25 ديسمبر، 2024 7:02 م

الأحلام كنز التعرف على الذات .. وتفسيرها يتعلق بك !

الأحلام كنز التعرف على الذات .. وتفسيرها يتعلق بك !

كتبت – سماح عادل :

تفسير الأحلام أمر موغل في القدم.. اهتمت به جميع الحضارات الإنسانية، حيث كانت الأحلام بالنسبة للقدامى تمثل رسائل من الآلهة، وكانت تثير المخاوف لديهم لاعتقادهم أنها اتصال من الآلهة أو من عالم آخر خفي.. أما في الوقت الحالي تعتبر الأحلام خبرات عاطفية وانفعالية تصدر من اللاوعي “الذات الداخلية” للإنسان، وبما أن الأحلام هي منا وإلينا فإن أفضل شخص قادر على تفسير الحلم هو الحالم نفسه، ويمكن لشخص آخر تفسير الحلم لكن لابد وان يعتمد على أحوال الحالم وظروف حياته.

رسالة إلهية لدى القدامى..

اعتقد المصريون القدماء أن الأحلام رسائل تصدر من الآلهة إلى البشر.. ويعتقد أن مكتبة الملك الآشوري “آشور بانيبال” كانت تضم الآلاف من الكتب في تفسير الأحلام، كما كان يعتقد أن الأحلام تحدث نتيجة اتصال الأرواح الشريرة بالآدميين أثناء النوم، وهذه الأرواح قد تعود لبعض الأموات الذين يعرفهم الحالم، أو أرواح شريرة من عالم آخر.. شيد المصريون القدماء المعابد لإلهة الأحلام ومارس الكهنة تفسير الأحلام، ويعتبر المصريون أول من أوجد “نظرية التفسير بالضد”، أي التفسير المعاكس لأحداث الحلم.. واعتقد الصينيون أن الروح تغادر الجسد آثناء النوم، وتتخاطب مع بقية الأرواح من عالم آخر.

علم النفس والأحلام..

غير “فرويد” عالم النفس الشهير، من نظرة الناس للأحلام، من خلال منهجه التحليل النفسي، حيث كانت نظريته أن كثير من عناصر اللاوعي تظهر في عالم الأحلام، وأن الأحلام تقوم على الدوافع والرغبات والطاقات الكامنة في أعماق النفس البشرية، وأن رموز الأحلام تعبر عن رغبات الإنسان، لكن يعاب عليه رد كل الرغبات والمخاوف والانفعالات في اللاوعي إلى سبب وحيد وهو “الكبت الجنسي”.. و”غوستاف يونغ” عالم نفس آخر من زملاء “فرويد” كان يرى أن الأحلام تمثل الجانب الأكثر فاعلية في بناء الشخصية، وأن لها دور إصلاح الخلل في سلوك الإنسان وفي شخصيته، كما ربطها بالوعي الجمعي لدى البشر، وأن هناك رموز إنسانية تجمع البشر جميعاً، وتختزن في اللاوعي.

العلم ودراسة نشاط الدماغ..

بداية من الخمسينيات من القرن الماضي كان تفسير الأحلام يعتمد على اتجاهين، الأول: يعتبر الأحلام أفعال يعبر فيها الجسد عن عدم الارتياح، والرغبات الغريزية. والاتجاه الآخر” اتجاه التحليل النفسي الذي طوره “فرويد” ويانغ ويقوم على دراسة الجوانب النفسية الغامضة في شخصية الإنسان، واستخدمه “فرويد” كجزء من معالجة مرضاه.

أما التعامل مع الأحلام بشكل علمي ظهر مع اختراع الأدوات الحديثة في الخمسينيات، لرصد ومراقبة أنشطة الدماغ، حيث تم رصد حالتين من النوم الأولى “النوم مع حركة العين السريعة”، والثانية “النوم بدونها”، ووصلنا في الوقت الحالي لمعرفة آليات عمل الدماغ آثناء النوم، حيث اكتشف أن الدماغ يعمل بنفس الكفاءة آثناء النوم، حيث يغربل الانفعالات والأفكار والأحداث التي حدثت آثناء اليقظة، تمهيداً لتخزين بعضها في الذاكرة، وتصنيفها وترتيبها، أو التخلص من بعضها، كما عرف أن الأحلام تمتد لفترة زمنية تتراوح ما بين عدة ثوان إلى نصف ساعة، وأنها تتكرر في ساعات النوم التي لابد أن تصل لثماني ساعات يومياً.

أهمية الأحلام..

تكمن أهمية الأحلام في أنها تمكننا من رؤية ذاتنا الحقيقية.. جميع الخبرات التي يكتسبها الإنسان في حياته، والتأثيرات التي يمر بها، والعوامل الوراثية والبيئية تسهم في تحديد نوع الأحلام وطبيعتها، وإذا درب الحالم نفسه على تفسير أحلامه، انطلاقاً من فهمه لطبيعة حياته وسلوكه والأحداث التي يمر بها، والظروف التي يعيشها، سوف يستطيع التعرف على لاوعيه وذاته الحقيقية، ويمكنه أيضاً إصلاح أي خلل، أو التخلص من أية خبرات سيئة تعرض إليها، ويكون ذلك بواسطة تسجيل الأحلام فور الاستيقاظ، ويتضمن تسجيل يوم الحلم وساعته، وتفاصيله الدقيقة، وتذكر أحداث اليوم السابق للحلم، وعمل ذلك بشكل يومي، كما تقدم الأحلام نوع من الدعم الذاتي للشخص الذي يعاني من مشكلة ما إذا كان مستعداً لذلك نفسياً وذهنياً.

أنواع الأحلام:

– الأحلام المطابقة للأصل..

تلك التي تعكس المحيط الذي نعيش فيه كما هو.. وعندما تظهر الأحلام مشاهد من الماضي مثل مرحلة الطفولة فذلك له هدف، مثل التحرر من تأثيرات تلك الأحداث وخاصة الخبرات المؤلمة، وتعتبر تلك الأحلام كنز لأنها تحمل معلومات وأفكار خاصة بصميم حياتنا اليومية، لأنها تساعد الحالم في حياته سواء بابتكار حلولاً واكتشاف أشياء مبهمة.

– الأحلام التنبؤية..

هي التي تتعلق بالتفكير في المستقبل.. وتوقع حدوث أشياء سيئة أو جيدة، وأغلبها تكون ناتجة عن مخاوف أو توقعات لها جذور في حياتنا اليومية.

– الأحلام الرمزية..

تعبير عن اللاوعي المليء بالانفعالات والمشاعر.. والطريقة الوحيدة لتفسيرها هي معرفة العوامل المسببة لها.

-الأحلام متكررة الحدوث..

غالباً ما تظهر على شكل كوابيس.. وتحاول إيصال رسالة عاجلة تتعلق بمشكلة أو حالة مرضية، وقد تتكرر للتذكير بمشكلات حدثت في الماضي وترتب عليها تأثيرات على شخصية الإنسان، ولم يتم التعامل معها بالشكل المطلوب سواء بالرفض والتجاوز أو القبول، أو الحاجة الملحة لتغيير بعض السلوكيات في الحاضر.

– الأحلام المشتركة..

تلك التي يشترك فيها شخصين أو أكثر في نفس الحلم.. رغم أنه يحدث بشكل عفوي إلا أنه يمكن التخطيط له مسبقاً من قبل شخصين أو أكثر، وقد يلتقي الحالمون في الحلم ويقومون ببعض النشاطات، أو يشترك الحالمون دون أن يعرفوا أنهم يتشاركون نفس الحلم إلا بعد الاستيقاظ، وهناك بعض الناس لديهم القدرة على توجيه أحلامهم، وهذا ينطوي على متعة وإثارة، لكنها ليست أحلام نابعة من اللاوعي.

 بعض رموز تفسير الأحلام..

ما يشعر به الحالم آثناء الحلم يشكل أرضية لتفسيره… فمثلاً حلم بالطيران إذا كان شعور الحالم آثناءه بالفرح يعني أنه حلم إيجابي موجه نحو تحقيق أهداف، وإذا كان يشعر بحزن أو يطير بالقرب من أشجار أو غيوم أو على مسافة منخفضة فهذا يؤكد سوداوية الحلم.

في كتاب “عالم الأحلام” سليمان الدليمي، يشير إلى رموز عامة لتفسير الأحلام لكنها ليست دليل لتفسيرها، لأن الحالم وحده هو من يستطيع تفسير أحلامه اعتماداً على حياته وتفاصيلها الخاصة.

الولادة في الحلم: تعنى الموت والعكس صحيح يمكن لبعض الناس عن طريق ما يسمى بالتخاطر الاتصال بالعالم الخارجي، واستلام رسائل عن إمكانية ولادة أو وفاة جديدة، والحلم بالأطفال يعني تحقيق الطموح.

العري: حين يرى الحالم نفسه عارياً، ويتنقل في الشوارع أو في مكان العمل، يشير لشعور الشخص بالذنب حيال بعض الأمور الحياتية وخاصة الجنسية، والعراء قد يعني انكشاف أمر الحالم.

حلم السقوط من مكان مرتفع: أو أن أحد يطارد الحالم، يعكس الصراع على البقاء والسعي إلى تغيير تفاصيل الحياة.

الوالدين:الأب يعني السلطة، التمرد عليه يعني التمرد على النظام والمجتمع

الأجنحة: المعرفة والقوة.

الأسنان: الأقارب.

الألم: الشعور بالألم في الحلم تحذير من وجود مشكلة صحية، فالعقل الباطن غالباً ما يكشف عن الخلل في جسم الإنسان قبل ظهورها على السطح.

الأماكن الخالية: تشير إلى الوحدة.

الانتحار: نهاية مشروع ما أو مرحلة معينة ولا علاقة له بالموت.

موت الوالدين: رسالة تطمينية على أنهم باقين في الذاكرة على مدى الحياة سواء إحياء أو أموات.

البكاء: يعكس حالة قلق، أو ندم.

البيت: له دلالات عدة، الأسرة، حياة الحالم، بيته، والبيت المهدم يشير لوجود اضطرابات نفسية، وبيت الطفولة يعني الحنين.

الثقوب: لو في قماش يعني خلل في أمر ما.

حفل الزفاف: تحقيق رغبة.

الخبز: الحياة نفسها، وتسول الخبز في الحلم طلب العون.

النقود: قد تعبر عن الحاجة للامان والاستقرار، ونقصها في الحلم، قد يعني حرمان العاطفي.

السلم: يعتبر وسيلة للوصول، وتحقيق الأهداف، وربما يعني أحلام النزول من على السلم أنك لم تحقق أهدافك.

الدم: يشير إلى القوة والحياة.

السقوط من أعلى: الخوف من السقوط، أو فقدان الاستقرار.

الطعام: الأحلام المتعلقة بالطعام تعبر عن العاطفة، وحاجة الإنسان إليها.

الطيران: يعتبر حلم عام يحلم به كثير من الناس، ويرتبط بالرغبة في التحرر، أو الإشباع الجنسي، أو الهروب من الواقع.

القتل: محاولة التخلص من شئ، سلوك، صفات، وظهور الضحية تعني أنت تريد التخلص من أشياء لا تعجبك في شخصيتك.

الموت: يعني الاستعداد للتغيير، أو دخول مرحلة جديدة، أو تغير عادات وسلوك غير مرغوب فيها.

النار: لها دلالات عدة قد تعني الانفعالات واشتعالها، أو عمل جسدي شاق، وقد تعني دلالات جنسية، وقد تعني العواطف والحاجة للسيطرة عليها.

النفق: قد يرمز للأنوثة، أو الحاجة للأمان، أو علاقة شخصية، أو القيام بعمل معين، ووجود ضوء في نهايته يؤثر في تفسير الحلم.

وفي النهاية أحلامنا هي نحن على حقيقتنا.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة