13 أبريل، 2024 7:32 ص
Search
Close this search box.

الدركي !

Facebook
Twitter
LinkedIn

قصة قصيرة

خاص : بقلم – كرم صابر :

مصر

دركي بوجه مشقوق يملؤه السكينة، يلاطف المارة وينطلق خلف سيارات المحافظة يبث فى عيون المعزولين محلول الخنوع.

أمشي مختفيًا بجوار الحائط أراقب الرصيف الذي يفصل بيني وبينه، واتسلق حائط جامع مهجور، وأنام فوق مئذنته.

الواطويط صرخت في فضائه، والكلاب عوت خلف أسواره، وأصحاب الحوانيت هرولوا من بواباته ودفنوا محافظهم داخل جدرانه.

الدركي استدعى ذئابه وحوطوا المكان، واستحلبوا الحطامين ليهدموا أعمدته الآيلة للسقوط فوق رءوس الحالمين.

تيقظت مفزوعًا من صوت الدق، وترجلت على السجاد المملوء بالشقوق، وانتظرت صعود المؤذن، فلمحني الدركي وقذفني برصاصاته.

تفاديته وهربت وسط الأزقة، متلاشيًا وجوه البشر، ووصلت إلى قلب الشوارع المملوءة ركامًا، دخلت الأسواق، وسمعت باعة الفجل يصرخون على أولادهم ليعودوا قبل غلق كلاب الدورية لأبوابهم.

أسرع من خطواتي، وألمح الدركي يترصدني، فأهرب، وأدخل وسط حقل ذرة أنبثق أمام أقدامي، أدخل بين عيدان الذرة الممتدة وأنام، ثعابين صفراء تلف على جسدي وتلدغني.

أفتح عيني وأتوه في الحلم، وأصحوا ساعة شروق الشمس على صوت فلاح ينادي مواشيه، أراقب أقدامه المشققة، وأندهش من صمت حروفه، فينظر بريبة ناحيتي ويرفع محشته فأهرب قبل اكتشافه هويتي.

أسير في المدقات الملتفة حول بعضها مسافات طويلة حتى أعود إلى المدينة، أجلس على شاطيء مخفيًّ وأغفل، فتخرج عروس النهر، وتمسح غشاوتي، وتخفيني بين ضلوعها، وتغطس وسط المياه لأرتاح من ملاحقته.

تمت

من مجموعة (أحلام مبتورة)

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب