8 أبريل، 2024 7:56 ص
Search
Close this search box.

الثلاثي من بغداد.. عندما يرتبط الفن والطب يتولد الإبداع

Facebook
Twitter
LinkedIn

 خاص: كتب- رجاء حميد رشيد

 

أنور وإحسان وأكرم القيماقجي.. ثلاثة أشقاء أطباء من العراق ذاع صيتهم في عقود القرن الماضي، موهوبون  بالفن التشكيلي، وبين الرسم النحت والتصوير تألقت ريشتهم وخطوطهم وأنتجت لوحات تشكيلية احترافية نالت إعجاب كبار النقاد والفنانين في داخل العراق وخارجة، وتركوا أرثاً فنياً زاخراً بعناصر الفن والإبداع لإثراء الساحة الثقافية العراقية، ولتبقى نتاجاتهم الفنية مدخلاً مناسباً لاستقراء مشهديه الفنون التشكيلية وسفرها المبكر في العراق ورمزاً وامتداداً لعظمة الفن الرافديني الأصيل.

حالفني الحظ للتعرف عليهم والاندماج معهم اجتماعياً بحكم صلة القرابة مع زوجي معن القيماقجي، وزينت لوحاتهم المرسومة بطريقة احترافية جدران منازلهم، والتي رسمت بدافع التسلية في أوقات الفراغ، جاءت عن مواهب ربانية أسفرت عن هذا العطاء وليس كدراسة أكاديمية نظرا لتفرغهم لمهنة الطب، وإن إحساس الطبيب الفنان بملامس الأشياء وبريق العناصر وطبيعة الخامات، وكذلك الإحاطة بقوانين التكوين وعلم التشريح والمنظور، أتاح لهم أن يعبروا بطلاقة عن العالم من حولهم، وهذا ما يؤكد لنا أن الارتباط وثيق  بين الفن والطب، فكلاهما عمل يمس حياة الناس ومشاعرهم، فإذا كان الطبيب يعالج الآم الناس ومعاناتهم فأن الفنان يعالج الآم الإنسانية ومعاناتها.

وهنا لابد من تسليط الضوء على الشخصيات الطبية الفنية البغدادية في بداية تكوين الدولة العراقية، الأخ الأكبر الدكتور (إحسان) اختصاص الأشعة السينية وأول من أسس معهد الأشعة الواقع قرب مستشفى مدينة الطب وما يزال قائماً لغاية الوقت الحاضر، وكان شغوفاً بفن النحت والتصوير الفوتوغرافي في ذلك العصر، ثم شقيقه الدكتور (أكرم) اختصاص أمراض الجهاز الهضمي، وكان رساماً موهوباً وتلميذاً لامعاً لأشهر رواد الفن التشكيلي العراقي في العصر الحديث الفنان الكبير الراحل عبد القادر الرسام، الذي كان صديقاً حميماً ومقرباً لوالدهم أحمد القيماقجي.

أما الشقيق الأصغر الدكتور (أنور) اختصاص في الأمراض النسائية والتوليد، فقد تميز بالرسم عامة والكاريكاتير خاصة إضافة للتخطيطات الطبية الرائعة باستخدام الألوان المائية متأثراً بمدرسة عبد الكريم محمود وعائلة الفنان الحاج محمد سليم من خلال صداقته الوثيقة بالفنان سعاد سليم الشقيق الأكبر للفنان والنحات جواد سليم.

ولدوا لأسرة بغدادية كانت تسكن محلة جديد باشا في شارع الرشيد ببغداد مطلع القرن العشرين، درسوا واحترفوا المهن الطبية وبرعوا فيها  بعد أن تخرجوا من كلية الطب الملكية العراقية، أبدعوا في رسم دروسهم المقررة في منهاجهم الدراسي في سني دراستهم الأولية التي حازت على أعجاب معلميهم ومدرسيهم وتفوقهم في الحصص التي تتضمن رسم خارطة، كما في درس الجغرافية والطبيعة في الأطلس والرسومات العلمية في مادة الأحياء، مع وصف ودراسة بعض الجوانب التشكيلية لمجموعة من اللوحات الفنية من خلال الخطوط والألوان والأشكال والتغلغل داخل اللوحات التي تمثل الزمان والمكان والذاكرة والأماني والأحلام في تجارب الفنانين الثلاثة، من خلال تأثرهم بالتجارب الفنية الرائدة في العراق، ومما ساعدهم في تنمية وصقل موهبتهم علاقة الصداقة الوثيقة بين والدهم رحمه الله. والفنان الكبير عبد القادر الرسام الذي يعد أحد أوائل الحركة التشكيلية في العراق، فكان الرسام النافذة التي اطلوا منها على  عالم الفن التشكيلي.

وتنوعت رسوماتهم مابين كراسة الرسم التي وزعها محمد صالح زكي بالمدارس منذ تاريخ 1929، التي ضمت عدد من الرسومات لأعمال نحتية في كلية الطب وقتذاك، إضافة لعدد من رسوم بورتريهات لشخصيات سياسية عراقية ومصرية وأجنبية وممثلين، منهم مصطفى العمري، جعفر العسكري، جعفر أبو ألتمن، جمال بابان، علي جودة الأيوبي، جميل المدفعي، محمد الصدر، رشيد عالي الكيلاني، رضا الشبيب، نوري سعيد ثابت صاحب جريدة حبزبوز الهزلية، النحاس باشا (رئيس وزراء مصر في حقبة الثلاثينيات)، وفنانين وشخصيات سياسية مصرية أخرى، ونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا في حقبة الثلاثينيات، لورد اسكيت (lord asquth)، أدولف منجو (ممثل أمريكي في ثلاثينيات القرن الماضي)، لويد جورج (lioyd George) ، والسياسي  Ramsay Mcdondd))، هريت هوفر (Herbect H cover)، فضلاً عن رسمه بورتريهات لإخوته وأقربائه، وصور الولاة والبشوات والسياسيين والممثلين بوجوههم المليئة الصارمة وشواربهم المتميزة التي زينت صورهم.

في عام  2017 كلفت من قبل عقيلة الطبيب أنور القيماقجي السيدة مائدة صاحب الخضيري وأولادها الأربعة (محمد، مؤيد، أحمد، عالية) بانجاز كتاب يؤرخ السيرة الفنية لوالدهم وأشقائه وعرض لوحاتهم التي تجاوزت ال (200) لوحة، فشرعت بإعداده حيث لم يسبق وأن كتب عنهم من قبل الصحافة والفن، فهي تجربة فريدة والإعلان لأول مرة عن فنانين عراقيين عاصروا الجيل الأول للرواد ولمؤسسي الفن التشكيلي في العراق.

وحيث أن الكتاب متخصص بالفن التشكيلي اتصلت بالفنان والناقد صلاح عباس رئيس تحرير مجلة تشكيل التي تصدرعن وزارة الثقافة الذي أخذ على عاتقه الإخراج الفني للكتاب، وفي مطلع 2019 صدر الكتاب عن دار الأديب في عمان/ الأردن  ليؤرخ مسيرة  الثلاثي القيامقجي الإبداعية الزاخرة بلوحات متعددة المواضيع تنطق جمالاً وتبين الحياة البغدادية لتلك الفترة المحصورة بين نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، لتؤرخ ذاكرة فنية بلوحات مختلفة  تستحق الدراسة والتوثيق والتي بقيت طيلة حياتهم في الظل ولم تر النور إلا بعد وفاتهم، ليكون أحد المصادر الفنية التاريخية ومرجعاً للمعرفة الفنية كوثيقة رسمية مدونة بكتاب.

الدكتور إحسان القمياقجي..

طبيب اختصاص بالأشعة السينية وأول من أسس معهد الأشعة في العراق الكائن قرب مشفى مدينة الطب في باب المعظم ببغداد، ولـد فـي منطقـة جديـد حسن باشـا سـنة 1907، وهـو الابن البكـر للسـيد أحمـد حسـين القيماقجـي، دخـل الكتاتيـب لتعلـم القــرآن الكريــم والعربيــة قبــل دخولــه إلــى مدرســة المأمونيــة الابتدائية (وكانــت مدرســة نموذجيــة مــن كافــة النواحــي، تطل بنايتها الفخمة على ساحة الميدان وتضم النخبة الممتازة من الطلاب المتفوقين، وفريقاً من مختاراً من المدرسين الأكفاء).

وكانـت معـارض الرسـم مـن أبـرز النشـاطات المدرسـية، حيـث تأثـر كثيـرا بصديق والده المقرب رائد حركة الرسم في العراق الفنان عبـد القـادر الرسـام، لكنـه اتخـذ فـناً آخـر مـن الفنـون التشـكيلية وهـو فـن النحـت وبـرع فيـه، وهنالـك عـدة صـور توثيقيـة تبيـن مـا يصنعـه بيديـه مـن أعمـال نحتيـة بحرفيـة عاليـة، عمـل كثيـر مـن التماثيـل ولكـن للأسف لـم يتبقـى منهـا سـوى الصـور التـي تـدل عليهـا فقـط، واحتمـال هنـاك تمثـال رأس لابن عمـه محمـد رفيـق عـارف القيماقجـي (رئيـس أركان الجيــش العراقــي فــي العهــد الملكــي).

وكانــت هــذه التماثيــل تزيــن بيتهــم الواقــع فــي شــارع الحريــري فــي منطقــة الاعظمية بعــد انتقالهــم مــن منطقــة جديــد حســن باشــا، وأكمــل دراســته للمرحلتيــن المتوســطة والثانويــة فــي المدرســة المركزيـة بمنطقـة بـاب المعظـم والتـي تقـع علـى نهـر دجلـة قـرب وزارة الدفـاع، وكان أول المنتسـبين لكليـة الطـب فـي بغداد وأول دفعة تتخرج منها سـنة 1932 ولـه صـور فـي حفـل التخـرج، وبـرع أيضاً في فن التصوير الفوتوغرافي بعد حصولـه علـى كاميـرا وقـد تـرك لنـا مجموعـة مـن الصـور لمناطـق بغـداد والمحافظـات العراقيـة الأخرى.

بعد تخرجه من كلية الطب اشـتعل فـي المستشـفى الملكـي وابتـدأ التحضيـر لنيـل شـهادة التخصـص فـي المملكـة المتحـدة ليذهـب هنـاك بعد الحـرب العالميـة الثانيـة، ليتخصـص بالأشعة السـينية مـن جامعـة لنـدن ليعـود إلـى وطنـه ليؤسـس معهـد الأشعة فـي العـراق ويعـد أول مـن أسـس هـذا المعهـد، وظـل يعمـل فـي مجـال الأشعة فـي المستشـفى الملكـي، وهنالـك قاعـة فـي كليـة الطـب ببغـداد سميت باسمه تثميناً لـدوره وجهـوده وخدمتـه فـي هـذه المهنـة الإنسانية، كان يعمـل صباحـا في المستشفى الملكي ، وبعد الدوام يعمل في عيادته التي افتتحها في بيتهم القديم بجادة جديد حسن باشا ( شـارع الرشـيد) قـرب قهـوة الزهـاوي لتواجـد الشـاعر الكبيـر الزهـاوي بهـا، واحتلـت عيادتـه فـي مـكان مطبـخ بيتهـم وكانـت كبيـرة، وشـارك فـي أول مؤتمـر طبــي عربــي عقــد فــي القاهــرة ســنة 1938 بمشــاركة (400) طبيــب مــن جميــع أنحــاء الوطــن العربــي وعــد مــن انجــح المؤتمـرات، ظـل يعمـل فـي مجـال الطـب إضافـة لهوايتـه فـي فـن النحـت والتصويـر الفوتوغرافـي الـذي تـرك أرثـا فنيـا فيها ، ولـم يحالفـه الحـظ فـي الـزواج وظـل عازبـاً طوال حياته وفي مصاحباً لأخيه ورفيق دربه د. اكرم القمياقجي، بقـي الدكتـور إحسـان يعمـل فـي عيادتـه إلـى أن وافتـه المنيـة علـى أثـر حـادث مؤسـف عندمـا صدمـه بـاص مصلحـة نقل الـركاب الـذي أدى إلـى وقوعـه وارتطـام رأسـه علـى الرصيـف وفـارق الحيـاة سـنة 1975.

الدكتور أكرم القيماقجي..

اختصاص في الجراحة العامة، ولـد فـي منطقة جديـد حسـن باشـا سـنة 1909 لأبوين  أحمـد وشـفيقة، وعـاش فـي داره الكائنـة فـي محلـة جديـد حسـن باشـا فـي العشـرينيات وأكمل دراسته الابتدائية في مدرسة المأمونية ثم مدرسة الغربية والمركزية، وكان مـن المتفوقيـن بالدراسـة، ولشـدة ذكائـه وتفوقـه عبـر صفـوف عـدة وأنهـي الثانويـة قبـل أخيـه أحسـان، دخـل معهـد المعلميـن وتخرج منه لمدة سنة واحدة، ومن ثم أصبح مدرساً في مدرسة الصنائع فـي بغـداد ولـه صـور عديـدة مـع طلابه، كان للصداقـة الوثيقـة بيـن والـده والفنـان الكبيـر عبـد القـادر الرسـام الأثر الكبيـر علـى موهبتـه الفنيـة، وكان أكثـر أخوتـه  تأثراً بالرسـام.

حيـث بانـت فـي رسـومه ولوحاتـه شـبه كبيـر لأستاذه، ولـه صـورة وهـو طفـل صغيـر وبيـده فرشـاة يرسـم بلوحة وثقت له من قبل عائلته، وكان يهوى الموسيقى وتعلم العزف على العود، كمـا كان لصداقـة ومصاحبـة نـوري السـعيد لوالـده أحمـد القيماقجـي فـي مجلسـهم أثـر فـي قبولـه فـي الكليـة العسـكرية، وكان أول اسـم يتـم قبولـه فـي الكليـة العسـكرية العراقيـة، ولـه صـورة توثـق ذلـك، قبـل مـع ابـن عمـه رفيـق عـارف القيماقجـي الـذي أصبـح فيمـا بعـد رئيـس أركان الجيـش العراقـي قبـل ثـورة 1958 تموز، ولشـدة ذكائـه لـم يـرق لأبيه إن يسـتمر بالكليـة العسـكرية جاء ذلك لشعور والده بذكاء ابنه وطموحه فأراد أن يكون طبيباً يستفاد من ذكائه الحاد في أكثر المهن إنسانية.

وكان له ما أراد فدخل كلية الطب وتخرج في الدورة الثالثة 1934، وكان من الطلبة المتفوقين والأول على دفعته فـي كل المراحـل الدراسـية، حيـث حصـد الكثيـر مـن الجوائـز، ولـه صـور توثـق هـذه الفتـرة مـع رئيـس الـوزراء والأمير عبـد الإله وهـو يتسـلم منهـم الجوائـز، وتحتفـظ عائلتـه بصـورة زيتيـة ضفـاف دجلـة وقصـر شعشـوع لـه رسـمها بتاريـخ 1929 وأخـرى صـورة شـخصية للجـد حسـين القيماقجـي فـي 1930.

وللأسف الكثيـر منهـا ضـاع خلال هـذه الفتـرة، بعـد تخرجـه مـن كليـة الطـب اشـتغل طبيبـا جراحـا فـي مستشـفى الملكي (الكـرخ الجمهـوري) قبل عام 1958، وكان مهتماً  بشــغله وطموحــه للتخصــص لكــن ظــل علــى حبــه للرســم والفــن، وســنحت لــه الفرصــة لإكمال دراســته  والتخصص فـي الولايات المتحـدة الأمريكية بعـد الحـرب العالميـة الثانيـة 1946، فطـار مـن مطـار الحبانيـة إلـى مصـر ومـن هنـاك اسـتقل الباخـرة إلـى الولايات المتحـدة عـن طريـق انكلتـرا، وفـي ولاية فيلاديلفيا وجامعتهـا حـط رحالـه وابتـدأ بإكمـال دراسـته للتخصـص فـي موضـوع رسـالته (داء الكلـب والأكياس المائيـة).

وحصـل علـى المرتبـة الأولى مـن مجمـوع 90 طبيـب أمريكـي وأجنبـي، ولذكائـه المفـرط عيـن أسـتاذ مسـاعد لكنـه رفـض العـرض وذلـك لحبـه وحنينـه إلـى بلـده، وأن يعمـل فـي بلـده فـي التخصـص الـذي يمارسـه، وبعـد رجوعـه إلـى العـراق وحصولـه علـى شـهادته العليـا فـي الطـب، عاد إلى المستشفى الملكي، وبعد قيام ثورة 1958 حاول وزير الصحة نقله إلى مدينة الديوانية حيث كان حالماً بأن يكون معيداً في كلية الطب لكي يستفيدوا من علمه، فرفض النقل وقدم استقالته، وصـرح بعـد فتـرة زمنيـة أن السـبب هـو أسباب شخصية، اشـتغل بعـد ذلـك طبيـب خـاص وظـل يعمـل عملياتـه الجراحية فـي مستشـفى الراهبـات، إلـى أن انتقـل إلـى جـوار ربـه سـنة 1979 وكانـت عيادتـه فـي شـارع الأمين أحـد فـروع شـارع الرشـيد، ويذكـر بأنـه كان لـه مرسـم خـاص فـي بيـت العائلـة الـذي انتقلـوا إليه قبـل الحـرب العالميـة الثانيـة فـي شـارع الحريـري، وهنـاك كان النصيـب الأكبر لرسـومه والتـي آلـت إلـى عائلـة أخيـه أنور القماقجي بعد وفاته.

الدكتور أنور القيماقجي..

طبيب اختصاص أمراض النسائية والتوليد، ولـد فـي سـنة 1914 فــي منطقـة جديـد حســن باشـا، مـن أب عراقـي أحمـد القمياقجـي  ولد في سنة 1873 ببغداد وأم عراقيــة شــفيقة علــي ياور ولــدت فــي ســنة 1883 ببغــداد، أكمــل دراســته فــي مدرســة المأمونيــة الابتدائية موثقة دراسته هذه بصور مع الطلاب والمدرسـين، وصـورة أخـرى مـع صديـق طفولتـه الرسـام المشـهور سعاد سليم، احتفظـت بهـا عائلتـه لغايـة الوقـت الحاضـر حيـث ارتبـط الصديقيـن بصداقـة وثيقـة التـي أثـرت فـي تنميـة موهبتـه الفنيـة فـي الرسـم، ثـم أكمـل دراسـته فـي المدرسـة الغربيـة المتوسـطة، وهنـا بـدأت موهبتـه فـي الرسـم ليسـاعده الأستاذ المعـروف عبـد الكريـم محمـود، مـع الاستعانة بكراسـات الرسـم التـي وزعـت لهـم فـي المدرسـة فـي  بواسـطة الفنـان المعـروف محمـد صالـح زكـي.

ابتـدأت رحلتـه مـع الفـن والرسـم فـي سـنة 1929 وهـو مايـزال فتيـا ســن ال (15) حيــث ضمــت كراســة الرســم لــه مــا يقــارب ال (12) صــورة، ورســم فــي السادســة عشــر مــن عمــره صورتـان، أحداهمـا لجامـع الحيـدرخانـه والأخرى مـن الحضـارة الرافدينيـة تمثـل التـراث البابلـي، وحيـن بلـغ عمـره مابيـن سن ( 17 _ 27) كان طالباً في المدرسة الثانوية المركزية ثـم فـي كليـة الطـب، تضمنـت رسـوماته كاريكاتير لشـخصيات سياسـية عراقيـة، كمـا جسـدت رسـوماته بعـض الأمراض التـي تصيـب جسـم الإنسان ضمـن منهـاج دراسـته فـي كليـة الطــب بعــد تكبيرهــا ومشــاهدتها تحــت المايكروســكوب، ورســم فــي الســنوات مابيــن(1937 _ 1939 ) رســوم لبعــض الأهل والأصدقاء والأقارب، شارك في عام 1937  برسوم كاريكاتير سياسيين في المعرض الزراعـي.

وبعـد تخرجـه مـن كليـة الطـب واشـتغاله بالمستشـفى الملكي ومـن ثـم ذهابـه إلـى المحافظـات الشـمالية واشـتغاله طبيـب فـي الجيـش حصـل علـى موافقـة لإكمال دراسـته التخصصيـة وسـفره إلـى مصـر بعـد الحـرب العالميـة الثانيـة، وعمـل هنـاك وتـدرب لفترة وجيزة من ثم سافر من ميناء الإسكندرية بحراً إلـى دبلـن بايرلنـدا، وخـلال رحلته في الباخرة رسم كثير من الركاب معه  وما تـزال بعـض هـذه الرسـوم موجـودة لـدى عائلتـه، وفـي ايرلنـدا درس وتخصـص بالأمراض النسـائية والتوليـد، وهنـا رسـم جيرانـه وبعـض أصدقائـه وما تـزال البعـض مـن لوحاتـه هـذه محتفظـة بهـا عائلتـه، فـي مستشـفى روتاندا بايرلندا رسم أجمل رسومه للممرضات والطبيبات العاملات معه في سنة 1949، بعد عودته إلى العراق واشتغاله كطبيب متخصص بالإمراض النسائية والتوليد في المستشفى الملكي الذي سمي بعد الثورة مستشفى الجمهوري. بعـد عـام 1961 أصبـح مديـرا لمستشـفى الكـرادة للولادة، ومـن ثـم مستشـفى دار السلام  للولادة  ثم مدير مستشفى العلوية والفردوس والهلال الأحمر، تفـرغ لمهنتـه الإنسانية  وعيادتـه الكائنـة فـي شـارع الأمين.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب