23 أبريل، 2024 11:39 ص
Search
Close this search box.

اكتشفها “ليبون” مع الثورة الفرنسية .. سيكولوجية الجماهير وتفاعلها مع ثورات الشعوب !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – د. نبراس المعموري :

“معرفة فن التأثير على مخيلة الجماهير تعني معرفة فن حكمها”.. غوستاف ليبون

اهتم عدد كبير من علماء النفس الاجتماعي بدراسة السلوك الجمعي للجمهور لما يترتب عليه من تغيير، خاصة سلوك الأفراد عند تجمهرهم واجتماعهم في مكان معين، والذي يعكس اختلافًا واضحًا عن الصفات الإعتيادية التي تميز سلوكهم عندما يكونون في حالة استقلال وإنفراد بعيدًا عن المجموعة.

البداية مع الثورة الفرنسية..

أول من كتب حول السلوك الجمعي، هو العالم النفساني الفرنسي، “غوستاف ليبون”، الذي ألف كتابه المشهور، (سيكولوجية الجمهور)، عام 1896، إبان الأحداث الثورية في “فرنسا”، والتي تطلبت منه البحث في أزمات الأنظمة الديمقراطية، وأسباب ظهور القوى الشعبية والثورية، التي كانت سببًا رئيسًا في إحداث تغييرات كبيرة في بلده، وفي بلورة نظريته المتعلقة بدراسة الجمهور والسلوك الجمعي غير المنظم.

كتاب (سيكولوجية الجماهير)؛ يمثل  قراءة واسعة عن سلوك الفرد والجماعة، وكيفية توجيهها من قِبل السلطة بمختلف تخصصاتها، ويمكن القول أن الكتاب بحث في علم النفس الفردي وعلم النفس الاجتماعي، سيما أنه درس سلوك الفرد ومدى انسجامه داخل المجتمع، مفسرًا سلوكيات الجمهور بأنها تعود إلى “العرق” وأن كل فرد ينتمي إلى عدة أرواح جماعية: “روح عرقه، روح طبقته، وروح طائفته”.

والتساؤل الأهم الذي يطرحه الكتاب.. كيف يمكن للقادة أن يسيطروا على جماهير تمتلك هذا الحجم من الأرواح ؟

العاطفة وقيادة الجموع..

لقد صنف “ليبون” الأشخاص الذين ينتمون إلى جمهور معين؛ أنهم هامشيون وشاذون عن المجتمع، وأطلق عليهم تسمية “القطيع”، ويفسر إطلاقه تلك التسمية؛ لأن الجماهير تنصهر وتذوب روحها الفردية داخل المجموعة، وهذا يؤدي إلى انخفاض مستوى سيطرة العقل وسطوة العاطفة المتطرفة على قناعاتهم وقراراتهم التي تؤدي إلى الإستجابة لمباديء خاطئة، تسهل القيام بتصرفات سلبية، كما أن الغريزة الثورية، تبقى أمرًا مهيمنًا على روح الجماعة، وأن الأفكار الثورية لا تؤثر في الجماهير إلا إذا أدخلت إلى حالة اللاوعي وتحولت إلى عواطف، وعليه لا يمكن تحريك جمهور وتحويله لقطيع إلا عن طريق عاطفته المتطرفة، وجذبه للتيار الذي يرغب فيه رئيس القطيع بكل سهولة، لذلك فالحيادي الموضوعي لا يمكن أن يكون داخل القطيع أبدًا !

وبحسب “ليبون”؛ فإن الجماهير، سواء أكانت في مكان واحد أو في أماكن مختلفة من العالم؛ بطبعها تميل إلى حب السلطة القوية والتنمر على السلطة الضعيفة، وفي حال كانت السلطة تتأرجح بين النوعين فإن الجمهور سيتأرجح بين الإلتزام والفوضى.

آليات السيطرة على الجماهير..

أنصب هدف كتاب (سيكولوجية الجماهير) على آليات السيطرة على الجماهير، وبمقارنة مع أبحاث ودراسات علم النفس، في عصرنا الحديث، نجدها قد اختلفت كونها أخذت تركز على شروط وأسباب ولادة سلوك جماهيري جمعي منظم، خاصة مع انتشار حركات المطالبة باستبدال الأنظمة الدكتاتورية بالأنظمة الديمقراطية، وتصاعد الحركات الثورية الساعية للتغيير.

وأمام ما طرحه “ليبون”، قبل قرنيين، وما يطرحه باحثوا علم النفس حديثًا نجد أن المجتمعات مهما اختلفت أماكنها وثقافاتها إلا أنها في النهاية اجتمعت تحت خيمة مظلة النظريات بأنواع ثلاث، وهي :

  • نظريات تفسر السلوك الجمعي بأنه انتقال سريع للأقكار والقناعات بين الجمهور دون أي تفكير أو اعتراض، وتغلب عليه العاطفة، وهذه النظريات تتجسد في آراء “ليبون”.
  • نظريات تفسر السلوك الجمعي على أساس تكتل الأفراد لتشابه أفكارهم وأهدافهم.
  • نظريات تعتقد أن السلوك الجمعي يعتمد على مقياس اجتماعي يظهر في حالات معينة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب