خاص: إعداد- سماح عادل
أُنتج الفيلم الأول في العالم في أستوديو “ماريا السوداء”، الذي بني على أرض مختبرات العالم “أديسون” غرب أورانج بنيو جيرسي، في أول فبراير 1893 والكلفة بلغت 637.67 دولاراً أميركياً. وقد سجل “أديسون” حقوق ملكية أول فيلم في مكتب الكونغرس 1893. وكان الفيلم باسم “العطسة”، وكان الفيلم الأول من سلسلة أفلام قصيرة صنعها لجمهور جهاز الفانوس السحري. ومدة الفيلم كانت خمس ثوان، وكان مجموعة من اللقطات الثابتة مع تسجيل كوميدي لمساعده “فريد أوتو” وهو يعطس. ويعتبر هذا الفيلم من الأفلام النادرة التي تمكن القائمون على السينما من إنقاذها.
وكان أول فيلم سردي ل”لويس لو برنس” في 1888، وكانت مدته ثانيتان عن أشخاص يسيرون في حدائق شوارع أوكوود، وكان اسمه “مشهد حديقة راونداي”. وتطورت الأفلام لتصل إلى فيلم “العهد الصامت” الذي سبق السينما الناطقة في نهاية العشرينات، وتميزت بنوعية عالية من الجودة، وتمركزت معظم شركات الإنتاج في أمريكا أو بجانب هوليود على الساحل الغربي.
بالإضافة إلى صناعة بعض الأفلام في نيوجـيرسي وأستوريا في لونغ آيلند. وتحولت صناعة السينما في منتصف العشرينات إلى صناعة ضخمة، حيث وصل رأس المال المستثمر في صناعة السينما ملياري دولار. وفي نهاية العشرينات كان في هوليوود 20 أستوديو ووصل الطلب على الأفلام السينمائية بنسبة كبيرة اكتر من أي وقـــت مضى. فقد كان أضخم إنتاج للأفلام في أمريكا ما بين العشرينات والثلاثينات في القرن العشرين بمعدل 800 فيلم في العام.
الأفلام الصامتة..
اعتمد الفيلم الصامت عادة على حركات الإيماء لدى الممثلين إلى جانب لوحات الكتابة التي تظهر بين بعض المشاهد والفرق الموسيقية التي ترافق الأفلام، والتي بدأت بمصاحبة البيانو كما في أفلام “لوميير”. واعتبرت الموسيقى مكونا أساسيا من مكونات صناعة السينما منذ البداية وقد تطورت لتكون الموسيقى التصويرية.
الأفلام الصامتة كانت قصيرة في بدايتهـا، لا تتجاوز مدتها عدة دقائق، وقد تطورت على مستوى بنية قصة الفيلم وطولـه في أوائل 1910، وفيلم (مولد أمة) من أهم أفلام السينما الصامتة صدر 1915 في امريكا للمخرج “ديفيد وارك غريفيث”، وفيلــم “قمرة الدكتـور كاليغاري” صدر 1919 في ألمانيـا، وفيلم “إضراب” في روسيــا للمخرج “سيرغي آيسنشتاين” وصدر1925. أما الأفلام التي تم الحفاظ عليها ليراها أجيال من الشماهدين ولاقت نجاحا كبيرا، هي “شارلي شابلن” الذي عده صناع السينما ظاهرة فنية تاريخية. ومن أهم أفلامه، “حمـى الذهب” 1925، و”أضواء المدينة”1931، و”الأزمنـــة الحديثـــة” 1936. والجدير بالذكر أن “شارلي شابلن” استمر في تقديم شخصيته الشهيرة (المتشرد) بأفلامه ورفض تبني السينما الناطقة.
السينما الألمانية..
ظهرت، بعد الحرب العالمية الأولى في أوروبا، حركة فنية مزدهرة في مختلف أنواع الفنون وسميت بالتعبيرية، وبلغت التعبيرية عصرها الذهبي في السينما الألمانية في 1920،بسبب الحرية الكبيرة التي تمتعت بها صناعة السينما. وكانت التعبيرية أسلوباً فنياً، تميز بالظلال الداكنة، والسرد بالصورة البصرية، وغرابة الشخصيات، والتوزيع الدرامي للإضاءة، وزوايا التصوير غير المألوفة للشوارع والأبنية وغيرها، مع مواقع ذات تصور تجريدي، ومن أهم الأفلام في هذا الإطار فيلم “القط والكناري” للمخرج “بول ليني” 1927.
السينما الناطقة..
أحدث تأسيس شركة (فيتافون) في أميركا عام 1925 ثورة في الصناعة التقنية، وأعلنت (وورنر براذرز) صاحبة الشركة عن ميلاد السينما الناطقة حيثت يمكن حدوث تزامن الصورة مع الصوت. وكان طموح الشركة أن تسجل الموسيقى والمؤثرات الصوتية. ومع إتاحة هذه التقنيـة واجهت استوديوهات الأفلام كثير من الصعوبات المرتبطة بالصوت، خاصة مع اقتصار السوق على اللغة الإنجليزية. كما امتدت الصعوبة إلى فريق العمل، فالكثير من مشاهير الممثلين والممثلات لم يمتلكوا أصواتا جيدة، وهكذا أفل نجمهم.و أصبحت حركة الكاميرا محدودة نتيجة إصدارها الأصوات عند تحريكها، كما واجه الممثلون صعوبات خلال تمثيلهم مع الحرص على عدم إصدار أصوات خلال حركتهم وكلامهم.
فورت لي..
في بلدة فورت لي شمالي ولاية نيوجيرسي، التي يفصلها نهر هدسون عن مدينة نيويورك. كانت هذه البلدة عاصمة الأفلام الصامتة في العالم ولكن لم يدم الأمر طويلا. ويقول “توم مييرز”، مؤسس جميعة “فورت لي” غير الربحية للحفاظ على تراث البلدة في صناعة الأفلام، ومديرها التنفيذي، إن فورت لي كانت تضم أكثر من 12 شركة إنتاج بعد الحرب العالمية الأولى، منها شركات فيكتور للأفلام، وفوكس وغولدوين. ويضيف: “كانت جدتي في البداية ممثلة ثانوية، ثم عملت في تركيب لقطات الأفلام، وعملت أمي وأعمامي في شركة الإنتاج التي اندمجت فيما بعد مع شركة يونيفيرسال”.
بفضل قربها من مدينة نيويورك سيتي وتنوع مناظرها الطبيعية الخلابة، أصبحت بلدة فورت لي مركزا رئيسيا لصناعة السينما، وخلال الفترة بين عامي 1909 و1919، كانت “فورت لي” مركزا لصناعة السينما العالمية، إذ تأسست أول شركة إنتاج في هوليود “ويست كوست” في عام 1911.
وفي هذا الوقت كان “توماس إيديسون” قد أسس بالفعل أول أستوديو لتصوير الأفلام السينمائية في أمريكا، تحت اسم “بلاك ماريا” في مدينة “ويست أورانج” المجاورة بولاية نيوجيرسي، حيث يوجد مختبره ومنزله، واخترع، بمساعدة “ويليام ديكسون” معاونه الخاص، آلة العرض السينمائية البدائية أو “كينتوسكوب”. غير أن تنوع المناظر الجميلة في مدينة “فورت لي” أسهم في جذب المصورين والمخرجين إليها لتصوير مشاهد الأفلام المختلفة. إذ تمتلئ فورت لي بالمنحدرات، التي كانت تبدو في الأفلام السينمائية كالأخاديد وينساب من تحتها نهر هدسون، الذي كان المصورون يضيفون إليه مؤثرات ليبدو كالميناء أو شاطئ البحر وحتى المحيط.
وفوق قمة المنحدرات المطلة على نهر هدسون، تنمو الأشجار العالية، التي ظهرت في تصوير مشاهد فيلم المغامرات القصير “روبين هود” 1912. وقد جرى تصوير أفلام عدة في شوارع البلدة الضيقة وأمام منازلها ذات الأطر الخشبية، ومباني الشركات المزينة بالأحجار والغرانيت. وكان المخرجون يستأجرون الخيول من أحد الاسطبلات المجاورة لتصوير مشاهد أفلام الغرب الأمريكي.
يقول نيلسون: “إن الكثير من التطورات التي شهدتها صناعة السينما، مثل استخدام آلات تصوير متعددة لالتقاط زوايا مختلفة وطرق توزيع الإضاءة، كانت محصلة محاولات وابتكارات فرق العمل في فورت لي”.
وعندما خرجت الأفلام إلى النور ذاعت شهرة الممثلين، وقد لمع نجم الكثير منهم في سماء هوليود، منهم روسكو آرباكل وماري بيكفورد، وثيدا بارا، وانتقل بعض الممثلين إلى فورت لي بحثا عن فرص للتمثيل السينمائي، مثل دوغلاس فيربانكس.
لكن سرعان ما بدأ نجم “فورت لي” في صناعة الأفلام في الأفول، إذ أصابت موجات البرد القارس منطقة وسط الأطلسي بالشلل وتجمد نهر هدسون. وكان من البديهي أن تنتقل صناعة الأفلام من شمال نيوجيرسي إلى هوليوود، حيث الشمس الساطعة طوال العام.
وفي 1918، اقترن النقص الحاد في الفحم، الذي كان المصدر الرئيسي للتدفئة في شتاء نيوجيرسي القاسي، مع تفشي وباء الإنفلونزا الإسبانية في عام 1918، ودفع العديد من شركات الإنتاج في فورت لي إلى إغلاق أبوابها إلى أجل غير مسمى، ونقلت مقارها إلى ولاية كاليفورنيا حيث الطقس المعتدل. وكان مصير الكثير من الاستوديوهات وشركات الإنتاج المهجورة، إما الحرق أو الهدم في خضم عمليات تطوير فورت لي. وبعدها أصبحت صناعة السينما في فورت لي شيئا من الماضي.
بساطة التصوير..
كانت السينما في بدايتها بسيطة التركيب خالية من التعقيد، فكان كل ما يتكلفه المصور، أو المخرج، آنذاك هو الإتيان بفكرة صالحة للتصوير، ثم يقوم بتنفيذها وتصويرها كما هي في مكانها الحقيقي في الطبيعة، دون تدخل في الخلفية المكانية أو الزمانية للحدث المصور، وهذا ما تم فعلا على يد الأخوين (لوميير) في فرنسا حين بعثوا بالمصورين إلى أنحاء العالم لتصوير أفلام قصيرة مكونة من مشهد واحد فقط، يصورون فيها الناس وهم ينتظرون القطار أو هم خارجون من مصنع وهكذا.
ولأن العالم كان حديث عهد بآلة التصوير السينمائي، كان الجميع منبهرا بإمكانات هذه الآلة وقدرتها على عكس الواقع وترجمته إلى صور متحركة تطابق الأصل، لذلك كان تركيز المخرجين والمصورين على الآلة نفسها وعلى صورها أكثر من تركيزهم على ما يمكن أن تخلقه هذه الصور من رموز ومعان وما يمكن أن يضيفوه هم من أثر عليها، لقد كانوا يتعاملون معها بسطحية مبررة! فلم يكن يهمهم وقتها إلا مجرد عرض الصور، ولأي شيء تكون.
لكن مع الانتشار السريع للسينما، ومع ازدياد عدد الأفلام ووصول المنتجين إلى أقصى ما يمكن أن يسمح لهم المتاح وقتها، ظهرت الحاجة للابتكار والتطوير في طبيعة المادة المصورة، وظهر معها جيل من رواد السينما المجددين كان من بينهم الفرنسي (جورج ميليه) الذي عرف بأنه أول سحرة السينما، والفنان الذي وضع أساس للتصوير السينمائي وتقنيات المونتاج من قطع ومزج والسيناريو والديكور والمؤثرات البصرية.
جورج ميليه..
كان هناك تنافس بين أمريكا وفرنسا حول صنع الآلة الأفضل للعرض السينمائي، قام الأخوان (لوميير) بعمل أول عرض سينمائي حقيقي عبر آلتهما (السينماتوغراف) يوم 28 ديسمبر 1895، في غرفة صغيرة في بدروم جراند كافييه في المقهى الهندي في باريس وكان العرض السينمائي الأول في العالم، وكان (جورج ميليه) من ضمن الحضور.
انبهر (ميليه) بآلة السينماتوغراف، ورأى فيها وسيلة لتوسيع نطاق الترفيه في مسرحه الصغير، وبديلا لشاشته المتواضعة التي يعرض فيها مجموعة من الصور عند نهاية كل عرض يقدمه، فطلب من الأخوين (لوميير) شراء أو استئجار هذه الآلة، لكن الأخوين رفضا كما رفضا غيره بحجة أن أباهما رأى أنه من غير الأمانة أن يبيعا سلعة ليس لها أي مستقبل تجاري!
ثم صمم (ميليه) على أن يصنع بنفسه آلة عرض سينمائية، إلا أنه علم بمقدم التاجر (روبرت بول) إلى باريس محملا بعدد من أجهزة (البيوسكوب) فاشترى منه جهازا وعددا من أفلام العالم الأمريكي (إديسون) وافتتح أول دار للسينما في العالم في مسرح (هوديني)، وبعد فترة من عرض أفلام غيره، قرر تصوير الأفلام بنفسه، فقام اعتمادا على خلفيته الميكانيكية التقنية بعكس آلية جهاز (البيوسكوب) ليقوم بالتصوير بدلا من العرض، واشترى كمية كبيرة من الفيلم الخام ثم اخترع آلة تخريم بدائية وجهازا خاصا لتحميض الأفلام.
وفي 1896 أخرج أول أفلامه فأتبعه بفيلم (A Game of cards) اللذين كانا خاليين من الخدع والحيل البصرية، ثم أخرج فيلم (السيدة المختفية) وفيه بدأ أولى خطوات ما سيعرف لاحقا بالمونتاج، إذ عمل على إخفاء الشخصية البطلة في الفيلم باستخدام الكاميرا، وقد جاء اكتشافه لطريقة الإخفاء بالصدفة، ففي يوم من أيام عام 1896 كان يقوم بتصوير حركة المرور في ساحة الأوبرا في باريس، وأثناء ذلك أصاب الكاميرا عطل بسيط أوقفها عن العمل مدة دقيقة، وعندما أصلحها واستأنف التصوير، ثم شاهد ما صوره هناك، لاحظ أن صور بعض السيارات تتبدل فالباص يختفي وتحل محله سيارة إسعاف، والرجال يتحولون إلى نسوة، وهكذا، تم إخفاء السيدة بهذه الحيلة المبتكرة، حيلة القطع، ولقد استغل هذه الحيلة في أفلامه اللاحقة ففي فيلمه (مغامرات وليام تل – 1898) نرى بدلة مدرعة تدب فيها الحياة.
وقد أدت معرفة (ميليه) بالتصوير الفوتوغرافي الثابت وخبرته بالكاميرا السينمائية إلى اكتشافه طرقا جديدة تقوم فيها الكاميرا نفسها بالحيل، ومن بين هذه الطرق (المزج) وخاصيتي الظهور والإخفاء، كما استخدم في السينما تكنيك التصوير الفوتوغرافي في لقطة متلاشية الأطراف، والتصوير على أرضية سوداء، وهذه الأساليب تعبر عما كان يعنيه (ميليه) عندما قال (في السينما.. يمكنك أن تصنع المستحيل).
في 1897 قام (ميليه) ببناء أستوديو كامل مجهز بكل ما يحتاج إليه من مناظر كما لو كان في مسرحه تماما، وفي هذا الأستوديو أمكنه أن يصنع (المستحيل) فعلا وأن يصور الأحداث والوقائع التاريخية كما لو كانت حية تجري الآن وبخلفيات تقارب مثيلاتها الحقيقية كما فعل في (مسألة دريفوس) 1899و(تتويج أدوارد السابع) 1902.
أول فيلم خيالي علمي..
في 1902 أخرج (ميليه) واحدا من أفضل أفلامه على الإطلاق، فيلم (رحلة إلى القمر) الذي اعتبر أول فيلم خيالي علمي في تاريخ السينما، فهذا الفيلم يعتبر سابقا لعصره، في طريقة التصوير، ونوعية اللقطات، وفي أجوائه المبتكرة، وديكوراته وأزيائه، وفي موسيقاه التي صنعت خصيصا له، وكذلك في أسلوبه التهكمي الساخر الذي لم يكن مألوفا، أما فكرته فهي تدور حول رحلة يقوم بها مجموعة من العلماء إلى القمر ذهابا وإيابا ويتعرضون خلال رحلتهم هذه لصدامات عديدة من سكان القمر، والفكرة مستوحاة من قصة الروائي الفرنسي الشهير (جول فيرن) (من الأرض إلى القمر).
توسيع الأستوديو..
ونتيجة لتوسع نشاطه وتطوره ونجاحه، قرر (ميليه) توسيع الأستوديو الخاص به، فقام بتشييد جناحين حول مكان التمثيل، وخصص المساحة الخلفية للمناظر وغرف الأبواب، كما شيد فوق مكان التمثيل بناء يسمح بتغيير المناظر والمؤثرات الخاصة، وتحت مكان التمثيل أقام قبوا عمقه ثلاثة أمتار لاستعمال الأبواب المسحورة، وفي الأستوديو صنع من جديد كل المناظر وقطع الأثاث ولوازم الحيل السحرية، وكان الأستوديو يحتوي على كمية هائلة من الملابس من جميع الأنواع، لعهود وبلاد مختلفة، مع الملحقات الأخرى كالقبعات والشعر المستعار والأسلحة وغيرها.
هذا الجهاز المقعد الذي أقامه (ميليه) في فناء منزله بضاحية مونتريل كان نموذجا مصغرا لما ستكون عليه الاستوديوهات السينمائية فيما بعد: الأستوديو الرئيسي وبه مكان للتمثيل مجهز بكل ما يلزم لذلك، وغرفة الملابس، والأستوديو الخاص بصنع المناظر والأجهزة، ومعمل للتحميض في باريس، وثان، فيما بعد في مونتريال نفسها، ومعمل لتلوين الأفلام، ومكاتب الإدارة في ممر الأوبرا بباريس.
كانت السينما عند (ميليه) وسيلة يقدم من خلالها الترفيه الذي كان يقدمه على مسرح هوديني، لذا كان ينظر للسينما بالنظرة ذاتها للمسرح، وعليه فقد أدخل إلى السينما التنظيم المسرحي، وبالتالي فكرة المخرج بوصفه الفنان الذي يوحد كل الجهود، وكان شديد التدقيق في عمله، وإذا كان (د. و. جريفث) هو أول مخرج سينمائي قام بعمل البروفات، فقد كان من المألوف لدى (ميليه) أن يقضي ثماني ساعات أو تسعا يعد منظرا لا يستغرق عرضه على الشاشة أكثر من دقيقتين.
ول (ميليه) أدوار أخرى رائدة كانت السبب في استمرار تدفق هذا الفن الناشئ والعناية به، فلقد أسس في العام 1900 (اللجنة التجارية لمخرجي السينما) وكان مقرها بهو (مسرح هوديني) وانتخب (ميليه) رئيسا لها وظل كذلك حتى عام 1912 وفي عامي 1908و1909م رأس المؤتمرين الدوليين الأول والثاني للسينما، وفيهما شدد (ميليه) على ضرورة توحيد تقنيات الفيلم الخام على المستوى الدولي، كما أحبط محاولة توحيد أسعار الأفلام المصورة نظرا لأن ذلك سيتسبب في فتور مسيرة السينما.