14 نوفمبر، 2024 9:44 م
Search
Close this search box.

العنف ضد المرأة.. أكثر من 35% من نساء العالم تعرّضن للعنف الجسدي

العنف ضد المرأة.. أكثر من 35% من نساء العالم تعرّضن للعنف الجسدي

خاص: إعداد- سماح عادل

عندما يمارس العنف ضد المرأة يكون التأثير فوري يُصاحبه آثار طويلة المدى ملموسة وغير ملموسة على النساء وأطفالهن أيضاً، بينت الدراسات التي أُجريت في العقدين الأخيرين الآثار السلبية للعنف الأسري وأظهرت أنّ النساء المعنّفات وعائلاتهن اللواتي قد تعرّضن للعنف الجسدي يُعانين من تدنّي مستوى الصحة الجسدية والعقلية بشكل أسوأ بكثير من النساء اللواتي لم يتعرّضن لسوء المعاملة، بسبب قلة المناعة الناتجة عن الحالة النفسية المتضررة بالإضافة إلى إهمال الذات.
إلى جانب العديد من الأمراض التي تُصيب النساء المعنفات ، كالأمراض المزمنة منها الصداع وآلام الظهر والعظام، واضطرابات الجهاز الهضمي، ومشاكل القلب، والأمراض العصبية كالإغماء ونوبات القلق.
الاصابات..
الإصابات الناتجة عن الاعتداءات الجسدية تتراوح شدّتها من الكدمات الخفيفة والكسور إلى الإعاقات المزمنة التي تحتاج إلى علاج طبي متخصص، وتُعاني النساء الحوامل المعرّضات للاضطهاد من فقر الدم، ونقص المناعة، والهزال الذي يؤدّي بدوره لسوء تغذية الجنين ممّا يُعرّض حياته للخطر ويجعله عرضةً للإصابة بمختلف الأمراض نتيجة قلّة وزنه.
الآثار النفسية..
العنف ضد المرأة له آثار نفسية غاية في الخطورة ويكون لها أبعاد لا يُستهان بها على المستوى النفسي، حيث إنّ الممارسات العنيفة التي تتعرّض لها المرأة تُساهم في التقليل من شعورها بقيمتها الذاتية وبالتالي تُضعف من ثقتها بنفسها، ممّا يؤثّر سلباً على صحتها العقلية وذلك من خلال تشتيت قدرتها على التفكير السليم، فينعكس ذلك سلباً على قدرتها على التصرّف بشكل مستقل وآمن في المجتمع.
تتشابه الأعراض النفسية للعنف مع الآثار النفسية الناتجة عن أنواع أخرى من الكوارث والحروب، حيث تمرّ النساء المُعنّفات بمراحل متتابعة من الصدمة، والإنكار، والارتباك، والخوف، والانسحاب، وفي بعض الحالات حين يكون العنف بشكلٍ مستمر ومتكرّر تكون له تبعات أخرى أشدّ وطأةً وتأثيراً، مثل: ضعف الشخصية، وعدم القدرة على اتخاذ القرارات أو التخطيط على المدى البعيد، بالإضافة إلى زيادة نسبة الاكتئاب ومحاولات الانتحار، حيث تُشير الدراسات إلى أنّه كلّما تمّ الاعتداء على المرأة أكثر زادت معاناتها النفسية مع عدم قدرتها على التكيّف النفسي.
أشارت تقييمات الصحة النفسية إلى أنّ النساء اللواتي يُصرّحن بأدنى مستويات الرضا عن الحياة غالباً قد وقعوا ضحيةً للعنف.
الآثار الاقتصادية..
العنف مكلفة جداً، حيث يتضمن علاج الأضرار المادية والإصابات الجسدية الخطيرة للنساء المُعنّفات، بالإضافة إلى المبالغ الكبيرة التي يتمّ صرفها على العلاج النفسي الذي يخضعن له في سبيل تجاوز الضرر الواقع عليهن، بما في ذلك كيفية إدارة القلق والاضطراب، ومعالجة الاكتئاب والإحباط الناتج عن سوء المعاملة، ليكنّ أكثر سعادةً وثقةً في مواجهة المجتمع والاندماج فيه.
الآثار الأسرية..
يتأثّر الأطفال بالعنف الواقع على الأم يُمكن أن تكون مباشرة كالإيذاء المتعمّد من النواحي الجسدية أو النفسية وبشكل غير مباشر من خلال تنشئة الطفل في جو أسري مشحون ينعكس سلباً على صحته النفسية، حيث يُلاحظ على ذلك الطفل إساءة السلوك العام، وارتكاب العنف ضد الآخرين، وضعف الأداء المدرسي والتحصيل الأكاديمي، بالإضافة إلى تدنّي المؤشّرات النفسية السليمة لتعرّضه بشكل أكبر من غيره للقلق والاكتئاب ممّا يؤدّي إلى عدم الإنتاجية، والانحراف في سنّ المراهقة، وقد تتفاقم الأمور لتصل إلى محاولات الانتحار.
يُساهم العنف الأسري بشكل أساسي في تشتّت الأسرة وعدم استقرارها ويؤثّر بالمقابل على إنتاجية الأفراد بالكامل وليس على المرأة المُعنّفة فقط، وذلك من خلال التقليل من قدراتهم على العمل وتأمين سُبل العيش، كما تُعاني الأسر التي تتعرّض للعنف من مشاكل في توفير المبالغ المادية لتقديم العناية الصحية للأفراد المُعنّفين في العائلة، حيث تُعاني تلك الأسر من محدودية أنواع الدخل ومستواها حيث تقتصر فقط على الوظائف الروتينية الأساسية لعدم توافر النشاط الصحي ذهنياً وجسدياً والقدرة على الالتزام الكافي بالوظيفة نظراً للعوامل النفسية والجسدية المتضرّرة التي ذُكرت آنفاً.
اضطرابات..
أوضحت الدكتورة “ليلى رجب”، استشاري الصحة النفسية والأسرية، إن كثير من النساء يتعرضن لجميع أشكال العنف، سواء لفظيًا أو بدنيًا أو نفسيًا، من قبل الأسرة أو شريك الحياة أو رب العمل.
وأضافت أن العنف الذي تتعرض له النساء يؤثر على صحتهن النفسية، حيث يزيد من خطر إصابتهن بالاضطرابات التالية:
– القلق: عادةً ما تكون المرأة التي تعرضت لأحد أشكال العنف أكثر قلقًا تجاه تعاملاتها مع الآخرين، خوفًا من أن تمر بنفس التجربة السيئة مرة أخرى، لذلك تميل للعزلة الاجتماعية.
– الاكتئاب: حالة الحزن والغضب التي تتملك المرأة بسبب حالات العنف قد تطور إلى الإصابة بمرض الاكتئاب، وتتوقف حدته على مدى تأثير التجارب السيئة على صحتها النفسية.
– اضطراب ما بعدة الصدمة: مرض نفسي تظهر أعراضه على المرأة، عندما تتعرض لموافق مشابهة للتجارب العصيبة التي مرت بها في الماضي، مما ينعكس سلبًا على صحتها العقلية.
ارشادات..
وأوضحت ضرورة توصية النساء عند التعرض للعنف باتباع مجموعة من الإرشادات، وتشمل:
– طلب المساعدة من الأشخاص الموثوق بهم.
– التواصل مع الجهات والهيئات التي تكافح العنف ضد المرأة.
– التواصل مع مصادر الدعم النفسي المختصة.
– اتباع نظام غذائي صحي، لتقليل الضرر الجسدي والنفسي من العنف.
إحصائيات..
تبذل الوكالات والمنظّمات العالمية جهوداً كبيرة للتوصّل إلى أرقام دقيقة حول ظاهرة العنف ضدّ المرأة، أبرز الإحصائيات التي توصّلت إليها كلّ من منظّمة الصحة العالمية، وكلية الطب وطب المناطق المدارية في لندن، ومجلس البحوث الطبية في جنوب أفريقيا:
تعرّضت أكثر من 35% من نساء العالم للعنف الجسدي أو الجنسي على يد الشريك أو غيره من الأشخاص. تعرّضت نحو 30% من نساء العالم للعنف الجسدي على يد شريكهم في العلاقة. تعرّضت 7% من نساء العالم للاعتداء الجنسي من قِبَل شخص لا تربطهم به علاقة. تصل احتمالية ولادة النساء اللواتي تعرّضن للعنف الجسدي أو الجنسي لأطفال ذوي وزن ناقص إلى 16%، كما تصل احتمالية إصابتهنّ بالاكتئاب إلى الضعف.
التعريف..
يُعرّف العنف ضد المرأة بأنه أيّ فعل عنيف يمارس بحق المرأة، ويحتمل أن ينجم عنه أو يؤدي إلى أذى أو أحد أشكال المُعاناة البدنية أو الجسدية أو النفسية، كما يُعرف بالتهديد باقتراف هذا الفعل أو الإكراه أو الحرمان من الحرية قسرًا أو تعسفًا سواء أكان في الحياة العامة أو الخاصة، ومن أشكال العنف؛ العدوان، والإهانة، واستخدام القسوة ضد المرأة، بالإضافة إلى الانتقاص من قيمتها كإنسان وحرمانها من حقوقها.
أنواع العنف ضدّ المرأة..
– العنف المنزلي: ويشمل الأفعال أو التهديدات الجسدية، والعاطفية، والجنسية، والاقتصادية، والنفسية التي تؤثر على الشخص، وهو أيّ نمط من أنماط السلوك والسيطرة على الشريكة.
– العنف الجنسي: وهو أيّ فعل جنسي يُمارس ضد إرادة المرأة، ومن أشكاله التحرش الجنسي والاغتصاب.
– الاتجار بالبشر: ويُقصد به تملك واستغلال المرأة بمختلف الوسائل الملتوية وبالإكراه والقوة.
– زواج الأطفال: وهو الزواج الذي يكون فيه عمر الزوجين أو أحدهما أقل من 18 عاماً، ويكون هذا العنف ممارس ضد المرأة من خلال تزويجها وهي قاصر، مما يؤدي إلى تركها التعليم.
– العنف عبر الإنترنت أو العنف الرقمي: ويكون من خلال ممارسة أعمال العنف أو الحث عليها من خلال التكنولوجيا والأساليب الرقمية؛ ومنها الهواتف المحمولة، والإنترنت، ومختلف مواقع التواصل الاجتماعي، وألعاب الحاسوب، والبريد الإلكتروني وغيرها، ومن أشكاله التنمر الإلكتروني، والرسائل الجنسية، والإفصاح عن المعلومات الشخصية.
أسباب العنف ضدّ المرأة..
– أسباب اجتماعية: وتشمل التنشئة والتربية الخاطئة، وانفصال الوالدين، وانهيار القيم الأخلاقية، وتعاطي الكحول والمخدرات والإدمان عليها.
أسباب اقتصادية: وتشمل الفقر والحرمان، وعدم إنفاق الزوج على الأسرة، وحرمان الزوجة من العمل.
– أسباب ثقافية: وتشمل اعتبار العنف ضد المرأة مسألة شخصية، واستخدام العنف لحلّ المشاكل، ووجود بعض العادات والتقاليد المجتمعية التي تشجع على العنف، ووجود التمييز الجنسي داخل العائلة، والسماح للذكور بممارسة العنف، وصمت المرأة عن العنف الممارس بحقها.
– أسباب صحية ونفسية: تشمل القلق، والاكتئاب، والشعور بالتعاسة والإحباط، وتمتع الزوج بشخصية عدوانية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة