خاص: إعداد- سماح عادل
يعد الاكتئاب اضطرابا عقليا، ينطوي الاكتئاب على أكثر من الشعور بالحزن طوال الوقت، حيث قد يشعر المرضى بالتفاهة والذنب، أو يفقدون الاهتمام بالأشياء التي يتمتعون فيها بشكلٍ طبيعيٍّ، أو يُعانون من اضطرابات النَّوم، أو يفقدون أو يكتسبون الوزنَ.
وهو ينقسم إلى عدة أنواع.
اضطراب الاكتئاب الرَّئيسي..
يشعر مرضى هذا النوع بالاكتئاب في مُعظم الأيَّام ولأسبوعين على الأقلّ، وقَد يبدُون بائسين، وقد تكون عيونهم مليئة بالدُّموع وقد تكون حواجبهم مُقطَّبة وقد تكون زوايا الفم متهدلةً، وقد تُصبح وقفتهم مترهِّلةً ويتجنَّبون التواصل بالعينين، وقد يتحرَّكون بصعوبة وتُصبح تعابير الوجه لديهم قليلة ويتحدَّثون بنغمةٍ رتيبةٍ.
اضطراب الاكتئاب المُستَديم..
يُعاني مرضى اضطراب الاكتئاب المُستَديم من الاكتئاب لمُعظم الوقت لمدَّة عامين أو أكثر، وتبدأ الأَعرَاض تدريجيا، وغالبًا ما تظهر في أثناء مرحلة المراهقة، وقد تستمرُّ لسنواتٍ أو عُقودٍ.يختلف عدد الأَعرَاض التي تكون موجودةً في وقتٍ واحدٍ، وأحيَانًا تكون الأعراض أقلّ شدَّةً من أعرَاض الاكتئاب الرئيسي.
قَد يكُون المرضى عابسين ومُتشائمين ومُرتابين ويفتقرون إلى روح الدعابة وغير قادرين على المَرَح. يكُون البعض سلبياً ومن دُون طاقة ولا يُخالطون الآخرين. يشكُو البعض باستمرار ويكونون سريعين في نقد الآخرين ولوم أنفسهم، وقد يستحوذ عليهم العجز والفشل والأحداث السلبيَّة، ويصل الأمر أحيانًا إلى درجة الاستمتاع المَرَضي بحالات الفشل لديهم.
اضطراب الانزعاج السابق للطمث..
تحدث أعراض شديدة قبل معظم فترات الطمث وتختفي من بعد أن ينتهي الطمث، وتُسبِّبُ الأَعرَاض ضائقةً شديدةً أو تُؤثِّرُ في أداء المرأة بشكلٍ كبيرٍ. تُشبه الأعراض ما يحدث في المُتلازمة السابقة للطمث، ولكنها تكون أكثر شدَّةً وتُسبب ضائقةً كبيرة وتُؤثِّرُ في الأداء في العمل وفي التواصل الاجتماعيّ.
قد يظهر اضطراب الانزعاج السابق للطمث لأوَّل مرَّة في أيّ وقت من بعد بدء الطمث عند البنات، وقَد يتفاقم مع الاقتراب من سنّ اليأس ولكنه ينتهي من بعد هذه المرحلة. يحدُث هذا الاضطراب عند حوالي 2 إلى 6% من النساء اللواتي لديهنّ طمث.
ويكُون لدى النساء اللواتي يُعانين من اضطراب الانزعاج السابق للطمث تقلُّبات في المَزاج ويُصبحن حزينات ودامعات فجأةً، ويُصبحن مهتاجات وغاضبات بسهولة، ويشعرنَ باكتئابٍ شديدٍ ويأسٍ وقلقٍ وانفعالٍ قويّ، وقد يشعرن بأنَّ شيئًا يستحوذ عليهنَّ أو بعدم القدرة على ضبط النفس، وغالبا ما يُقلِّلنَ من شأنهنَّ.
كما هيَ الحال مع أنواع أخرى من الاكتئاب، قد تفقد النساء اللواتي يُعانين من هذا الاضطراب الاهتمامَ بنشاطاتهنَّ الاعتيادية، ويُواجهن صعوبة في التركيز ويشعرن بالتَّعب وانعِدام الطاقة، وقد يُفرطن في تناوُل الطعام ويُصبِح لديهنَّ توق إلى أطعمة مُعيَّنة، وقد ينمنَ لفترةٍ قصيرةٍ جدًا أو طويلة جداً.
وكما هُو الحال بالنسبة إلى النساء اللواتي على وشك أن يبدأ الطمث لديهنَّ، قد تُعاني النساء اللواتي لديهنَّ هذا الاضطراب من إيلام في الثدي وانتفاخٍ وألم في العضلات والمَفاصِل، وقد يشعرنَ بالتطبُّل ويكتسبنَ وزناً.
مصطلحات وأعراض..
يستخدَمُ الأطباءُ مُصطلحات مُعيَّنة لوصفِ أعراض مُحدَّدة يُمكن أن تحدُث عندَ مرضى الاكتئاب، وتنطوي هذه المُصطلحات على:
– ضائقة القلق:
يشعرُ المرضى بالتوتُّر والتملمُل بشكلٍ غير اعتياديّ، ويُواجهون صعوبة في التركيز وذلك بسبب الخوف من أنَّ شيئًا مُريعاً قد يحدُث أو أنَّهم قد يفقدون السيطرة على الذات.
مختلطة:
يكون لدى المرضى 3 أعراض أو أكثر للهوَس، وتنطوي هذه الأَعرَاض على الشعور بالاندفاع أو الثقة الزائدة والتحدُّث أكثر من المُعتاد وقلَّة النوم وتسارُع الأفكار.لا يكُون لدى هؤلاء المرضى جميع الأعراض المطلوبة لوضع تشخيص الاضطراب ثنائي القطب، ولكنهم يواجهون خطر الإصابة به.
سوداويَّة:
لم يعد الناس يستمتعون بأي أنشطة اعتادوا الاستمتاع بها. ويبدون مُتلكِّئين وحزينين ويائسين، ويتحدثون بشكلٍ قليلٍ ويتوقفون عن تناوُل الطعام ويفقدون الوزنَ. قد يشعر المرضى بالذنب بشكلٍ مفرطٍ أو على نحوٍ غير ملائم، وغالبًا ما يستيقظون في الصباح الباكر ولا يستطيعون النوم من جديد.
لانموذجيَّة:
قَد يبتهج المرضى بشكلٍ مُؤقَّت عندما يحدث شيء جيِّد، مثل زيارة من قبل أطفالهم، وتزداد شهيتهم للطعام ممَّا يُؤدِّي إلى اكتساب الوزن. قد ينام المرضى لفتراتٍ طويلةٍ، ويُظهرون حساسية شديدةً أو رفضاً لما يعدّونه نقداً لهم، وقد يشعرون بثقلٍ زائدٍ كما لو أنَّهم بالكاد يستطيعون تحريك الساقين.
ذُهانيَّة:
يتوهَّم المرضى غالبًا أنَّهم اقترفوا ذنوباً لا تُغتَفر أو جرائم، أو أنَّهم يُعانون من اضطرابات غير قابلة للشفاء أو مخزية، أو أنَّهم مُراقَبُون أو مضطهدون. قد يُعاني المرضى من هلوسات تنطوي عادةً على أصوات تتَّهمهم بآثام مختلفة أو تحكم عليهم بالموت.
جاموديَّة:
يكون المرضى انطوائيين بشكلٍ كبيرٍ، حيث قد يحدث بطء شديد في التفكير والكلام والنشاط العام وإلى درجة يتوقَّفون فيها عن القيام بأيَّة نشاطاتٍ تطوُّعية. يقوم بعض المرضى بتقليدِ حديث الآخرين أو حركاتهم.
موسميَّة:
تحدُث نوبات الاكتئاب كل عام وفي وقتٍ مُحدِّد منه، وتبدأ في الخريف أو الشتاء عادةً وتنتهي في الربيع. تكون هذه النوبات أكثر شُيُوعًا في المناطق الشمالية والجنوبية النائية من الكرة الأرضية، حيث يكون فصل الشتاء أطول وأقسى عادةً. يبدو المرضى مُتلكئين، ويفقدون الاهتمام بنشاطاتهم الاعتيادية ويمتنعون عن ممارستها، كما قد ينامون لفتراتٍ طويلةٍ ويفرطون في تناول الطعام أيضًا.
الانتِحار..
تُعدُّ الأفكار حول الموت من بين الأَعرَاض الأكثر خطورة للاكتئاب، حيث يرغب العديد من المرضى بالموت أو يشعرون أنَّ لا قيمة لهم ولذلك ينبغي عليهم الموت. تقوم نسبة تصل إلى 15% من مرضى الاكتئاب غير المُعالَج بإنهاء حياتهم عن طريق الانتحار.
يُعدُّ التهديد بالانتحار حالة طارئة، وعندما يهدد المرضى بقتل أنفسهم، قد يقوم الطبيب بإدخالهم إلى المستشفى بهدف مراقبتهم إلى أن تنجح المُعالجة في التقليل من خطر الانتحار. يكُون الخطر مرتفعاً خُصوصًا في الحالات الآتية:
– عندما لا تَجرِي مُعالجة الاكتئاب أو عندما لا تكون المُعالجة مُناسبة.
– عند البدء بالمُعالَجة (عندما يزداد النشاط النفسي والبدنيّ عند المرضى ولكن ما يزال مزاجهم سوداوياً)
– عندما يكون لدى المرضى ذكرى سنوية مهمَّة.
– عندما يتناوب المرضى بين الاكتئاب والهوَس (الاضطراب ثُنائيّ القطب).
– عندما يشعر المرضى بالقلق الشديد.
– عندما يشرب المرضى الكُحول أو يتعاطون عقاقير ترفيهية.
– في الأسابيع إلى الأشهر التالية لمحاولة المرضى الانتحار، خُصوصًا إذا استخدموا أسلوب عُنف.
– استعمال الموادّ المُخدِّرة.
من المرجح أن يعاقر الأشخاص المصابون بالاكتئاب الخمرةَ أو يتعاطون العقاقير الترويحية الأخرى، في محاولة لمساعدتهم على النوم أو الشعور بقلق أقل. ولكن يُؤدِّي الاكتئاب إلى مُعاقرة الخمرة وأنواع أخرى من اضطرابات تعاطي المواد بشكلٍ أقلّ ممَّا كان يُعدُّ سابقاً. كما يكُون المرضى أكثر ميلًا أيضًا للتدخين بشراهة وإلى إهمال صحتهم، وهكذا، يزداد خطر الإصابة باضطرابات أخرى أو تفاقمها، مثل الداء الرئويّ الانسداديّ المزمن.
التأثيرات الأخرى للاكتئاب..
قد يُقلِّلُ الاكتئاب من قدرة الجهاز المناعي على الاستجابة لغزو الكائنات الغريبة أو الخطيرة، مثل المكروبات أو خلايا السرطان، ونتيجة لذلك، قد يكون مرضى الاكتئاب أكثر ميلًا للإصابة بحالاتٍ من العدوى.
يزيدُ الاكتئاب من خطر اضطرابات القلب والأوعية الدموية (مثل نوبات القلب) والسكتة، وقد يكُون السبب أنَّ الاكتئاب يُسبِّبُ تغيُّرات بدنية مُعيَّنة تزيدُ من هذا الخطر، مثلا، يُنتِجُ الجسم المزيد من الموادّ التي تُساعد على تخثُّر الدَّم (عوامل التخثُّر)، ويُصبح القلب أقل قدرة على تغيير سرعة نبضاته في استجابةٍ لحالات مختلفة.
التشخيص و تقييم الطبيب..
اختبارات للتعرُّف إلى الاضطرابات التي يُمكن أن تُسبِّب الاكتئاب:
يستطيعُ الطبيب عادةً تشخيص الاكتئاب استنادًا إلى الأَعرَاض، حيث يستخدم قوائم مُحدَّدة من الأَعرَاض (معايير) لتشخيص الأنواع المختلفة من اضطرابات الاكتئاب، وحتى يتمكَّن من التفريق بين الاكتئاب والتغيُّرات العادية في المزاج، يقوم الطبيب بتحديد ما إذا كانت الأعراض تُسبِّبُ ضائقةً ملحُوظةً أو تُضعِفُ من قدرة المريض على الأداء. ويُساعد وُجود تاريخ للاكتئاب أو تاريخ عائليّ للاكتئاب الطبيبَ على دَعم التشخيص.
تشيعُ حالات القلق المفرط ونوبات الذعر والوسواس في الاكتئاب، وقد تُؤدِّي هذه الحالات إلى أن يعتقد الطبيب بشكلٍ خاطئٍ أنَّ المريض لديه اضطراب القلق.
بالنسبة إلى كبار السن، قد يكون من الصعب ملاحظة الاكتئاب، خُصوصًا إذا كانوا لا يعملون أو كان التفاعل الاجتماعيّ لديهم قليلاً. كما قد يجري تشخيص الاكتئاب عن طريق الخطأ على أنَّه الخرَف، وذلك لأنَّه يُمكن أن يُسبب أعراضًا متشابهةً، مثل التخليط الذهنيّ وصعوبة في التركيز والتفكير بشكلٍ واضحٍ، ولكن عندما تنجُم مثل هذه الأَعرَاض عن الاكتئاب، فإنها تزول عندما تجري مُعالَجة الاكتئاب، وعندما يكون الخرَف هُوَ السبب، لا تزول هذه الأعراض.
الاستبيانات..
يجري استخدام الاستبيانات النموذجيَّة للمُساعدة على التعرُّف إلى الاكتئاب وتحديد شدَّته، ولكن لا يُمكن استخدامها وحدها لتشخيص الاكتئاب. ينطوي اثنان من هذه الاستبيانات على اختبار هاملتون لمُعدَّل الاكتئاب Hamilton Depression Rating Scale، ويُجريه مُحاوِرٌ شفهياً، واختبار بِك للاكتئاب Beck Depression Inventory، وهو استبيان ذاتيّ. بالنسبة لكبار السن، هناك استبيان حول مقياس اكتئاب الشيخوخة Geriatric Depression Scale questionnaire. كما يسألُ الأطباءُ المرضى أيضًا حول ما إذا كانت لديهم أية أفكار أو خطط لإيذاء أنفسهم، حيثُ تُشيرُ مثل هذه الأفكار إلى أنَّ الاكتئاب شديدٌ.
الاختبارات..
لا يُوجد اختبار يُمكنه تأكيد الاكتئاب، ولكن قد تُساعد الاختبارات المعمليَّة الطبيبَ على تحديد ما إذا كان سبب الاكتئاب هُو اضطراب هرموني أو اضطراب بدني آخر. مثلا، يقوم الأطباء باختباراتٍ للدم عادةً للتحرِّي عن اضطراب في الغدَّة الدرقية أو عوز الفيتامين، في الأشخاص الأصغر سنًا، يمكن إجراء اختبارات للكشف عن تعاطي المخدرات.
يستخدِمُ الأطباء الفحص العصبيّ الشامل للتحرِّي عن داء باركنسون الذي يُسبِّبُ بعض الأعراض المُشابهة.
قد يحتاجُ المرضى الذين يُعانون من عرقلةٍ شديدةٍ في النوم إلى الخضوع إلى اختبار (تخطيط النَّوم polysomnography) للتفريق بين اضطرابات النَّوم والاكتئاب.
الدعم..
لا يحتاجُ معظم مرضى الاكتئاب إلى دُخول المستشفى، ولكن ينبغي إدخال البعض إلى المستشفى، خُصوصًا إذا كانوا يُفكِّرون في الانتحار بشكل كثير أو حاولوا الانتحار أو كانوا هزيلين بسبب نقص الوزن أو يُواجهون خطر مشاكل القلب بسبب الهياج الشديد.
تستنِدُ المُعالَجة إلى شدَّة ونوع الاكتئاب:
الاكتئاب الخفيف: الدعم (بما في ذلك الزيارات المتكررة للطبيب والتعليم) والمُعالَجة النفسيَّة.
الاكتئاب الذي يتراوح بين المتوسِّط إلى الشديد: الأدوية والمُعالَجة النفسية أو كليهما، وأحيانًا العلاج بالتخليج الكهربيّ.
الاكتئاب الموسمي: العلاج بالضوء.
يمكن مُعالجة الاكتئاب بنجاحٍ عادةً، وعند إمكانية تحديد السبب (مثل دواء أو اضطراب آخر)، يَجرِي تصحيحه أولاً، ولكن قد يحتاج المرضى إلى أدويَةٍ لمُعالَجة الاكتئاب أيضًا.
قَد يقُوم الطبيب بزياراتٍ مُجدوَلة أو الاتصال هاتفياً كل أسبُوع أو مرَّة كل أسبُوعين مع مرضى الاكتئاب.يشرح الأطباءُ للمرضى وأفراد عائلاتهم أنَّ للاكتئاب أسباباً بدنيةً وهو يحتاج إلى مُعالَجةٍ مُحدَّدة تكون فعَّالةً عادةً. يُطمئنُ الأطباءُ المرضى بأنَّ الاكتئاب لا يعكِسُ عيباً في الشخصية، مثل الضعف فمن المهم لأفراد العائلة فهم الاضطراب والمشاركة في المُعالَجة وتقديم الدعم.
يُمكن أن يُساعد تعليم المرضى حول الاكتئاب على فهمهم لهذا الاضطراب والتعامل معه، مثلا، يتعلم المرضى أن الطريق نحو الشفاء وعرة غالبًا وأنَّ نوبات الحزن والأفكار السوداوية قد تعود ولكنها سوف تتوقَّف، وهكذا، يستطيع المرضى وضع أيَّة انتكاسات في منظورهم ويكونون أكثر ميلًا للاستمرار في تلقِّي المُعالَجة وعدم الاستسلام.
يُمكن أن يحصل المرضى على فائدة من خلال ممارسة نشاطات مثل المشي والتمارين بشكلٍ منتظمٍ، وكذلك من خلال زيادة تفاعلهم مع الآخرين.
يُمكن أن تُساعد مجموعات الدَّعم (مثل رابطة الدَّعم لمرضى الاكتئاب والاضطراب ثنائيّ القطب DBSA)، وذلك من خلال توفير منتدى لتبادل الخبرات والمشاعر المشتركة.
المُعالجة النفسيَّة..
بالنسبة إلى الاكتئاب الخفيف، قَد تكُون المُعالَجة النفسية وحدها فعَّالة مثل العلاج بالأدويَة، وعند استخدامها مع الأدويَة، يُمكنها أن تُفيد مع الاكتئاب الشديد.
يمكن أن تُساعد المُعالَجة النفسية لكل مريض على حدة أو لمجموعة من مرضى الاكتئاب على أن يُواصلوا تدريجيًا مسؤولياتهم السابقة والتأقلم مع الضغوطات الطبيعية في الحياة. يُركِّزُ العلاج بين المرضى interpersonal therapy على الأدوار الاجتماعية الماضية والحاضرة عند كل مريض، والتعرُّف إلى المشاكل في كيفية تفاعل المريض مع الآخرين، وعلى تقديم التوجيه عندما يتأقلم المريض مع التغيُّرات في قواعد الحياة. يُمكن أن يُساعد العلاج المعرفي السُّلُوكي على تغيير اليأس والتفكير السلبيّ.
المُعالَجة بالتخليج الكهربيّ..
يستخدم الأطباءُ أحيانًا المُعالَجة بالتخليج الكهربيّ (كانت تُسمَّى في الماضي المُعالَجة بالصدمة)، وذلك لمُعالَجة مرضى الاكتئاب الشَّديد ومن بينهم مرضى الذُّهَان أو الذين يُهدِّدُون بالانتحار أو يمتنعون عن الأكل، كما تُستخدَم أيضًا لمُعالَجة الاكتئاب في أثناء الحمل عندما لا تكُون الأدويَة فعَّالةً.
يكُون هذا النوع من العلاج فعَّالاً جدًا عادةً ويُمكنه التخفيف من الاكتئاب بسرعة وذلك على النقيض من مُعظم مُضادَّات الاكتئاب التي يُمكن أن تحتاج إلى أسابيع عديدة حتى يظهر مفعولها. يُمكن أن تُؤدِّي السرعة التي يحتاج إليها تأثير هذه المُعالجة إلى إنقاذ الأروَاح. بعد أن يجري إيقاف المُعالجة بالتخليج الكهربيّ، يُمكن أن تعُود نوبات الاكتئاب، وللوِقاية من عودتها، يصِفُ الأطباء مُضادَّات الاكتئاب غالبًا.
تنطوي المُعالَجة بالتخليج الكهربيّ على وضع أقطابٍ كهربائيَّة على رأس المريض ومن ثمَّ تطبيق تيار كهربائيّ لتحريض نوبةٍ في الدِّماغ، لأسباب غير مفهومة، تخفف الاختلاجات من الاكتئابَ. وتتراوح جلسات المُعالجة بين 5 جلسات على الأقلّ إلى 7 عادةً، وذلك لمرَّة كل يومين.
يُمكن أن يُؤدِّي التيار الكهربائيّ إلى تقلُّص العَضلات والألم، ولذلك يحتاج المريض إلى التخدير العام في أثناء جلسات المُعالَجة. قد تُؤدِّي المُعالَجة بالتخليج الكهربيّ إلى شيءٍ من فقدان الذاكرة المؤقَّت، وإلى فقدان دائم للذاكرة في حالاتٍ نادرة.
الاكتئاب مرض شائع في العالم، إذ يقدّر أنه يصيب 3.8% من الأشخاص في العالم، 5.0% منهم من البالغين و5.7% من البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 60 سنة. ويعاني من الاكتئاب نحو 280 مليون شخص في العالم. ويختلف الاكتئاب عن تقلبات المزاج المعتادة والانفعالات العابرة إزاء تحديات الحياة اليومية. وينتحر كل عام أكثر من 700,000 شخص. والانتحار هو رابع سبب رئيسي للوفاة عند الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 سنة.