مراجعة/ محمد العلي
يرصد الصحفي والكاتب البلغاري إيفو إنجف في كتابه “الصداقة السائلة-2″ تفكيك الرواية التي بقيت متداولة إلى وقت قريب، في بلغاريا على الأقل، والمتعلقة بالروابط الخاصة التي تجمع الشعبين الروسي والبلغاري. وهو يعرض ذلك في إطار نظرة نقدية وجريئة؛ ليثبت أن روسيا استتبعت بلغاريا عمليًّا، منذ أن حررتها خلال الحرب الروسية-التركية من الحكم العثماني عام 1877-1878.
ينطلق الكاتب في نظرته من وقائع حديثة نسبيًّا، وبالتحديد من واقعة استخدام روسيا لأراضي بلغاريا مطلع التسعينات كمحطة لكسر الحظر المفروض من قِبل الأمم المتحدة على توريد الأسلحة لجارتها صربيا، ووقتها كانت بلغاريا قد تحررت من النفوذ السوفيتي الذي كان قائمًا في حقبة الحرب الباردة. فكيف لبلدٍ تخلص من التبعية المباشرة لموسكو، وصار منتميًا إلى ما يُعرف بـ”الفضاء الأوروبي- الأطلسي” أن يتحول إلى محطة “لتمرير عمليات التهريب على خط موسكو-صوفيا-بلغراد”(1)، ما لم يكن لروسيا عليه دالَّة وتأثير كبيران؟!
والأهم كيف استطاعت موسكو الاحتفاظ بنفوذها في صوفيا رغم تقلب الأزمنة؟ هل هي العلاقة التاريخية الخاصة بين الأمتين، والجذر المشترك للغتهما -إلى جانب اشتراكهما في الهوية الدينية المسيحية الأرثوذكسية- أم أن هنالك أسبابًا وعوامل أخرى لاستمرار النفوذ الروسي، تختلط فيها المصالح الاقتصادية المباشرة، بدور جماعات الضغط المحلية، ويكون فيه التاريخ واللغة والدين مجرد أدوات؟
الإجابات عرضها إنجف في الكتاب، وصنَّفها في إطار ما أسماه: “تفكيك الأساطير والأكاذيب” بشأن العلاقة بين الشعبين، وقدَّم كشفًا عن عمليات المطاردة والقتل التي مارسها الجيش الأحمر على أراضي بلغاريا خلال الحرب العالمية الثانية ضد مجموعة بلغارية محددة تُدعى التافريين، كانت لا تزال طي الكتمان إلى وقت قريب. كما تناول من جهة أخرى الرصيد القمعي للشيوعيين البلغار بوصفهم “عملاء محليين” لموسكو، فضلًا عن تقديمه لرؤيته لما اعتبره طابورًا خامسًا لروسيا في بلغاريا، ويضم غالبية الطبقة الحاكمة حاليًا. على الصعيد الاقتصادي الصرف ركَّز إنجف على إحكام روسيا قبضتها على الاقتصاد البلغاري، عبر التحكم بمصادر الطاقة فيه، مستخدمة في ذلك جماعات الضغط المحلية، كما لعبت دورًا في إعاقة عمليات التنقيب عن الغاز الصخري محليًّا، بعدما شرعت غير دولة بشرق أوروبا في التنقيب، بمساعدة شركة شيفرون الأميركية، وذلك في إطار محاولة التخلص من التبعية الأوروبية لروسيا في مجال الطاقة.
إيفو إنجف هو صحفي بلغاري مخضرم وكاتب ومدوِّن، يجيد الروسية والألمانية والإنجليزية والعربية إلى جانب لغته الأم، عمل في بداية حياته المهنية 1983-1986 مراسلًا لوكالة الأنبار البلغارية الرسمية (بي تي أ- BTA) في بيروت، ثم مديرًا للوكالة. وبعد انهيار الشيوعية عَمِل رئيسَ تحريرٍ لصحيفة “ديموكراتسيا” اليمينية، ثم معلقًا في راديو “أوروبا الحرة”، ثم مقدمًا لبرامج سياسية تلفزيونية. وهو ناشط منذ ثلاثة أعوام في حملة مدنية تطالب بإزالة نُصب الجيش السوفيتي من وسط صوفيا، وهو مَن أطلق منذ ثلاث سنوات على النصب اسم “نصب جيش الاحتلال الأحمر”، ولا يزال يواصل هذه الحملة ويتصدرها عبر مدونته(2).
ينطلق إنجف في معركته الخاصة مع روسيا من عنوان الكتاب، وهذا الأخير يقوم على تلاعب لفظي بمصطلح كان سائدًا في أدبيات الحزب الشيوعي البلغاري خلال زمن تبعية صوفيا للاتحاد السوفيتي، فاستبدل به المؤلف آخر يختلف عن الأول بحرف واحد فقط، لكن المصطلح المعدَّل قلب المعنى، وبات يلخِّص علاقة البلدين، حسبما تريد موسكو إملاءها في الوقت الراهن. ويستند المصطلح القديم إلى هتاف (فيتشنا دروجبا) وتعني: “صداقة أبدية”، الذي كان يردِّده الشيوعيون البلغار خلال احتفالاتهم، والذي يلخص علاقتهم بروسيا. أما الآن فباتت الفيتشنا دروجبا “تيتشنا دروجبا؛ أي: صداقة سائلة”، قوامها استتباع روسيا لبلغاريا بواسطة موارد الطاقة.
ويقول إنجف عن العنوان وهدف الكتاب: “ليست المسألة مجرد لعب على الكلمات، إنها إجابة على السؤال المطروح منذ زمن، بشأن الأمر الذي يجعلنا مختلفين عمن تبقى من دول المعسكر الاشتراكي السابق في أوروبا. سيلٌ من المواد الخام وخصوصًا السائل منها، والتي يعتمد فيها اقتصاد بلغاريا في المرحلة اللاحقة على الشيوعية، على الدولة المستعمِرة والمهيمنة سابقًا، أكثر من اعتماده على أي طرف داخل القارة، وهي تواصل أيضًا منذ ربع قرن تحديد مصير دولتنا، التي لم تتمكن حتى اللحظة من الخروج من الفلك الروسي, بفضل سياسة بوتين العدوانية تجاه أوكرانيا، والتي أوقعت إمبراطوريته في عزلة دولية غير مسبوقة”.
كذبة تاريخية
أبرز وأجرأ ما يتصدى له إنجف في كتابه هو “تكذيب الرواية التاريخية” التي يرددها البلغار حول مقتل 200 ألف جندي روسي على أرض بلغاريا أثناء تحرير هذه الدولة البلقانية من السيطرة العثمانية نهاية القرن التاسع عشر، وهي المعركة التي أتاحت لبلغاريا العودة إلى الخارطة السياسية، بعدما كانت أراضيها قد وقعت لأربعمائة عام تحت السيطرة العثمانية.
يقول الكاتب: “على مدى سنوات كان الخضوع البلغاري الذليل للرواية الروسية عن ضحايا الحرب الروسية-التركية 1877-1878، يكرّر بشكل بَبَّغائي “الزعم العبثي عن مقتل 200 ألف جندي روسي” لتحقيق حرية بلغاريا على أرضها, في حين كان كامل عدد الجيش الروسي إبان وجوده في البلقان خلال الحملة العسكرية تلك يتجاوز قليلًا الـ 180 ألف حربة (أي: مقاتل)”(3). ويحمِّل الكاتب سياسيين بلغارًا معروفين، من بينهم الرئيس السابق المنتمي إلى الحزب الاشتراكي غيورغي برفانوف، مسؤولية التمسك برواية الـ 200 ألف قتيل قائلًا: “كذبة كهذه عن حجم الدم المراق، كانت تجري كالعسل على ألسنة سياسيين موالين لروسيا مثل الرئيس غيورغي برفانوف. كيف لا والكذبة بشأن القتلى الروس الـ 200 ألف، كانت تقال أمام كنيسة القديس إلكسندر نيفسكي، في إطار التسويق للمَعْلم الديني ذاته! وقد كتبت على لوحة في إطار التعريف السريع بأهم حقيقة تاريخية، وتثبيتها على أبواب أهم كنيسة أرثوذوكسية في كل بلغاريا”.
هكذا اتهم إنجف الحزب الاشتراكي وريث الحزب الشيوعي الذي حكم بلغاريا بتسييس التاريخ، واستند في تكذيبه لتلك الرواية بشأن عدد القتلى الروس إلى مرجع روسي؛ ليعطي التكذيب وزنًا معتبرًا ومصداقية أكبر. ويقول إنجف: “للمرة الأولى أقتبس معلومات كشفها في صوفيا الباحث الروسي ستيبان كاشوركو؛ ففي كتابه المعنون “300 عام من الظل الروسي المخيم على بلغاريا” يقتبس المؤلف (أي: ستيبان كاشوركو) عن المركز الدولي العام للتحقيقات “بودفيغ” التالي: “من عديدٍ وصل إلى 185 ألف جندي وضابط، قُتل منهم خلال هذه الحرب 15567 شخصًا، أما العدد الإجمالي للذين ماتوا بمن فيهم الجرحى والمرضى فبلغ 22391 شخصًا”(4).
وبهذا هبَّطت روايةٌ قوية ومثيرة للجدل عن عدد القتلى الروس في معركة تحرير بلغاريا الرقمَ المتداول إلى عُشْره تقريبًا، وإن صحت فإن من شأنها أن تدفع فعلًا لإعادة النظر في حقائق التاريخ البلغاري وتاريخ البلقان خلال تلك الحقبة، ناهيك عن تبعاتها التربوية ونظرة الجيل البلغاري الحالي والمقبل إلى تاريخه.
التافريون
تكتسب الرواية التي قدمها إنجف عن قصة التافريين البلغار أهمية خاصة رغم قدمها؛ لأنها تكشف فصلًا جديدًا من القمع الستاليني الذي مورس خلال الحرب العالمية الثانية على الأقليات غير الروسية وغير المسلِمة المقيمة ضمن نطاق الاتحاد السوفيتي، وتكشف عن ملاحقة جماعة قومية أخرى لجأ أفرادها إلى وطنهم القومي الأم مستغلة ظروف الحرب. كما أنها تعرِّي أيضًا تواطؤ الشيوعيين البلغار، الذين كانوا قد وصلوا إلى السلطة، وامتناعهم عن نصرة أبناء جلدتهم؛ خوفًا من الأجهزة السرية السوفيتية، أو امتثالًا لأوامرها.
يعرِّف كتاب إنجف “التافريين” بأنهم مجموعة من أصل بلغاري لجأ أجدادهم إلى أراضي الإمبراطورية الروسية بعد الحرب الروسية-التركية عامي 1877-1878، وأقاموا في مقاطعة تافريا الأوكرانية الواقعة على بحر آزوف، وبعد وقوع أراضيهم التي تضم 22 قرية تحت احتلال الجيش النازي الألماني إثر اجتياحه لأراضي غربي أوكرانيا عام 1942، طلب هؤلاء من الملك البلغاري بوريس الثالث إعادتهم إلى أرض أجدادهم، فوافق. ومع بدء قدوم التافريين إلى مناطق شمال بلغاريا من أوكرانيا القريبة، كانت دفة الحرب قد تحولت لصالح الجيش الأحمر، وما لبثت طلائع هذا الأخير أن وصلت أراضي بلغاريا، لتبدأ بعدها عملية مطاردة داخل بلغاريا للبلغار التافريين بتهمة خيانة وطنهم السوفيتي.
ينقل إنجف عن كتاب “تاريخ الشيوعية في بلغاريا” للبروفسور دينو شارلانوف عن هذه الجماعة وظروف ملاحقتها قائلًا: “وصلت طلائع البلغار التافريين إلى بلغاريا نهاية عام 1941، والتجؤوا إلى منطقة دروجبا (شمال شرق) ولودوغورييه واستوطنوا فيها، واستمرت عملية الهجرة والاستيطان هذه إلى نهاية عام 1944. لم يُسجَّل عدد الذين تمكنوا من الوصول إلى الوطن الأم بدقة، لكنهم يُقدّرون بنحو 2000 شخص، استقبلوا من قِبل مواطنيهم بوصفهم إخوة وأخوات لهم. ولكن بعد أقل من عام على احتلال بلغاريا من قِبل الجيش الأحمر، صدر أمر بإعادتهم إلى الاتحاد السوفيتي، وأنيط تنفيذ الأمر بأجهزة الجيش الأحمر وساعدته في التنفيذ السلطة الشيوعية الجديدة. وتعرَّض التافريون للتعقب والمطاردة كحيوانات برية، وتم اعتقالهم ووضعهم على قوائم الترحيل. ووردت أكثر من رواية حول مصيرهم، اثنتان منها قابلتان للتصديق. إحدى الروايتين تقول إنهم أُرسلوا إلى معسكرات الغولاغ، أو أنهم وضعوا في صناديق، وأغرقوا في مياه البحر الأسود. بغض النظر عن أيَّتهما أصدق، فما حدث كان مروعًا. والتهمة الموجهة للتافريين هي أنهم خونة ومارقون بحق الاتحاد السوفيتي”(5).
في استعادته لقصة بلغار تافريا لا يكتفي إنجف بمراجعة التاريخ ونبش بعض صفحاته المطوية، بل يدعمه بتقديم “عينة” من الواقع ومعروفة جدًّا للجمهور البلغاري، إنها شخصية الإعلامي أنتوني فيرغييف، أحد المذيعين المشهورين على شاشة التلفزيون الحكومي في برنامج (فسياكا نيديليا- كل أحد)، وكان في الحقبة الشيوعية أكثر البرامج الحوارية مشاهدة وشعبية. ينقل إنجف عن فيرغييف أن هذا الأخير ينتسب في الأصل لإحدى أسر بلغار تافريا، وأن اسمه الأصلي ليس أنتوني بل توليك، وأنه أتى مع ذويه عام 1944 وكان في الثامنة من عمره، وكتبت له النجاة بفضل قيام قس أرثوذكسي بتبنيه ومنحه اسم عائلته الجديد في عملية تزوير مُحكَمة، وذلك بعد أن تشتَّتت أسرة فيرغييف أثناء عملية المطاردة والترحيل إلى الاتحاد السوفيتي.
وفي إطار نبشه لملفات الحرب العالمية الثانية، يدين إنجف أيضًا سلوك الشيوعيين البلغار في الفترة اللاحقة على الحرب و”خضوعهم الذليل” لإملاءات موسكو، وينعي عليهم موافقتهم على إقامة نُصب للجيش السوفيتي على أراضي بلغاريا، رغم أن جنديًّا واحدًا لم يُقتل على أراضيها. ويربط المؤلف كذلك بين ما يعتبر جميلًا أدته روسيا للبلغار بتحريرهم من السيطرة العثمانية، وصمتها حاليًا عن الممارسات التي سادت بعد تسلُّم الشيوعيين الحكم عام 1944، حيث يقول: “روسيا اليوم تريد أن تكون معشوقة من البلغار جرّاء حادث وقع في القرن التاسع عشر، لكنها لم تتطرق قط إلى مسؤوليتها عن الانقلاب العسكري الذي وقع في سبتمبر/أيلول 1944 من قبل عملاء للسوفيت، ولم تتطرق إلى مسؤولية ما ترتب عليه من نتائج”(6).
الغاز الصخري
في موضوع التنقيب عن الغاز الصخري الذي يعتقد -على نطاق واسع ببلغاريا- أنه سيكون مصدر الطاقة البديل الذي سيغني دول شرق أوروبا عن مصادر الطاقة الأحفورية القادمة من روسيا على شكل نفط وغاز. لم يقدِّم إنجف دراسة أو تحليلًا متماسكًا، اكتفى بالمتابعات اليومية التي ينشرها على مدونته، والتي جعلته محط اهتمام وسائل الإعلام الأميركي، وصنفته ضمن فئة المعادين لروسيا. ولم يخص إنجف بالهجوم الشيوعيين أو الاشتراكيين وحدهم بوصفهم موالين لروسيا تقليديًّا، بل طالت مقالاته تشكيلات النُّخبة البلغارية الحاكمة كلها تقريبًا، بما فيها حزب رئيس الوزراء الحالي بويكو بوريسوف، حزب “غيرب” (مواطنون من أجل تنمية أوروبية لبلغاريا)، المنتمي ليمين الوسط، وكذلك حزب “أتاكا” القومي المتطرف بزعامة فولن سيدروف. وذهب إنجف إلى حد تصنيف هذه الفئات مجتمعة كـ”طابور خامس” يؤدي دور جماعة ضغط لحماية المصالح النفطية الروسية ببلغاريا، ويحول دون تحقيق صوفيا لاستقلالها عن روسيا في مجال الطاقة، وذلك من خلال ما كان من شأن الغاز الصخري أن يُؤمِّنه لو أتيح لشيفرون -التي تخلت عن مهمة التنقيب- أو غيرها من الشركات حرية العمل، وذلك على غرار ما تفعله في رومانيا وبولندا.
خاتمة
كتاب “الصداقة السائلة-2” هو امتداد لجزء أول تناول فيه الكاتب عام 2011 الموضوع ذاته، لكن إيفو إنجف يستشهد في الجزء الثاني بكتب ومراجع كثيرة غالبيتها لكُتّاب روس، مركزًا على ما فاته ذكره بالجزء الأول، ويضيف إليه عشرات المقالات التي نُشرت على مدونته. وقد جاءت استشهادات الكاتب كلها تقريبًا لتخدم فكرة أن روسيا عملت على استتباع بلغاريا منذ لحظة تخليصها من السيطرة العثمانية، وأنها واصلت ذلك خلال الأزمنة المختلفة: الحقبة القيصرية، ثم الشيوعية التي انتهت عام 1989، وصولًا إلى عهد الرئيس الحالي فلاديمير بوتين. ما خلا بعض الأمثلة المتفرقة عن استفادة أفراد من الطبقة الحاكمة البلغارية مباشرة من المال الروسي، لم تقدِّم مقالات إنجف أدلة دامغة على تورط هذه الطبقة في تمرير قرارات تخدم مصالح روسيا العليا، خصوصًا في مجال بناء مفاعل “بيلينه” للطاقة النووية، وخط الغاز “السيل الجنوبي” الذي يمر عبر بلغاريا متجاوزًا أوكرانيا، والذي أعلن بوتين التخلي عنه بعد صدور الكتاب. لكن الكاتب كان قد استقرأ ترجمات الهيمنة الروسية في موضع آخر من الكتاب، عندما استند إلى كتاب آخر أعدَّه الكاتب البلغاري ديمتر بتكوف عام 1893 حول سياسة روسيا تجاه بلغاريا بعد تحريرها من العثمانيين.
وفي الختام، يمكن أن نختصر الصورة التي يقدِّمها إنجف عن العلاقة التي تجمع بين روسيا وبلغاريا من خلال ما أورده عن بتكوف(7)؛ حيث قال: “هيا بنا نترجم هذا الكلام بلغة بلغاريا اليوم، وفي زمننا الحاضر، فيأتي على هذا النحو: “نحن نعتقد أنكم تركتمونا نبني مستقبلنا الأوروبي في الاتحاد الأوروبي والناتو، ليتبين أننا نقوم بدور المخرِّب في المجتمع الأوروبي-الأطلسي، وهو دور أطلقت روسيا عليه صراحة اسم: حصان طروادة الروسي داخل أوروبا”(8). وهو يعكس بحق رؤية إنجف التهكمية بأن مكانة صوفيا في السياسة الروسية لا ترقى عن كونها عميلًا غير مُعلن لروسيا داخل الناتو والاتحاد الأوروبي.
___________________________
محمد العلي – أكاديمي وصحفي.
أهم المصادر
1- إيفو إنجف: “الصداقة السائلة” ص7.
2- عنوان المدونة: www.ivo.bg .
3- “الصداقة السائلة” ص9 .
4- المصدر ذاته، نفس الصفحة.
5- المصدر ذاته ص83.
6- المصدر ذاته ص55.
7- “صندوق الاحتلال” كتاب لبتكوف، صدر في صوفيا عام 1893 وأعيد إصداره بعد مائة عام أي في 1993 في مدينة روسه البلغارية عن مكتبة “إز ناشو مينالو” ومعناها “جولة في ماضينا”.
8- “الصداقة السائلة” ص58.