15 نوفمبر، 2024 10:31 م
Search
Close this search box.

الاستراتيجية المفقودة في العلاقات العراقية الأفريقية

الاستراتيجية المفقودة في العلاقات العراقية الأفريقية

تأليف: د. هاشم سرحان سلمان العوادي
عرض : فريدة البنداري
ألف الدكتور هاشم العوادي كتابه الجديد التنمية الثقافية.. الاستراتيجية المفقودة في العلاقات العراقية الافريقية ، الصادر حديثًا عن المركز العراقي الافريقي للدراسات الاستراتيجية (٣٠٠ صفحة بالقطع الصغير) وفي داخله تناول قضية البعد الثقافي ودوره في تنمية العلاقات الدولية باعتبارها مسألة متعلقة بالقوة الناعمة ، منطلقًا مما تمتلكه كل من العراق من موروث ثقافي عربي اطلع عليه العالم ، وما تملكه القارة الافريقية من انفتاح على الثقافة العربية من حيث اللغة والدين ومعتبرًا البعد الثقافي قيمة في حدِّ ذاته يعمل على تنمية العلاقات بين الدول في الوقت الراهن ؛ فتقوم فرضية كتابه على أن هذا التوقيت هو الوقت المناسب لبروز القوة الناعمة في العلاقات الدولية بين الدول التى أنهكتها الحروب حتى تقوى نفسها بموروثها الثقافي وتتقوى بالآخرين المتشابهين لها في نفس الثقافة والموروث الحضارى المتشابه او الممتد في بعض الحالات. وفِي نظرة داخلية للكتاب ؛
فقد أشعة النور الثقافية للحضارات السابقة، لم تزل محط أنظار الباحثين حديثا عن تطوير وتطورات الفكر والفكرة والثقافة، و لم يزل العبء واقعا على كاهل الدول ذات الحضارة التي قدمت أبجديات الفكر للعالم القديم. و التطور التكنولوجي الهائل في الدول المستحدثة، لم و لن يشبع الغرائز الثقافية للبشر بمختلف أيدولوجياتهم. تأتي العراق على رأس الدول التي منحت العالم فترات من الرفاهية الفكرية، و التي رأى الدكتور هاشم سرحان سلمان العوادي أن لها أهمية يجب أن تحيا من جديد و تبعث من نوم لا موت لتعود مشعة في محيطها الإقليمي ، و هذا و إن كان أملا ليس سهل التنفيذ لكنه ليس صعبا إن وجد الآليات و المقومات لذلك، فهذا هو واجبنا نحو العراق و واجب العراق نحونا و نحو العالم ، هذا وإن كان يشكل عبئا عليها إلا أن الأعباء لا تقع إلى على الكبار.
كتاب الاستراتيجية المفقودة في العلاقات العراقية الأفريقية جاء ليؤطر هذه النظرة و يقدمها إلى المهتمين بشكل ممنهج يشتمل على المشاكل و الحلول و إمكانيات البدء و التنفيذ و كيف لا و هو رسالة علمية حصل من خلالها الكتاب على درجة الدكتوراه .
تبرز أهمية هذا الكتاب من حيث مناقشته لتاريخ العراق الثقافي و صراعاته منذ التاريخ و حتى دخول الإسلام و صولا للعصر الحديث. ثم دراسة تأثير البعد الثقافي على العلاقات بين العراق و أفريقيا و مدى أن تكون الثقافة عاملا فاعلا و قويا في هذا الصدد. أيضا امتد الكتاب أهميته من أهمية اقتصاديات القارة السمراء و نظرة العالم لها و التصارع على الاستفادة مما بها من ثروات هائلة .

ألقى الكتاب الضوء أيضا على الثقافة العراقية و تداعيات الحروب الأخيرة عليها و تأثير ذلك على العديد من المفاهيم و المفردات الثقافية كما ناقش أيضا الحياة الثقافية الأفريقية خاصة في الإقليم الغرب أفريقي كنموذج يمكن للعراق أن يكون فاعلا فيه، لوجود الكثير من النقاط المشتركة و التشابه النوعي. ثم استطرد المؤلف كيفية استخدام هذه اللبنات الثقافية في بناء جسور تفاهمية بين هذا و ذاك.
كما سبر الكاتب غور التحديات التي تواجه العلاقات العراقية الأفريقية، و ناقش التهديات التي تواجه العراق بسبب الحالة السياسية و العرقية و الأحداث الجارية منذ عام 1980 ، حيث عانى العراق من الحروب المتتالية و التي أثرت بشكل كبير على علاقاته ، هذا و إن كان إقليم غرب أفريقيا به الكثير من المشاكل إلا إن ما حدث في العراق كان أكبر بكثير ، و هذا مما لا شك فيه يعتبر من أكبر التحديات التي تواجد هذه الدولة في الوقت الراهن، كذلك ناقش الكتاب تداعيات تنافس الدول الكبرى المستمر على كل من العراق و إقليم غرب أفريقيا و كيفية الخروج من هذه الإشكالية و تبعاتها و الاستفادة من هذه التجارب السياسية المعقدة .
كما استطرد الكاتب رؤيته عن مستقبل العلاقات العراقية الغرب أفريقية و ناقش أهمية أن يشكل الثقل الثقافي العراقي أرضيةً تسير عليها هذه العلاقات، إذ أن خصوبة الثقافة العراقية بمكان يؤهلها أن تُنَمّي هذه العلاقات و تعالج مشاكلها بشكل جيد، ثم وضع الكاتب رؤيته في وضع استراتيجية للنهوض بالأبعاد الثقافية العراقية و توظيفها في غرب أفريقيا بشكل خاص.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة