24 أبريل، 2024 4:14 ص
Search
Close this search box.

الصحافة الورقية في إيران .. فراق إجباري !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

تُسمع الآن أصوات سحق عظام الصحف الإيرانية.. ففي الوقت الذي يضغط غلاء الورق الجامح على حلقوم الصحف الإيرانية بالشكل الذي دفع، حتى الصحف الكبيرة، إلى السقوط في مستنقع تخفيض الأعداد، لا توجد إرادة عينية وتنفيذية وخطط واضحة لحل الأزمة وإنقاذ الصحافة الإيرانية.

ويصف جميع المراقبين، هذا الأفول بالمرعب. وقد كشفت دراسة ميدانية أجراها، “محمد صادق خسروی‌علیا”، مراسل صحيفة (همشهري) الصادرة عن بلدية “طهران”، عن انخفاض بنسبة 80% في نسخ الصحف في أكشاك الجرائد.

وبلغت أبعاد هذه الكارثة الثقافية إلى أن وصل نصيب الكشك الواحد، 2 – 3 نسخ، من مجموع 95% من الصحف !.. وطبقًا لأحدث التصنيفات؛ فقد تراجعت معدلات القراءة، (الكتب والصحف وغيرها)، إلى 13 دقيقة باليوم.

وإزاء تراجع أعداد الصحف، يعود عدد كبير من قراء الصحف إلى منازلهم بدون صحيفة !.. والتقرير التالي هو تجميع حوارات مع عدد من باعة الصحف في مختلف مناطق “طهران”.

مائدة الصحافة الضئيلة..

من المؤلم أن يعبُر المارة أمام التناغم الثقافي الجميل في أكشاك الصحف التي كانت تموج يوميًا بالإصدارات الصحافية المتنوعة دون اهتمام.

وقد كانت تستقطب، بخلاف المخاطب، بعض الأفراد بشكل عارض. فيتوقف للحظة ثم يستغرق في قراءة العناوين والأخبار الجذابة. وهذه اللحظات من التأمل قد تغير مسار الأفراد، ومما لا شك فيه، فإن نظرة على الأخبار في أكشاك الصحف كفيل بتهيئة لحظات التأمل بالنسبة للمارة.

لكن للأسف؛ ومع تراجع معدلات الإصدارات الصحافية وتعطيل معظم الدوريات بسبب غلاء الورق، فقد ضاعت هذه الفرصة التي لم تدفع شيئًا في مقابلها حتى الآن. فلم تعد مائدة الصحف واسعة وكبيرة، وإنما تضاءلت إلى حد أن نُسخ الصحف أضحت سلعة نادرة يصعب الحصول عليها، يخفيها الباعة عن أنظار المارة حتى تُسلم إلى من سبق وأن قام بحجزها أو لمشتري دائم..

وفي هذا الصدد؛ يقول السيد “مشيري”، صاحب كشك جرائد أسفل ميدان “وليعصر”: “أنا أول من يحصل من الباعة، في هذه المنطقة، على صحيفة (همشهري). حيث يحبني الموزعين؛ ولذلك تكون الكمية الأكبر من الصحيفة من نصيبي”.

يتدخل “محمد صادق خسروی‌علیا”، قائلاً: “لم تكد تمر ساعة على صلاة الظهر حتى سأل أحد المارة: هل لديك صحيفة (همشهري) ؟”..

فأجاب السيد “مشيري” بالنفي؛ قائلاً: “لا يا سيدي فرغت الأعداد في السادسة صباحًا !..

“فسألت السيد مشيري: في السادسة صباحًا ؟.. فأجب: أجل لم يتبقى إلا 6 نسخ أحتفظ بها لطلبات مسبقة”.

الطلب موجود والصحف غير موجودة..

في أكثر المناطق إزدحامًا غرب “طهران”، حيث توجد عدد من محطات الركاب يصل نصيب الكشك الواحد بين 50 – 60 نسخة في اليوم !..

إنه ميدان “الحرية”. يقول باعة الجرائد: “بخلاف صحيفة (همشهري)، لا تتجاوز نسب معظم الصحف النسختين، حيث يقتصر توزيع هذه الصحف اليومي على 5 نسخ فقط”.

ويشكو السيد “نوذري” من الوضع المؤسف للصحف، قائلاً: “الناس حائرة في الحقيقة. وما من شيء مؤلم بالنسبة لي أكثر من أن يطلب مشتري صحيفة وليست عندي. مع العلم أن بيع الصحف لا يدر ربحًا كبيرًا، بل إن بيع السجائر والأدوات الأخرى أكثر ربحًا بالنسبة لنا. لكن الوضع بالنسبة للصحف مختلف، فأنت حين تبحث عن السجائر أو غيرها، لو لم تجدها هنا، فسوف تجدها على مسافة خطوات، لكن حين تبحث عن صحيفة ولا تجدها هنا فهذا يعني أنك لن تجدها في أي مكان آخر. والحقيقة لا أدري: هل يبحث المشتري عن الصحيفة ؟.. هل يقرأ النسخة الإلكترونية ؟.. لأنه ربما يوفر له مراجعة كشك الجرائد فرصة للقراءة، لكن الآن، وفي ضوء عدم توفر الصحف، ربما لا يبحث عن القراءة”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب