عرض: شفيق شقير
يسرد كتاب “الجماعة الإسلامية في لبنان 1975-2000″، تاريخ هذه الجماعة، الفرع اللبناني من حركة الإخوان المسلمين، وشارك في إعداد الكتاب مجموعة من المؤلِّفين أو بالأحرى من المؤلِّفات وهنَّ: أمل عيتاني، ورنا سعادة، وفاطمة عيتاني، وبإشراف من مدير مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات, الدكتور محسن صالح.
وتجدر الإشارة إلى أن الجزء الأول من الكتاب صدر عام 2009، تحت اسم: “الجماعة الإسلامية في لبنان منذ النشأة حتى 1975″، أي حتى عام اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية. وتضمَّن البحثَ في جذور الجماعة الفكرية والدينية؛ إذ كانت جزءًا من جماعة عباد الرحمن الدعوية ثم انفصلت لتكون جزءًا من حركة الإخوان المسلمين السياسية، كما تضمَّن سردًا مهمًّا لعلاقة الجماعة بالساحة الفلسطينية (المخيمات الفلسطينية في لبنان) كامتداد طبيعي لها، وكانت عضوية الجماعة تضم الفلسطيني واللبناني حتى عام 1969، وهو تاريخ إنشاء قسم فلسطين في تنظيم الإخوان المسلمين في سوريا، وكان الشيخ فيصل مولوي “يشجِّع العمل مع فتح كأفراد وليس مجموعات” كما يقول الكتاب، ثم عاد الفلسطينيون لينضموا للجماعة مرة أخرى عام 1972(1).
أما الكتاب موضوع البحث هنا، وهو الجزء الثاني، فيتناول تاريخ الجماعة الإسلامية خلال مرحلة الحرب الأهلية اللبنانية إلى حين استقرار اتفاق الطائف، ويركز على التطور التنظيمي والأداء السياسي للجماعة، ويبرز مشاركتها في “المقاومة والعمل الجهادي”، كما يتضمن فصلًا خاصًّا عن مؤسسات الجماعة وتطورها بالتوازي مع الاستقرار النسبي في لبنان.
ومن المفارقة أن الجزء الأول من الكتاب قد صدر بعد وفاة أبرز شخصية أنجبتها الجماعة الإسلامية، الشيخ فيصل مولوي (توفي عام 2011)، في حين أن الجزء الثاني موضوع البحث هنا، صدر وقد أصبح على رأس قيادة الجماعة ولأول مرة في تاريخها، شخصية من الجيل الثاني، عزام الأيوبي (انتُخب عام 2016)، وجاء خلَفًا لإبراهيم المصري، الذي هو من أهم مصادر الكتاب، وأحد أهم مؤسسي الجماعة.
وتكمن أهمية الكتاب في أنه الأول من نوعه عن تاريخ الجماعة الإسلامية في لبنان؛ إذ لم يسبقه أي كتاب في هذا المضمار، كما أنه اعتمد على مصادر الجماعة نفسها وهي ظاهرة لها دلالاتها في هذه المرحلة من الصعود الوطني لفروع حركة الإخوان المسلمين، التي لم يحظ أيٌّ من فروعها بكثير من الدراسة قياسًا إلى ما حظيت به السردية الكبرى لتاريخ الجماعة الأم في مصر؛ حيث كُتب في هذه الأخيرة الكثير.
ومن القضايا اللافتة أيضًا في الكتاب والتي ستركِّز عليها هذه المراجعة، أنه يكشف ظروف تأسيس الجماعة التي غلب عليها السياق الإقليمي فأثَّرت على نهج الجماعة في العمل والتفكير والتدبير، كما يكشف بعض وجوه العلاقة التي جمعت الجماعة بالمحور السوري-الإيراني، قبل وإبَّان تشكُّله؛ مما يمكن الرجوع إليه في تفسير بعض ما تشهده المنطقة راهنًا من قبل هذا المحور، وطريقة عمله.
نشأة الجماعة الإسلامية والسياق الإقليمي
تأسَّست الجماعة في سياق الصراع الذي كانت تشهده جماعة الإخوان المسلمين في مصر مع الرئيس الراحل، جمال عبد الناصر (تولَّى السلطة من (1954) إلى وفاته عام 1970)؛ ما جعلها تلعب دورًا كبيرًا في إبراز قضيتهم وتقديم رؤيتهم للعالم، حتى إن مجلة الشهاب اللبنانية، التي تعود ملكيتها للجماعة الإسلامية اللبنانية وأُنشئت عام 1966، قد أصبحت الذراع الإعلامية للجماعة الدولية وكَتَبَ على صفحاتها شخصيات إسلامية مرموقة من خارج لبنان، مثل: الشيخ يوسف القرضاوي، وأبي الأعلى المودودي، وسفر الحوالي، ويوسف العظم، وعبد الله فهد النفيسي، فضلًا عن رموز الحركة أنفسهم، مثل: الشيخ فيصل مولوي وفتحي يكن وإبراهيم المصري وسواهم(2).
هذا جعل الحركة تختزن الكثير من تقاليد جماعة الإخوان التي تعني بشكل من الأشكال التمييز تنظيميًّا وسياسيًّا، بين المسلمين المتدينين وغير المتدينين داخل الطائفة نفسها، رغم انتماء الجماعة لبلد متعدد الأديان والطوائف، وتقوم فيه السياسة على تبادل الحصص الطائفية، أي تعصب كل فريق لطائفته، وليس على قيم الدين أو المواطنة البحتة.
ومع أن الحركة تأسست رسميًّا عام 1964، إلا أن هياكلها التنظيمية والسياسية تأسست محليًّا فعليًّا في سياق الحرب الأهلية اللبنانية؛ ما جعلها فريدة من حيث وجود بِنية عسكرية لها وفي مرحلة مبكرة من تاريخ الإخوان، والتي هي حركة دعوية بالأصل، مع الإشارة إلى أن الحركة الأم في مصر تنفي السياق العسكري عنها، وتشير فقط إلى مشاركتها في القتال في فلسطين، وتقدِّم رواية خاصة عن مرحلة الصدام مع النظام المصري، بوصفها مواجهة بين حركة دعوية وسلطة مستبدة.
فالبنية العسكرية المبكِّرة التي عرفتها الجماعة الإسلامية بالتوازي مع نشأة مؤسساتها، كانت أحد المؤشرات على قدرة فكر الإخوان على التأقلم مع الواقع العربي في زمن الحروب وانعدام السلطة، تمامًا مثل قدرته على البقاء في ظل هذا النظام وهو مفتقر للشرعية أو منتقَص الشرعية بالنسبة لها، وهو عرضة لكل أنواع الأزمات حتى الأمنية منها.
وعايشت الجماعة أيضًا المعركة الفاصلة بين حركة الإخوان المسلمين في سوريا ونظام الرئيس حافظ الأسد في الثمانينات، وعانت من آثارها طيلة وجود النظام الأمني والعسكري السوري في لبنان(3)، بل وربما حتى اللحظة؛ وهو ما أوقد فيها الحرص على تمثيل هوية السُّنَّة خاصة عند الأزمات التي يُعتقد أنها وجودية أو تمس وجود المسلمين ومستقبلهم إزاء الطوائف الأخرى.
وبهذا، فما سبق من ظروف النشأة والسياق الإقليمي، يفسِّران الأفق السياسي الذي تتحرك فيه الجماعة حتى يومنا هذا على المستوى المحلي والإقليمي؛ فتمثيلها للهوية السنِّيَّة يتحول إلى تمثيل محلي حقيقي عند الأزمات الطائفية الحادة ويتطلع “الجمهور السُّنِّي” إليها حينها، كما أنها قد تكسب تعاطف العالم العربي أو بعض دوله عند مواجهة الأزمات الطائفية التي تواجهها الجماعة في لبنان والمنطقة. ولكن بالمقابل، فإن الجماعة بوصفها “حركة متشددة” أو “أصولية” كما قد توصف من بعض هذه الدول، فإنها قد تصبح هدفًا وعلى أكثر من مستوى -عند انخفاض الصراع الوجودي بين الطوائف- وينعكس ذلك على قدراتها وإمكاناتها، لتكون أضعف وأقل حضورًا في السُّلطة اللبنانية، وحتى في الشارع الشعبي نفسه.
وتفسر ظروف النشأة أيضًا سبب تعاظم حجم الوعي في الجماعة الإسلامية بمطالب الإسلاميين من الإقليم حتى بات في بعض المراحل أكبر من وعيها بمطالب مسلمي لبنان من الواقع اللبناني، فكانت مثلًا مسكونة بقضايا الأسلمة وشرعية الحكم وإسلامية القضية الفلسطينية وما يشبه ذلك، في حين أن التغييرات المحلية لم تتمكن من الاستقرار في أولويات أجندة الجماعة، فلم تكن مثلًا جزءًا قويًّا في اتفاق الطائف بل تعرضت لفبركة عشرات القضايا الأمنية ذكر الكتاب طرفًا منها، ولم تستطع الدخول إلى حرم السلطة في الدولة اللبنانية؛ لأنها سعت للنيابة دون الوزارة، والأخيرة في لبنان هي السبيل للأولى وليس العكس، ولم تأخذ مكانًا متقدمًا في التغييرات التي أعقبت الخروج السوري من لبنان بسبب قلة الخبرة بالواقع السياسي اللبناني وضعف الاندماج فيه..وهكذا دواليك.
الجماعة والعمل العسكري
لم تُعرَف الجماعة الإسلامية كأحد الفاعلين الرئيسيين في الحرب الأهلية اللبنانية، لكن دورها العسكري تصاعد في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي بعد أن تأسَّس في سياق الحرب الأهلية، مع الأخذ بالاعتبار أن ولادة المقاومة الوطنية اللبنانية ضد إسرائيل جاءت ملتبسة مع الحرب الأهلية اللبنانية ومعتركها؛ فبدأت الجماعة عملها العسكري “بغية درء خطر القوى العسكرية المارونية”(4)؛ فأسست عام 1975 تنظيم “المجاهدون”، وضمَّ أعضاء من الجماعة ومن مؤيدين لها أو متحالفين معها، وعمل في أكثر من منطقة لبنانية إلى جانب “القوى الوطنية”، كما لعب دورًا أساسيًّا في المواجهة العسكرية ضد الجيش السوري في الثمانينات “دفاعًا عن مدينة طرابلس” في شمال لبنان، وذلك قبل أن يدخل هذا الجيش المدينة بعد تفاوض واتفاق على حقن دماء الجميع، غير أن القوات السورية “ارتكبت مجزرة” بعد دخول المدينة (عام 1986)، “ذهب ضحيتها أكثر من مئتي مواطن حسب تقديرات منظمة العفو الدولية”، وما يقرب من “700 مواطن حسب تقديرات غير رسمية”(5).
وكان تنظيم “المجاهدون” أيضًا قد دخل في مواجهة مع الجيش السوري سابقًا عام 1976، وهو عام دخول الجيش السوري إلى لبنان تحت اسم قوات الردع العربية، ثم “انحصرت مهمته (أي التنظيم) في الحماية أو مشاركة الآخرين في حماية الثغور خصوصًا الساحل الذي كان مفتوحًا أمام أي اعتداء إسرائيلي”(6).
ويؤرِّخ الكتاب أن الجماعة الإسلامية هي أحد المؤسسين الفعليين “للمقاومة الإسلامية” -أو ربما سبقت إليها- التي انتهت عنوانًا للذراع العسكرية في حزب الله في مواجهته لإسرائيل، ويقول: إن أحد معسكرات الجماعة، معسكر “بدر”، “هو المدرسة التأسيسية الأولى لشباب الحزب الذين تلقوا فيه أهم التدريبات التي أهَّلتهم لتأسيس انطلاقتهم الأولى”، وأن “المقاومة الإسلامية” انطلقت -بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان في يونيو/حزيران 1982- بجناحين، “الأول تمثِّله الجماعة الإسلامية في صيدا عبر جناحها العسكري “قوات الفجر”، والثاني: شباب حزب الله في مناطق الجنوب الأخرى، وكان التنسيق واضحًا في عدد من العمليات، وفي العلاقة بقادة الحرس الثوري الإيراني إلى أن جرى إطلاق حزب الله رسميًّا سنة 1983”. وفي هذا العام أيضًا، وفي أعقاب إحدى العمليات التي نفذتها الجماعة بالتنسيق مع حزب الله، اجتمع عباس الموسوي مع قادة من الجماعة واعتذر لهم عن “إكمال التعاون العسكري بين الحزب والجماعة”. ولما سُئل، بحسب الكتاب: “ممن أنتم محرجون؟ هل هناك ضغوط تمارس عليكم، سوريا مثلًا، أو من إيران، حتى لا تتعاونوا؟ هزَّ الموسوي برأسه. وكان ظاهرًا أن السوريين يضغطون على الحزب حتى يوقف العلاقة مع الجماعة على مستوى المقاومة”(7).
فعلاقة الجماعة السيئة حينًا والحذرة أحيانًا مع “النظام السوري” قد حدَّت تدريجيًّا من نشاط الجماعة “المقاوِم”، وإن كانت الجماعة قد حاولت الالتفاف عليها من خلال العلاقة الحسنة التي جمعتها بإيران وتحديدًا بالحرس الثوري ومع حزب الله اللبناني.
فالكتاب يشير إلى تاريخية هذه العلاقة؛ حيث إن الجماعة كانت “جزءًا من وفود إخوانية قابلت الخميني في منفاه ومنهم الشيخ فيصل مولوي، وربطت الجماعة علاقة جيدة بطهران بعد انتصار الثورة ولم تتعامل معها من وجهة نظر طائفية”(8). كما أن العلاقة بدأت “مع الحرس الثوري الإيراني وعباس الموسوي في مخيم الجليل (شمال لبنان)، عام 1982، وكانت مميزة مع حزب الله وكان بينهم لجنة تنسيق، كان جزءًا منها عباس الموسوي واستمرت اللجنة 5 أعوام”. وأثمرت العلاقة الإيجابية مع عباس الموسوي أنها جنَّبت مخيم الجليل حصار حركة أمل له في حرب المخيمات (1985-1987)(9).
إلا أن نشاط الجماعة المسلَّح و”المقاوِم” انحسر نهائيًّا بتعزز اتفاق الطائف لبنانيًّا وإقليميًّا ودوليًّا، وبتراجع علاقتها مع هذا المحور الذي أصبح جزءًا من اتفاق الطائف، وبتطور حزب الله ليكون فاعلًا رئيسيًّا في الساحة اللبنانية، و”المقاوِم” المسلح الوحيد في لبنان، لا بل والمنطقة (إذا استثنيت المقاومة في فلسطين).
الجماعة في الكيان اللبناني
إن مساهمة الجماعة في الوصول إلى اتفاق ينهي الحرب الأهلية كان بالمعنى السياسي ورقيًّا، أي اعتمد الموقف والبيان السياسي، وإن كان متقدمًا على المستوى الأخلاقي، ومن ذلك أنها كانت تطمح لإلغاء التمييز الطائفي وعدم المس بالحريات الدينية مع التشديد على هوية لبنان العربية وعدم التفريط بالقضية الفلسطينية. ورحبت الجماعة باتفاق الطائف (تم توقيعه عام 1989) لأنه يُنهي الحرب الأهلية، لكنها، لأسباب في الغالب دينية، اكتفت بالدخول إلى السلطة اللبنانية من باب الانتخابات النيابية دون سواها، وانحصرت تجربتها فيها ولم تتجاوزها، وهو ما انعكس على أدائها وعلى بنيتها، فبقيت على هامش السلطة دون أن تستقر كفاعل فيها.
فازت الجماعة الإسلامية بالفعل بثلاثة مقاعد نيابية (فتحي يكن، زهير العبيدي، أسعد هرموش) في انتخابات عام 1992، وهي الأولى التي تُجرى بعد الطائف كمؤشر على سرعة اندماجها مع الظروف الجديدة التي أعقبت الحرب الأهلية، لكنها لم تنجح إلا بمقعد واحد (النائب خالد ضاهر) في انتخابات عام 1996، بسبب عدم قبولها بالاكتفاء بترشيح اثنين بدلًا من ثلاثة للمجلس النيابي كما كانت رغبة “النظام السوري-اللبناني”، الذي حرص على تضييق الخناق السياسي والأمني عليها، وبلغ ذروته عام 2000؛ حيث انتهى الأمر بأن خرجت الجماعة من المجلس النيابي؛ إذ لم تفز بأي مقعد في انتخابات ذاك العام(10).
وتعرض الكتاب لتجربة الجماعة في البرلمان اللبناني، ولكن من منظار الجماعة نفسها في الغالب والتي ركزت كثيرًا على مساهمات نوابها القانونية ودورهم التقني في المجلس، مع العلم بأن الموقع البرلماني هو المكان الوحيد الذي مارست فيه الجماعة دورها في السلطة اللبنانية، ولم يحظ دورها السياسي في السلطة بمجمله بمراجعة حقيقية البتَّة.
ملاحظات على الكتاب
جاء في خاتمة الكتاب: “ومن المؤمَّل أن تكون هذه الدراسة إسهامًا، ولو متواضعًا، في قراءة تجربة الجماعة وعمل مراجعة موضوعية لها، تسهم في انطلاقتها إلى آفاق أرحب”(11). قد يتحقق بعض من هذه الأمنية، إلا أن الكتاب لم يخرج عن “السردية الرسمية” للجماعة، إذا جاز التعبير، وغابت عنه روح المراجعة والنقد، وكان أشبه بسيرة ذاتية تكتبها الجماعة عن نفسها، ربما ذلك بسبب اعتماد الكتاب على التوثيق أكثر من التحليل؛ فلم يُشر مثلًا إلى أخطاء في مسار الجماعة أو إلى أية مراجعات حقيقية عرفتها. كما لم يتطرق إلى أزمات أو خلافات شهدتها الجماعة وكيف تجاوزتها أو تغلبت عليها، والجماعة، شأنها شأن بقية الحركات الإسلامية الأخرى في العالم العربي، عرفت تحولات كبيرة وكثيرة خلال تلك الحقبة، منها على الأقل وعلى سبيل المثال فقط: انتقال الأمانة العامة من المؤسِّس الأول، فتحي يكن (1964-1993)، إلى المؤسس الثاني، الشيخ فيصل مولوي (1993-2009)، وما حصل من تغير في طريقة إدارة الجماعة وتوجهاتها السياسية ما بين الرجلين، خاصة وأنه من المعلوم أنَّ يكن خرج من الجماعة وعمل على تأسيس كيان جديد حمل اسم “جبهة العمل الإسلامي”.
والكتاب لا يكشف طبيعة علاقة الجماعة الإسلامية بالتنظيم الدولي للإخوان، ولا يعكس خبرات الجماعة الإسلامية المحلية على شكل تنظيري أو فكري، كجماعة أيديولوجية إسلامية في بلد متعدد (لبنان) يضم أكثر من 17 طائفة، منها السنِّية التي تنشط فيها الجماعة. مع أنه ذكر بعضًا منها ولكن بإيجاز حيث كانت الجماعة تسعى لإنشاء حزب سياسي باسم “حزب الإصلاح”، ليستقطب جمهورًا من غير المسلمين، ومن باب التخصص بالعمل السياسي الوطني بعيدًا عن الجهد الدعوي(12).
ويبقى أبرز ما في الكتاب أنه استعان بشهادات شفوية لعدد من قادة الجماعة والفاعلين فيها، أكثر من ستين شخصًا، ليضع رواية للجماعة عن نفسها، وستكون حتمًا هذه الرواية التي يقدِّمها الكتاب، أساسًا لأية قراءة في المستقبل، نقدية أو غير نقدية، للجماعة أو لفكرها أو لرجالاتها وتجربتها أو لأي شيء يتصل بها، لا بل تساعد على قراءة بعض الأحداث التي عرفتها تلك الفترة التي يغطيها الكتاب، ولكن من منظور جماعة إسلامية في لبنان.
_______________________
معلومات الكتاب
عنوان الكتاب: الجماعة الإسلامية في لبنان 1975–2000.
المؤلف: أمل عيتاني، رنا سعادة، فاطمة عيتاني. إشراف وتحرير د. محسن صالح.
عرض: شفيق شقير-باحث بمركز الجزيرة للدراسات.
دار النشر: مركز الزيتونة للدراسات والنشر.
سنة النشر: 2017.
الصفحات: 382.
هوامش
1. يُنظر: الجماعة الإسلامية في لبنان منذ النشأة حتى 1975، ص 65-66.
2. نفس المصدر، ص 98.
3. خرجت القوات السورية من لبنان عام 2005.
4. الجماعة الإسلامية في لبنان: 1975-2000، ص 133.
5. نفس المصدر، ص 141.
6. نفس المصدر، ص 149.
7. نفس المصدر، ص 83.
8. نفس المصدر، ص 88.
9. نفس المصدر، ص 83، 124.
10. يُنظَر التجربة النيابية في الكتاب، ص 90 وما بعدها.
11. الجماعة الإسلامية في لبنان: 1975-2000، ص 254.
12. نفس المصدر، ص 47-48.
المصدر/ الجزيرة للدراسات