19 ديسمبر، 2024 6:41 م

الحاضنة الشعبية للحركات الجهادية

الحاضنة الشعبية للحركات الجهادية

حماس والقاعدة تحليل مقارن
إعداد/ معتز زاهر معتز زاهر
قالوا:
“إذا كان للخواص دورهم الذي لا يقوم به غيرهم، فإن العوام هم وقود المعركة الحقيقي، ومادتها المتفجرة، ودور الخواص هو دور الصاعق والمحرك الذي يفجر هذه المادة”. (أسامة بن لادن( 1)

“لولا الحاضنة الشعبية الكبيرة ما انتصرت المقاومة في غزة” خالد مشعل(2 )

تمهيد:
نتناول في هذه الورقة كيفية فهم حركة حماس وتنظيم القاعدة لمصطلح الحاضنة الشعبية، وكيف يقومان بتشكيلها والحفاظ عليها، وهل نجحا في ذلك أم لا. وسبب اختيار حماس والقاعدة أنهما من أهم الحركات الجهادية في العالم العربي، وقد تشكلا في وقت متزامن نسبيًّا
في أواخر القرن المنصرم.

المطلب الأول: مفهوم الحاضنة الشعبية:
الحاضنة الشعبية، هو المصطلح الذي يُطلق على التأييد والدعم الشعبي للثائرين أو للمسلحين أمام خصومهم، سواء كان هؤلاء الخصوم النظام القائم المحلي أو القوة الأجنبية المحتلة. أو بعبارة أخرى: “الحاضنة الشعبية هي مجموعة من الفعاليات والمواقف الشعبية
المساندة لقضية ما، وتأتي انعكاسًا لموقف أيديولوجي أو سياسي، كما تتأثر بالانتماء إلى ثقافة مشتركة، وتتسع أو تضيق حسب الظروف السياسية”(3 ) . وبتعبير ثالث: أن الحاضنة الشعبية هي “تلك البيئة التي تحتضن المقاومة الشعبية، مستعدة من خلال هذا
الاحتضان أن توجِد لها بيئة عمل مناسبة وصحية، وأن تدعمها سياسيا واقتصاديا وتوفر لها ما تتطلبه من احتياجات، وأن تتحمل التكاليف والاستحقاقات والأثمان الناتج عن هذا التحمُّل”(4 ) .

من الأمور البدهية لأي فرد أو جماعة أو حزب يريد السيطرة على مقاليد الحكم، أن يحظى بدعم/تأييد شعبي، أو ما صار يطلق عليه حاضنة شعبية/اجتماعية؛ فبغيرها سيكون مآل حركته إلى زوال لضعفها وانكماشها وعاريتها عن دفق الدماء في عروقها للاستمرار في
الحركة وتحقيق الغلبة.

لم يكن هتلر ليصل إلى الحكم ويعدّ بلاده لخوض حرب عالمية ثانية بعد سحقها في الحرب الأولى وانهيار إمبراطوريتها.. بدون الحزب النازي، وعندما هُزم الحزب خلال قيادته لبلاده في الحرب العالمية الثانية وتخلى الشعب عنه عندما أورده المهالك =تم إعدام قياداته
على الملأ عراةً.

ومن قبله البلاشفة لم يكن ليطلقوا ثورتهم بدون حزب ينظم العمال والشعب ويستقطب فئات شعبية جديدة يستقوي بها، حتى قررت اللجنة المركزية للحزب عندما حان الوقت المناسب القيام بانتفاضة مسلحة..

والأمثلة على ذلك المعنى كثيرة.

“فحرب العصابات مستندة إلى الجماهير، وهي مصدر قوتها ومتطوعيها الجدد وتموينها وإيوائها وإمدادها بالمعلومات المفصلة عن تحرك العدو، ويوم تنفصل العصابات عن الجماهير فقد حكمت على حربها بالهزيمة. فلا يمكن لها وهي المحدودة عددا المعدمة عدة أن
تواجه النظام بقوتها الذاتية، إن على هذه العصابات أن تكسب تأييد السكان ما أمكن، لأن هؤلاء هم الوسط الكبير الذي تتخفى فيه وتنطلق منه”(5 ) .

فالحركات الجهادية في تحقيقها لأهدافها في الصراع لا غنى لها عن الحاضنة الشعبية.. إن “الدعوة الدينية من غير عصبية لا تتم”، هكذا يقول ابن خلدون متحدثًا عن الجماعات المسلحة التي كانت تظهر من حين لآخر لمعارضة الأمراء ونهيهم عن المنكرات السائدة في
عهدهم.

ويعلل ابن خلدون ذلك بأن “كلّ أمر تحمل عليه الكافة فلا بد له من العصبيّة”. ويستدل بالحديث النبوي: «ما بعث الله نبيّا إلّا في منعة من قومه»(6 ) .

ثم يعقب قائلًا: “وإذا كان هذا في الأنبياء وهم أولى النّاس بخرق العوائد فما ظنّك بغيرهم أن لا تخرق له العادة في الغلب بغير عصبيّة… وأحوال الملوك والدّول راسخة قويّة لا يزحزحها ويهدم بناءها إلّا المطالبة القويّة الّتي من ورائها عصبيّة القبائل والعشائر”( 7) .

يستثنى من ذلك الانقلابات العسكرية؛ حيث يحل السلاح المتطور الفتاك فيها محل سلاح المد البشري، فلا تحتاج حركة الجيش الحديث حاضنة شعبية حتى تسيطر على مقاليد الحكم، فقد وصلت للحكم بالسلاح، وستواصل حكم البلاد بالقمع باستخدام نفس السلاح،
وغالبًا ما تكون مدعومة بسلاح آخر أجنبي، بحيث تكون في غنى تام عن الشعب.

ومفهوم الحركات الجهادية تدخل فيه جميع المجموعات التي “تتحرك” عن طريق وسيلة “الجهاد”؛ لقتال الأنظمة المحلية لاستعادة الحكم وفق الشريعة الإسلامية، أو لطرد القوات الأجنبية المحتلة، أو للرد على استهداف النظام لأفرادها.

تحرص معظم الحركات الجهادية على “استنفار” المسلمين للانضمام لها لتزداد قوة واتساعًا؛ لأن المكون البشري هو صلب الحركة في حربها ضد المحتل، خاصة مع افتقار الحركة الجهادية للأسلحة التكنولوجية المتطورة؛ كما تحرص أيضًا على تكوين الحاضنة الشعبية
الداعمة ممن لم ينضوِ تحت لوائها، والتي من شأنها وإن لم تستجب “للنفير” أن تسهل دور الحركات الجهادية في التحرك والاختباء وجلب المؤن وغير ذلك.. والذي يزيد من أهمية ذلك الدعم أن الحركات الجهادية ليس عندها جيش حديث؛ بل عصابات وذئاب منفردة
تتفاوت في حجمها، مما يرغمها على الحرب من خلال المدن التي يعيش بها السكان. وبلا شك إذا كان السكان ضدهم سيعملون على إفشاء أسرارهم وتحركاتهم، أو سيمتنعون عن إعانتهم على الأقل.

بعض الحركات الجهادية قد عملت فقط على استقطاب الأفراد للقتال في صفوفها، أما بقية السكان فقد اتخذت تجاههم القمع كوسيلة لإرغامهم على عدم الوقوف أمام حركتهم أو التعاون مع العدو ضدهم.

المطلب الثاني: الحاضنة الشعبية لتنظيم قاعدة الجهاد
“من يكسب الشعب يكسب المعركة في عالم العصابات؛ لأنه إذا انعزل المجاهدون أو العصابات عن الناس ولم يقتنع الناس بقضيتهم، فمهما كان عدد رجال العصابات، فلن يحصل شيء لأنهم سينتهون، كل يوم يُقتَل خمسة كل يوم عشرة وهكذا حتى تنتهي العصابات.
عليك أن تقنع أنت الناس أنك استخدمت العنف لمبررات شرعيّة إذا كان الناس مسلمين, أو لمبررات عقليّة أو وطنية أو مادية أو مصلحية إذا كان الوضع غير إسلامي. وأن يشعر الناس والشعب أنك أنت تدافع عنهم وتقاتل بالنيابة عنهم”. أبو مصعب السوري(8 )

أولاً: فلسفة الحاضنة الشعبية عند التنظيم
يولي تنظيم قاعدة الجهاد أهمية كبيرة في أدبياته فيما يبدو للحاضنة الشعبية، ويهتم بصورة كبيرة -كما ورد على لسان الأب الروحي له أسامة بن لادن وقائده الحالي أيمن الظواهري- على أهمية مراعاة شعور الجماهير المسلمة والسعي لاكتساب تأييدهم للمشروع الجهادي،
“فالشعب للحركة كالماء للسمكة، فأي حركة تفقد التعاطف الشعبي تضعف قوة الدفع لديها باستمرار إلى أن تتلاشى الحركة أو تكمن”(9 ) .

بل وقد ورد في أدبيات قادة التنظيم ما يظهرهم في صورة الحريص على تصفية سيرته وتنقيتها دائمًا مما يعلق بها من شوائب الإعلام الغربي والعربي، ودعايات أجهزة المخابرات المختلفة من إلصاق الوقائع التي لم يقوموا بها أو الانحراف الفكري الذي لا يتبنونه(10 ) .

وظهر حرص القاعدة أيضًا في تحصيل دعم الشعوب في تشديدها على عدم تنفير الناس ومخاطبتهم بما يعرفون، وتمكينهم من المشاركة في إدارة المناطق في حالة سيطرة القاعدة عليها.

بل وعدّ “فيلسوف القاعدة” أبو مصعب السوري عدم التأييد الشعبي للعصابات المقاتلة، من أهم عوامل خسارة حرب العصابات وانتصار الخصم، ويرى أن بدون الحاضنة الشعبية لن تنجح أي ثورة مسلحة في السيطرة على الحكم، ولقد كرر هذا في كتاباته كثيرًا وفي
ظروف مختلفة، مما بدا كأنه درس قاس قد استنبطه السوري من تجربة أفغانستان وحماة والجزائر على الخصوص، مما دعاه إلى القول بصراحة أن حتى في حالة نجاح العصابات في الأوضاع الحالية فإنها لن تتمكن من إدارة البلاد المسيطرة عليها من حيث الجوانب
المختلفة(11 ) .

ويظهر في حديث الظواهري في مواقف مختلفة تأكيده المتكرر على أن مشروع قاعدة الجهاد هو مشروع إحياء الجهاد في الأمة وليس مشروع تنظيم له أجندة خاصة في الحكم، ويبدي تساهله في إمكانية حل التنظيمات التابعة للقاعدة لتندمج مع فصائل أخرى جهادية ما
دامت في نفس طريق الجهاد، وقد ظهر ذلك أكثر في رسالته إلى تنظيم الدولة الإسلامية عندما أشار إلى أن التنظيم يقاتل في سبيل بقاء تنظيمه، وردّ بأن التنظيمات زائلة فما هي إلا وسيلة وليست غاية(12 ) .

ولكن مع حرص تنظيم قاعدة الجهاد على كسب التأييد الشعبي، إلا أنهم يقررون أن غالب الجماهير “مع الأهواء والشهوات ومع الغالب… فأغلبهم هم مسلمو العافية والدار، وعند الـمَحَكَّات والمحن فإنهم يسقطون سـراعًا… غالبهم لا يبالون بديـن ولا توحيد إذا سلمت لهم
دنياهم… والمجاهد أحيانًا يوضع بيـن أن يختار الجمهور أو يختار إظهار الحق الذي لا مساومة فيه كالتوحيد؛ فلا شك أن الحق هو التمسك بالتوحيد وإن خسـر الجمهور”(13 ) .

وهذا القيد الذي وضعه التنظيم قد اتسع نطاق ما يدخل تحته مع الوقت، فوُجدت قضايا يسوغ فيها الخلاف ويكون فيها سعة للنزول على رأي الجماهير، إلا أن بعض فروع التنظيم قد اعتبرها من المسائل التي “لا مساومة فيها”، وأنه “لابد من إقامتها”، مما أدى إلى
الانغلاق مقارنة بحركات أكثر جماهيرية لكونها أكثر ليونة(14 ) .

ثانيًا: كيفية تكوين القاعدة للحاضنة الشعبية
1ـ إقناع الجماهير بعدالة القضية:
“يجب أن نُلخص قضيتنا للناس بسلسلة من الأسباب، ابتداء هي أسباب دينية، ثم نأتي إلى أسباب منطقية، وحتى أسباب عاطفية… الناس يجب أن يكون لها مفاتيح لدخول المسألة في قلوبهم؛ فأنت ابن البلد وتدرك ما هو مفتاح الصراع الذي تستطيع أن تجعله شعارًا
تبدأ به المعركة”(15 ) .

رأت القاعدة أن نقطة الانطلاق لأي حركة جهادية لتكوين الحاضنة الشعبية هي: القضية العادلة، أي القضية التي من أجلها تقاتل الحركة الجهادية، والتي يتفاوت وضوح عدالتها من حركة إلى أخرى.

حركات جهادية قضيتها العادلة هي الاحتلال الأجنبي لبلادها وأخذها على عاتقها مهمة إخراجه، كحركات الجهاد في غزة، وحركات الجهاد في الفترة التي أعقبت نزول قوات الاحتلال الأمريكي على أرض العراق على سبيل المثال.

وأخرى قضيتها العادلة دفع الانتهاكات المختلفة الواقع عليها وعلى الشعب بواسطة النظام/العدو المحلي، كالحركات الجهادية في سوريا ومصر.

وقد جعلت القاعدة قضيتها مزيجًا بين الاثنين، فهي تسعى -كما تعتقد- إلى تحرير البلدان الإسلامية من الاحتلال الأجنبي، مثل سعيها لتحرير الجزيرة العربية من القوات الأمريكية خاصة بالمملكة العربية السعودية حيث نشأة قائد التنظيم السابق، وكذلك تسعى إلى إسقاط
الأنظمة التي تحكم بغير الشريعة الإسلامية.

وترى القاعدة -كما يبدو من نص أبي مصعب السابق- أنه كلما كانت القضية واضحة في عدالتها ومفهومة من عامة الجماهير، كلما كان هذا عاملًا مؤثرًا في تكوين الحاضنة الشعبية وإقبالها على دعم الحركة بأشكال الدعم المختلفة.

والعكس صحيح أيضًا؛ فهناك حركات جهادية تنتقدها القاعدة، قد اتخذت من عدالة قضية الجهاد نفسها وكونه “فريضة إسلامية” من أجل تطبيق الشريعة الإسلامة، سببًا كافيًا للقتال، مما أسقطهم في دوامة محاولات شرح الأوجه المختلفة للقضية لإقناع الناس بعدالتها،
مستخدمين في كثير من الأحيان طرقًا أكثر صعوبة، مما أدى إلى عدم استيعاب الجماهير لما يقاتلون من أجله. يقول السوري: “قد يكون من المفيد إنك تقول له: شوف الدعارة، شوف الفجور، شوف كذا، شوف كذا، تستثيره، من أن تقول له تعال أفهمك بحثًا في
الحاكمية؛ فهذه القضايا تبقى على النخبة، النخبة يجب أن تفهم، ولكن الناس يجب أن يكون لها مفاتيح لدخول المسألة في قلوبهم”(16 ) .

“فليس كافيا أن ترفع الحركة الجهادية مبادئ الإسلام والحاكمية بتعميم مبهم. فالجماهير العادية من المسلمين لن يأكلوا في النهاية مبادئ وشعارات عريضة. وعلى الحركة أن تفهمهم أنها تهدف إلى إعمار دينهم ودنياهم وأن مصلحتهم العاجلة فضلا عن الآجلة متعلقة بمدى
تضحياتهم ومشاركتهم. فالدين والمبادئ هي الأساس ولا شك وهي التي تحفز المسلم العادي على الإقدام والتضحية ولكن لابد من مخاطبته بمشاكله اليومية. ولابد من التقدم إليه بتحليل شاف عن أسباب شقائه عن البدائل التي أعدتها الحركة الجهادية لمشاكله على الصعيد
الشخصي وعلى صعيد المجموع وفي كل المجالات من أمنه إلى اقتصاده إلى أمور حاضره ومستقبله”(17 ) .

2ـ الدعوة الدينية
تستخدم القاعدة النصوص القرآنية والحديثية الحاثة على الجهاد لإقناع الجماهير بأهمية الانضمام والدعم، أو على الأقل التأييد المعنوي للحركة. وقد تمثل ذلك في صورة كتب عديدة لأفراد التنظيم، أو رسائل قصيرة، أو خطب ودروس دينية، تقرر في مجموعها “وجوب
الجهاد على كل مسلم”، و”وجوب النفير لنصرة الإسلام”، وإيجاد “المناخ الجهادي”.

يقول أبو مصعب السوري: “إن فعل الجهاد والمقاومة المسلحة لا يأتي من فراغ، ولا يتحول إلى ظاهرة بالحجم المطلوب ما لم يولده مناخ جهادي ثوري، يعمل على إنشائه جهود كثيرة في مجالات العمل غير القتالي، من الدعوة والإعلام والتربية والحفاظ على مكونات
الدين، ومن العقيدة الإٍسلامية وأحكام الشريعة التي تملأ قلب المؤمن بالقناعة بواجبه القتالي كفرض شرعي ديني”(18 ) .

3ـ الإعلام الجهادي
اعتمدت القاعدة بشكل كبير وأساسي على الإنترنت لنشر دعوتها إضافة إلى بياناتها وكتبها، فالحركة ليس لها منافذ إعلامية فضائية أو إذاعية. فقد شكلت قسمًا خاصًّا بما أطلقت عليه الإعلام الجهادي، وصار لكل فرع من فروع القاعدة مؤسسة إعلامية تُعنى بنشر
فعالياته ورسائله، مثل “مؤسسة صدى الملاحم” لفرع اليمن، و”مؤسسة الأندلس” لفرع المغرب الإسلامي، و”مؤسسة الزلاقة” لفرع الصحراء الكبرى، و”مؤسسة الكتائب”، فرع الصومال.

وتعد مؤسسة السحاب هي الأولى للقاعدة، والتي انطلقت فعليًّا ببثها حلقة مصورة عن تفجير المدمرة الأميركية (يو إس إس كول) في 30 أكتوبر 2000م في مياه اليمن.

هذا إضافة إلى المنتديات الجهادية والمواقع على شبكة الإنترنت، ومؤخرًا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.

تحاول القاعدة من خلال “الإعلام الجهادي” نشر أخبارها الحقيقية من وجهة نظرها، حتى تحافظ على حاضنتها الشعبية من التآكل نتيجة بث خصومها الأخبار المشوهة لها، إضافة إلى نشر “جرائم” خصومها بحق الشعوب، سعيًا لتحصيل التعاطف الشعبي معها، وهذا
ما لخصه قائد التنظيم الحالي قائلًا: “إننا في معركة، وإن أكثر من نصف هذه المعركة يدور في ميدان الإعلام، وإننا في معركة الإعلام في سباق على قلوب وعقول أمتنا”( 19) .

4ـ معاملة الجمهور
تقوم القاعدة في – سبيل تكوين الحاضنة الشعبية – بتحسين علاقاتها مع الجماهير، وإبداء التودد لها، وإثبات أنها ما قامت إلا من أجلها، مع سياسة الاحتواء وامتصاص النقد، الأمر الذي لخّصه عطية الله الليبي القيادي بتنظيم القاعدة قائلًا: “ويحسّنوا علاقاتهم بمن
أمكن من الأطراف السنية الشعبية والعشائرية، ويحتووا من يمكن، ويتألفوا الناس ويستميلوهم”(20 ) .

مع التأكيد على “أن يتجنب الإخوة الدخول أو الانشغال بصراعات جانبية وليست أساسية”. و”اجتناب أي تصرفات مثيرة ومستفزة للأعداء أكثر من اللازم؛ فالتلطف مطلوبٌ والمسايسة؛ فينبغي ترك الأعمال التي لا فائدة كبيرة منها في الواقع، ومن ذلك إعلان إمارات
ونحوها”( 21) .

5ـ إشراك الجماهير في الإدارة
وفي المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو القاعدة تنصح القيادات “بأن يهتموا بالقبائل ويُوكلوا إلى القوى الشعبية الكثير من إدارة أمور مناطقهم، ويشجعوا التجارة”(22 ) .

بالإضافة إلى “عدم إقصاء الناس والحرص على إشراك أهل الفضل منهم وأعيانهم وشرفائهم والكفاءات من أهل كل بلدة في تسييرها”(23 ) .

6ـ حسن إدارة المناطق
والمقصود المناطق التي تسيطر عليها الحركة، فقد عدها صاحب إدارة التوحش “أول وسيلة من وسائل الاستقطاب… هي إحسان إدارة المناطق التي تحت سيطرتنا”(24 ) .

فالحاضنة الشعبية بلا شك تقل في حالة الحرمان من الخدمات الأساسية، وتوفيرها للسكان يجعلهم مع العوامل الأخرى راضين عن الحركة الجهادية ومتمسكين بها.

7ـ إحداث حالة من السُخط بين الجماهير
تسعى “قاعدة الجهاد” إلى إبراز مساوئ عدوها الذي تقاتله بين الجماهير، من أجل إيجاد أجواء داعمة لها سواء عند بدئها للقتال أو ممارستها له، فتنشر ما يوجِد مشاعر السخط عند الجماهير مثل حالات القصف والتعذيب والقتل والفساد، حتى تستثير الناس وتساعد على
إيجاد “المناخ الجهادي” الذي يكون مبررًا كافيًا لظهورها من جهة، ومن جهة أخرى يكون مناخًا تضمن معه أن يزودها بالأفراد والعتاد خلال مواجهتها للنظام/المحتل.

“عدم توفر الحد الكافي من هذه المشاعر -يعني مشاعر السخط- في أوساط الناس، ونجاح السلطات المعادية لحركة العصابات الجهادية في عزل طروحاتها عن الناس وتركها مجرد شعارات وطروح يقتنع بها شرذمة محدودة من أفراد العصابات ومؤيديهم =هو بداية
الهزيمة المحققة”( 25) .

8ـ الانفتاح
والمقصود بالانفتاح هنا مع الجماهير هو تبني الحركة لسياسات مرنة، يتم فيها احتواء غالبية الأطراف الداخلية، مع الحرص قدر المستطاع أن لا تحدث بين الحركة وأي من الأطراف الأخرى أي اصطدام… مع تجنب إثارة مسائل التكفير، وأن يكون الشعار العام للحركة
“دفع الظلم عن المضطهدين وإقامة الدين”…

وأما بالنسبة للسياسات الخارجية “فتتبنى الحركة خطابًا ناضجًا ومعتدلًا، يقدم تطمينات ويوحي بالتهدئة، ولتحقيق ذلك على الحركة أن تتجنب أي تصريحات استفزازية للدول المجاورة، ويسع الحركة السكوت والتظاهر بأن الحركة داخلية غير توسعية لها قضاياها
واهتماماتها الخاصة”(26 ) .

9ـ المراجعات
رغم ما بدا في أدبيات تنظيم قاعدة الجهاد -كما سبق- أنه حرص شديد ورغبة أكيدة في رعاية الجماهير، إلا أن هذه القناعة لم تظهر مرة واحدة؛ بل نتج هذا عن خبرات متراكمة للتنظيم بدأت تقريبًا إبان الجهاد الأفغاني؛ حيث كان تنظيم القاعدة معزولًا بمقاتليه عن
الشعب، بل وعن باقي الحركات الجهادية الموجودة على الساحة الأفغانية، وكثيرًا ما اعتبر أفغانستان ساحة تدريب للتجهيز للمعركة الأكبر في البلاد العربية.

وكما يذكر مصطفى حامد في شهادته على التجربة الأفغانية أن كثيرًا من الشباب العربي الوافد إلى أفغانستان للمشاركة في الجهاد، كانوا من الشباب السلفي الذي يتبع مبادئ الدعوة الوهابية (ومنهم من قد انتمى إلى القاعدة بعد ذلك)، وقد رأى هؤلاء أن المجاهدين الأفغان
والشعب الأفغاني مجموعة من الواقعين في الشرك والمبتدعة والمتعصبين مذهبيًّا لأبي حنيفة؛ فأخذوا ينكرون عليهم أشياء كثيرة، ويصدرون فتاوي التكفير والتبديع، ويتشددون في أمور فيها خلاف فقهي، حتى نفّروا منهم المجاهدين والشعب، وقد استغلت الحكومة الشيوعية
هذا وزعمت أنها تحارب لتخلص البلاد من هؤلاء الوهابية الوافدين، وأوصل هذا الشباب كثيرًا من العلماء الأفغان إلى إصدار فتاوي بتبديعهم وأحيانًا تكفيرهم، فكانت أفعالهم سببًا للعديد من الفتن على الساحة الأفغانية(27 ) .

في هذا التوقيت لم يكن ثمة اهتمام واضح أو كافٍ بأهمية الحاضنة الشعبية والتنظير لها، حتى بدأ أبرز قياديي القاعدة وهو أبو مصعب السوري في التنظير لأهمية الحاضنة الشعبية للعصابات الجهادية، مستوحيًا ما ينظره من التجربة المريرة في أفغانستان جنبًا إلى
جنب الأدبيات اليسارية التي اهتمت بحرب العصابات والتقعيد لها.

توافق هذا مع إدراك ابن لادن أهمية رعاية الجماهير، فيما ظهر أنه من أهم الدروس التي تعلمها بعد سقوط إمارة طالبان الإسلامية في أفغانستان، والتي كان من أسبابها فردية بن لادن وظهوره الإعلامي المتكرر والذي أدى إلى حرج شديد للملا عمر، حيث كانت تطالبه
الولايات المتحدة بتسليم بن لادن وكان يرفض، وقد كان الملا عمر ينبه على بن لادن كثيرًا ألا يظهر إعلاميًّا، ولكن بن لادن لم يذعن له دائمًا، مما جعل بعض الأفغان يتساءل من الذي يحكم؟ هل الملا عمر أم بن لادن؟(28 )

ومن بن لادن وتأكيده المتكرر على أهمية الحاضنة الشعبية، ساد هذا الخطاب كموقف رسمي لقيادات القاعدة، وأصبح هذا الأمر من الناحية التنظيرية بالغ الأهمية يتم تنبيه مقاتلي القاعدة عليه في المواقف المختلفة.

مراجعات التنظيم بخصوص الحاضنة الشعبية ظهرت بقوة وبشكل أوضح بعد الاحتلال الأمريكي للعراق، ومن أمثلة ذلك تنبيه أمير التنظيم الحالي والقيادي الثاني حينها/ أيمن الظواهري على أبي مصعب الزرقاوي بأن “أقوى سلاح يتمتع به المجاهدون بعد توفيق الله
وإمداده لهم هو التأييد الشعبي من جماهير المسلمين في العراق وما جاورها من بلاد المسلمين، ولذا علينا أن نحافظ على هذا التأييد ما استطعنا، وأن نحرص على زيادته شريطة ألا يؤدي الحرص على ذلك التأييد إلى أي تنازل عن أحكام الشرع”.

بل وذهب الظواهري إلى ما هو أبعد من ذلك فقال بعد ذلك إن “انتصار الإسلام وإقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة… لن يتم لحركة المجاهدة وهي في عزلة عن التأييد الشعبي”، “فإن التأييد الشعبي عنصر فاصل بين النصر والهزيمة”.

ثم أردف الظواهري ذلك بأن “على الحركة المجاهدة أن تتجنب أي تصرف لا تفهمه أو تستسيغه الجماهير، ما لم يكن في هذا التجنب مخالفة شرعية”.

وفي مثال عملي على هذه الأشياء التي يقصدها الظواهري ما ذكره من مشاهد الذبح التي كان يقوم بها أبو مصعب الزرقاوي وينشرها تنظيمه على الإنترنت، فقد قال الظواهري في رسالته له إن هذا “من الأشياء التي لن يستسيغها شعور عوام المسلمين… الرأي العام
المؤيد لنا لن يتفهم ذلك”.

لم تقتصر مراعاة الظواهري للحاضنة الشعبية على ذلك؛ بل رأى أنه ينبغي “إشراكهم في الحكم وفي الشورى وفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”.

وفي زي الطالب الذي قد تعلم الدرس يتابع الظواهري قائلًا: “لا نريد أن نكرر خطأ الطالبان الذين قصروا المشاركة في الحكم على الطلبة [أعضاء الجماعة] وخاصة على أهل قندهار فقط، ولم يكن لديهم أي تمثيل للشعب الأفغاني في نظام حكمهم، فكانت النتيجة أن
الشعب الأفغاني انفصل عنهم”(29 ) .

ثالثاً: هل نجحت القاعدة في تكوين الحاضنة الشعبية؟
نجح تنظيم قاعدة الجهاد نجاحًا محدودًا في تكوين الحاضنة الشعبية، في حين فشل في ذلك على صعيد أكبر؛ ففي سوريا حيث يتواجد فرع التنظيم الأكبر والأقوى، نجح التنظيم في تكوين حاضنة شعبية تؤيده، وزاد من عدد مقاتليه تدريجيًّا من أبناء الشعب السوري جنبًا
إلى جنب مع مقاتليه من خارج سوريا، “فمنذ انتفاضات الربيع العربي عام 2011، سعت القيادة الرئيسية لتنظيم القاعدة إلى تجنّب تنفير السكان المحليين من أجل تسهيل قيام نموذج مستدام وطويل الأمد من الحكم الإسلامي، ونصحت الفروع التابعة لها بالتصرف وفقًا
لذلك”(30 ) .

وقد اتبع تنظيم القاعدة خطة طويلة قد تحلى فيها بالصبر والتريث والمرونة، “فعندما اندلعت الحرب، سعى زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في البداية إلى إخفاء روابط منظمته بجبهة النصرة، مما سمح لها ببناء مكانتها وقدراتها في صفوف المعارضة السورية. واليوم،
لا تزال غالبية قيادة جبهة النصرة/جبهة فتح الشام أجنبية( 31) ، لكن الجماعة حرصت على وضع تجنيد سوريين في سلّم أولوياتها لتبدو قريبة من الشعب السوري أكثر.

وكما ورد في تقرير معهد بروكينجز يوليو 2016، سمح لها ذلك بأن تظهر كجماعة سورية محلية متمردة، مما سهّل لها التعاون مع فصائل أخرى، وعزّز درجة قبولها بين الناس. على سبيل المثال، عندما أطلقت الولايات المتحدة حملتها الجوية في سوريا في
أيلول/سبتمبر 2014، أثار استهداف قاعدة تابعة لجبهة النصرة استياء المتمردين الآخرين الذين اعتبروا الجماعة شريكًا قيّمًا ضد بشار الأسد. وعلى نحو مماثل، قاموا بدعم الجماعة عندما صنّفتها واشنطن منظمة إرهابية في كانون الأول/ ديسمبر 2012″(32 ) .

ولكن مع القول بنجاح تنظيم القاعدة في تكوين حاضنة شعبية في سوريا، فهي لا تمثل إجماعًا بين مؤيدي الثورة من الشعب، حيث يوجد من يؤيد الثورة ولكن يعتبر جبهة النصرة جماعة إرهابية، أو أحيانًا عميلة لجهات خارجية، أو حتى مجموعة من التكفيريين.

وقد زادت هذه النظرة اتساعًا لفروع التنظيم الأخرى في المغرب العربي، والصومال، واليمن، وليبيا؛ حيث انحسر التنظيم وفشل في تكوين حاضنة شعبية.

وقد أدّى إلى هذا الفشل:

ضعف سيطرة قيادة التنظيم على المقاتلين، بسبب مقتل العديد من القيادات التاريخية والمهمة للقاعدة خلال السنوات القليلة الأخيرة، ولانخراط التنظيم في مواجهات مع تنظيم الدولة الإسلامية أنهكته، مما أدى إلى حدوث عمليات عشوائية من المقاتلين ومعارك لم يُراع فيها
الرأي العام.
وجود تيار داخل تنظيم القاعدة غير مقتنع بمراعاة مشاعر الجماهير، ويرى أن ذلك من باب “خشية الناس لا خشية الله”، وأن الواجب هو فعل الحق وما يمليه الدين وإن كان في ذلك غضب الناس.
استهداف التنظيم بواسطة جيوش التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، مما جعل تأييده يمثل مخاطرة على المؤيدين لقيامهم بدعم حركات محسوبة أمريكيًّا ودوليًّا على حركات الإرهاب.
تطبيق التنظيم الحدود في (بعض) المناطق التي سيطر عليها مثل قطع يد السارق والجلد، في ظل عدم فهم واستغراب الشعب الذي تعود على غير ذلك ولا يزال يعيش تحت القصف.
دخول التنظيم في مواجهات مع التنظيمات الإسلامية وغيرها، مما أوجد له عداءات الموالين لهذه التنظيمات وعوائلهم.
ضعف الخدمات وعشوائية الإدارة في بعض المناطق التي يسيطر عليها التنظيم، مقارنة بالخدمات الحكومية للمناطق الأخرى.
الانتهاكات الحقوقية التي يرتكبها التنظيم ضد معارضيه، مثل قمع التظاهرات التي تخرج ضده، واعتقال بعض الناشطين.
التشويه الإعلامي للتنظيم من قبل أجهزة المخابرات المتعددة.
عدم وضوح القضية التي يقاتل من أجلها التنظيم عند عموم الناس.

المطلب الثالث: الحاضنة الشعبية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)
أولًا: فلسفة الحاضنة الشعبية عند الحركة
ساعد أمر الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين حركةَ حماس في كسب حاضنة شعبية أوسع من التي اكتسبتها حركات أخرى في بيئات غير محتلة، وهذا بسبب وضوح العدو لكونه عدوًّا أجنبيًّا يحتل البلاد بالقوة العسكرية، مما جعل حركة حماس تختصر مراحل واسعة من
الدعوة والإقناع لكسب التأييد الشعبي لقتالها ضد الاحتلال؛ على عكس حركات أخرى تقاتل ضد نظام محلي، فحتى لو كان في نهاية الأمر تابعًا للأجنبي؛ لكن تابعيته غير ظاهرة للعيان لكل أحد، مما حدا بهذه الحركات إلى بذل كثير من الطاقات في إقناع الجماهير
بحقيقة النظام المحلي كما استقر في عقيدتها.

عمل خصوم حماس على إبعاد الحاضنة الشعبية عنها عن طريق بث الحملات الإعلامية لاغتيالها معنويًّا تارة، وعن طريق الحصار والقيام بقصف قطاع غزة من وقت إلى آخر تارة أخرى؛ حتى يستقر في مخيلة جمهور القطاع أن ما هم فيه من قصف وخراب ما هو إلا
بسبب حركة حماس، إضافة إلى كون هناك معارضة لإدارة حماس في الداخل الغزاوي نفسه، من قِبل الحاملين لأفكار أيديولوجية مختلفة، سواء إسلامية في الجملة كتجمعات السلفية الجهادية، أو علمانية كمعتنقي الأفكار اليسارية.

لاقت هذه العوامل نجاحًا على الأقل في تفتيت كتلة الدعم الشعبي لحماس ولو بصورة جزئية وضئيلة، لكن يظل الشارع الغزاوي في مجمله مؤيدًا للحركة؛ بسبب عملها على تقوية التأييد الشعبي والحفاظ على حاضنتها.

كان قد أسس عز الدين القسام شُعبة خاصة في تنظيمه تحت اسم (شعبة الدعوة والإعلام)، “ووظيفتها نشر الوعي الإسلامي في نفوس الناس وتعبئتهم تعبئة إسلامية؛ حتى يهبوا للدفاع عن بلاد الإسلام مجاهدين في سبيل الله”. إضافة إلى (شعبة المجاهدين)، “ووظيفتها
تنظيم الشباب المسلم في حلقات وتربيتهم على مبادئ الإسلام، وتدريبهم على السلاح”(33 ) .

فحماس “تعتبر القوة البشرية من أهم وأخطر أسلحة الدولة”، وترى أنه لابد من إعداد الشعب ليتحمل المسئولية جنبًا إلى جنب مع الحركة، لا مجرد كسب تأييده المعنوي فقط، فعملت الحركة على تحريك الحاضنة الشعبية لتكون فاعلًا أساسيًّا في الدفاع عن غزة، والهدف
من ذلك “هو تحقيق الاستخدام الأمثل للقوة البشرية”(34 ) .

ثانيًا: كيفية تكوين حماس للحاضنة الشعبية
حظيت حماس منذ نشأتها بدعم شعبي لحركتها؛ لكونها تعبر عن رغبة موجودة عند الغالبية العظمى من الفلسطينيين تتمثل في إخراج المحتل من أرض فلسطين، وهو الأمر الذي أبدت فيه حماس صلابة وعدم تنازل، مما زاد من شعبيتها، مقارنة بحركات قد قدمت تنازلات
بهذا الصدد؛ لكن وصول حماس إلى السلطة عام 2007م أوجد تحديًا آخر خلال سعيها للمحافظة على حاضنتها الشعبية، فقد باتت مسؤولة عن الإدارة والخدمات في القطاع في ظل الحصار المفروض عليه والضغط الموجه من قبل السلطة الفلسطينية.

شكل عامل ضعف الخدمات والأزمات الخانقة التي سببها الحصار، تهديدًا حقيقيًّا لمقدار الدعم الشعبي، فلم يعد كافيًا التذرع بالحصار وشعارات المظلومية، فهذه الأسباب وإن كانت واقعية فإن الشعب لا يستحضرها دائمًا خاصة عند مواجهته للأزمات في قوته ومعيشته؛
مما أدى إلى ارتفاع أصوات المعارضة لحماس بسبب هذه الأزمات.

ولكن هذه المعارضة شهدت مدًّا وجزرًا، فسرعان ما تنحسر وتتحول إلى تأييد شعبي هائل وتضامن كبير مع أول رصاصة تطلقها قوات الاحتلال الإسرائلي على القطاع، حينها ينسى الشعب أزماته ويصير برمته خلف حماس وذراعها العسكرية كتائب عز الدين القسام.

يظهر استطلاع نوه إليه الكاتب آدم تايلور (Adam Taylor) أجري بعد الحرب الأخيرة في غزة، أن دعم الفلسطينيين لحماس قد ارتفع على الرغم من أو ربما بسبب العملية العسكرية الإسرائيلية الضخمة التي ضربت غزة.

يقول تايلور: “إنه تحول صارخ، وإذا ما جرت الانتخابات الرئاسية اليوم بين اثنين فقط من كبار المرشحين، وجد المركز الفلسطيني لبحوث السياسات والمسح أن 61% من الفلسطينيين سيصوتون للزعيم المحارب إسماعيل هنية على الرئيس الفلسطيني محمود عباس،
وهذه زيادة كبيرة على استطلاع للرأي أجري في يونيو وجد أن 53% يؤيدون عباس و41% يؤيدون هنية، يذكر أن هذه هي المرة الأولى التي تتلقى فيها هنية أغلبية في السنوات الثمانية التي طرحت فيها السؤال… وعلى الرغم من الدمار الكبير الذي أصاب قطاع غزة،
وجد الاستطلاع أن العديد من الفلسطينيين يؤيدون كيفية تعامل حماس مع الصراع، وقال 94% من الذين شملهم الاستطلاع إنهم راضون عن المواجهة العسكرية لحماس للقوات الإسرائيلية، و86% يؤيدون إطلاق الصواريخ على إسرائيل، ومن الجدير بالملاحظة أن
79% قالوا إن حماس انتصرت في هذا النزاع، وتؤيد هذه النتائج تقارير ميدانية من صحيفة (سودزان راغافان) التي أشارت إلى أن كل فلسطيني تقريبًا تمت مقابلته أثناء العدوان أشاد بمحاربة المسلحين ضد إسرائيل”(35 ) .

ثم سرعان ما تنتهي الحرب وتخفت آثارها وتبدأ الأزمات المعيشية تطفو على السطح، ويطفو معها الانحسار النسبي للحاضنة الشعبية، و”هناك دلائل… على أن أي قوة تستمدها حماس من مواجهتها الأخيرة مع إسرائيل تتلاشى، ويحدث التغير في المشاعر الشعبية
تدريجيًّا، على أساس الأجيال والجنسيات”(36 ) .

ثالثاً: إجراءات بناء الحاضة
أدركت حماس جيدًا أنها ستمحى من الوجود إذا نجحت محاولات فض حاضنتها الشعبية، مما جعلها تمارس عدة إجراءات تحول دون ذلك.

1) تعزيز دور المجتمع المقاوِم، من خلال عمل الحركة على إشراك المجتمع الغزاوي في المقاومة عن طريق تحميله مسؤولية المقاومة كما هي مسؤولة عنها وإعداد شبابه للمشاركة فيها، وقد “كان لانخراط الأسر الفلسطينية في المقاومة أثر كبير في إيجاد جو مؤيد وداعم
للمقاومة، على الرغم من حجم الخسائر في صفوف الفلسطينيين”( 37) .

2) تطوير كتائب القسام من ناحية التدريب والتسليح والتكتيك، مما أكسبها قوة لا يستهان بها بالنسبة لحركة تخوض حرب عصابات، قد بدت هذه القوة جليًّا في الدفاع عن القطاع خلال الحرب الأخيرة عام 2014م، “وكذلك توجيهها ضربة قوية لنظرية الأمن الصهيوني،
عبر كسر عنصر المفاجأة لديه، بل ومفاجأته بعمليات وهجمات لم يكن العدو مستعدًّا لها، ورأت الجماهير بطولات غير مسبوقة وحرب استخدمت فيها المقاومة أسلحة لم تكن تستخدم من قبل (طائرات بدون طيار)، وتمكنت صواريخها من الوصول لشمال فلسطين
المحتلة، وتسببها في إغلاق مطار بن غوريون لأكثر من مرة”(38 ) .

وقد انعكس هذا التطوير على حجم التأييد الشعبي، فإن الشعوب تميل إلى الوقوف خلف الأقوياء لشعورها بالأمان عندما تفعل ذلك، بعكس الضعيف الذي تشعر الجماهير بالخطر في تأييده.

3) “ظهور المقاومة في بمظهر المدافع عن الشعب الفلسطيني… في ظل عجز السلطة الفلسطينية المرتبطة باتفاقات تسوية مع إسرائيل “(39 ) ، وذلك عن طريق التفاعل مع قضايا الشعب الحقوقية والمظالم التي يتعرض لها، مما أوجد حالة من الشعور العام بأن
الحركة معبرة عن آمال الشعب وتطلعاته.

4) تشكيل الإعلام المقاوِم، “فأطلقت حماس شبكة الأقصى الإعلامية: مرئية الأقصى، إذاعة صوت الأقصى، وفضائية الأقصى التي أنشئت عام 2006.. فالإعلام المقاوم هو الذي يسير مع البندقية جنبًا إلى جنب؛ فيحمي ظهر المقاوم ويثبت استقرار الجبهة الداخلية،
ويعمل على تماسكها ومقاومة الشائعات والاضطرابات”( 40) .

5) “الصمود العسكري والسياسي وعدم تقديم تنازلات عبر المفاوضات”(41 ) ، الأمر الذي لو تم سيفقد حاضنتها الشعبية بالحركة، والتي تشكلت حولها كحركة مقاومة راديكالية هدفها الأول تحرير كامل التراب الفلسطيني، وترفع شعار عدم وضع السلاح مادام الاحتلال
موجودًا.

6) الحملات الإغاثية وتوزيع المساعدات وتلافي أضرار الحروب والحصار، سعيًا لامتصاص موجة الغضب الشعبي من آثار الهدم ونقص الحاجات الأساسية والخنق المعيشي(42 ) .

7) العمل على بسط الأمن من خلال تقوية جهاز الشرطة وتخريج دفعات جديدة مدربة باستمرار، مع القيام بالعروض العسكرية لجهاز الشرطة وكتائب القسام بصفة دورية، حتى تشعر الحاضنة بالأمن وسيطرة الحركة على القطاع(43 ) .

8) “التواصل مع الجمهور، وحثه على الصبر والثبات ورفع المعنويات، وابتكار أساليب المواجهة والصمود عبر البيانات الجماهيرية والمسيرات وخطب الجمعة”( 44) .

رابعاً: هل نجحت حماس في تكوين الحاضنة الشعبية؟
“لكن حماس، وهي جماعة تكافح أسئلة حول الشرعية واتهامات بالفساد خلال أوقات أكثر سلامًا، أظهرت مرارًا أنها تعرف كيفية كسب التأييد من الصراع.. محاولات تدميرها بالقوة قد تكون مساعدة جيدة في الحفاظ عليها”. آدم تايلور( 45)

مهرجان جماهيري لتأييد حماس، 16-5-2013م، paltoday.ps

لقد نجحت حماس بشكل كبير في تكوين والحفاظ على حاضنتها الشعبية داخليًّا سواء في قطاع غزة أو في بقية الأراضي المحتلة، وقد دلّت على ذلك المظاهرات والمسيرات التي انطلقت عند بداية العدوان الأخير على غزة، ونتج عنها عشرات الإصابات في عدة مناطق
في الضفة، وقد أصيب العشرات جراء تصدي قوات الاحتلال لهذه المظاهرات التي وصلت الحواجز الإسرائيلية حول هذه المدن(46 ) ، وخارجيًّا أيضًا من خلال دعم العالم الإسلامي والعديد من الشعوب الأجنبية.

ولكن على صعيد آخر أدّى الحصار المفروض على غزة وإغلاق المعابر والتضييق الاقتصادي، إلى نفور كتلة من الحاضنة الشعبية عن المقاومة لعجزها عن التعامل مع بعض هذه الأزمات، فأزمات انقطاع التيار الكهربائي على سبيل المثال تسببت في مظاهرات ضد
حركة حماس، الأمر الذي جعل الحركة تقوم باعتقالات للمواطنين(47 ) .

هذا إضافة إلى تزايد نسبة البطالة التي وصلت إلى 41.7%(48 ) ، وقد جعل ذلك جزءًا من الحاضنة الشعبية منشغلًا بتحصيل قوت يومه غير مبال بالمقاومة بل وأحيانًا ساخطًا عليها.

كذلك يقال في أزمة خصم الرواتب، سواء بالنسبة لموظفي غزة “الذين يخصم من رواتبهم منذ سنوات والمعاناة التي يعانونها نتيجة عدم استطاعتهم الالتزام بمتطلبات حياتهم اليومية، أو الخصم الذي اتبعته سلطة رام الله على موظفيها منذ أشهر، وذلك للضغط على
المقاومة وحاضنتها الشعبية في غزة”. شيء أخير وهو “الممارسات التي تمارس من بعض المؤسسات، سواء المخالفات اليومية أو الضرائب والرسوم المفروضة على بعض الفئات من تجار وغيره في المعاملات الحياتية؛ فهي تؤثر بشكل كبير على التفاف الحاضنة
الشعبية حول المقاومة”(49 ) .

فما لم يتم التغلب على هذه التحديات ستنفض الغالبية عن حماس، وستفقد زخمها الشعبي، وستكون كأي حركة جهادية تعتمد فقط على عناصرها، ولكن هذا الأمر أيضًا ليس بهذه السهولة؛ لأن العنف الذي يتبعه الاحتلال الإسرائيلي يُنسي الجماهير جميع أزماتها
ويحشدها خلف المقاومة، خاصة إذا كانت تشعر أن تلك المقاومة لا تعترف بالاحتلال ولا ترى له حقًّا في أي شبر من فلسطين، فتنساب بصورة طبيعية للوقوف معها وتأييدها وتصير الغالبية العظمى مع الحركة على قلب رجل واحد.

خاتمة
بدا لنا في هذه الورقة أن الحركات الجهادية تعرف جيدًا أن مصيرها سيكون هو الفشل بدون تأييد شعبي كاف، وقد اشترك في هذه المعرفة الحركتان الجهاديتان محل البحث، مع تباعد ما بينهما من شقة الخلاف سواء في الفكر أو الأسلوب، إلا أنهما قد اجتمعتا في
الإيمان بهذا كشرط لتحقيق أهدافهما.

سعى كل من تنظيم قاعدة الجهاد وحركة المقاومة الإسلامية حماس، إلى كسب التأييد الشعبي بطرق مختلفة، وقد تباينت النتيجة بين الحركتين؛ ففيما فشل تنظيم القاعدة في تكوين حاضنة شعبية جماهيرية له في كل مكان تتواجد فيه فروعه، نجحت حركة حماس بشكل
كبير في كسب تأييد غالب شعب قطاع غزة لها، وربما قد ساعد حركة حماس كون عدوها أوضح عدو لجماهير المسلمين، بينما خصم القاعدة هو خصم محلي، مما جعل غالبية الجماهير العظمى غير متفهمة لسبب القتال ووجود التنظيم.

اختلف هذا الأمر في ساحة كالساحة السورية، حيث اكتسبت القاعدة هناك مؤيدين هم الكتلة الأقوى والأكثر عددًا على الإطلاق في تاريخ التنظيم حتى إبان تواجده في أفغانستان، ويظهر أنه ساعد على ذلك توحش النظام السوري حتى برز لكثير من الجماهير سبب
القتال واضحًا، على عكس ساحة الصومال واليمن وليبيا والمغرب العربي على سبيل المثال.

تداخلت عوامل أخرى أثرت في مدى نجاح الفريقين، منها المشروع المحدود المركز لحركة حماس، بخلاف التوسع الكبير لمشروع القاعدة، أدى ذلك إلى تشتت جهود القاعدة وضعف تركيزها، إضافة إلى كثرة أعدائها بداية من الولايات المتحدة وانتهاء بدول أفريقية
كالصومال وكينيا وتشاد، مما أدى إلى تحجيمها في ساحات عدة وتعقبها بصورة عجزت معه عن التأثير في الجماهير لإثبات وجودها.

وفي المجمل يمكننا القول إن فهم الحاضنة الشعبية وبالتالي طريقة تكوينها يختلف من قطر إلى آخر، وليس للتكوين طرق ثابتة تتبع في كل مكان، بل يكون مبنيًا على فهم ما يجذب الجماهير من أسباب قريبة أو بعيدة ((50 ) )

—————-
الهامش
( 1 ) بيان من أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة إلى الأمة الإسلامية، ilmway.com .
( 2 ) مؤتمر (شعب يصنع نصره)، عقد بالدوحة بتاريخ 28-8-2014م.
( 3 ) ماجد إبراهيم أبو دياك، الحاضنة الشعبية للمقاومة الفلسطينية، ورقة عمل مقدمة لمؤتمر: مستقبل المقاومة الفلسطينية في ضوء الحرب على قطاع غزة، ص1، مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، بيروت، سبتمبر 2015م.
( 4 ) محسن صالح، الحاضنة الشعبية للمقاومة الفلسطينية، حلقة متلفزة، برنامج: إضاءات سياسية، قناة القدس الفضائية، 16-12-2016م
( 5 ) عمر عبدالحكيم (أبو مصعب السوري)، الثورة الإسلامية الجهادية في سوريا، ج1ص471، بدون سنة أو مكان نشر.
( 6 ) أخرجه أحمد (10903) من حديث أبي هريرة.
( 7 ) ابن خلدون، العبر وديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر، ج1 ص199- 200، باختصار، ط: دار الفكر – بيروت، ط:2، 1988م.
( 8 ) أبو مصعب السوري، دروس في نظرية حرب العصابات، تفريغ منشور على الشبكة لمحاضرتين في جلال آباد 1989م.
( 9 ) أسامة بن لادن، وثائق أبوت أباد، الوثيقة رقم 16.
( 10 ) نقطة رقم 3، وثائق أبوت أباد، وثيقة رقم 1.
( 11 ) يقول في شرحه لكتاب حرب المستضعفين: “إنني أتبنى وجهة نظر أن عملية إسقاط حكومة عبر جهاد محلي إقليمي من طرف تنظيم سري يتبنى حرب العصابات بكل النموذج الذي جربناه.. عملية مشكوك في نجاحها جدا. الأمر الآخر إذا سلمنا أن ظرفا دوليا
تواطأ مع حرب العصابات القائمة وسقط نظام من هذه الأنظمة.. فإن هذا الشك عندي على شبه اليقين، أنه يستحيل على تنظيم سري يدير حرب عصابات أن يفرز بنية حكومية تستطيع أن تحل محل الحكومة التي سقطت، فإذا كان الأول صعبًا جدًّا جدًّا جدا فهذا
قريب من المستحيل”. (شرح حرب المستضعفين، ص136، مؤسسة التحايا، 2015، نسخة إلكترونية).
( 12 ) رسالة الظواهري المسرية لأبي بكر البغدادي، موقع (الإسلاميون) على الشبكة الدولية، 24-8-2015م، islamion.com .
( 13 ) الأعمال الكاملة لعطية الله الليبي، ص416، ط. دار المجاهدين، 2015م.
( 14 ) مثل تطبيق بعض فروع التنظيم للحدود خلافا لمن يراها غير واجبة الآن، ومن ذلك إقامة حد الزنا على رجل بـ(المكلا) باليمن وإصدار بيان بذلك. (موقعانفرد، 2-2-2016م).
( 15 ) دروس في نظرية حرب العصابات، (مصدر سابق).
( 16 ) السابق.
( 17 ) الثورة الإسلامية الجهادية في سوريا، (مصدر سابق)، ج1ص471.
( 18 ) أبو مصعب السوري، دعوة المقاومة الإسلامية العالمية، ج1 ص37 (الكتاب إلكتروني بلا معلومات ناشر أو سنة طبع).
( 19 ) رسالة الظواهري إلى أبي مصعب الزرقاوي، بتاريخ 9-7-2005م، نشرها مركز مكافحة الإرهاب Combating Terrorism Center على موقع ctc.usma.edu . وهي رسالة حصلت على نسخة منها الولايات المتحدة الأمريكية خلال إحدى مداهمات
قواتها لأماكن أفراد التنظيم، ونشرتها في 12-10-2005م. وقد أكد الظواهري نسبتها إليه في رسالته إلى أبي بكر البغدادي قائد تنظيم الدولة الإسلامية لاحقًا.
( 20 ) الأعمال الكاملة له، (مصدر سابق)، ص1282.
( 21 ) السابق، ص1820.
( 22 ) نفسه.
( 23 ) توجيهات عامة بخصوص المشروع الإسلامي الجهادي بأزواد، وثيقة صادرة عن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، 2012م.
( 24 ) أبو بكر ناجي، إدارة التوحش، ص47، مركز الدراسات والبحوث الإسلامية، بلا مكان أو سنة نشر. (مع التنويه إلى أن الكتاب لم يصدر أو يتم إقراره من طرف أحد قياديي القاعدة، وأنه حمل بعض الأفكار المخالفة للتوجه العام للتنظيم).
( 25 ) دروس في نظرية حرب العصابات، (مصدر سابق).
( 26 ) وثيقة أزواد، (مصدر سابق)، ص17.
( 27 ) مصطفى حامد (أبو الوليد المصري)، بتلخيص من ثرثرة فوق سطح العالم، (ينظر: خيانة على الطرق ص62، وما بعدها)، سلسلة كتب إلكترونية، والكاتب من الجهاديين القدامى العرب الأُول الذين شهدوا ميلاد تنظيم القاعدة في أفغانستان، حتى عدّه البعض
من قيادات التنظيم.
( 28 ) ينظر: مصطفى حامد، صليب في سماء قندهار (ج6/ثرثرة فوق سطح العالم)، ص67.
( 29 ) رسالة الظواهري إلى أبي مصعب الزرقاوي، (مصدر سابق).
( 30 ) كيلسي سيكاوا، النهجالمتأنيلتنظيمالقاعدةفيسورياقديؤتيثماره، معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، 6-1-2017م.
( 31 ) اندمجت جبهة النصرة أو فتح الشام حاليًا مع فصائل أخرى مكونين “هيئة تحرير الشام”.
(32 ) المصدر السابق.
( 33 ) د. إبراهيم المقادمة، معالم في الطريق إلى تحرير فلسطين، ص166، دار النشر وسنة الطبع غير متوفرة، Hamas.ps .
( 34 ) مجلة قساميون، تصدر عن كتائب القسام، العدد 19، فبراير 2011م، Hamas.ps .
( 35 ) Adam Taylor, Poll: Hamas popularity surges after war with Israel, The Washington post, September 2, 2014.
( 36 ) Scott Wilson, In Gaza surge of support for Hamas starts to fade, The Washington post, November 30, 2012.
( 37 ) الحاضنة الشعبية للمقاومة الفلسطينية، (مصدر سابق)، ص6.
( 38 ) السابق، ص5-6.
( 39 ) نفسه.
( 40 ) إسماعيل عامر، دور المقاومة في تعزيز الجبهة الداخلية خلال العدوان الصهيوني على محافظات غزة 2014، 2015/غزة، Hamas.ps .
( 41 ) المصدر السابق.
( 42 ) مثل الحملة الإغاثية “القلوبالرحيمة” التي أطلقتها الحملة بجنوب غزة، في يونيو 2016، hamas.ps .
( 43 ) مثال على ذلك: مقطع مصور (مسير الشرطة الفلسطينية في مدينة غزة)، ومقطع مصور (أضخم عرض عسكري لكتائب القسام منذ التأسيس)، موقع يوتيوب.
( 44 ) دور المقاومة (مصدر سابق).
( 45 ) من مقاله في واشنطن بوست السابق ذكره.
( 46 ) القدس العربي، 24-7-2014م.
( 47 ) مقطع مصور: تظاهرات ضد حماس جنوب قطاع غزة احتجاجًا على أزمة الكهرباء، ومقطعمصور: أمن حماس يمنع مظاهرة منددة بأزمة الكهرباء في غزة وغضب شعبي إزاء حملة الاعتقالات، موقع يوتيوب.
( 48 ) وكالة سوا الإخبارية، بالأرقام.. واقع العمل والبطالة في فلسطين، 16-2-2017م، palsawa.com .
( 49 ) وسام جودة، كي لا نفقد الحاضنة الشعبية في ذكرى انتهاء الحرب، مدونات الجزيرة، 27-8-2017، blogs.aljazeera.net .
( 50 ) الآراء الواردة تعبر عن آراء كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن “المعهد المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية “.
المصد/ المعهد المصري للدراسات

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة