7 أبريل، 2024 10:05 ص
Search
Close this search box.

الآثار المترتبة على الحرب .. البوسنة فقدت 60% من تراثها الفني !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

رغم مرور ما يقرب من ربع قرن على إنتهاء “حرب البوسنة”، التي استمرت ثلاثة أعوام، (1992 – 1995)، لا يزال هناك آلاف الأعمال الفنية مفقودة بعدما تمت سرقتها أثناء النزاع، وهو ما قد يكون له آثار عكسية على الثقافة والهوية في بلد حتى الآن يعاني من الانقسام لأسباب عرقية ودينية، بحسب صحيفة (إيه. بي. سي) الإسبانية.

تدمير التراث عمدًا..

وكانت عملية تدمير وسرقة التراث الثقافي والديني للعدو أمرًا اعتياديًا ومدبرًا؛ وتعرض له الأرثوذوكس والكاثوليك والمسلمين على حد سواء، وأثرت عملية السلب على كل المراكز الثقافية؛ بداية من معارض الصور والمتاحف إلى أماكن العبادة والمنشآت العامة والخاصة، وصولاً إلى المقتنيات التي اضطر أصحابها إلى تركها وفروا هربًا من الحرب.

من بين اللوحات المفقودة اثنتين للرسام السويسري، “فيرديناند هودلر”، الذي عاش في الفترة من 1853 إلى 1918، إذ سرقتا من المعرض الفني بالبوسنة الواقع في العاصمة، “سراييفو”.

البوسنة فقدت 60% من تراثها..

بحسب خبراء منظمة “سي. بي. كيه. يو”، غير الحكومية، فإن “البوسنة” فقدت ما يقرب من 60% من أعمالها الفنية التي كانت موجودة بها قبل بداية الحرب، ومع ذلك لا يزال العدد الفعلي ليس معروفًا، وحتى الآن لم تضع اللجنة الحكومية لحماية التراث الثقافي قاعدة بيانات للأعمال المفقودة، والتي تشمل كل المجالات وتتضمن كتب ومخطوطات إلى جانب كنوز وأحجار كريمة ورموز دينية، وقطع مسكوكة وآثار ولوحات وتماثيل.

ويرى الخبراء أن جزء كبير من هذه الأعمال قد بيع في السوق السوداء بعد سرقتها، ويمكن العثور عليها في دول أوروبا الغربية المجاورة مثل “صربيا” و”كرواتيا”.

وكانت أول مؤسسة تقوم بعمل حصر للأعمال المسروقة هو “المعرض الفني بسراييفو”، في عام 1993، عندما اكتشف غياب 46 من الرموز الدينية، ولوحتين لـ”هودلر”، و3 مخطوطات لعلماء عرب.

وصرحت أمينة المعرض، “إيفانا يوديفيتش”، بأنه: “لم نحصل على أية معلومات حول مكان تواجد القطع المسروقة”.

“إنفر مولبديتش”..

يسعى الفنان البوسني، “إنفر مولبديتش”، منذ عقدين من الزمان إلى استرداد 4 لوحات خاصة؛ سرقت منذ عام 1992.

وكان “مولبديتش” يعمل حينها في المتحف المحلي، ويعيش في مدينة “نوفي غراد”، لكنه غادر منزله قبل وصول القوات، وسافر إلى “ألمانيا”، وعندما عاد عام 1998 اكتشف أن 4 من أعماله المحببة إلى قلبه باتت في يد رجل محبًا لتجميع اللوحات، واتهمه بأنه قام باستغلال الحرب وسرقة لوحاته.

وقال “مولبديتش” إن أعماله تعرض في المعارض وتشكل جزءًا من التراث الوطني البوسني بشكل رسمي، وتمكن من استعادة 60 لوحة من أعماله كانت قد هُربت إلى “صربيا”.

تنسيق دولي لاستعادة القطع..

دمر أو نهب عدد كبير من الأعمال الفنية التابعة إلى الأديرة الفرنسيسكان، لكن الأوضاع بدأت تتغير بفضل جهود منظمة “سي. بي. كيه. يو”، التي تأسست عام 2014، إذ استطاعت وضع 109 قطعة على قائمة “الإنتربول”.

وصرحت مديرة المنظمة، “دزنان خوسيفيفتش”، بأنه من البديهي إحداث تقدم نظرًا إلى الفترة الزمنية، وتفرغت “خوسيفيفتش” إلى هذه المهمة منذ 8 أعوام، حينما كانت تدير المعرض الدولي للوحات الذي فقد 72 عملاً بقيمة 1.8 مليون يورو.

وأضافت: “بدأنا العمل لإنجاز هذه المهمة من أجل تنسيق الأنشطة على مستوى دولي بهدف استعادة القطع والأعمال المسروقة حيث وجدت”، وأشارت إلى أن المنظمة ترغب في أن توقع البوسنة اتفاق بحث عن الأعمال المسروقة مع “كرواتيا” و”صربيا”.

وأثمرت الجهود عن استرداد 44 عملاً للرسام السلوفاكي، “بوزيدار جاك”، أرسلت من جانب شخص أو جهة غير معلومة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب