“الجهاد في فقه الشيعة” دراسة تطبيقية فريدة في جامعة سوربون الفرنسية
لمؤلفه الدكتور نصر الله نجاة بخش
أستاذ سابق في كلية الاقتصاد بجامعة إصفهان الإيرانية باحث في العلوم الدينية التطبيقية في جامعة سوربون الفرنسية
ترجمه: علي حسين نجاد
من منشورات دار نشر «مهري» في لندن
الطبعة الأولى 2017
كتاب “الجهاد في فقه الشيعة ومقارنته مع الجهاد في فقه السنة” (215 صفحة) دراسة في حكم “الجهاد” في فقه الشيعة الإمامية باعتباره واحدا من الأحكام الأربعة في الفقه الشيعي وهي الجهاد والحدود (العقوبات) والخمس وصلاة الجمعة.
درس المؤلف في كتابه الخلافات الكثيرة بين علماء الشيعة في التاريخ على تعريف الجهاد وصنوفه وظروفه خاصة الجهاد الابتدائي ومعناه ومستنداته القرآنية وظهور المشاكل في تنفيذ الأحكام الأربعة خاصة الجهاد وخلفيته لدى الشيعة. ثم يتناول
المؤلف موضوع الجهاد بشكل عام والجهاد الابتدائي بشكل خاص في القرآن والتفاسير المختلفة للآيات القرآنية التي تتحدث عن الجهاد متطرقا إلى أزمة غيبة الإمام المهدي عند الشيعة والخلافات بين علماء الشيعة أنفسهم في وجوب أو
حرمة الجهاد في عصر الغيبة. ثم بحث المؤلف آراء الباحثين الغربيين حول الجهاد في الإسلام ثم الجهاد الابتدائي برؤية فقهاء السنة وتنافس علماء الصفويين والعثمانيين على فتوى الجهاد. ثم يختتم الكتاب بقائمة لآراء المراجع الدينية الشيعة في عهد الغيبة وقائمة أو فهرس للآيات القرآنية حول الجهاد ثم قائمتين أو فهرسين لغزوات وسريات النبي.
مختار من نص الكتاب:
«كان علماء الإسلام القدامى من الشيعة حتى القرن الثالث الهجري يمتنعون بشدة عن الاستدلال العقلي والاجتهاد في الفقه وكان جهدهم يقتصر على تجميع وتسجيل أحاديث الأئمة السابقين. وبحينونة الغيبة الكبرى وعلى أساس فكرة الانتظار كان علماء الشيعة يعتبرون من الضروري وجود الإمام الحي لقيادة الجهاد وكان ذلك على أساس العقلية التي كانت تعتبر الإمام كائنا ما وراء الطبيعة وهي العقلية التي كانت تتصور أنه “لو بقيت الأرض بغير إمام لساخت” أو ” لو أن الإمام رفع من الأرض ساعة لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهله”.
أما القضية التي كانت قد أصبحت مثيرة للجدل للغاية فهي تفسير “الإمام” أي من هو الإمام؟. كان علماء الشيعة القدامى يفسرون الإمام بأنه هو “الإمام المعصوم” وكانوا يعتبرون حكم الجهاد ساقطا في عصر غيبة ذلك الإمام ولم يكونوا
يعتبرون الجهاد المسلح في سبيل الله أو بعبارة أخرى “الجهاد الابتدائي” جائزا في عصر غيبة الإمام المهدي. وحسب مصادر كثيرة سنلاحظها لاحقا، لم يكن الجهاد الابتدائي جائزا بدون حضور الإمام وإذنه أو حضور وإذن نواب منتخبين من قبل ذلك الإمام. وإذ إن الأئمة لم يتركوا نوابا عنهم ليصدروا حكم الجهاد في عصر الغيبة، فما يبقى من الجهاد ليس إلا الجهاد الدفاعي وهو الجهاد الذي أطلق عليه في النهاية اسم الجهاد من أجل حماية النفس وحماية حدود أرض الإسلام».