19 ديسمبر، 2024 5:46 م

العقد الثاني من الألفية الثالثة .. عقد ظهور الشهوانية والابتذال وتزلزل مكانة الشعر المعاصر !

العقد الثاني من الألفية الثالثة .. عقد ظهور الشهوانية والابتذال وتزلزل مكانة الشعر المعاصر !

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

لا شك أن العِقد الثاني من الألفية الثالثة؛ هو عِقد أزمة القِيم الأخلاقية، والأزمات الشعرية، وظهور الشهوانية، والابتذال، وضعف مكانة الشعر المعاصر، وبداية جديدة لأزمات صغيرة للشعر المعاصر الذي بدأ مع “نيما يوشيج”، وتطور مع الجيل الأول من بعده مثل: “أحمد شاملو”، و”مهدي أخوان ثالث” و”فروغ فرخي زاد” و”سهراب سبهري”، وبلغ القبول والشعبية بين أبناء الشعب الإيراني بعد مرحلة من التذبذب خلال عقود التسعينيات، والعقد الأول من الألفية الثالثة، وجهود جيل مكافح مثل: “اشکوري” و”سپانلو” و”منوچهرآتشي” و”سید علي صالحي” و”هرمز علي پور” و”هوشنگ چالنگي” و”أبوالفضل پاشا” و”علی رضا پنجه‌ای” و”آفاق شوهاني”. بحسّب تقرير “جلال صابري نجاد”، المنشور بمجلة (پياده رو) الأدبية الإيرانية.

عقِد تفكيك الشعر المعاصر..

وبلا شك العِقد الثاني من الألفية الثالثة؛ هو عِقد تفكك الشعر المعاصر؛ حيث شكل شعراء شباب أكثر من عشرة تيارات حديثة النشأة ذات قوالب شعرية حديثة التأسيس عبر إعلان بيانات أدبية، في حين أنقضت هذه الموجات سريعًا ولم تعمُّر أكثر من ثلاثة إلى خمس سنوات، ومنيُّت بالارتباك ولفشل لأسباب مثل عدم ظهور الفكر والتوفيق الفكري الشعرين وانعدام الحداثة، وانعدام الإقبال الشعبي، والسّطحية في معالجة القضايا الأخلاقية، والاستفادة من الكلمات النمطية (بعكس رؤية نيما)، والميّل للابتذال والشهوانية بهدف الجذب الوهمّي للمتلقي، والفقر الفني.

علمًا أن أحد أركان خلود الشعر المعاصر، كان الفكر؛ بمعنى الحكمة والكمال والمثالية، من جانب الرعيل الأول من الشعراء بهدف تحقيق التقدم الفني والحضاري.

قوالب شعرية حديثة..

في غضون ذلك برزت أسماء عدة قوالب شعرية حديثة التأسيس تحمل مسُّميات مثل: “سيكو وثلاثي المصاريع والهايكو الإيراني” وغيره، ورُغم اختلاف القالب “ثلاثي المصاريع” عن القوالب الأخرى نسّبيًا، لكن يشترك مع التيارات الأخرى في الشكل الخارجي وأسلوب البيان.

ومع أن ظهور هذه التيارات الشعرية إنما يدل على القدرة الكلامية والوعي الجماهيري، ويُعتبر خطوة للأمام بالنسبة للشعر الإيراني، لكن لو لم تُتخذ هذه الخطوات فلم تكون النهاية بلا شك سوى الفناء.

والنقطة المشتركة بين هذه التيارات الشعرية هو المحتوى الشهواني والابتذال؛ حيث تزدحم معظم إنتاجات هؤلاء الشعراء بالابتذال والشهوانية والجنون والميل إلى الفردية، وكأنما يعيشون في عالم خارج المجتمع والشعب.

خصائص القوالب الحديثة..

ومن خصائص هذا النوع من القوالب الحديثة حُب المعشّوق، وبيان الرغبة، والتعبير عن الضيق، وبغض النظر عن خلو هذه الأشعار من الفكر والمشاكل الاجتماعية والميل للفردية، فإن من نقاط ضعف هذه الظواهر الشعرية الاستفادة من كلمات محدودة؛ لا سيما للأعضاء الأنثوية الحسّاسة..

فكل الأشعار لا تعكس محتوى الكلمات سوى الإحساس واللذة دون معاني حقيقة، والتعبير عن الجسد الأنثوي والعلاقة الرومانسية؛ هو نوع من ترويج للجنس أو الشهوانية بعبارة أخرى.

عيوب التيارات الشعرية المعاصرة الهشة..

ومن عيوب هذه التيارات والقوالب الحديثة:

01- خلو أعمال شعراء هذه التيارات من التقنيات الشعرية واللغوية.

02- الاستفادة من التراكيب التقليدية والنمطية.

03- التركيز على الهذيان وإبداء الندم والرغبة في الموت.

04- أغلب الكلمات المسُّتخدمة تقتصّر على قضايا الحب، وتشمل القُّبل، والشفاه، والعين، والحجاب، والطرة…

05- تجاهل الاستفادة من الألوان المُّثيرة للأمل واستخدام الألوان المُّثيرة لليأس؛ مثل الأسود والأصفر.

06- الأزمنة في الغالب خريفية وشتوية، وأحيانًا الربيع نتيجة الحزن المسُّيطر بسبب البُعد عن المحبوب.

07- سّلب الابتذال الشاعر بمرور الوقت القدرة على الفكر، في حين يُعارض حرية الفكر ومناقشة القضايا الاجتماعية والفنية.

08- لا شك أن فقد ظهرت الشهوانية وتطورت نتيجة ضعف المكانة الإنسانية، وكذلك انعدام الهدف الواضح في الحياة، ومناقشة القضايا الشهوانية والخيالية.

09- تعلق أغلب الشعراء الشباب في بداية الطريق بالمعشوق الأرضي بالنظر إلى عدم اكتشاف جوهر الشعر والواجب الإنساني.

10- تقديم صورة خيالية على طريقة المصورين الفرنسيين، والتابلوهات الجنسية العارية أحادية الأبعاد، ومجردة، ومبالغ فيها مسّتوحاة عن الأخيلة الرومانسية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة