خاص: قراءة- سماح عادل
أصبح الجانب التقني أمرا هاما جدا في مجال صناعة السينما، وتمت الاستفادة بالتطورات التكنولوجية الهائلة لإضافة البريق والإبهار علي الأفلام السينمائية نتعرف علي ذلك في كتاب “السينما العالمية من منظور الأنواع السينمائية”، تأليف “ويليام ڤي كوستانزو” ترجمة “زياد إبراهيم”.
الجانب التقني للسينما ..
يتناول الكتاب التقنيات في مجال صناعة السينما: “من دون التكنولوجيا، لا يمكن أن تُصنَع الأفلام. فكِّر في كل المعدات والآلات المطلوبة لسرد قصة بشكلٍ سينمائي. هناك معدَّات الإضاءة والكاميرات في موقع التصوير، ومعدات تسجيل الصوت، وآلات المونتاج، وأجهزة الكمبيوتر لإضافة الصور الرقمية، وأجهزة عرض آلية أو خدماتٍ إلكترونية لعرض النسخة النهائية من الفيلم على الشاشة، سواء كنتَ تشاهده في مُجمَّعٍ سينمائي أو على هاتفٍ تحمله بكف يدك.
وبينما تستمر التقنيات السينمائية في التطور مع الوقت، فإن العملية الرئيسية تبدأ بفكرة لصناعة أي فيلم ما زال يمكن تقسيمها لأربع مراحل:
مرحلة «التطوير»، وتنتهي بعرض، وهي المرحلة التي تُفصَّل فيها فكرة الفيلم بما يكفي من التفصيل لإقناع شخصٍ ما بتمويله. ربما يقدم الكاتب الفكرة الرئيسية في ملخص موجز أو عرضٍ سريع للقصة، والذي يمكن أن يتوسَّع لاحقًا إلى معالجة، وهي نسخة أكبر للسرد ربما تحتوي مشاهد وتطورًا للشخصيات وبعض الحوار بنحو يشبه القصة القصيرة. وبعد ذلك، فإن «النص السينمائي» يعرض الأحداث ويضيف الحوار وربما بعض التوجيهات للسيناريو أو للكاميرا.
أكثر نسخ السيناريو اكتمالًا قبل الإنتاج هي ما يسمى «سيناريو التصوير» يقدِّم مخطط الفيلم لقطة بلقطة. أيٌّ من هذه النسخ يمكن تعديلها بواسطة كتَّابٍ آخرين
يمكن أن يُنسَب الفضل إليهم أو لا، تحت مظلة صناعة الكتابة المشتركة الشائكة والمعقدة.
وإضافة إلى تطوير السيناريو، هناك عدد من القرارات الرئيسية التي تُتَّخذ قبل الموافقة على أي عرض. في الأستديوهات الكبرى، هناك مختصُّون يعملون على تقدير الميزانية ومسح السوق وتحديد المخاطر القانونية. بوجود هذا الكم من العقبات والاعتبارات أمام التمويل، في مرحلة «ما قبل الإنتاج» يتجاوز عدد قليل نسبيٍّا من الأفكار مرحلة التطوير إلى مرحلة “ما قبل الإنتاج”.
تنتقل الفكرة المكتوبة على هيئة سيناريو من الموافقة إلى الإنتاج؛ ليكون كل شيء في مكانه الصحيح قبل بدء التصوير الفعليِّ. تُوزَّع الأدوار الرئيسية على الممثلين، وتُستكشَف مواقع التصوير. وفي إنتاج الأفلام الكبرى، ربما يكون هناك اختباراتٌ تمثيلية للممثلين قبل التصوير؛ لتقييم مدى ملاءمتهم لأدوارهم، وأدوات يجب صنعها، ومواقع الذي يتحمل مسئولية تصوير معقدة يجب تصميمها وبناؤها. في النهاية، فإن «المنتِج» يحدِّد المواعيد والمواقع والعاملين ،«جدول التصوير» الفيلم النهائي، يوافق على الميزانية وفي كل لقطة من السيناريو.
مرحلة الإنتاج..
ويواصل الكتاب عن مراحل صناعة الفيلم: “بالنسبة إلى العديدين، فإن أكثر المراحل تشويقًا في صناعة أي فيلم هي مرحلة “الإنتاج” فقد أضُيء موقع التصوير، وأعُدَّت الميكروفونات، واستعدَّ الممثلون للأداء، والكاميرا جاهزة للعمل. الجميع في انتظار إشارة المخرج لبدء التصوير. فالمخرج هو المسئول؛ فهو يوجِّه الممثلين، ويُشرِف على التقنيين الذي يديرون عملية التصوير في الموقع.
مهامَّ أقل أهمية مثل تخطيط المشاهد التي ستُصوَّر خلال يوم العمل وقد يتولى «مساعد المخرج» وإدارة أفراد الكومبارس، وإبعاد المتطفلين عن موقع العمل. أما المشرف فيُسجِّل التغييرات التي تحدث في الحوار خلال التصوير، بينما يسجل المسئول ملاحظاتٍ مثل التغير العَرَضيِّ في ملابس الممثل، أو جثة يتغير موضعها بنحو غير مبرَّر من لقطة إلى أخرى. أما المسئول مباشرة عن عمل الكاميرا وما يتعلق به «المصوِّر السينمائي» أو مدير التصوير. في أطقم العمل الكبرى، من المهامَّ الأخرى، هناك مُشغِّل للكاميرا بينما هناك مساعد أو اثنان ربما يُشرِفان على “تركيز بؤرة الكاميرا” ضبط العدسة عندما يتحرك الممثلون أو الكاميرا. هناك أفراد طاقمٍ آخرون يتولَّون تسجيل والمسئولية عن كل الصوت المُسجَّل مباشرة في موقع التصوير ربما يتولى «مهندس الصوت» هو المختص الرئيسي بالكهرباء في موقع التصوير، “رئيس فنيي الإضاءة” مسئول ضبط الإضاءة ومساعد الإضاءة الأول هو معاونه الأساسي، ومهامَّ أخرى متنوعة للعمال الذين يذهبون هنا وهم من يتولون التعامل مع المعدات والمواقع والأدوات، ووهناك لتنفيذ أوامر ومهامَّ محددة. يجب أن يكون كل شيء في محله الصحيح .
وضع الكاميرا (الزاوية والموقع) قبل بدء التصوير أي أما ما يُصوَّر من الفيلم، وبما أنه يمكن ألا يكون المخرج راضيًا عن «لقطة» بتشغيل الكاميرا لمرةٍ واحدة، فيسمى عديدة. ربما يخطئ الممثل في «تكراراتٍ» النتائج الأولى للتصوير، فربما تتطلب اللقطة « الإشارات » وهي العلامات الموضوعة التفوُّه ببعض السطور من السيناريو أو لا ينتبه إلى على الأرض التي ترشد حركته، وربما تكون زاوية وضع الكاميرا أو الإضاءة غير كافية.
مثلًا «الكلاكيت» لذا عادةً ما تُعدُّ هذه اللقطات والتكرارات وتُسجَّل على لوح للرجوع إليها فيما بعدُ. وأفضل تكرار لكل لقطة سيُختَار لاحقًا”.
ما بعد الإنتاج..
وعن ما يحدث في مرحلة ما بعد الإنتاج يكمل الكتاب: “عندما يعلن المخرج انتهاء التصوير وأن اللقطات المناسبة يدخل الفيلم مرحلة «ما بعد الإنتاج»، وغالبًا ما يكون هذا «المونتير» مُخزَّن بأمان وجاهز للمونتاج. يختار «مشاهد» بالتشاور مع المخرج، ويُشذِّب كل لقطة، ويجمع اللقطات ويُحوِّلها إلى أجزاء من الفيلم مكوَّنة لقطات مرتبطة ببعضها زمنيٍّا ومكانيٍّا «وتتابعات مشاهد» من مشاهد من أزمنةٍ أو أماكنَ مختلفةٍ لكن توحدها فكرة عامة. هناك نوعٌ خاص يدمج بين لقطات من التتابعات «مونتاج» أو ببساطة، يسمى أحيانًا «تتابع مونتاج»، لقطات خاطفة من مشاهدَ مرتبطةٍ بتتابعٍ سريع ليوضح مرور الوقت أو يعرض فكرةً ما مثل
في فيلم «المواطن كين»١٩٤١ استُخْدِم هذا الأسلوب في توضيح عملية الوقوع في الحب.
تدهور حال زواج كين الأول؛ فبمرور السنوات، زادت الفجوة بين السيد والسيدة كين وأصبح بينهما طاولة طعام يتزايد طولها باستمرار، وأدوات مائدة باهظة الثمن، وكلماتٌ عدوانية وصلت ذروتها متحولة إلى صمتٍ عدائي. في أول مشهد من تتابع المشاهد هذا ينظر كلٌّ منهما إلى الآخر في حب من مسافةٍ قصيرة. في المشهد التالي هناك لمحة من الشك تتصاعد عبر الورود الموضوعة بينهما. يتزايد الشقاق ويزداد وضوحًا في المشهد الثالث وبحلول المشهد الأخير يجلس كلٌّ منهما في صمت في طرفٍ بعيد من مائدةٍ كبيرة يقرآن صحفيتَين متنافستَين”.
مهمة المونتير..
وعن مهمة المونتير يضيف الكتاب: “كانت مهمة المونتير فيما مضى مهمةً متعبة جسديٍّا، تتضمن مزامنة شريط الصوت المغناطيسي مع شريط السيلولويد الخام للفيلم، وملاءمة النتائج فيما يسمى اليوم، “النسخة النهائية” الأكثر إحكامًا ثم «نسخة المخرج» ثم «التحضيرية”.
سهل الكمبيوتر كثيرًا من عملية المونتاج؛ فيمكن إضافة المسارات الصوتية من حوار أو موسيقى أو مؤثراتٍ صوتية أو تعليقٍ صوتي بشكلٍ رقمي. وهكذا الحال مع”المؤثرات الخاصة”، والتلاشي بين اللقطات مثل «الانتقال» مثل محاكاة الانفجارات، وطيران الأبطال الخارقين، وصورة تظهر من الظلام أو تختفي فيه، و اندماج صورة بأخرى، إضافة حوار أو «دبلجة». ربما تتضمن الإنتاجات الكبرى موسيقى أصلية تؤدِّيها أوركسترا، وهو أن يُستبدل بالمؤثرات في مرحلة ما بعد الإنتاج في الأستديو، أو الصوتية الحية بدائل متزامنة مثل صوت يقطينة تتحطم كمحاكاة لضربة ملاكم.
في بعض الأفلام، فإن أكثر العمل الإبداعي يحدث في مرحلة «ما بعد الإنتاج»، كل ما يحدث وراء الكاميرا وقبل أو بعد التصوير يعتمد على الابتكارات الاستثنائية التي تجعل صنع الأفلام ممكنًا. تمثل أدوات الصناعة هذه عبقرية أفراد يعملون في مجالاتٍ متنوعة ودولٍ مختلفة حيث يساهمون جميعًا بشيءٍ هام في صناعة السينما العالمية.