خاص: إعداد – سماح عادل
“الطاهر وطار” كاتب جزائري ولد في بيئة ريفية وأسرة أمازيغية 1936، تنقل مع أبيه بحكم وظيفته البسيطة في عدة مناطق، والتحق بمدرسة جمعية العلماء التي فتحت في 1950 وأرسله أبوه إلى قسنطينة ليتفقه في معهد الإمام عبد الحميد بن باديس في 1952، وراسل مدارس في مصر فتعلم الصحافة والسينما في مطلع الخمسينات، والتحق بتونس في 1954 حيث درس قليلا في جامع الزيتونة.
حياته..
في 1956 انضم إلى جبهة التحرير الوطني وظل يعمل في صفوفها حتى 1984، ونشر القصص في جريدة الصباح وجريدة العمل وفي أسبوعية لواء البرلمان التونسي وأسبوعية النداء ومجلة الفكر التونسية، وانجذب للفكر الماركسي فاعتنقه، وظل يخفيه عن جبهة التحرير الوطني، رغم أنه يكتب في إطاره.
عمل “الطاهر وطار” في الصحافة التونسية “لواء البرلمان التونسي” و”النداء” التي شارك في تأسيسها، وعمل في يومية الصباح، وتعلم فن الطباعة، وأسس في 1962 أسبوعية الأحرار بمدينة قسنطينة وهي أول أسبوعية في الجزائر المستقلة، ثم أسس في 1963 أسبوعية الجماهير بالجزائر العاصمة أوقفتها السلطة بدورها، ليعود في 1973 ويأسس أسبوعية الشعب الثقافي وهي تابعة لجريدة الشعب، أوقفتها السلطات في 1974 لأنه حاول أن يجعلها منبرا للمثقفين اليساريين.
من 1963 إلى 1984 عمل بحزب جبهة التحرير الوطني عضوا في اللجنة الوطنية للإعلام مع شخصيات مثل محمد حربي، ثم مراقبا وطنيا حتى أحيل على المعاش وهو في سن 47. كما شغل منصب مدير عام للإذاعة الجزائرية عامي 91 و1992. عمل في الحياة السرية معارضا لانقلاب 1965 حتى أواخر الثمانينات واتخذ موقفا رافضا لإلغاء انتخابات 1992 ولإرسال آلاف الشباب إلى المحتشدات في الصحراء دون محاكمة، وهوجم كثيرا عن موقفه هذا، وقد همش بسببه. كرس حياته للعمل الثقافي التطوعي وهو يرأس ويسير الجمعية الثقافية الجاحظية منذ 1989 وقبلها كان حول بيته إلى منتدى يلتقي فيه المثقفون كل شهر.
لل”الطاهر وطار” مساهمات في عدة سيناريوهات لأفلام جزائرية حيث حول قصة نوة من مجموعة دخان من قلبي إلى فيلم من إنتاج التلفزة الجزائرية نال عدة جوائز. كما حُولت قصة الشهداء يعودون هذا الأسبوع إلى مسرحية نالت الجائزة الأولى في مهرجان قرطاج.
كتب”الطاهر وطار” مجموعات قصصية ومسرحيات وروايات، كما قام بترجمة مجموعة من الأعمال الفرانكوفينية. وتدرس أعماله في مختلف الجامعات في العالم وتعد عليها رسائل عديدة لجميع المستويات.
الواقعية الثورية..
في حوار معه أجراه “عبد العالي رزاقي” يقول “الطاهر وطار” عن ما قيل عن أعماله من أنه رائد “الواقعية الاشتراكية”: “القول بـ “الواقعية الاشتراكية” بصفة مطلقة نوع من المبالغة والتجاوز. إننا في مجتمع لم يتبن الاشتراكية بعد. أنا واقعي. واقعي نقدي بصفة خاصة، معاد لنمط الحياة الرأسمالية، وأسلوب الإنتاج الرأسمالي ما في ذلك شك. لكن فيما يخص شخوص وأبطال رواياتي فإن الكثير منها معاد للاشتراكية، بل للإنسانية عموما. ويتجلى ذلك في “الشيخ بو الأرواح” في رواية “الزلزال”، و”الحاج كيان” في رواية “عرس بغل”. وهنا يمكن القول بأن كتاب العالم الثالث كسروا “تقاليد” الواقعية الاشتراكية (المتمثلة في البطل السلبي). وانتقلوا إلى البطل الإيجابي.. أصنف نفسي في إطار “الواقعية الثورية”.. يعني الاقتراب من داخل حركة وطنية تحريرية، وهو فعل ثوري. هناك أصوات ترتفع لتصحيح المسار فتصدم أولئك الذين ينعمون بالرضا عن الذات. وهذه الأصوات-إن شئت- نقدية ولكن ليست نقدية داخل مجتمعات عادية بل داخل حركة تحرر وطني. والكاتب المهموم بقضية ما عبارة عن نحات يدور حول تمثاله من جميع الزوايا، وينظر إليه بمختلف درجات الضوء، وعبر توترات عاطفية. وهمي شخصيا هو مواجهة فساد واقع اجتماعي واقتصادي فرضه نمط حياة الرأسمالية ليس في الجزائر فحسب ولكن في مختلف أنحاء العالم”.
وعن عدم تكرار الشخصيات في أعماله الروائية يوضح: ” كما صرحت دائما أنا لست كاتبا محترفا أضع أمامي موضوعا أو مشروع موضوع ومخططا، أشرع في إنجازه، وبين عيني مواضيع أخرى، فأضطر إلى تركيب مفتعل أو مصطنع، أو اضطر إلى تلفيق المواضيع ببعضها. أعتبر نفسي كاتبا هاويا، أمارس الكتابة كحب امتلاء وإفراغ، فإذا امتلأت بجو وأشخاص كتبت.. وأمارس هوايات أخرى. وهذا ما أعلل به ظاهرة عدم تكرار الشخصيات في أعمالي”.
وعن رصده للثورة الجزائرية في روايته يقول “الطاهر وطار”: “موضوع الأعمال الثلاثة هو الثورة الجزائرية: بداياتها، تطورها، مصيرها، فكما تحكي رواية “اللاز” عن دور اليسار في الثورة، تحكي “رمانة” عن دور اليسار بعد الاستقلال مباشرة، وتكحي “الشهداء يعودون هذا الأسبوع” عن مصير الثورة والمبادئ التي استشهد من أجلها الشهداء. إن لشخصيتي “زيدان وقدور” حضورا فقدور يمثل البورجوازية، وهي تسيطر على حركة التحرر في العالم، و”زيدان” هو التيار الذي “يشوش” على هذه البورجوازية”.
الخطاب السياسي..
وعن سؤال أن الخطاب السياسي في هذه الأعمال الثلاثة “اللاز” وفي “الزلزال” وفي “العشق والموت في الزمن الحراشي” يكاد يكون مباشرا بينما في “الحوات والقصر” و”عرس بغل” يستند إلى الرمز والأسطورة؟ يجيب: “أتفق معك على أن هذه الأعمال التي ذكرتها، يتناول الأول منها التاريخ، والشخصيات فيها غير مؤثرة في الواقع الحال، أي الزمن الذي كتبت فيه الروايات. بينما في (عرس بغل) أو (الحوات والقصر) بصفة خاصة، تواجه الواقع الزمني لكتابة الرواية بتحليل طبيعة السلطة (فالحوات والقصر) كتبت عام 1974، لا تستطيع أن تذكر أسماء وزراء وأعضاء مجلس الثورة، وضباط الجيش، كذلك الأمر بالنسبة لـ”عرس بغل” الذي هو حكم قاطع على مصير حركة يزعم أصحابها أنها ثورية، وأنها ذات أبعاد عالمية، وذات هيكلية متعددة فيجيء الفنان ليقول أنه عرس كاذب، وسنصحو منه. وهذا ما حصل وما شاهدناه بعد موت الأبطال. هنا يجيء الرمز كدعامة ورافعة للكاتب حتى يستطيع أداء دوره. ولولا الرمز، وشيء من التجريد واللامعقول، ما أمكن كتابة هذه الأعمال إطلاقا. والمهم هو أن الرواية مبنية على واقع، وتحويل هذا الواقع إلى واقع خيالي، إلى رموز في متناول الجميع، يعني أن الرسالة وصلت إلى جميع الناس في مدلولي الروايتين.. في كل أعمال يبدأ هذا النوع من الرمز، ليس بمعنى الرمز، ولكن المعادل الخيالي السحري الرمزي لواقع حقيقي، أذكر “تيريزة” التي دخلت في رواية “اللاز” هكذا بدون مبرر، كذلك الاعتماد على الأساطير الشعبية والميثالوجية وهو قديم في أعمالي.. وفي “الزلزال” لا أرى خطابا سياسيا وإنما بلورة لعاطفة الإقطاع تجاه مدينة صغيرة وجميلة (قسنطينة) وأعالج من خلال ذلك وضع الناس (عالم الفلاحة والبطالة) في عالم غير مصنع. فالرواية تضم سبعة فصول منها أربعة فصول عن واقع المدينة بينما الباقي تشكل رموزا يختلط فيها الماضي بالحاضر، والواقع بالوهمي والخيالي..”
ويواصل: “ولا أرى في “اللاز” خطابا سياسيا صريحا من نوع “الصراخ”.. ربما في رواية “العشق والموت في الزمن الحراشي” نصوص سياسية من مختلف الكتابات (ماركس، الثورة الزراعية، وطار). وهذا النوع من الكتابة عند جميع الكتاب، ففي رواية (بيروت.بيروت) لصنع الله تجد هذه الوثائق.. والمهم في (بيروت.. بيروت) أو (العقب الحديدية) لجاك لندن، أو (العشق والموت في الزمن الحراشي) هو هل وفر الروائي عنصر الدراما أم لا؟ وبدون فخر، وبدون تواضع كاذب أو منافق، أقول أن العنصر الدرامي متوفر في (العشق والموت في الزمن الحراشي). كانت المرحلة تحتم علي أن يقول توقعاته فجاءت رواية، تحقق كل ما فيها، كل ما تنبأ به المؤلف أو أبطال روايته.. لامني بعض الناس فيما يخص “العشق والموت في الزمن الحراشي” عن إقحام المؤلف كبطل للرواية. قالوا هذه نرجسية وعبادة للذات- وهي مكتوبة عام 1972- ولكن اتضح فيما بعد أنه ظاهرة عربية معاصرة في “تجليات الغيطاني” تجد الغيطاني، بكل ما تعرفه، وعندما تقرأ صنع الله تجد أن الكاتب هو البطل باستمرار، وليس في حاجة إلى ذكر صنع الله. أذكر هذين الاسمين وأضيف إليهما اسمي وأقول: إننا جيل واحد وبيننا سنوات قليلة.. وحتى يوسف القعيد يرد اسمه في أعماله أذكر هذه الأسماء لأننا جيل عربي واحد ثقافتنا عربية أبناء توفيق الحكيم ونجيب محفوظ وهيكل ومفدي زكريا، دون أن يكون هناك عنصر دخيل مباشر في تشكيلاتنا.. استغرب صنع الله عندما قلت له أنني كتبت رواية “الزلزال” في شكل مدينة، في معمارية قسنطينة فبادر يسألني متى كان ذلك فقلت له 1973 فقال لي أنه أيضا كتب عن السد العالي بنفس الطريقة مثلما كتبت في قسنطينة.. نحن أدب جديد نسبيا بالنسبة لأدبنا العربي العارب وليس المستعرب. نحن ظاهرة جديدة مكتملة تمتد من المشرق إلى المغرب العربي. يمكن أن نضيف إليها اسم (سعيد علوش) في المغرب الذي له روايات تتقارب مع رواياتنا، لأنه من جيلنا.. ونحن من نفس الجيل المحتار أمام التجديد في عالم مستقل بذاته، وليس تابعا لمدرسة فرنسية أو في أمريكا اللاتينية”.
المساواة الطبقية..
وفي حوار ثان معه أجراه “خالد عبد اللطيف” يقول “الطاهر وطار” عن نفسه: ” أنا أحد المناضلين الأشقياء من أجل اللغة العربية في الجزائر لأننا نعاني مشكلة الهوية، وهي معاناة قاسية ولا يمر أسبوع دون أن تهاجمني الصحافة المنحازة لفرنسا. تفتحت عيناي منذ الخمسينيات على الفكر الإنساني وأيامها كان الشاب العربي لا يستطيع أن يبقى خارج أي فكر أو ايدولوجيا.. فهو إما ناصري أو قومي أو ماركسي وأنا من طبعي اتجه إلى الأقصى أرفض أن أكون نصف مؤمن.. واكتسبت من هذا عقلانية كبيرة ونظرة غير عامودية أو عاطفية للأشياء بل تشمل العامودي والأفقي وكذلك هي نظرة غير متزمتة أيضا لأنني أؤمن بتغير الكون والأشياء. الثابت عندي هو التعلق بالعدالة الاجتماعية وبالمساواة الطبقية أما الأسلوب فلست من منظري الأحزاب ولا من رجال السلطة أنا لدى عاطفة تجاه هذه القضية نابعة من صلتي بتراثنا.. أنا لم أقرأ في الجامعات النظامية ولا الغربية أنا ابن المدارس العربية والدينية.. تعلمت في مدرسة قريتنا وهي مدرسة قرآنية ثم درست بمعهد الشيخ عبد الحميد امبدي ثم أيضا بجامعة الزيتونة بتونس وعندما اندلعت الحرب لم أواصل تعليمي.. لذا فأنا قدم في الحداثة والقدمان معا في التراث.. أحفظ القرآن الكريم.. لا أكره أو أعادي من يخالفني في الرأي بل هم أحبابي وأصدقائي.. وأدافع عن الحق مهما كان.. في الأزمة الجزائرية التي مرت كان موقفي شاذا بالنسبة لكل زملائي.. فقد رفضت إرسال حوالي 24 ألف شاب إلى المحتشدات أو السجون دون محاكمة لا لشيء إلا لكونهم لحاء.. رفضت كذلك إلغاء العملية الانتخابية.. حيث قلت طالما أننا غامرنا بالذهاب إلى الصناديق فلنتحمل تبعات الديمقراطية.. وامشي وحدي كأبي ذر الغفاري.. اعتبر الإسلاميين المعتدلين وليس المتطرفين خصوما وليس أعداء.. أما السلطة أو الأنظمة فلست من أتباعها”.
وعن موقفه من مسألة الفرانكفونية ورأيه في الكتاب الجزائريين الذين يكتبون بالفرنسية وتجد أعمالهم الانتشار يؤكد: “أنا أصارع باستمرار.. وهناك أسبوعيا مقال بالفرنسية في الصحف يهاجمونني فيه.. ومع ذلك فموقفي من الذين يكتبون بالفرنسية من الجزائريين هو موقف عقلاني.. فمن له وجدان عربي جزائري ويحسن اللغة العربية ويعرف شعراءها وأدباءها ورموزها ويحترم أمته.. فله أن يكتب بأية لغة.. هذه قضية مفروغ منها ولا تمثل مشكلة مطلقا.. لكن الذين نصارعهم هم من لهم موقف من اللغة العربية والعروبة عموما”.
وعن المشهد السياسي في الجزائر يقول: “ما حدث في فترة عدم الاستقرار باختصار شديد هو ارتدادات وهي ارتدادات ما كنا نتمناها ولا نتوقعها.. ما حدث آنذاك هو اختلاف على تداول السلطة.. دعونا إلى انتخابات ثم لما لم ترضينا أحضرنا الدبابات والمجنزرات وحطمنا صناديق الاقتراع ودفعنا الناس لحمل السلاح وتحاربنا فيما بين بعضنا البعض.. وقتلنا أنفسنا ومع الأسف الشديد كان يفترض حين خفت الأزمة أن نأخذ درسا مثلما فعل عسكرة الأتراك. فمنذ الانقلاب العسكري في الجزائر عام 1965 ظل النظام السياسي يسير على وتيرة واحدة تتغير الوجوه ولكن ضمن دائرة واحدة هي الارتباط بما يسمى بالثورة.. ومع الأسف جاءت الردة كما ولو أننا انتصرنا على الإسلاميين وبالتالي أصبحنا فرنسيين.. وهذه نظرة خاطئة.. أنا لست ميالا لأحد ولا متعاطفا مع أحد.. ولكن وطنيتي تحتم على دائما أن أرى المشهد بمنطق وموضوعية وهذا ما حدث”.
أصول الفن الروائي..
وعن تجربته الإبداعية يقول “الطاهر وطار”: “لقد اتجهت لكتابة الرواية في الخمسينيات وكان زادي قراءة طويلة وعريضة ومعرفة ودراية بقواعد وأصول الملحمة والتراجيديا والدراما من الإغريق إلى الانكليز إلى الكلاسيكية الروسية إلى الاتجاه الأميركي والفرنسي.. أنا لا أكتب الرواية تناصا.. أكتبها عن وعي ودراية.. وألوم زملائي في العالم العربي أنهم يكتبون دون الارتباط بأصول الفن الروائي.. نقرأ الرواية المكونة من مائتي صفحة.. لكن يمكن أن تقرأ عشر صفحات ثم تقفز إلى الصفحة الثلاثين ثم تقفز إلى الصفحة السبعين دون أن تشعر بأن هناك انقطاعا قد حدث.. بينما حين تقرأ رواية ماركيز (مائة عام من العزلة) فأنت مرتبط بكل سطر فيها حتى تعرف مثلا مصير الولد الذي سيولد بذنب فتنقرض العائلة.. وهذا ما يقلل قيمة الكثير من الروايات العربية.. لأن أصحابها يجهلون أصول كتابة الرواية.. وأنا بالنسبة لي كاتب هاو لا أكتب لغيري.. كلما امتلأت أكتب.. ولم أشارك في مسابقة إطلاقا”..
وعن المرأة في رواياته يقول “الطاهر وطار”: “كل أعمالي كانت المرأة هي القضية هي الرمز في الخمسينيات كتبت قصة (نوة) وتحولت إلى فيلم نال إعجاب العالم و(نوة) هي الضوء وكذلك كتبت قصة (ذنوبة) وهي رمز أيضا وكذلك قصتي (رومانة) وهي رمز لحركة التحرير الوطني الجزائري.. فالمرأة بالنسبة لي هي القضية وهي (الشريفة والمكافحة) في كل أعمالي عندي رواية لم أهن فيها المرأة ولم أكن ألهث وأجري وراء مشاهد إغرائية.. كانت المرأة كادحة وعاملة تشقى وتعانى وكانت الرواية كلها للواقع الفاسد والمقهور”.
وفاته..
توفي الكاتب “الطاهر وطار” عن عمر يناهز 74 سنة في عام 2010 بعد صراع طويل مع المرض.
https://www.youtube.com/watch?v=a4YX3i_EKTw