15 نوفمبر، 2024 9:40 ص
Search
Close this search box.

العلاج بالكتابة.. يحسن الصحة النفسية والجسدية

العلاج بالكتابة.. يحسن الصحة النفسية والجسدية

خاص: إعداد – سماح عادل

الكتابة هي وسيلة لإخراج مشاعرنا وأفكارنا، وهي أيضا وسيلة بسيطة من وسائل العلاج النفسي يسمى العلاج بالكتابة.

“العلاج بالكتابة” هو استخدام الكتابة كطريقة لتحرير أفكار ومشاعر لا نستطيع التعبير عنها، وهو نوع سهل من العلاج ولا يتطلب منك أكثر من ورقة وقلم. تؤديه منفردا بمساعدة المعالج المختص أو من خلال جلسات العلاج الجماعي.

فوائدها..

الكتابة تحرر مخزون المشاعر والأفكار، وطريقة لتحسين الصحة النفسية لأولئك الذين تعرضوا لحوادث صادمة. كما تساعد على تحسين الذاكرة والاسترخاء بعد يوم مجهد.

وهي ليست مفيدة للصحة النفسية فقط، فقد بينت دراسة أجريت على عدد من الناس يعانون بعض الأمراض مثل الربو والتهاب المفاصل الروماتيودي ووجد أنه بعد الانتظام على الكتابة قد حدث لهم تحسن ملحوظ في أعراض المرض الجسدية.

كما أن الكتابة عن الأحداث الصادمة تساعد الأفراد على اكتشاف معان جديدة في تجاربهم السابقة ورؤية الأمور من وجهة نظر أخرى، واكتشاف الجانب الإيجابي في معاناتهم. كما أنها تكشف الحقائق حول الذات أو البيئة والتي من الصعب أن تراها بدون الكتابة.

أنواع العلاج بالكتابة..

1– التدوين الحر:

قبل النوم تقوم بكتابة كل ما يرد على ذهنك من أفكار ومشاعر وبطريقة عشوائية لا تراعي فيها التسلسل المنطقي، ثم تستمر لمدة 15-30 دقيقة بالكتابة على هذا النحو قبل النوم. هذا النوع من الكتابة يعالج التشتت والأرق حيث يحسن التركيز وويمنحك الصفاء الذهني ونوم عميق ودائم.

2- كتابة الأحداث الصعبة:

بعد التعرض لموقف قاس دون تلك المشكلة، صف في الكتابة تفاصيل الموقف والمشاعر والأفكار التي انتابتك أثناء حدوثها. لمدة 20 دقيقة لأربعة أيام متتالية. ستلاحظ أن ما كتبته في اليوم الرابع أقل مما كتبته في اليوم الأول، مما يعني أنك تتسعيد تعافيك من الضغوط التي مرت بك. تذكر الدراسات أن من يواظبون كتابة المواقف الصعبة تكون صحتهم النفسية في أعلى نشاطها الإيجابي لفترة حتى أربعة أشهر متواصلة!

3- كتابة اليوميات:

كتابة ما تعرضت له من مواقف خلال اليوم إيجابية أو سلبية، تعتبر هذه الكتابة سجل تاريخي يحفظ سيرتك الذاتية ويحمل بيانات دقيقة تصف شخصيتك وطباعك، ووهي دليل موثوق للباحثين عن ذواتهم والراغبين في اكتشافها.

4- الكتابة التأملية:

كتابة قائمة على التأمل في الأشياء من صور ومجسمات وأشجار وطيور وطبيعة. ويركز فيها الكاتب على جميع تفاصيل الصورة والتدقيق فيها ثم وصفها كتابيا.

5– الخريطة الذهنية:

عندما حدوث مشكلة ترسم لها خريطة تضع عنوان المشكلة في منتصفها ثم تتفرع جذور من الدائرة تضع فيها الحلول المقترحة لحلها.

6– الجمل المتقطعة:

خلال أوقات يومك المختلفة اكتب جمل قصيرة تصف بها حالتك الوجدانية (أشعر أنني قلق بشأن)، (أفضل موقف حدث لي اليوم عندما) ثم بعد فترة عد إلى الجمل المكتوبة ولاحظ ما الأمور المشتركة بينها ثم اخلق قائمة تجمع بينها. مثلا: (أكثر 20 شيئا تسبب لي القلق) (أكثر 10 أشياء تسعدني).

وبمعرفة ما الذي يحوز إعجابك وما الذي يثير انزعاجك تصبح أكثر وعيا بكيفية التعامل مع ذات الموقف عند التعرض له في المرة المقبلة.

مميزات الكتابة العلاجية..

الكتابة العلاجية تتميز باحتوائها على 3 أساليب هي:

1- لا تتطلب مهارة احترافية لتكتب، ولا تراع التسلسل المنطقي فيها ولا تقلق بشأن أخطائك الإملائية أو ترتيبها النحوي، فالهدف أن تكتب كل ما يمتليء به ذهنك.

2- تكتب وكأنه لن يقرأها أحد، فتوقع أن هناك من سيقرأ ما تكتب سيفشل نجاح طريقة العلاج بالكتابة.

3- عدم الاهتمام بعدد الصفحات والكلمات المكتوبة، لأن الهدف هو الشعور بالتحسن والراحة، والأفضل التوقف عن الكتابة حينما تشعر بالراحة واستعادة السلام الداخلي. (الكلمة) تؤثر في الذات والجسد تأثير قوي وفعال.

أمراض تعالجها الكتابة..

– القلق.

– الاكتئاب.

– اضطراب الوسواس القهري.

– الشعور بالحزن والخسارة.

– تحسن الأمراض المزمنة.

– الإدمان.

– اضطرابات الأكل.

– مشكلات العلاقات.

– مشكلات التواصل.

– تحسين جهاز المناعة.

اختلاف العلاج بالكتابة عن التدوين..

– كتابة اليوميات تعني كتابة أي شيء يدور في رأسك، بينما في العلاج بالكتابة تنفذ مهام وتمرينات يطلبها منك المعالج المختص.

– كتابة اليوميات هي عبارة عن تسجيل أحداث، بينما العلاج بالكتابة يعتمد على كتابة أفكارك ومشاعرك خلال المواقف القديمة أو التي تتفاعل معها بصورة يومية، وتحليل هذه المشاعر التي تختبرها.

خطوات علاج الكتابة..

توفير بيئة هادئة للكتابة..

إذا كنت ستكتب وحدك دون مقابلة مختص، فهناك خطوات هامة:

– التحضير للكتابة:

تحديد وسيلة الكتابة سواء كانت الورقة والقلم أو جهاز إلكتروني، وتحديد توقيت الكتابة والمدة الزمنية التي تستمر فيها بالكتابة، وتحديد المكان المناسب للكتابة حتي لا يحدث شيء يقطع إلهامك وسلسلة أفكارك، وتحديد الهدف من الكتابة .

– إتباع خطوات الكتابة الخمسة:

الإجابة عن سؤال ماذا ستكتب: سم الشيء الذي ستكتب عنه وضع عنوانا مناسبا له لتستطيع أن تفهمه ويصبح له معنى، استعراض ما ستكتبه في ذهنك أولا من خلال إغماض عينيك وأخذ نفس عميق والتركيز على الأمر، وبعد التحقق من أفكارك عليك أن تبدأ بالسرد والكتابة، وتحديد الزمن اللازم لكتابة الأفكار بما يتراوح من 5 إلى 25 دقيقة دون انقطاع، والانتباه إلى الخروج الذكي أي الوقت المناسب لتتوقف عن الكتابة ومراجعة ما كتبته لتضيف ما قد تكون نسيته قبل أن تتابع كتابتك.

تجنب الكتابة غير المفهومة والفوضى في الكتابة:

اختيار أسلوب الكتابة المناسب، مثل استخدام أسلوب الخطاب أو طرح أسئلة والإجابة عنها.

فوائد الكتابة باليد..

تقوية الذاكرة لأن تدوين الملاحظات في الكمبيوتر أسرع وأسهل بكثير من الكتابة باليد،  كتابة شيء ما باليد «له تأثير طويل الأمد» على الذاكرة. فأولئك الذين يكتبون بيدهم لديهم أفضل احتفاظ بالذاكرة.

– إطلاق العنان للإبداع وضع القلم على الورق يساعد على تطوير الأفكار الإبداعية. كما أنه مفيد لتطوير المهارات مثل الرسم«عملية وضع القلم على الورق، وتشكيل الأفكار والأفكار الأولية أمر أساسي للإبداع الفردي». حيث تعمل الكتابة اليدوية على تعزيز العملية الإبداعية لأن الأفكار الإبداعية تستغرق وقتاً في الظهور.

– تحسين الإملاء في هذه الأيام، لأنه يتعلم عدم الاعتماد على المساعدات والاختصارات لتهجئة الكلمات بشكل صحيح.

– مكافحة عسر القراءة وهو اضطراب في التعلم يتضمن صعوبة في القراءة بسبب مشاكل في تحديد أصوات الكلام وتعلم مدى ارتباطها بالحروف والكلمات (فك التشفير).

– الاحتفاظ بالذاكرة مع التقدم في السن.

– تهدئة الجسم والأعصاب  فكتابة جملة مهدئة مثل «سأكون أكثر هدوءاً» 20 مرة يومياً قد تهدئ شخصاً ويعيد تدريب الدماغ.

– يساعد في تطوير القدرة على الفهم.

–  تطوير العقل  حيث أظهر تصوير للعقل كيف يكون في حالة تركيز كبير أثناء تعلم الكتابة اليدوية، أثناء الكتابة بخط اليد تكون هناك حاجة لسيطرة حركية دقيقة على الأصابع. تصوير العقل أن الخط اليدوي ينشط بعض المناطق في الدماغ والتي لا يحدث بها نفس التأثير أثناء الكتابة باستخدام لوحة مفاتيح جهاز الحاسب الآلي.

– في مراحل التعليم المختلفة الكتابة بخط اليد تساعد الأطفال على التفكير بشكل أسرع، وقالت فيرجينيا بيرنينجر، أخصائية نفسية: “أن الكتابة بخط اليد أعطت نتائج أفضل فيما يتعلق بمعدل تفكيرهم”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة