خاص: إعداد- سماح عادل
الصوت يخاطب الأذن، ويخاطب وجدان المستمع، وإذا كان الصوت جيدا ومميزا، وطريقة الأداء احترافية يتمكن التعليق الصوتي من التأثير في نفسية المستمعين.
تقنيات التعليق الصوتي..
تتنوع التقنيات وفق هدف التعليق ونوعه والوسائط المتعددة المستخدمة فيه، ويمكن وضعها في ثلاث استراتيجيات رئيسية:
التعليق الصوتي الظاهري..
معلق صوتي يسجل الجمل والفقرات ويحفظها بصيغ رقمية معينة، لدمجها في مقاطع الفيديو ومزامنتها مع الصور والعناصر المرئية بعد حذف الأصوات الرئيسية. وغالبا ما يُستخدم التعليق الصوتي الظاهري في الفيديوهات المعلوماتية وشرح أفلام الأطفال والإعلانات التجارية، وغيرها. ويُضاف إلى هذه المقاطع مؤثرات صوتية لإضفاء لمسة مميزة.
ويحتاج المعلق الصوتي في هذه الإستراتيجية إلى الأدوات التالية:
– الميكروفون :Microphone
عند التواصل مع معلق صوتي لتنفيذ مشروعك، عليك أن تسأله عن أنواع الميكروفونات التي يستخدمها، ولاسيما التي تلعب دورا كبيرا في جودة الصوت ووضوحه. مثل الميكروفونات ذات النمط القطبي Polar Patterns التي تُصنف حسب شكلها، وأخرى مُحددة وفقًا لنوع وحجم الغشاء.
– حامل الميكروفون:
هناك أنواع مختلفة من حوامل الميكروفون Microphone stand التي تجعله ثابتًا طوال الوقت، ومنها تلك التي تتسم بالقاعدة المستديرة، وحاملات ذراع الرافعة ثلاثية القوائم، وأخرى منخفضة الارتفاع، و حوامل الترايبود Tripod Stand التي يستخدمها الكثير.
– مرشحات الصوت
مرشح الميكروفون Pop Filter من أهم الأدوات التي يستخدمها المعلق الصوتي، لأنها تساعده في التخلص من الأصوات غير المرغوب فيها الصادرة خلال التسجيل.
– واجهة الصوت :Audio Interface
من المعدات الضرورية في التعليق الصوتي، وتتمثل وظيفتها في تحويل الصوت البشري إلى صوت رقمي للتعامل معه عبر برامج الحاسوب.
– تطبيقات الصوت:
تقنيات وبرامج تساعد في عملية تسجيل وتحرير الصوت وإعادة إنتاجه، لها مزايا عديدة، مثل: حذف التسجيلات التي تتخللها الضوضاء، وضبط مستوى الصوت، وتحسين جودة الصوت ومزجه بالمؤثرات الصوتية، ومن أبرزها برامج محطة العمل الصوتية الرقمية DAW.
– السماعات Headphones:
السماعات الرأسية للاستماع إلى التسجيلات التي يجريها المعلق الصوتي، والتأكد من مدى جودتها.
– عازل الصوت Sound Insulator:
العزل الصوتي داخل غرفة أو أستوديو التسجيل المنزل، لحجب الضوضاء الخارجية.
الرسمي:
على الأرجح أنك شاهدت في يومٍ ما مقابلة تليفزيونية رسمية مدبلجة بلغتك الأم لتفهم الحوار جيدًا، فهنا تُستخدم إستراتيجية التعليق الصوتي الرسمي، إذ لا تُحذف الملفات الصوتية الأصلية ولا تُستبدل، لكن يُخفض مستوى صوتها. بينما تكون الدبلجة مسموعة وواضحة ومتزامنة مع اللقطات الأساسية، ويمكن لمعلق صوتي واحد تأدية التعليقات الصوتية كافة.
الاستبدالي:
يعتمد هذا الأسلوب على استبدال التعليق الصوتي بالأصوات الأصلية جميعها. فإذا احتوى مقطع الفيديو على عدة شخصيات، يستدعي ذلك اختيار أكثر من معلق صوتي ذي كفاءة عالية لتجسيد تلك الشخصيات، ومحاكاة تصرفاتها بما يتوافق مع المشاهد الأصلية.
تعليق صوتي احترافي..
عليك بالتخطيط المسبق وإتباع الخطوات السليمة، بدايةً من تحديد نوع التعليق الصوتي والجمهور المستهدف حتى استلامه من المعلق الصوتي. كيف تفعل ذلك؟
- اختر نوع التعليق الصوتي..
التفكير مليئًا في إستراتيجيتك ونوع التعليق الصوتي الذي يناسب أهدافك المرجوة. وتحديد نغمة السرد المناسبة مع الهوية الصوتية لعلامتك التجارية، لأنها تؤثر كثيرًا على التأثير العاطفي المتوقع. من المهم أن يتسق التعليق الصوتي مع هوية شركتك.
اسأل نفسك: هل التعليق الصوتي الذي تريده يخدم إعلانات ترويجية أم محتوى تعليمي؟ هل تود إبلاغ جمهورك بمنتج أو خدمة جديدة وعرض مزاياها أم تُعرفهم بشركتك فقط؟ هل يتناسب المحتوى مع الأسلوب السردي أم غير السردي؟ ما المزيج التسويقي والعناصر المرئية التي قد يتضمنها الملف الصوتي؟ ما هي عبارة الحث على اتخاذ إجراء CTA التي ترغب في تضمينها بالتعليق الصوتي؟
- حدد جمهورك المستهدف:
التعليق الصوتي يوجه لشرائح محددة من العملاء، وهذا يتطلب دراسة الجمهور المستهدف باهتمام. لا بد من التعرف على خصائص المستهلكين وفئاتهم العمرية، وهواياتهم، وأهدافهم، ومستوى ثقافتهم، ولهجتهم التي يتحدثون بها، وتحليل احتياجاتهم واهتماماتهم، ورصد الوسائط الإعلامية التي يفضلونها.
معرفة الجمهور المستهدف حجر الأساس للتعليق الصوتي، خاصة أنه يساعد على تحديد جنس المعلق الصوتي، ولهجته، وعمره، والأسلوب الذي ينتهجه. مثلا أن عملاءك المحتملين من الرجال، فمن الأفضل أن يكون المعلق الصوتي رجلًا ذا صوت مؤثر ومتماسك، أما إذا كان الجمهور من النساء، فمن الممكن توظيف فتاة تتمتع بصوت جذاب ومبهج.
- اكتب السيناريو:
كتابة سيناريو التعليق الصوتي هام، فالبدء في التسجيل دون إعداد نص مكتوب يحقق أهدافك، سيؤدي إلى نتائج غير مرضية. لابد من تحديد الخطوط العريضة للنقاط التي تريد إيصالها إلى الجمهور، ثم إجراء المزيد من البحث، وجمع المعلومات ذات الصلة بمحتواك وتنظيمها، والبدء في كتابة المحتوى.
أما إذا لم يكن لديك وقت كافٍ، أو لست مُتقنًا لمهارة الكتابة، لابد من توظيف كاتب سيناريو محترف عبر مستقل، أكبر منصة عمل حر عربية، ليترجم أفكارك إلى نصوص مُفصلة يَسهل تحويلها لمحتوى مرئي ومسموع يفي تمامًا باحتياجاتك.
مواصفات التعليق الصوتي الجيد..
هناك مجموعة من المعايير التي يجب توافرها في التعليق الصوتي ليكون مميزًا وذا جودة عالية. لتضمن بقاء المشاهد منجذبًا للتعليق الصوتي، ومتفاعلًا مع الفيديو حتى النهاية.
اللغة والنطق السليم:
النطق السليم لمخارج الحروف، ليتسنى للمستمعين فهم ما يُقال. يُعدّ النطق السليم من أهم مهارات التعليق الصوتي، ومن الضروري التعاون مع معلق صوتي على دراية واسعة بالأصوات اللغوية الأساسية ومخارج الحروف. كما ينبغي التأكد من نطق الكلمات الصعبة واسم الشركة بطريقة صحيحة. كذلك، ضع في الحسبان أهمية استخدام اللهجة الإقليمية المناسبة والإحساس بالنص، لزيادة إقناع الجمهور المستهدف بالرسالة.
وضوح الصوت:
يُعدّ وضوح الصوت من أهم أساسيات التعليق الصوتي، إذ يجب خلو المادة السمعية أو البصرية من أي مؤثرات جانبية أو أصوات مزعجة تربك الجمهور. والتأكد من جودة الصوت ومستواه، لا يكون مرتفعا للغاية، مما يؤذي المتابعين ويجعلهم ينفرون منه، ولا منخفضا جدا فيصعب على الجمهور سماعه وفهمه.
السرعة المناسبة:
التعليق الصوتي المميز يتصف بوتيرة طبيعية ومدروسة. فلا بد أن يكون معدل السرعة مناسب ومتوازن، مع التوقف قليلًا بين الجمل والعبارات لأخذ النفس، ومنح المشاهد فرصة لمعالجة المعلومة وفهمها.
النغمة الصوتية:
من المهم ألا يشعر المستمع أن الصوت مفتعلا أو مزعجا ومملا، من خلال التنوع في مستويات الصوت، والاعتماد على الإيقاع المتزن الذي يجذب الجمهور ويجعله مدركا لما يقال.
يؤثر التعليق الصوتي عاطفيا على الجماهير المستهدفة، وقد يدفعهم إلى اتخاذ إجراء معين يتناسب مع أهدافك المرجوة، إلى جانب زيادة إدراكهم بعلامتك التجارية. لذا، فإن توظيف معلق صوتي محترف لديه القدرة على ضبط النغمة، واختيار الأسلوب المناسب، أمر في غاية الأهمية، ليمنحك فيديو أو مقطع مسموع يدعم رؤيتك ورسالتك وهويتك الصوتية، ويجعلك مميزًا عن منافسيك، وأكثر فعالية في التواصل مع عملائك.
الأهمية التسويقية للتعليق الصوتي..
تخيّل أن هنالك اثنين من الفيديوهات التسويقية، بُذل الكثير من الجهد في العناية بتفاصيل كليهما، إلا أن أحدهما كان بدون أي تعليق صوتي، مجرّد مقاطع توضيحية جامدة، ولا سبيل للعميل لفهم مغزى الفيديو سوى باستقراء المقاطع التي لا حياة بها إطلاقًا، وأما الآخر فيتضمّن معلّقًا مناسبًا، أيهما برأيك سيثمر نتائج حقيقية؟
بالطبع سيكون المقطع الذي يتضمّن التعليق الصوتي، فهو يؤمّن وسيلة تواصل حقيقية بين العميل والفكرة التي تريد إيصالها من الفيديو التسويقي، بدون هذه الرابطة سيواجه العميل صعوبة في استيعاب المغزى التسويقي، وحتى وإن كانت الفكرة على بساطتها مفهومة بدون شرح صوتي فسيكون انطباع العميل على الفيديو سلبيًّا.
وهنا يأتي دور المعلّق الصوتي فهو يضفي الحيوية على الفيديو التسويقي ويقرّب الفكرة والهدف من العميل لأن العميل ببساطة يشعر بأن أحدًا ما يخاطبه عبر الفيديو وليس مجرّد مقاطع استعراضية جامدة خالية من الحياة.