19 ديسمبر، 2024 10:19 ص

العنف ضد الأطفال.. تجاهل الطفل وكبت رغباته يزيد من عدوانيته

العنف ضد الأطفال.. تجاهل الطفل وكبت رغباته يزيد من عدوانيته

خاص: إعداد – سماح عادل

قامت منظمة الصحة العالمية بتعريف العنف بأنه استخدام الفرد السلطة أو القوة أو التهديد بهما عمدا ضد أي فرد آخر، أو عدد من الأفراد، أو مجتمع كامل، ممّا يتبع هذا الفِعل أذى للأفراد، أو إصابة نفسية، أو اضطراب في النمو، أو موت، أو حرمان. اتسع فيما بعد التعريف ليشمل أشكال العنف النفسي والجسدي كلها، كما تضمن مفهوم الإهمال والاستغلال الجنسي، والمعاملة السيئة للأطفال، وتكون الظاهرة أكثر خطرا حين يخرج العنف من رعاة الأطفال والقائمين علي شئونهم.

أنواع العنف..

العنف عدة أنواع، ووفقا لمعايير عديدة:

– يصنف إلى أربعة أصناف وفق نوع الأذى الذي يسببه العنف هي:

1- العنف الجسدي: هو أسلوب سلوكي بقيام شخص ما بضرب شخص آخر ليصيبه إصابات غير عرضية، وأهداف العنف الجسدي متعددة، مثل المبالغة في التأديب أو العقاب في حالة توجيهه للطفل. وهذا النوع من العنف من أكثر الأنواع انتشارا في المجتمع الشرقي ولاسيما ضد الأطفال، لأنه عرف اجتماعي مقبول، وهناك إمكانية  رؤية أشخاص يضربون أطفالهم في الأماكن العامة.

2- العنف الجنسي: ممارسة جنسية تقام علي فرد دون موافقته، وهو عنف على أساس النوع الاجتماعيّ، تتم ممارسته بشكل كبير على المرأة، ولا يقتصر علي الاغتصاب، ويعتبر الاغتصاب أعلي درجاته، ومن أنواعه التحرّش الجنسي جسديا أو لفظيا، والاعتداء الجنسي، والدعارة القسرية، وجرائم الشرف والزواج، المبكر.

3- الإهمال: الأطفال هم الأكثر عرضة للإهمال، ويتنوع الإهمال ضد الأطفال إلي الإهمال العاطفي، والإهمال الفكريّ، والإهمال الجسدي، والإهمال الطبي، والإهمال التعليميّ والتربويّ. الإهمال سببا رئيسيا من أسباب وفيات الأطفال، والأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من أكثر الفئات عرضة للإهمال.

4- الحرمان وفق العلاقة بين الجاني والضحية، العنف المباشر والموجه للذات:

هذا النوع من العنف يكون الشخص فيه الجاني والضحية، وهو نوعان:

1- الانتحار، وإيذاء النفس.

2- العنف بين الأفراد: يكون هذا العنف في حالة اتساع الدائرة لتضم العُنف بين الأفراد، وهو 3 أنواع، هي العنف الأسري، والعنف الجماعي، والعنف المجتمعي.

العنف الأسري يندرج تحته العنف ضد الأطفال، والعنف المجتمعي هو العنف ضد الغرباء، والعنف بين الشباب، والعنف في المؤسسات وأماكن العمل، والعنف الخاص بجرائم الممتلكات.

العنف الجماعي: عبارة عن عنف على نطاقٍ واسع يضمن مجموعات من الأفراد، وهو 3 أنواع،: العنف الاجتماعي، والسياسي، والاقتصادي.

أسباب العنف عند الأطفال..

أجرى “ستيفن سكوت” الطبيب النفسي للأطفال والمراهقين دراسة عن اضطرابات السلوكية في مرحلة الطفولة، وكانت النتيجة أن الأطفال الذين يتسم آباؤهم بممارسة العنف نحو المجتمع أكثر عرضةً لتطور السلوك العنيف لديهم، مما يكشف سبب وراثي لتطور العنف عند الأطفال.

يتعرض 60% من الأطفال للعنف في المدرسة أو المنزل أو المجتمع في أمريكا، وصرح مكتب العدالة أن الطفل الذي تعرض للعنف يتضرر جسديا وعاطفيا وعقليا، كما يكون أكثر احتمالية للميل إلى العنف في سلوكياتهم.

العوامل الاجتماعية والاقتصادية..

الظروف الاجتماعية والاقتصادية تؤثر علي احتمالية حدوث العنف لدى الأطفال والمراهقين، وهذه العوامل: غياب الأب أو الأم و التفكك الأسري، والبطالة، والفقر، والحرمان من العواطف.

 وسائل الإعلام..

كشفت دراسات وجود علاقة بين العنف الإعلامي والعنف الواقعي، حيث ذكرت دراسة صادرة من جامعة كولومبيا ومركز ماونت سيناي الطبي في نيويورك نشرت في عام 2010 أن المراهقين الذين شاهدوا التلفاز أكثر من ساعة يوميا أكثر عرضة لممارسة السلوك العنيف مثل البالغين.

يمكن التقليل من العنف الصادر عن وسائل الإعلام من خلال إتباع النصائح الآتية: الانتباه لما يشاهده الطفل، مشاهدة التلفزيون مع الطفل، تحديد أوقات معينة لمشاهدة التلفاز، عدم وضع جهاز تلفزيون في غرفة نوم الطفل، عدم السماح للطفل بمشاهدة المشاهد العنيفة، تغيير القناة أو إغلاق التلفزيون عند ظهور مشاهد عنيفة، مراقبة مقدار الوقت الذي يقضيه الطفل في مشاهدة البرامج الإخبارية. سؤال الطفل عن الأشياء التي سمعها والأسئلة التي قد تكون لديه.

علاج العنف لدي الطفل..

العنف بين الأطفال يضر بهم وبالمحيطين، مما يصيب الأهل بالقلق، والخوف من التعامل معهم، وتتعدد أشكال العنف، لفظي، وجسدي، وعشوائي، ولابد من التعامل بحذر مع الأطفال الذين تتسم سلوكياتهم بالعنف

فمن أسباب العنف في سلوكيات الأطفال الرغبة في التخلص من سوء معاملة الكبار، ومن ضغطهم الزائد، حيث يمنع الكبار الطفل من فعل ما يريد، مما يمثل ردة فعل عنيفة تجاه تلك الضغوط. كما أن التدليل الزائد، والحماية المبالغ فيها، وتوفير جميع الطلبات التي يريدها الطفل، قد تؤدي إلي زيادة عدوانيته حين ترفض طلباته، فقد يواجه هذا الرفض بالصراخ، والتكسير.

بالإضافة إلي أن ممارسة القسوة الشديدة علي الطفل تنتج سلوك عنف لديه. وأيضا محاولته لتقليد البالغين، في حالة إذا كان أحدهم سريع الغضب، فيؤثر ذلك سلبيا على سلوكيات الطفل. والشعور بالغيرة أيضا من أحد الأسباب الهامة، حيث تبدو على الطفل تصرفات عدوانية نحو الأفراد الذين يغار منهم.  وكذلك محاولة إثارة انتباه الموجودين أمامه، وخاصة الوالدين. والجدير بالذكر أن تعرض الطفل للعنف يولد لديه ردة فعل عنيفة. وتعرض الطفل لحالة نفسية تدفعه للعنف، مما يمنحه شعورا بالنشوة واللذة لانتقامه.

لكن تجاهل الطفل، وعدم إشعاره بقيمته، وكبت رغباته يزيد من نسبة عدوانيته. وأيضا رؤية الطفل لممارسات عدوانية، أمامه أو على التلفاز، مع ملاحظة أن برامج الأطفال من البرامج الأكثر عرضا لمشاهد العنف.

ومن وسائل علاج تلك الممارسات العنيفة لدي الأطفال العقاب المنطقي، إبعاد الطفل عن المكان الذي يمارس فيه سلوكيات العنف، توضيح أنه بإمكانه العودة إليه إذا شعر أنه مستعد للانضمام للآخرين، دون أن يلحق الأذى بهم، والابتعاد عن معاقبة الطفل بالعنف. والمحافظة على الهدوء، حيث يجب على الأهل تجنب التعامل مع الطفل العدواني بالعنف، والصراخ، والضرب، لأن ذلك يزيد من عنف الطفل، ويجعله  يبتكر طرق جديدة لممارسة عدوانيته، لأنه يعتبر الأهل قدوته ويقلد سلوكياتهم. ولابد من  وضع حدود واضحة بإظهار أي ردة فعل تجعل الطفل يشعر أنه قام بسلوك خاطئ، وعدم انتظار تكرار فعلته، حيث معاقبته بالحد من حركته قليلاً.

هذه الخطوات تنجح خاصة مع الثبات علي الموقف بإظهار نفس ردة الفعل عند إظهار الطفل لعدوانيته، حتى يستوعب كلما مارس سلوكيات عنف سيلقي نفس العقاب، حتى يمتنع عن ممارسة العنف، ويتوقف عن تكراره.

إيجاد البدائل..

من البدائل انتظار حتى يهدأ الطفل، ثم التكلم معه عن سبب انفعاله، وتوضيح أن هناك عدة وسائل ممكن ضبط نفسه بها، والتعبير عن رفضه، أو عدم رضاه عن شيء، وأن تكون هذه الطرق أكثر إيجابيةً  وخالية من العدوانية، وأن تكون كافية للطفل والأهل، لتشجيع الطفل على ممارستها في أي وقت يشعر فيها بالغضب من شي.

يجب أن يعتاد الطفل على الاعتذار في كل وقت يظهر فيه سلوكا عنيفا، أو يؤذي من حوله، وذلك بأن يتلفظ بعبارات الاعتذار لمن أذاهم. بالنسبة للمكافأة وتعزيز الجانب الإيجابي لابد من تحفيز الطفل ومكافأته في كل وقت يحسن فيها التصرف، ويجب عدم التركيز على الجانب السلبي لديه، وإهمال ممارساته الإيجابية، في محاولة لتعزيز ذلك الجانب. وعلى الوالدين السماح للطفل بممارسة الألعاب التي تجعله يفرغ طاقته السلبية، مثل: اللعب في الرمال، أو في الحدائق العامة بديلا عن الجلوس في المنزل.

وتعد مراقبة سلوك الطفل وتركيز الوالدين علي المواقف التي يكون فيها الطفل عدوانيا، ومحاولة معرفة الأسباب التي تجعله يسلوك سلوكا عنيف أمر هام، والبحث عن حلول لتلك المواقف، للحد منها وإيقافها.

استشارة الطبيب..

قد تحتاج حلة الطفل إلي تدخل الطبيب، أو المرشد النفسي لمعالجة العدوانية الزائدة عن حدها، فقد يجتاح الطفل إلى علاج نفسي لأن سلوكياتهم بهذه الطريقة يكون نابع عن ردة فعل لموقف أو تصرف ما.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة