27 نوفمبر، 2024 10:42 م
Search
Close this search box.

الإوزة البرية.. حلم المحظية بالخلاص من خلال الحب

الإوزة البرية.. حلم المحظية بالخلاص من خلال الحب

 

خاص: قراءة- سماح عادل

رواية “الإوزة البرية” للكاتب الياباني”أوغاي موري”رواية قديمة، وهي تحكي عن قصة حب لم تكتمل، تدور أحداث الرواية في عام 1880.

الشخصيات..

أوتاما: البطلة، فتاة في سن الشباب، تربت مع أبيها بعد وفاة أمها، ورعاها والدها وحده، وهو بائع للحلوى أصبح فقيرا بعد أن فقد أمواله، يتزوجها أحد الضباط لكنه يخدعها هي ووالدها ولا يقوم بتوثيق الزواج، ليتكشف أنه متزوج بأخرى، ثم يسعى رجل مرابي إلى اتخاذها محظية.

سويزو: عامل كان يقوم على خدمة طلاب الجامعة، ثم بعد ذلك أصبح يقرض الناس الأموال ويحصل منهم على فوائد وقد أصبح غنيا، وهو متزوج ولكنه حين أصبح غنيا سعى لاتخاذ محظية، واضعا زوجته في موقف محزن. وهو رغم قسوته وخشونته مع من يقرضهم الأموال إلا أنه كان يتعامل مع “أوتاما” برقة ولطف وبشهامة.

أوكادا: طالب في كلية الطب، يسكن في بيت قريب من البيت الذي اشتراه المرابي ل”أوتاما” لتعيش فيه، وقد أصبح يراها بشكل يومي ويلقي عليها التحية.

يهتم الكاتب بعرض شخصية أبو “أوتاما” وشخصية زوجة “سويزو” أيضا.

الراوي..

الراوي هو صديق ل”أوكادا” في كلية الطب، ويظهر في آخر الرواية كأحد الشخصيات، لكنه لا يذكر اسمه وكأنه يقول للقراء أنه هو نفسه كاتب الرواية وليس شخصية أخرى. لكن يمكن القول أنه راو عليم أيضا لأنه يحكي عن دواخل وانفعالات زوجة المرابي والمرابي نفسه، ووالد “أوتاما” و”أوتاما”.

السرد..

الرواية قديمة تحكي بأسلوب مباشر وكأن الراوي يخاطب القراء، السرد يعتمد على  قصة الحب غير التامة لكنه يعود إلى الماضي، ويحكي عن تاريخ الشخصيات ويعطي مساحة كبيرة للمرابي وزوجته، الرواية تقع في حوالي 94 صفحة من القطع المتوسط.

حلم المحظية بالخلاص من خلال الحب..

أهم ما يميز الرواية أنها تحكي عن النساء في عام 1880 في اليابان، وكيف كان يتم التعامل معهن، حيث أن الفتيات اللاتي ولدن لأسر فقيرة كان يتم إرسالهن إلى بيوت “الجيشا”، وهي بيوت أشبه ببيوت البغاء، يتم تعليم الفتاة فيها عزف الموسيقى والغناء وأشياء أخرى لتقوم بالترفيه عن الرجل، لكن ما نقلته الرواية هو حالة ثانية لقهر النساء، وهو اتخاذ محظية. فقد كانت “أوتاما” فتاة تنتمي لأسرة فقيرة، تعيش مع والدها الذي أصبح فقيرا بعد أن كان يمتلك أحد المحال، ثم أصبح بائع حلوى على عربة صغيرة.

ورغم فقره وموت زوجته لم يبعث بابنته إلى “الجيشا”، وإنما أصر أن يربيها ويعتني بها بنفسه، وحين كبرت طمع بها أحد الضباط وادعى أنه يريد أن يتزوجها وعاش معهما في منزلهما، لكنه استغل سذاجة الأب ولم يوثق هذا الزواج قانونيا، ليكتشف الأب وابنته أنه متزوج من أخرى وله أولاد.

ويصيب هذا الحادث “أوتاما” ووالدها بالخزي، فينتقلون إلى منزل آخر، لكن يبعث إليهم المرابي “سويزو” سيدة لتتوسط له لكي تقبل “أوتاما” أن تصبح محظية له، ولأن “أوتاما” كانت ضحية لخديعة، ولأنها أيضا فقيرة ففرصها في زواج اجتماعي أصبحت منعدمة، لذا ارتضت أن تكون محظية لتريح والدها من الفقر. وقبل والدها بعد مقاومة منه، وبعدما أبدى “سويزو” تعاملا لطيفا وسخيا معهما، وقد وفر للأب بيتا وخادمة ووفر ل”أوتاما” بيتا وخادمة.

وتتصف “أوتاما” بالطيبة والبراءة، تلك الصفات التي تتصف بها فتاة لم تختبر الدنيا، وكانت تتعامل مع “سويزو” بعفوية وهذا ما أعجبه فيها، بجانب جمالها الشديد. لكنها حين علمت أنه يكذب عليها وأنه متزوج، حيث أن السيدة التي توسطت له ادعت أنه أرمل وأن لديه أطفال، كما أنها علمت أنه مرابي وأن الناس لا يحبونه لأنه جشع، أصبحت تعامله بحذر ولا تفتح لها قلبها.

وجعلها هذا تنجذب إلى رجل آخر، وهو “أوكادا” طالب كلية الطب الذي يمر بشكل يومي على بيتها، والذي منحتها الصدفة هدية لقاؤه، وأصبح بعد ذلك يحيها وهي تنتظره لتراه، لكن لا تكتمل تلك القصة رغم عزمها على التقرب منه أكثر ومحاولة التحدث معه، لأن “أوكادا” يجد فرصة حسنة للسفر إلى ألمانيا والعمل مع أحد الأطباء هناك. ويضحي بدراسته ويسافر دون أن ينهيها، ودون أن يهتم بإخبار “أوتاما” بذلك.

كما تحكي الرواية عن قهر آخر للمرة اليابانية، وهي الزوجة، زوجة المرابي التي يصفها بالقبيحة، والتي عاشت معه في أيام فقره وربت أولاده، لكنه حين يصيح غنيا يبخل عليها ولا يهتم بإحضار ملابس لائقة لها ولأولادها، وإنما يسعى لاتخاذ محظية. وحين تعرف بذلك ينتابها الحزن وتدخل في أزمة نفسية، حتى أنها تهمل أطفالها وتهمل بيتها، وتتعامل بشراسة وعنف مع زوجها، لكنه رغم ذلك لا يهتم ويحاول تهدئتها وإبقاء الوضع على ما هو عليه، لكنها ليس لديها حل آخر سوى البقاء في وضع الزوجة الضعيفة، لأنها غير مستقلة ماديا وهو ينفق عليها، ولا مكان آخر لتذهب إليه.

كما تشير الرواية وبشكل موجز لقهر الخادمة الطفلة، التي جلبها المرابي ل”أوتاما” فهي أولا طفلة وتعمل لتساعد أهلها الفقراء، كما أنه ووفقا للعرف غير مسموح له بزيارة أهلها سوى أيام قليلة في العام، مما يعكس توحش المجتمع الياباني في ذلك الوقت، وانتشار الفقر واتساع الفجوة بين الطبقات، مما يجعل وضع المرأة فيه صعبا، سواء المرأة المتزوجة من رجل غني أو المرأة الفقيرة.

كتبت هذه الرواية في عام 1913، وتعد إحدى روائع الأدب الياباني المعاصر، وترجمت إلى لغات عديدة، واقتبست للسينما في فيلم شهير نال استحساناً كبيرا بعنوان “العشيقة”.

الكاتب..

“أوغاي موري” هو طبيب عسكري، ومترجم وروائي وشاعر ياباني. ولد يوم 17 شباط 1862 وتوفي يوم 8 تموز 1922 في الستين من عمره. ورث مهنة آبائه وأجداده الذين كانوا أطباء عظاما لقادة الساموراي، ودرس الطب في جامعة طوكيو الإمبراطورية. بعد تخرجه التحق بالجيش الإمبراطوري الياباني كطبيب وأُرسل إلى ألمانيا للتعمق في دراسة الطب أربع سنوات من 1884 إلى 1888.

بعد عودته كتب أول روايته وهي “أميرة الرقص” عن فتاة ألمانية تعرف عليها في أثناء وجوده في ألمانيا. استمر في عمله في الجيش الإمبراطوري حتى وصل إلى منصب القائد الأعلى لأطباء الجيش، وفي الوقت نفسه ظل يقوم بكتابة الروايات والأعمال الأدبية، إضافة إلى قيامه بترجمة عدد كبير من الأعمال الأدبية الغربية إلى اللغة اليابانية، مثل أعمال “ريلكه، وإدغار ألان بو، وبتروفيتش، وليو تولستوي، ودوستويفسكي، وغوستاف ويد وآخرين”. ويذكر اسم “أوغاي موري” دائما كأحد الآباء المؤسسين للأدب الياباني الحديث.

رواياته: الأوزة البرية، عائلة أبه، مراكب تاكاسيه، شاب في مقتبل العمر.

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة