15 نوفمبر، 2024 4:04 ص
Search
Close this search box.

التشكيلية الإيرانية “فريدا” : رسوماتي تظهر وتموت في هذه الغرفة !

التشكيلية الإيرانية “فريدا” : رسوماتي تظهر وتموت في هذه الغرفة !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

أطلق الموقع المعارض (إيران واير) بابًا جديدًا باسم: “إيران ليست فقط طهران”، وفيه يقدم الموقع تعريفًا للفنانين وغيرهم من المهتمين بالمجالات الفنية داخل القرى والأقاليم الإيرانية، مع منح الأولوية لأولئك الذين يتعرضون للقمع في وسائل الإعلام الإيرانية غير المستقلة، أو يتعرضون للتهميش لمجرد أنهم من الأقاليم.

يقول موقع (إيران واير): “ونحن نقدم للمتلقي سيرهم ونعرف بهم دون أي توجهات سياسية. وأولويتنا في الجزء الأول من هذا الباب للفنانين في محافظات خوزستان، وأصفهان، وخراسان”.

وقد حرص الموقع الإيراني المعارض على إجراء حوار مع الفنانة التشكيلية الإيرانية “فريدا”..

تعبت من الرسم لنفسي..

تقدم الفنانة الإيرانية “فريدا” نفسها قائلة: “ولدت عام 1990؛ وهاجرت قبل عشرات السنوات تقريبًا بصحبة أسرتي إلى إحدى المدن الشمالية. تخرجت في قسم الهندسة المعمارية وأنا حاليًا أعد للحصول على درجة التخصص الماجستير. وفي هذه المدينة الصغيرة بدأت أحترف هواية الرسم. وكل الفنانين في هذه المدينة مجهولون مثلي عدا واحد أو اثنان”.

ولم أتمكن حتى الآن من إقامة معرض أو حتى المشاركة في معارض جماعية، لأن أسلوب الرسم الكوميدي، (nude art)، يتعارض والقوانين الإسلامية. والواقع احترفت بنفسي الرسم في غرفتي، حيث تمكنت من رسم الناس. والحقيقة أن وضعي وأمثالي تحسن قليلاً بظهور مواقع التواصل الاجتماعي. مع العلم أنه إذا وقعت أعين المتشددين على رسوماتي المنشورة بشبكات التواصل الاجتماعي عن المتشددين فسوف يقاضونني، لكن لا بأس فأنا أحب أن أضع هذه الرسومات أمام بعض من يحبون هذا الأسلوب.

وكنت قد إتخذت قرارًا منذ مدة باتباع أسلوب آخر في الرسم، فقد أحببت أن أنظم لأعمال معارض على أرض الواقع. تعتب من الرسم لنفسي فقط.. لكني لا أملك الكثير من الحرية داخل أسرتي.. وأحيانًا يكون عمر وحياة أعمالي الفنية قصير جدًا.. تظهر وتموت داخل غرفتي دون إمكانية للحياة والبقاء. لقد أحببت رسم الممثلين السينمائيين في صغري، لكن والدي رفض وعارض وهددني بالحرمان من الميراث..

مع إنعدام أهمية الفن في المحافظات فرضت على الفنانين العزلة..

“إيران واير” : لعب الرسامون دورًا مفتاحيًا في ثورة 1978، ولقد كان الشعراء على سبيل المثال بمثابة الأنبياء للأحزاب السياسية.. هل شارك الفنانون بمحافظتك في مظاهرات الفقر مطلع العام الجاري ؟

“فريدا” : للأسف لم يقدم أي من الفنانين المشاهير في محافظتي، وعموم “إيران”، الدعم للشعب الجائع في الاحتجاجات التي عُرفت باسم “مظاهرات الفقر”.. ومع إنعدام أهمية الفن في المدن والأقاليم فقد فُرضت على الفنانين العزلة، وتقابل الدولة بالقمع الشديد أي اعتراضات من جانبهم وإن تكن صغيرة.. وفي منظومتنا التعليمية حيث التاريخ والأحكام المحرفة، لا يلقي أحدهم بالاً للفن والرؤية الفنية، وقلما يستطيع شخص التقدم على هذا المسار ما لم يكن ذا عزم راسخ وإرادة فولاذية. والبعض يُضطر إلى إلتزام القوانين وهراواتها خوفاً من التعرض للنسيان. لكن الأمر شديد الصعوبة لكل من يأهبون لأفكارهم ويعتقدون في الفن المتلزم ولا يملكون منبراً. وهؤلاء قد يتعرضون للنسيان على أحسن الفروض.

النظام الحاكم يرتعد من الفن والفنانين..

“إيران واير” : تصنع كل منطقة ثقافتها المحلية إنطلاقًا من طبيعة الماء والطقس واللغة واللهجة المحلية، وهو ما يُعرف بالثقافة الفرعية، حيث تشكل هذه الثقافات الفرعية بنظمها إلى جوار بعضها البعض ثقافة الدولة.. وعلى مدى العقود الأربع الماضية، سعى النظام الإيديولوجي والفكري السائد في إيران إلى أسلمة وتوحيد الفن المعاصر، بحيث يكون قريبًا من الإيديولوجية الحكومية والمذهبية.. فهل نجحت في رأيك هذه المساعي ؟

“فريدا” : فشل النظام الحاكم في عملية الأسلمة والتوحيد.. وهو يرتعد من الفن المستقل والتفكير الفني. وعليك أولاً قبل توحيد الفن السيطرة الكاملة على تفكير الأفراد. وقد فشل النظام في ذلك، لكنه نجح في جعل المجتمع ذو شخصيتين. بمعنى أن الكل مجبر على التظاهر. يكونون في محلاتهم ومنازلهم على طبيعتهم التي يحبونا بها، بينما يلتزمون الرياء مع المجتمع.

فإذا كان هدف النظام هو “الرياء”، فلابد أن اعترف بنجاح النظام في توجيه معظم الفنانين إلى “الرياء”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة