خاص : ترجمة – آية حسين علي :
تزامن وقت إصدار رواية (مئة عام من العزلة)، للكاتب الكولومبي، “غابريل غارثيا ماركيز”، التي غيرت تاريخ أدب أميركا اللاتينية في القرن الماضي، مع إطلاق ثامن ألبومات فرقة “بيتلز” بعنوان (الرقيب فلفل)، وهو الألبوم الذي هيمن على الموسيقى الشعبية خلال هذه الفترة، ليربط مصير “الخنافس” بـ”ماركيز”، الحاصل على جائزة “نوبل”.
واعتبرت الرواية أعظم إنجاز في تاريخ أميركا اللاتينة، منذ رواية (دون كيخوت) للكاتب “ميغيل دي ثيربانتس” في القرن السابع عشر، كما حقق الألبوم نجاحًا شعبيًا واسعًا.
وتم الإنتهاء من طبع الرواية الخالدة، في 30 آيار/مايو عام 1967، وطرحت للبيع في 5 حزيران/يونيو من نفس العام، بينما في 26 آيار نشرت الفرقة المعروفة باسم “الخنافس” أو “إيقاع الخنافس” الألبوم.
الكاتب غير رأيه في الفرقة بسبب أغنية..
استمع الكاتب الكولومبي لأول مرة لأغنية من أغنيات فرقة “الخنافس” في المكسيك عام 1963، وعندها اكتشف، بحسب تعبيره: أن “الكون كان ملوثًا بهم”، وكان حينها عمره 36 عامًا ولا يزال يعتقد في قدرة الصحافة الهادفة – في الحقيقة أنه لم يتوقف عن هذا الإعتقاد – ويحلم بأن يتفرغ للكتابة.
بينما أطاحت أغنية (لوسي إن ذا سكاي) بكل شيء، لأنها فيما بعد تحولت إلى أغنيته المفضلة، وكان يسمعها طول الوقت، وهي مشاعر شاطره فيها صديقه الروائي المكسيكي، “كارلوس فوينتيس”، الذي كان يستمع إليها بأعلى صوت خلال أداء عمله.
وحكى الكاتب الكولومبي بنفسه هذه القصة خلال النعي الذي كتبه للمغني السابق في فرقة “بيتلز”، “جون لينون”، بعد اغتياله في 8 كانون أول/ديسمبر عام 1980، وكان قد مر حوالي 20 عامًا.
وفي هذه الفترة كان “ماركيز” قد بات جزءًا من “ألبوم الأميركي اللاتيني” وتمكن من تحقيق حلمه بالتفرغ للكتابة وسافر إلى “إسبانيا” واستقر بها لمدة 8 أعوام، كتب خلالها رواية (خريف البطريرك)؛ التي نشرت عام 1975، إلى جانب عدد من القصص القصيرة والحكايات، مثل؛ (أجمل غريق في العالم)، 1968، و(موت مؤكد فيما وراء الحب)، وكلها أعمال جعلته يتحول هو نفسه إلى “بطريرك الأدب الإسباني” خلال القرن العشرين.
فوز عالمي للشعر..
لكنه بعد ذلك؛ عاد إلى جلده ولونه المفضل؛ “الواقعية السحرية”، ووصف موت “لينون” بأنه “فوز عالمي للشعر”، وأبدى سعادته، رغم الحزن الكبير والمشاعر الساخنة التي أحرقت قلوب الملايين بسبب موت رجل لم يفعل أي شيء في حياته سوى غناء الأغاني العاطفية، وفي هذا اليوم سأل ابنه إحدى صديقاته “لماذا قتلوا لينون ؟”.. فردت قائلة: “لأن العالم أوشك على الإنتهاء”.
الخنافس..
تأسست فرقة “البيتلز” الغنائية البريطانية في “ليفربول”، عام 1960، على يد “جون لينون” من مجموعة من المراهقين، هم؛ “بول مكارتني”، “جورج هاريسون”، و”رينغو ستار”، واكتسبت شهرة عالمية كبيرة خلال حقبة الستينيات، نظرًا لكونها فرقة شعبية اعتمدت على موسيقى “الروك آند رول”، التي تحفز الجمهور، وأصدرت أول ألبوماتها بعنوان (please please me) أو(أرجوك أرضيني)، في 22 آذار/مارس عام 1963، واحتل الألبوم المركز الـ 32 ضمن قائمة أفضل 500 أغنية التي وضعتها مجلة (رولينغ ستون)، وفي نفس العام أصدر “الخنافس” ثاني ألبوماتهم بعنوان (مع البيتلز)، واستمرت الفرقة في نشر ألبوماتها حتى وصل عددها إلى 13 ألبومًا، إلى جانب إحياء الحفلات الصاخبة، والمشاركة في عدد من الأفلام، وحصد النجاح، حتى تسببت الخلافات في تفككهم عام 1970، أي بعد إصدار آخر ألبوم (فليكن) في 8 آذار/مايو.
ودخل “الخنافس” موسوعة “غينيس” للأرقام القياسية؛ بعدما حققوا أعلى مبيعات في العالم بعد توقفهم لسنوات، إذ بلغت قيمة المبيعات بليون و600 مليون دولار، وكانت أكثر أغنية حققت نجاحًا هي أغنية (الأمس).