8 أبريل، 2024 9:51 م
Search
Close this search box.

العزلة والكتابة (18): أنتجت نصوصا كثيرة تحت وطأة الفيروس وأمام عينيه المحدقة بالجميع

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

خاص: إعداد- سماح عادل

رغم الرعب الذي أثاره ظهور فيروس كوفيد 19 في جميع أنحاء العالم، لكن استطاع الكثير من الكتاب تجاوز مخاوفهم ومللهم واللحظات الاستثنائية لكي يتخذوا من الكتابة طوق نجاة، يلجأوا إليه هربا من كل الحالات النفسية والمزاجية السيئة ولكي يستعيدوا من خلالها توازنهم النفسي والعقلي، وأنتجت        نصوص كثيرة تحت وطأة الفيروس وأمام عينيه المحدقة بالجميع.

لذا كان لنا هذا التحقيق الصحفي الذي يجمع آراء الكتاب والكاتبات حول تأثير العزلة العالمية بسبب الفيروس عليهم، وقد وجهنا لهم الأسئلة التالية:

– كيف كان تأثير ظهور فيروس “كوفيد ١٩”والعزلة التي صاحبته لمدة عام ونصف على الكتابة لديك؟

– هل أثرت العزلة على حركة الثقافة وعلى نشر وتوزيع الكتب خاصة مع قلة الفاعليات الثقافية من معارض كتب وندوات؟

– ما هي البدائل التي لجأ إليها الكتاب للتواصل والتفاعل في مجال الثقافة؟.

إنسان العزلة..

تقول الكاتبة المغربية “الزهرة رميج”: “تأثير جائحة كورونا على العالم لم يستثن أي جانب من جوانب الحياة. فمثلما أثرت سلبا على الاقتصاد أثرت كذلك على الثقافة، إذ أدت إلى إلغاء إقامة معارض الكتب سواء منها الدولية أو المحلية، والمهرجانات الثقافية، والندوات العلمية، وحفلات توقيع الإصدارات الجديدة، وما إلى ذلك من الأنشطة الثقافية والفنية عموما.

كما أن المكتبات أغلقت أبوابها في المرحلة الأولى من الحجر، وحتى بعد فتحها لم تعد تعرف إقبال القراء عليها مثلما كانت من قبل، وهي خسارة كبيرة للكتاب الورقي الذي تراجع الاهتمام به لفائدة الكتاب الالكتروني الذي لجأ إليه الكثيرون بمن فيهم عشاق الكتاب الورقي، في ظل إكراهات الحجر الصحي.

شخصيا، أصدرت بداية سنة 2020 مجموعة من الكتب بالتزامن مع المعرض الدولي للكتاب الذي يقام بالدار البيضاء في شهر فبراير من كل سنة، منها كتابان أعيدت طباعتهما وهما رواية “عزوزة” وسيرتي الذاتية “الذاكرة المنسية”، وكتاب جديد بعنوان “جمرة الكتابة” وهو كتاب يتضمن مجموعة شهادات قدمتها حول تجربتي الإبداعية في مناسبات عديدة، وكتاب في الترجمة بعنوان “من روائع الأدب الصيني”. وما عدا النسخ التي راجت من هذه الكتب خلال معرض الكتاب، فإنها بقيت طيلة السنة والنصف حبيسة المخازن، ولم توزع على المكتبات، ولم تصل إلى جمهور القراء، سواء في المغرب أو في العالم العربي.  وفي هذا شبه إعدام للكتاب الذي يستمد حياته من تفاعل القراء معه واحتفاء النقاد به”.

وتواصل: “ومثلما أثرت جائحة كورونا سلبا على ترويج كتبي، حالت كذلك دون صدور كتابين لي وهما الطبعة الثانية من رواية “قاعة الانتظار” ومجموعة قصصية قصيرة جدا بعنوان “أجنحة اليراعات” كان من المفروض أن يصدرا ما بين شهري مارس وأبريل من سنة 2020. وقد صدر الكتاب الأول في نهاية الشهر الماضي، أما الكتاب الثاني، فما يزال سجين فيروس كورونا.

هذا الواقع لا شك يجعل الكتاب وخاصة ممن عاشوا تجربة نشر كتبهم دون ترويجها مثلي يصابون بالإحباط وبالعزوف عن نشر كتبهم الجديدة في ظل هذه الأوضاع غير المشجعة. وينطبق هذا الأمر علي إذ لم أفكر هذه السنة في نشر كتاب جاهز للطبع”.

وتضيف: “ولكن، رغم هذه السلبيات، إلا أن جائحة كورونا لم تخل من إيجابيات، وينطبق عليها المثل القائل “كم نقمة في طيها نعمة”. والحقيقة أن نعمها مثل نقمها كثيرة، ولكن أهمها عودة الإنسان إلى ذاته. لقد فرضت علينا الحياة المعاصرة ونظام العولمة بالأساس، نمطا من الحياة يتسم بالصخب والضجيج والحركة الجهنمية والجري وراء المكاسب المادية والاهتمام بالمظاهر وما إلى ذلك من سلبيات هذا الزمان، الأمر الذي جعل المرء ينسى نفسه، ويفتقد متعة الاختلاء بها، واستبطان أغوارها، وحتى اكتشاف المواهب الدفينة في أعماقها.

وبما أن الإبداع والوحدة، عنصران متلازمان، فقد كانت الوحدة التي فرضتها الجائحة على الناس وإلزامهم بالإقامة الجبرية داخل بيوتهم، حافزا لتفجير الطاقات الإبداعية داخل الكثيرين منهم سواء في مجال الكتابة أو غيرها من الفنون. فقد اكتشف أشخاص في محيطي طاقات إبداعية بدواخلهم، وتحولوا إلى كتاب وفنانين في ظل الحجر. لقد فرضت جائحة كورونا على العالم تلك العزلة التي يحتفي بها الشاعر النمساوي الشهير “راينر ماريا ريلكه” ويعتبرها “الغيم المحمل بأمطار الخير”. فالوحدة والابتعاد عن ضجيج العالم هو ما يجعل الإنسان يستعيد نفسه ويتواصل معها ويتعرف عليه أكثر فأكثر.

هذه الوحدة ليست غريبة ولا جديدة علي. ويمكنني أن أنعت نفسي ب”إنسان العزلة” حسب تعبير “راينر ماريا ريلكه”. فأنا من المبدعين الذين يحبون العزلة ويتحملون وزرها. من جهة، لأني بطبعي ميالة للبقاء في البيت (بيتوتية) وللاختلاء بنفسي بعيدا عن ضجيج المدينة وحركتها الجهنمية. ومن جهة أخرى، لكوني تآلفت مع العزلة منذ ستة عشر عاما بعدما تقاعدت من عملي لأتفرغ للكتابة. لذلك، تمكنت من تحمل الحجر طيلة هذه المدة، بأقل الأضرار”.

وعن الكتابة تقول: “في بداية الجائحة لم أفكر في الكتابة لكوني كنت منشغلة بمتابعة أخبار انتشار فيروس كورونا في المغرب وفي العالم، ولكون ذهني كان مشوشا بسبب تلك الأخبار المقلقة والمتضاربة أحيانا، إلا أني وجدت الكتابة هي من تسعى إلي لتخرجني من الروتين اليومي، وتخفف عني وطأة الحرمان من لقاء الإخوة والأهل والأصدقاء، وتمنحني رئة ثالثة أتنفس بها هواء نقيا داخل زنزانتي الانفرادية. وأنا مدينة لها بقدرتي العظيمة على تحمل الحجر لمدة طويلة قد أكون حطمت بها الرقم القياسي، والتي تجاوزت أربعة أشهر متواصلة دون أن أتجاوز عتبة شقتي.

خلال الحجر الصحي كتبت يومياتي ما بين شهر مارس وشهر دجنبر من سنة 2020. وهذه هي المرة الأولى التي أكتب فيها هذا النوع السردي الذي لم أفكر فيه يوما. ولولا جائحة كورونا ما جربته، ولا عرفت متعته ولا إكراهاته وانزلاقاته. كما أني تراسلت مع كاتبة عربية صديقة طيلة هذه الفترة، وقد أسفرت هذه المراسلات على كتاب أعتقد أنه سيكون مهما نظرا للقضايا الأدبية والاجتماعية والسياسية التي تتطرق إليها الرسائل.

ورغم كون الإبداع وخاصة منه في مجال الرواية، يرتبط عندي بصفاء الذهن والراحة النفسية والتفرغ التام للكتابة بعيدا عن الانشغال بأي أمر آخر، إلا أني وجدت الرواية تقتحمني فجأة. وقد كتبت جزء مهما من رواية جديدة ما تزال قيد الكتابة. هذا بالإضافة إلى ترجمتي لمجموعة قصصية صينية من التراث الصيني بعنوان “أربع نساء” وهي قصص للكاتبة والرسامة الصينية “وانغ شو هوي” ستصدر عن دار فضاءات للنشر والتوزيع بالأردن.

بالنظر إلى هذه الإنجازات، أعتبر أن العزلة التي فرضتها جائحة كورونا لم تكن سلبية على مستوى الكتابة، بل كانت مثمرة. وأعتقد أنها كانت كذلك بالنسبة للكثير من الكتاب نظرا للكتابات التي نشرت من وحيها وفي ظل الحجر الصحي”.

وعن البدائل تقول: “كما أن جائحة كورونا لم تحل بالمطلق، دون تنظيم أنشطة ثقافية بالنسبة لأغلبية الكتاب الذين عوضوا اللقاءات المباشرة باللقاءات الافتراضية عن بعد مستعينين بالوسائل التكنولوجية الحديثة التي ساهمت بدور كبير في فك العزلة عن المثقفين وغيرهم في زمن الحجر. وإن كنت شخصيا، لم أشارك في مثل هذه اللقاءات والندوات لكوني أفضل اللقاءات المباشرة التي تكون على أرض الواقع وتتميز بالدفء الإنساني والحميمية والتفاعل المباشر”.

القرصنة الالكترونية..

ويقول الكاتب المصري “محمد علي إبراهيم”: “أعتقد كان تأثيره إيجابيا، لقد انتهيت في العام الماضي من رواية “اسمي سرطان”، قمت باستغلال العزلة وشهر رمضان وأنهيت رواية أرهقتني للغاية”.

وعن تأثير العزلة على حركة الثقافة يقول: “بالطبع أثرت وكان تأثير بالغ السلبية، لقد عانت دور النشر والمكتبات بشدة، قلة الفعاليات الثقافية قتلت حراكا مهما، لكن هناك من فطن للأزمة وتحرك بإيجابية على مستوى النشر الإلكتروني، لكن لا نستطيع إغفال تأثير القرصنة الإلكترونية على الكتب، لا بد من وقفة صارمة من الدولة تجاه مافيا قرصنة الكتب، ليس معقولا استباحة مجهود المبدع وحقوق دور النشر، والوقوف بسلبية أمام عشرات المواقع التي تقدم الكتب مجانا وكأنها تمتلك حق التصرف فيما لا تملك”.

وعن الالبدائل التي لجأ إليها الكتاب للتواصل والتفاعل في مجال الثقافة يقول: “اختراع ال(زووم)، صار هو البديل لنلتقي، لكنني لا أحبه، أحب الحياة الحقيقية، لكن علينا في وقت المحنة أن نحاول التأقلم مع ظلال الحلول”.

حياة مليئة بالأوبئة..

ويقول الكاتب الفلسطيني “أمين دراوشة”: “جاء كورونا ليزيد المصائب في عالمنا العربي، وبلدننا لا ينقصها المآسي… أثر الفيروس على حياة الملايين، وقضى في طريقه على حيوات الآلاف من شعبنا العربي.

لم تكن هناك استجابة إيجابية للتصدي للفيروس، حيث انشغل العالم بإيجاد لقاحات، وتاه العرب في البحث عن الطعوم، والأولوية كانت للعالم الأول الذي تكفل بالاختراع.كما دمر الفيروس مستقبل الكثير من العائلات بتخريب مشاريعهم الاقتصادية، وما زال الملايين من العرب يعانون”.

ويضيف: “هذا على المستوى العام، أما تأثيره عليّ شخصيا، فأنه تسبب بالكثير من الإرباك لخططي الثقافية. قبيل أزمة الوباء تبنت دار روزا الفخمة طباعة كتابي (دراسات في القصة العربية القصيرة والقصيرة جدا) وكان لدي أمل كبير في نشر الكتاب وتسويقه من خلال المعارض في الدول العربية، ولكن للأسف جاء الفيروس وقضى على كل نشاط ثقافي.

كما أصدرت كتاب (وجه في ظل غيمة) وهو مجموعة قصص قصيرة جدا، ولكن لم يتم تسويقه والاهتمام به بالشكل الملائم بسبب الوباء أيضا. المؤلفان مكتوبان قبل انتشار الفيروس، أما الكتابة خلال الأزمة فكانت صعبة ولم يكن هناك مزاج يتيح ممارسة الكتابة”.

ويكمل: “أما على مستوى قطاع الثقافة، فأثر الفيروس بشكل كبير على النشاط الثقافي، فإذا كانت النشاطات في الوضع الطبيعي قليلة ولا تفي بالحراك الثقافي الذي يشهده عالمنا العربي، وهناك تقصير من وزارت الثقافة، والمؤسسات الثقافية،  وجاء الفيروس ليمنح هذه المؤسسات الأعذار بالكسل والإهمال فلم تقم بأقل المجهودات لتفعيل النشاطات. واستطاعت بعض الجامعات والمراكز الثقافية الاستمرار بالأنشطة الثقافية والعلمية من خلال القيام بها عن بعد.

تبقى تجربة الفيروس، وآليات الدفاع ضده من قبل الحكومات والأفراد مخزون ثري للكتابة، وكانت استجابة الكتابة متفاوتة فهناك من استغل الوباء للكتابة عنه، ونشره على شكل رواية أو يوميات، مستغلين اسم كورونا لإغواء القارئ، وهي تجربة سيتم الحكم عليها لاحقا، إذا يبدو إن جزء من الكتاب استعجلوا الكتابة، فجاءت كتاباتهم دون المستوى.

نتمنى اختفاء الفيروس، وعودة الناس لحياتهم الطبيعية، الكفاح من أجل العيش بكرامة… فحياتنا نحن المواطنين العرب مليئة بالأوبئة… وتستمر الحياة”.

الناجي الغريق..

ويقول الكاتب السوداني “ممدوح أبارو”: “بالرغم من أنه كان هنالك وقت كبير للكتابة غير أن الضغط الناجم عن الحجر والعزلة لم يساهما كثيراً في إلهامي للكتابة.

مع ذلك فقد أنجزت كاتباً عبارة عن رواية “الناجي الغريق” بدأتها في نهاية العام ٢٠١٩  وقد توجت بالفوز بجائزة الطيب صالح للإبداع الروائي في دورتها الثامنة عشرة من العام ٢٠٢٠”.

وعن تأثير العزلة على حركة الثقافة يقول: “بالطبع حدث تأثير كبير في صناعة طباعة ونشر الكتاب الورقي، وقد يكون ذلك قد أتى بجانب إيجابي فيما يخص النشر الإلكتروني.

أما بالنسبة للبدائل هنالك عدة منابر من بينها مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات والصحف الإلكترونية. بجانب الندوات الاسفيرية على زووم وغيرها”.

أدب المرحلة..

وتقول الكاتبة العراقية “سمية علي رهيف”: “في خضم إرهاصات الحياة، وخوضنا المتواصل في تفاصيلها، نشعر بتأنيب ضمير بين الفينة والأخرى، لأننا لا نجد الوقت الكافي لتعبئة ما تجول به عقولنا من فيضٍ من الأفكار على الورق، ونبقى نسرق الوقت، ونتحين الفرص لنمارس شغفنا الذي أصبح صفة ملازمة لنا، وسمة يشار لنا بها بالبنان، ألا وهي الكتابة.

ولأن كل مصيبة فيها شيء من النفعِ قليل، جاءت العزلة التي فُرضت علينا قسراً بفعل الجائحة، لتمنحنا مساحة شاسعة، خالية من الالتزامات، وتطالبنا بملئها بما نشاء. فاجتهدنا بالكتابة والمتابعة والتعلّم، وانخرطنا بأعمال جديدة في النشر والتدقيق والتنقيح، ووجدنا أنفسنا أننا اجتزنا في هذه المرحلة ما لم نجتزه خلال ثلاثة عشر عاماً من القراءة، وكأن الفُرص الثمينة تجمعت لتفتح أبوابها لنا في هذه الفترة بالتحديد، فتبدلت صفتنا من مجرد كاتبة، إلى كاتبة ومحررة وووو… وهذا كله فضلٌ من الله ورحمته”.

وتواصل: “ولو خرجنا قليلاً إلى الشارع الثقافي، الذي نراه أنتقل بثقله من الواقع الحي إلى الواقع الإلكتروني بمختلف برامجه في هذه الفترة، لوجدناه محتفظاً بتفاعلهِ، ولكن الفرق اختلف في كيفية هذا التفاعل، فبقي المتشدقون والمدعون للأدب والثقافة يمارسون فعالياتهم المعهودة على مواقع التواصل، وبقي المهتمون بالتملق والتزلف لهذا الأديب أو ذاك يفعلون أفعالهم بأريحية تامة، واستمر الأدباء والكتّاب الحقيقيون يجتهدون بالمطالعة والنحت على الورق، لا تهمهم ريحٍ سوداء ولا صفراء لنقدٍ أو انتقاد.

ولعل المظلوم الوحيد في هذه الجائحة، هي المعارض الأدبية التي تأجلت عن مواعيدها لأكثر من مرة، وأسواق الكتب التي ضَعُفَ روادها إلى درجة الجفاف، ولكن الحال لم تدم أيضاً فما لبث الناس أن سئموا من الرتابة فعاودوا نشاطهم الأدبي في الندوات والجلسات وأسواق الأدب، ولكن بحشمة مكممة، وتباعدٍ خجول”.

وتؤكد: “ومن المعلوم إن الأدباء لا تخلو عقولهم من الأفكار الغضة التي يجترون بعضها بين الحين والآخر، ويظهرونه على شكل كتاب أو مقال أو ما شابه ذلك، ولكن هذه الأفكار قد تنسلخ من حالها القديم وتدخل في مرحلة الواقع المُعاش، وتترجم حالة يخوضها الجمع لا الفرد، وهذا ما يُطلق عليه بأدب المرحلة. فنرى الكتابات بين الشيبة والشباب من الأدباء تسير في مساق واحد، وتتكلم أغلبها عن رعبٍ يتمثل في كائن مجهري، أو عن مأساة خلّفها هذا الفيروس، وهم بهذا يتركون بصمتهم الأدبية المؤرخة للواقع الآني، لقراء المستقبل”.

حرب عالمية..

وتقول الكاتبة السودانية “آن الصافي”: “كانت الحياة على الكوكب الأزرق تسير بوتيرة معتادة، حتى إعلان هيئة الصحة العالمية عن جائحة كورونا وغزوها لجميع بقاع الأرض. حينها فقط واجهت البشرية واقع أقرب ما يكون إلى حرب عالمية جميع سكان الكوكب جنود في هذه المعركة. خط الدفاع الأول يشمل العاملين في الحقل الطبي وجميع المهن اللصيقة بوظائف هذا الحقل من هندسة وتقنيات حديثة ومعامل أبحاث ومراكز دراسات ومختبرات واستراتيجيات تنظم العمل والتواصل بين هذه الحقول.

بالطبع وكل من يقف في مراكز خدمات حيوية تتعلق بأنشطة الفرد والمجتمعات، يبقى الفرق في هذه المعركة الجديدة أن الجميع وبدون استثناء يأمل ويعمل على حماية الدول الصديقة والمعادية على حد سواء ببساطة العدو واحد وليس لديه آلية تفريق بين البشر فجميعهم أمامه سواء.

بشكل تلقائي وجدتني أواصل عملي على إصدار مقالات توافق الراهن، وكذلك مواقف من طرفي تدعم التوجهات الاحترازية لكسر الجائحة ما أمكن. من ناحية أخرى، أميل عادة إلى الأجواء الأسرية وشيء من العزلة الاختيارية بينما الجائحة جعلتها إلزامية كما هو ملاحظ. بقيت في منزل الوالدة لقرابة العام وكانت مرحلة مهمة وقيمة حملت لي الكثير من الأمل والاطمئنان الحمد لله، كذلك كنت طوعاً من أوائل من تلقوا اللقاح الذي أجيز في دولة الإمارات العربية المتحدة وبالطبع النشر عبر حساباتي بشبكات التواصل ما يوافق الأخذ بأسباب ردع الجائحة ما أمكن”.

وتضيف: “في خلال العام الأول من الجائحة، كتبت رواية تفاعلية مشتركة مع الزميل الأستاذ عبد الواحد ستيتو وقمنا بنشرها عبر صفحة تحمل عنوان الرواية (في حضرتهم) بتطبيق الفيسبوك متاح للجميع متابعة نشر فصولها وتوجت مؤخراً بالنشر الورقي. موضوع الرواية في حد ذاته يحمل أجواء استثنائية ورؤى واقع الكوكب من منظور اجتماعي ثقافي متفرد.

كما عملت مع مجموعة من كتاب السودان على إنشاء منصة أدبية (منتدى الرواية) عبر تطبيقات الزووم والواتس نقوم بقراءة روايات لكتاب من السودان وتقديم أوراق وقراءات جادة حول الأعمال المقدمة من قبل المهتمين من أبناء السودان والناطقين بالعربية. حققنا عبر هذه المنتدى صدى طيب في الوسط الثقافي السوداني والعربي وبإذن الله مستمرين بمعدل ندوتين في كل شهر حتى وصلنا بفضل الله هذا الأسبوع للندوة رقم 25”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب