9 أبريل، 2024 11:50 م
Search
Close this search box.

الإيديولوجيا العلمية !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : بقلم – د. محمد دوير :

يُطلق الفرنسي “جورج كانغيلم”، (Georges Canguilhem” 1904-1995″)، في كتابه الهام: (الإيديولوجيا والعقلانية في تاريخ علوم الحياة)؛ مصطلح: “الإيديولوجيا العلمية-Scientific Ideology”؛ بأنها الخطاب أو البرنامج الفكري الذي يسبق علمًا قيد التأسيس، تلك الفترة السابقة تُسمى: “إيديولوجيا علمية”، (مثال: تصورات غاليليو عن سقوط الأجسام قبيل إجراء التجربة العملية من فوق البرج – تصورات نيوتن عن الضوء ما قبل قيامه بأبحاثه العلمية عن طبيعة الضوء – أفكار إينشتين حول مفهوم السرعة وقوانين الجذب ما قبل النسبية الخاصة..).

وما إن يستقر العلم أو النظرية قيد البحث، حتى تُصبح السمة الإيديولوجية التي اكتسبها تلك عقبة إبستمولوجية أمامه؛ فيحاول أن يطردها من حيز منطوقه المعرفي، ولكن لا أحد ينكر أنها كانت الدافع نحو بناء النظرية، والمُحرض على نقد الأفكار السابقة؛ سواء كانت علمية أو غير علمية.

والأمر يختلف تمامًا في العلوم السياسية، فالإيديولوجيات تكون صالحة في أداء وظائفها التحريضية أو النقدية، ولكن عملية الإقصاء تتم وفقًا لغلبة المصالح وسيطرة وسائل الإعلام والمناخ الثقافي على البشر، فتخرج بعض الإيديولوجيات وتحل محلها أخرى بناءً على عنصري القوة والتحكم..

مما يعني أن العلوم السياسية لعبت دورًا حاسمًا في وصم الإيديولوجيا بالأوهام، فقط حينما تراها تُعرقل طريقها نحو السيادة.

إن الإيديولوجيا، كأي خطاب معرفي في التاريخ، تخضع لثنائية القوة والمقاومة، لا لثنائية الخير والشر، فلا توجد إيديولوجيا خيرة وأخرى شريرة، بل هناك إيديولوجيا استطاعت أن تُهيمن وأخرى فشلت في ذلك..

وفي هذا الصدد؛ يمكن الإقرار – بلا مواربة – بأن الإيديولوجيا الرأسمالية في طورها المعاصر، استطاعت أن تغزو العالم بصورة تخطت قدرات “نابليون وهتلر ويوليوس قيصر” عشرات الآلاف من المرات.

من كتاب (أكذوبة نهاية الإيديولوجيا) – “د. محمد دوير”

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب