16 نوفمبر، 2024 9:27 م
Search
Close this search box.

الثقافة المحرمة .. القصص الممنوعة تجد طريقها إلى “إيران” !

الثقافة المحرمة .. القصص الممنوعة تجد طريقها إلى “إيران” !

خاص : ترجمه – محمد بناية :

يوم ماطر في فضاءً مفتوح، وأمام بائع كتب، يخفي رجل وجهه خلف كتاب.. وعلى غلاف الكتاب صورة فتاة مغطاة بملاءة وتنام على الأرض وبجوارها، على مسافة إنشات من عضدها، حذاء رجالي كبير.

وإذا أمكننا قراءة الفارسية؛ فسوف نقرأ كلمة (لوليتا)، ولعلها واردة على لغتنا. هكذا بدأت صحيفة (The Globe and Mail) الكندية؛ تقريرها الصحافي عن الكتب والروايات المتداولة بشوارع “إيران”؛ رغم حظرها من قبِل السلطات الرسمية، والذي ترجمه للفارسية، “هاديإبراهیمي رودبارکي”، لصالح صحيفة (شهرﮔـان) الإيرانية.

لكتاب يجد طريقه للقاريء والكاتب مطارد !

تقول “أكرم پدرام نيا”، المترجمة والروائية الإيرانية؛ المقيمة في “كندا”: “هذه ترجمتي التي تُباع في معابر طهران. وصورة الرجل تذكرني: بأن الكتاب ممنوع، إلا أن البعض أرسلوا لي هذه الصورة، وبالتأكيد يخفون وجوههم. وتنتشر صور الكتاب على شبكات التواصل الاجتماعي في تحدي لقرارات الحظر”.

ومعروف أن، “پدرام نيا”، واحدة من أنشط المترجمين وأقواهم عزيمة حاليًا. تعرضت مرارًا للمشكلات في مواجهة الرقابة. كذلك؛ فإن نشر هذه الأعمال بدون إجازة أو تكلفة الترجمة، وكذلك اختيار هذه النوعية من الأعمال يتطلب عزم قوي.

ولدت “پدرام نيا” في “إيران”؛ واستكملت دراستها في “كندا” وتعيش هناك، منذ حوالي 20 عامًا. ولأن كتاباتها وترجماتها تحظى بالمزيد من الاهتمام، فقد أتضح لها أن العودة إلى محل ولادتها ليس آمنًا.

ما تزال أسرتها تعيش إلى الآن في “إيران”؛ وقد طلبت إليها عدم العودة إلى “إيران”. وآخر مرة زارت فيها “إيران” كانت، في العام 2001.

تقول: “المؤشرات والتهديدات منعتني من العودة إلى الوطن”. وفي العام 2010، نشر موقع “إيراني-إنكليزي”؛ تقريرًا عن مهاجمة صفحة “پدرام نيا” على (ويكيبيديا) وكأنما يريدون إخفاءها.

تضيف: “في دول مثل إيران؛ لا يمكن مطلقًا توجيه كل مستويات القمع والحجب والإيذاء والتعذيب. لا يمكنك أن تقول هل بمقدورك العودة في آمان أم لا”.

الاستعانة بالكلمات الغامضة هربًا من الرقابة !

وانتشار ترجمة كتاب (لوليتا) الفارسية؛ جعل عودة “پدرام نيا” أكثر تعقيدًا. فقد تصورت إستحالة ترجمة ونشر نص “فلاديمير ناباكوف” داخل “إيران”.

وفي البداية إتخذت، “پدرام نيا”، القرار بعدم طبع الكتاب بدون ترخيص رسمي. وقد نُشرت الترجمة الكاملة في “أفغانستان”، عام 2014، وبعد ذلك قامت بعض دور النشر، غير المعروفة، بطباعة الكتاب في “إيران”، وتوزيعه دون علم المترجمة.

أكرم پدرام نيا

وفي الأشهر التالية، وصف النظام الإيراني، الثيوقراطي، الكتاب، بـ”الفاحش”؛ وأعلن جمع النسخ من السوق. وبرروا هذا العمل بحظر هذا العمل في “الولايات المتحدة” وباقي الدول الغربية. (علمًا بأن دول فرنسا وبريطانيا والأرجنتين ونيوزلندا منعت الكتاب، لكن الولايات المتحدة حظرت نشر الكتاب).

وأعلن وزير الثقافة والإرشاد الإيراني أن ترجمة “پدرام نيا” لكتاب (لوليتا) نُشرت بشكل غير قانوني. وأضاف مساعده: “اُرسل الكتاب مرتين إلى الوزارة ولم تجيزه”.

وتعلق “پدارم نيا”؛ قائلة: “في الحقيقة لم أطلب تصريح الوزارة مطلقًا بسبب الرقابة، لكنها رغبة المسؤولين في التظاهر بالسيطرة على الأوضاع”.

وكان بعض أصدقاء ورفاق “پدرام نيا”؛ قد التفتوا إلى عنايتها برواية (لوليتا)؛ وتساءلوا: “كيف أمكنها كإمرأة وأم وطبيبة؛ ترجمة هكذا عمل ؟. وهل يتناسب الاستغلال الجنسي للأطفال في (لوليتا) مع واقعها ومواقفها ؟”..

وللرد هي تنقل كلمات “نابوكوف” في الرواية: “يرتبط الإحساس بشكل ما بأشياء أخرى: حين يكون الفن، (البحث، والرأفة، والرحمة)، هو المعيار”. ورغم المقالات والانتقادات والقصص القصيرة للصحافيين الإيرانيين والمواقع الإلكترونية حول العالم، أنهت “پدرام نيا” خمس ترجمات أخرى عن الإنكليزية إلى الفارسية. منها (ليلية لطيفة)؛ للكاتب، “اسکات فیتز غرالد”، و(الحكومات العاجزة)؛ من أعمال، “نعوم غامسکي”، و(الملقب بغريس)؛ من تأليف، مارغريت اتوود”. والأخيرة لم تُنشر حتى الآن.

وكانت “وزارة الإشارد” قد طلبت إجراء تعديلات واضحة على العمل، “وأنا لن أقوم بذلك”. وبسؤالها عن كيفية التهرب من الرقابة في أعمالها السابقة ؟.. أجابت: “بالاستفادة من الكلمات الغامضة. على سبيل المثال عبرت عن الاتصال الجسدي بين شخصين بإهتزاز اليدين، واستبدلت الكحول بالعصير على أمل أن يفهم المتلقي المقصود”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة