23 ديسمبر، 2024 1:21 م

الأمراض النفسية الجسدية.. افتقاد الشخص للحب والأمان

الأمراض النفسية الجسدية.. افتقاد الشخص للحب والأمان

 

خاص: إعداد- سماح عادل

الأمراض النفسية الجسدية هي الشعور بالأذى النفسي والألم العاطفي نتيجة الإصابة باضطراب العرض الجسدي، وظهور بعض العلامات التي توصف بالأمراض النفسية الجسدية، ومنها:

– التركيز على الأعراض الجسدية.

– مشاكل وظيفية في الأعضاء.

– رد فعل مبالغ فيه تجاه الأعراض الظاهرة.

– تضخيم تصور الأعراض بأنها مرض مزمن خطير.

– التعايش مع فكرة التأثر بالأمراض وتفاقمها.

أسباب الاضطرابات النفسية جسدية الشكل:

– جينية: قد يلعب العامل الوراثي دورًا في الإصابة بهذا الاضطراب.

– بيئية: التأثر بالبيئة المحيطة قد يُسبب الإصابة بالمرض.

– سمات الشخصية: قد يغلُب على الشخص سمة السلبية، وهذا الأمر يُضاعف فرص الإصابة بالاضطراب.

– عاطفية: حيث يقوم الشخص المُصاب بالاضطراب بالتركيز على الأعراض البدنية ويتجنب الجوانب العاطفية.

– سلوكية: قد يتمادى المريض في ما يُسمى سلوكيات الألم، وهو ما ينعكس بالاستجابة السريعة للأعراض، وقد يتسبب ذلك في العجز.

– مادية: نتيجة تعدد زيارات الشخص المُصاب بـالاضطرابات جسدية الشكل، وتردده الدائم على الأطباء قد يقع في مشكلات مادية.

أعراض الاضطرابات جسدية الشكل..

أعراض جسدية:

– الشعور بالضعف العام.

– ضيق في التنفس.

– خمول.

– إمساك أو إسهال.

أعراض نفسية:

– توتر من الوقوع في المرض.

– توقعات سلبية ونظرة تشاؤمية.

– توقع المرض الجسدي في أي لحظة.

– تخوف مبالغ فيه من خطورة الأعراض الجسدية.

– تخوف من أي نشاط جسدي.

– تخوف من الفحوصات والاختبارات الدورية.

– تشكيك في تشخيص الأطباء.

– تغيير الأدوية الموصوفة باستمرار.

– تمعن القراءة في النشرة الداخلية للأدوية خوفًا من الآثار الجانبية للعقاقير.

– تغيير نمط الحياة اليومية وإهمال الواجبات والمهام.

– تشتيت الذهن بالتفكير في الموت نتيجة المرض.

خطورة الأمراض النفسية الجسدية..

تكمن خطورة الأمراض النفسية الجسدية في التماثل للمعاناة مع الآتي:

– اضطرابات النوم.

– الاكتئاب الحاد.

– الاستجابة السريعة للتعرض للصدمات.

– الاضطرابات النفسية وربما العقلية.

– الميول الانتحارية.

علاج الاضطراب جسدي الشكل..

قد لا تكون هناك طريقة محددة لعلاج الاضطراب جسدي الشكل، ولكن بعض التوصيات الطبية، وخاصة النفسية السلوكية قد تُذلل العقبات أمام الشخص المُصاب باضطراب الأعراض الجسدية، ومنها:

– استعن بطبيب نفسي متخصص.

– لا تتردد على الطبيب لعلاج أحد الأعراض الشائعة من باب فوبيا الخوف من المرض.

– اعتنِ بصحتك العامة والصحة النفسية بالتعايش طبيعيًا.

– زوال المرض من زوال العَرَض، فالتزم بتعليمات الطبيب المختص.

– لا تستسلم لأفكارك وأنماطك الخاطئة.

– تماثل للاسترخاء وممارسة الرياضة وتناول الغذاء الصحي.

– لا تُعيق حياتك بقلة الوعي، وحافظ على ثقتك بالنفس.

– تجنب الانتكاسات، ونوبات القلق والاكتئاب.

– العلاجات المعرفية السلوكية تُساعد بشكل كبير على ارتفاع نسب الشفاء من هذا الاضطراب.

– الدعم الأسري، وجماعات الدعم الذاتي.

أمراض نفسية جسمية..

“الطب النَّفْسَجِسْمِيّ” هو فرع من الطب يعنى بالأمراض النفسية الجسمية أو الأمراض النفسجسمية (أو الأمراض السيكوسوماتية في الترجمات الحرفية) وهي أمراض تؤثر فيها العوامل الذهنية والنفسية للمريض تأثيراً كبيرا في نشوئها وتطورها وتعكرها، مثل: الصداع النصفي، والأكزيما، والقرحة، والقولون العصبي…إلخ، وفي حالة إجراء فحص طبي، لا يظهر لهذه الأمراض أي أسباب جسمية أو عضوية، أو في حال حدوث مرض ناتج عن حالة عاطفية أو مزاجية مثل الغضب أو القلق أو الكبت أو الشعور بالذنب، في هذه الحالة تعد مثل هذه الحالات أمراضاً نفسية جسمية.

و تختلف الأمراض السيكوسوماتية عن هستيريا التحولية في أن هستيريا لا تتضمن خلل عضوي حقيقي، حيث يكون العضو سليم ولكنه غير قادراً على القيام بوظيفته، بينما في الأمراض السيكوسوماتية فإن العوامل الانفعالية والنفسية تؤدي إلى حدوث خلل في التكوين التشريحي للعضو المصاب مثل حالات قرحة المعدة أو التهاب المفاصل..إلخ.

هناك قائمة من الأمراض المعقدة حيث يلعب العامل النفسي دورا محوريا في ظهورها: “ارتفاع ضغط الدم- القولون العصبي- السماسموفيليا أو اضطراب الجهاز العصبي الذاتي- متلازمة التهاب الدماغ – وألام العضلات (متلازمة الإرهاق المزمن) الفيبرموليجيا”.

أعراض الاضطرابات السيكوماتية..

– تغير السمات الشخصية للفرد، حيث تظهر عليه علامات من التشوش والاهتزاز النفسي.

– تأثير متبادل بين النفس والجسد، فالجسد يتأثر بالحالة النفسية للفرد.. كما أن نفسية الفرد تتأثر بالحالة المرضية للجسد.

– معاناة الفرد من الحالة النفسية السلبية على مدار فترة طويلة من الزمن.

– تغير في وظائف الجسم.

– عدم فعالية العلاج الدوائى في علاج الاضطراب الذي يعانى منه الشخص.

أسباب الأمراض السيكوسوماتية..

– الصراع النفسي داخل الذات أو مع الغير الناشئ من الضغوط التي يتعرض لها الشخص في تفاصيل حياته سواء داخل المنزل أو خارجه.

– معاناة الفرد من اضطرابات التكيف، أو بمعنى آخر عدم قدرة الفرد على التكيف مع المتغيرات التي تطرأ على حياته وخاصة التغيرات التي توقعه فريسة للتوتر.

– الحساسية المفرطة وشعور الإنسان بالذنب تجاه أي تصرف يصدر منه أو يصدره الآخرين تجاهه.

– افتقاد الشخص للحب والأمان ومصدر الطمأنينة وإحساسه بالهدوء والراحة، وبالتالي قدرته على التعامل مع الضغوط.

– عدم قدرة الفرد على تحقيق احتياجاته الأساسية، مما يولد لديه صراعاً داخلياً ينعكس على نفسيته التي تسبب إصابته ببعض الأمراض الجسدية.

– الطرق الواهية لتخفيف التوتر والشد العصبى الذي يتعرض له الإنسان من التدخين وشرب الكحوليات.

– خبرات شعورية سلبية يمر بها الفرد في حياته مثل الفشل أو وفاة شخص قريب إلى نفسه.

تشخيص الأمراض السيكوسوماتية..

الانفعال:

تؤكد البحوث أن تعرض الشخص المضطرب سيكوماتياً لأحداث انفعالية تعجل وتكرر من ظهور الاضطرابات الجسدية، فالانفعال عامل معجل على الرغم من أنه قد يكون ناتج من حادث بسيط.

علاج الاضطرابات السيكوسوماتية..

الأدوية والعقاقير التي يتركز دورها فقط في تهدئة الشخص، لذا نجد الاعتماد على المهدئات والمسكنات ومضادات الاكتئاب التي تعد من أكثر أنواع الأدوية استخداماً مع هذه الاضطرابات.

بالترويح عن النفس يتم تفريغ الشحنات الكامنة في نفسية المريض عن طريق ممارسته لبعض الأنشطة التي يحاول أن يخرج من خلالها انفعالاته التي قد تؤثر بالسلب، ليس فقط على نفسيته بل على جسده بالمثل، يتم فيه مساعدة المريض على إخراج كافة الانفعالات المكبوتة حتى يشعر بالهدوء والراحة وتصبح نفسيته غير مستثارة.

ممارسة بعض الرياضات الروحية تمكن الشخص من التحكم في انفعالاته وما يتعرض له من مثيرات، وهذه الرياضات يكون قوامها تركيز الذهن على صور بعيدة كل البعد عن الحدث الباعث على التوتر ومن بينها رياضة اليوجا.

أساليب الاسترخاء المتنوعة وهذا الأسلوب العلاجي يُتبع إذا كانت حالة الشخص تستجيب للاسترخاء.

الرعاية والتدليل يُعامل فيه الفرد على أنه مريض يحتاج إلى الرعاية والتدليل وذلك لحساسيته الشديدة من الموقف الذي أوقعه فريسة للاضطرابات السيكوسوماتية، حيث تُلبى كافة احتياجاته الشعورية التي يحس فيها بالحرمان أو النقص للتغلب على أية مشاعر سلبية تدور بداخله.

العلاج النفسي الفردي أو العلاج النفسي الجماعي فالأول يكون مباشراً مع المريض فقط بمفرده، أما العلاج الجماعي فهو العلاج الذي يقدمه الطب النفسي للفرد ضمن تواجده بين أفراد الجماعة حيث تمثل بيئة العلاج للمريض.

الكآبة..

تشير الإحصائيات إلى أن مرض الكآبة يصيب أكثر من 121 مليون شخص حول العالم، ويصاب به 15% -25% من النساء و10% -15 % من الرجال. يحدث الاكتئاب نتيجة نقص أو عدم توازن في المواد الكيميائية الموجودة بالمخ والجسم كافة، حيث ينتج المخ المواد الكيميائية والأكثر أهمية منها هي السيروتونين، والنورأدرينالين، والدوبامين؛ وتعرف هذه المواد الكيميائية بالناقلات العصبية، وإذا استنفدت هذه الناقلات العصبية، أو كان هناك إفراط في نشاطها، فسوف يحدث خلل وظيفي في النشاط الكهربي للمخ، وقد يؤدي ذلك إلى الاكتئاب، أو القلق، أو كليهما معا.

الكآبة واضطرابات النوم..

حوالي 80 بالمائة من مرضى الاكتئاب يواجهون مشاكل في النوم تتمثل في الأرق وصعوبة الخلود للنوم والاستيقاظ كثيرا خلال الليل والأحلام المزعجة أو الاستيقاظ خلال ساعات الصباح الباكر، مع العجز عن العودة مجددا للنوم.  يعاني مرضى الكآبة من الأرق وقلة النوم والأحلام المزعجة، كما يمكن للمريض أن ينام لساعات طويلة، تصل لـ17 ساعة، لكن نوم متقطع وغير مريح.

في بعض الأحيان الأخرى، قد يعجز المريض عن النوم ويخاف من تلك الكوابيس التي تطارده خلال نومه؛ وعلى العكس تماما تجد البعض يستغرقون في النوم بشكل غير طبيعي لكي يهرب من الواقع ويبعد عن الحياة القاتمة. هناك فئة أخرى من المرضى على العكس من ذلك تكثر ساعات النوم بالليل عن الحدود الطبيعية، ويزيد عندهم النعاس والخمول خلال النهار، وفي كلتا الحالتين اضطراب النوم يؤثر تـأثيرا سلبيا في المرض ويساهم في زيادته.

آلام في الصدر وأمراض القلب..

يعاني مريض الكآبة من أمراض الجهاز القلبي الوعائي مثل حدوث احتشاء في عضلة القلب، وتشوش في أداء جهاز الغدد الصماء، وزيادة ترسب صفائح الدم، وحدوث هبوط في القلب، وخلل في عمليات استقلاب الدهون في الجسم، والإصابة بأمراض القلب التاجية.

كما يمكن أن يشعر مريض الكآبة بآلام في الصدر ويعتقد بأن هذا الألم نتيجة اضطرابات في القلب. يعتقد المريض أنه يعاني من مرض ما في القلب  إلا إن واقع الحال هو أنه يعاني من الكآبة.

آلام المفاصل والعضلات..

قد يشكو مريض الكآبة من آلام متعددة بالمفاصل والعضلات؛ عند الفحص لا يجد الطبيب أي سبب عضوي للمرض، ولكن عند التمعن في تاريخ المريض والاضطلاع على ملفه الطبي يتضح أن السبب الكامن وراء تلك الآلام هو نفسي. يؤدي التوتر الشديد والاكتئاب في كثير من الأحيان إلى تشنج في عضلات الجسم، ما ينتج عنه بالتالي آلام في الظهر والمفاصل وآلام في عضلات العمود الفقري من العنق وحتى أسفل الظهر، وهناك الكثير من الأطباء يرشدون المرضى لبعض الأدوية المضادة للاكتئاب للتخلص من الألم، حيث إنها تؤثر على إشارات الألم في الجسم.

اكتئاب الدورة الشهرية..

يرجع سبب الاكتئاب خلال الدورة الشهرية بشكل أساسي للتغيرات الهرمونية التي تحدث في الجسم، يؤثر ذلك على انتظام الدورة الشهرية لدى السيدات فيشمل ذلك تغيرات في كمية الدم والمدة الزمنية للحيض. اكتئاب الدورة الشهرية أو اضطراب انزعاج ما قبل الحيض هي متلازمة ما قبل الدورة الشهرية تتعرض فيها المرأة إلى مجموعة واسعة من الأعراض الجسدية أو العاطفية التي غالبا ما تحدث قبل حوالي 5 إلى 11 يوم قبل أن تبدأ الدورة الشهرية، وفي معظم الحالات، تتوقف الأعراض عندما تبدأ الدورة الشهرية، أو بعدها بقليل. النساء اللواتي يعانين من اكتئاب الدورة الشهرية يشعرن بالقلق والاكتئاب حاد والحزن أو اليأس، إضافة إلى الرغبة الشديدة في تناول الطعام، وكذلك تقلب المزاج، الانتفاخ، وآلام الثدي، والصداع، وآلام المفاصل أو العضلات، مشاكل النوم وصعوبة في التركيز.

الخمول والكآبة..

الشعور الدائم بالتعب والخمول وعدم القدرة على فعل أي شيء هي مشاعر تترافق دائما مع مرض الاكتئاب، حيث يتميز هذا المرض بالشعور الدائم بالحزن وفقدان الاهتمام في الأنشطة التي يقوم بها الشخص عادة، وهو يقترن بالعجز عن أداء الأنشطة اليومية لمدة أسبوعين على الأقل.

ويعتبر الاكتئاب والخمول من الأعراض النفسية العصبية التي غالبا ما يصعب تمييزها، ويسبب الاكتئاب تغيرات في المزاج والتفكير والراحة الجسدية والسلوك في حين أن الخمول هو فقدان الدافع غير المرتبط بالإحساس بالاكتئاب أو الحزن.

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة