريخه”. يتابع مستنكراً: “ما حدث اثناء فترة الاضطراب الأمني داخل محافظة المنيا في مركز ملوي حين سرق المتحف من قبل الأهالي المحيطين بالمنطقة.. كان نتيجة قلة وعيهم”.

وحول إقبال غير المتخصصين على معرفة ثقافة مصر يقول: “هناك إقبال معقول إلى حد ما.. ونحن نسعى لنشر الوعي على أوسع نطاق بالتعاون مع إدارة التنمية الثقافية في وزارة الآثار بحيث نصل وننتشر في كل المحافظات”. مؤكداً على أن “استجابة المجتمع تزيد حين يتعرفون على عظمة الحضارة المصرية”.

أحمد ياسر

مستطرداً عن نشاطه: “بدأنا بالعمل من خلال مجموعة علي موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك، ثم كونت مجموعة من الشباب المتميز المتخصص وأسسنا “مؤسسة كمت” لإحياء حضارة وادي النيل، لنتمكن من نشر أنشطتنا بشكل أوسع والتعاون مع المؤسسات الحكومية المعنية بالأمر، مثل وزارة الآثار والثقافة”. مضيفاً أن ” كمت.. منظمة قطاع خاص مشهرة بسجل تجارى، تهدف إلى نشر الوعي الآثري والتاريخي والحضاري بين طبقات المجتمع، كما تهدف إلى تأهيل الآثريين أنفسهم ودارسي الآثر وفتح مجال وفرص عمل لهم عن طريق المؤسسة، هناك دورات وورش عمل يدوية وقائمة متكاملة خاصة بكل ما هو مصري قديم من معرفه تاريخية ولغوية وأثرية وتنظيم زيارات ميدانية، والتدرب على كيفية الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في تطوير علم الآثار، وورش لتعليم فنون الرسم والنحت والنقش وصناعة الفخار وغيرها من الفنون التقليدية اليدوية من مصر القديمة”.

اما عن زيادة أعداد من يتعلمون اللغة المصرية القديمة فيقول عبد النعيم: “العدد يزيد ويطالبنا البعض بفتح فروع أخرى في الإسكندرية والأقصر والمنيا وغيرها.. ولكن عدم وجود دعم مادي يجعلنا نفكر في اتجاه أن يكون لنا قناة فضائية تبث كل أنشطتنا عبر التليفزيون لكي نصل لكل بيت مصري.. لكنه أيضاً حلم بعيد دون دعم”.

استغلال مواقع التواصل الاجتماعي في نشر القضية

“أحمد ياسر محمود”، طالب بالفرقة الرابعة – كلية آداب قسم آثار جامعة المنوفية، شخصية اخرى مهمومة بقضية المصريات ونشر الوعي المفتقد عنها، حيث يقوم بتعليم اللغة المصرية على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”.. يوضح في حديثه مع (كتابات): “أدرس كورس تعليمي للغة المصرية القديمة “الخط الهيروغليفي والقبطي” للفرق الثانية والثالثة في كليتي لكن خارج الجامعة، لأني قررت تعريف الناس سواء متخصصين مبتدئين أو هواة بعظمة أجدادهم وهويتهم المصرية الحقيقية، وأصحح مفاهيمهم عن أجدادهم مثل أنهم وثنيين عبدوا أصنام أو عبدوا أكثر من إله أو كانوا عماليق وغيرها من المفاهيم الشائعة عن أجدادنا”. مؤكداً على “أن فيس بوك سهل علي الناس تعلم الثقافة المصرية واستيعابها”.

وحول أهم الشخصيات أو المؤسسات الناشطة في نشر الثقافة المصرية القديمة يقول: “من عاصرتهم كان الدكتور عبد الحليم نور الدين يرحمه الله، والدكتور محمد الشرقاوي الأستاذ بكلية الآثار، والدكتور ممدوح فاروق الموظف الكبير بوزارة الآثار، أما على فيس بوك استأذنا الكبير محمد بكير صاحب “جروب علم المصريات” والدكتور عماد وهدان والأستاذ حسام عرفان وغيرهم.. وبالنسبة للمؤسسات هناك جمعية أصدقاء المتحف المصري وهي تؤهل الطلبة المتخصصين في الآثار المصرية في الشرح للمصريين مجاناً بالمتحف المصري، ورئيسها أستاذ سيد حسن المدير الأسبق للمتحف المصري، ومؤسسة حديثة اسمها “مؤسسة كمت”.

ناهد مصطفى

عن سؤال لماذا اندثرت اللغة المصرية القديمة ولم تبقى كلغة الأمازيغ في دول المغرب، كلغة قائمة بذاتها؟.. يجيب: “اللغة المصرية لم تندثر ولكنها تحتاج لاكتشاف وأن يعي الناس أنهم بالفعل ينطقون كثير من ألفاظها.. اللغة العربية طغت علي اللغة المصرية بعد تعريب الدواوين في عهد عمر بن الخطاب.. لكن بالنسبة لرجوع اللغة المصرية وإعادة استخدامها هناك  متخصصين كثيرين وغير متخصصين ومؤسسات يحملون علي عاتقهم ذلك.. رجوع اللغة حلم كبير وبإذن الله ننفذه”، ويشير إلى “أن أحدث الدراسات أثبتت أن 83% من الشعب المصري تعود جيناته للأجداد المصريين القدماء وهذا شئ يدعو للفخر”.

من جانبها اكدت مفتشة الآثار “ناهد مصطفي” ومديرة موقع “حراس الحضارة” على أن “الثقافة والحضارة المصرية مستمرة حتى الآن، رغم أنها تعرضت لانهيارات كثيرة إلا أنها تصمد وتستمر.. حتى عند الغزو كانت الحضارة المصرية وثقافتها أقوي.. فالرومان عندما حكموا مصر تطبعوا بطباع المصريين وعبدوا الآلهة الخاصة بهم ليتقربوا من المصريين”.

مضيفة بان “في المسيحية فكرة الثالوث وهى في الأصل مأخوذة من الديانة المصرية القديمة، حتى صورة العذراء مع سيدنا عيسي تتشابه مع ايزة وحورس، وحتى الآن نحن نقتبس أشياء كثيرة من المصريين القدماء سواء من كلماتهم أو من عاداتهم”.

مشيرة إلى انه “زادت أخبار الآثار لكن الناس لن تهتم اهتمام كامل بالمصريات إلا عندما تعيش بشكل أفضل.. كيف نطالبهم بالاهتمام بحضارتهم وآثارهم وهم يبحثون عن لقمة العيش حالياً.. إلي جانب أنه لا يوجد وعي آثري ولا محاولة جادة لتوعية المصريين بحضارتهم وآثارهم”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب