6 أبريل، 2024 8:56 م
Search
Close this search box.

اغتراب الكاتب/ة (19).. تفرد الكاتب يعوضه عن الانغماس في هذا العالم الصاخب

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: إعداد- سماح عادل

مازال الكتاب يتفقون علي أهمية القراءة والكتابة في حياتهم منذ الطفولة، وعلي شغفهم بها وانشغالهم بها.

هذا الملف عبارة عن آراء كاتبات وكتاب من مختلف البلدان وقد وجهت إليهم الأسئلة التالية:
1. هل شعرت بأنك مختلف منذ فترة الطفولة وشعرت بأن ميلك إلى الكتابة هو سبب اختلافك؟
2. هل عاملك الأهل داخل الأسرة كأنك غريب عنهم أو لا تشبههم، وكيف كان تقبلهم لميلك إلى القراءة والكتابة؟
3. هل كنت تفضل الانعزال عن المحيطين من أفراد الأسرة وهل سبب لك ذلك الانعزال الشعور بالغربة عنهم؟
4. هل كنت تتمني أن يتعامل معك الأهل والمحيطين بشكل مختلف؟ .
5. هل أنت نادم علي شغفك بالكتابة والقراءة وهل كنت تتخيل حياتك بدون الكتابة؟
القراءة بشغف..
يقول الشاعر “أمل سالم” من مصر: “ولدت في بيت يقرأ، يقرأ بشغف، يقرأ بشدة، كأن القراءة جزءا أصيلا من الحياة اليومية. وتربيت وترعرعت في مدينة بسيطة، لكن أهلها -الكثير من أهلها- كانوا يقرؤون بتسارع، كانوا يقرؤون وكأنهم في صراع مع كائن وهمي اسمه الجهل.
ما بين بيتي ومدينتي كان رفاق مدرستي، جلّهم كان يقرأ، وكنّا نتباهى بنقاش ما نقرأه. حتى الشيخ عبد العليم أبو عيلة، وكان أزهريا من ذوي الاحتياجات الخاصة، كنا صغارا وكبارا نقرأ له، فقد كان لا يستطيع القراءة، وكان يصحح لنا.
واليوم، وأنا أكتب الشعر، أشكر أمي وأبي وأهلي، على ما وجدته من كتب حين تفتحت عيناي، وأشكر مدرستي الابتدائية وأخواتها الإعدادية والثانوية لوجود مكتبات كبيرة. وأشكر قصر الثقافة على ما قدمه من كتب في مكتبته، وما قدمه من مناقشات وحوارات.
كيف إذا أشعر بالغربة وأنا في وطن أشبهه، وطن مثقف أحببته وما زلت؟
فتحية لهذا الوطن ولهذه الحياة على عطاياهما المتميّزة”.
نهم القراءة..
يقول الكاتب اليمني “عيدروس سالم الداني”: “شعرت بأنني مختلف منذ فترة الطفولة بسبب ميلي للقراءة، كنت أحب الكتب كثيرا، خصوصا تلك الكتب الثقافية والقرآن الكريم، وكنت أحفل كثيرا بالختمة القديمة ذات الأوراق الصفراء ذات الرائحة المميزة، أتتبع المجلات الثقافية، والصفحات الثقافية في الصحف، أقرأ باستمرار ونهم شديد، وذلك ما جعلني أنعزل كثيرا منذ وقت مبكر” .
ويضيف: “تعامل الأهل كان يتفاوت بين الاحتفاء والتشجيع تارة، وبين اللوم على العزلة المجتمعية، وما قد ينجم عن ذلك من ضعف في التواصل الاجتماعي، ولذلك فلومهم لم يكن بسبب القراءة والكتابة، ولكن بسبب العزلة التي نتجت عن ذلك”.
ويواصل: “كما قلت سابقا فميولي للقراءة ثم الكتابة جعلني أنعزل عن محيطي وأفقدني مهارة التواصل، وحتى حين أود التواصل أجد مشقة في ذلك، وهذا بالفعل جعلني أشعر بالغربة، ولذت بالصمت” .
ويتابع: “نعم كنت أود أن يتعامل معي الآخرون بشكل مختلف، ودون أن يشعرونني أنني مختلف، فالمختلف يكون بيننا وبينه حاجز نفسي، يمنعنا من التصرف والتحدث معه بتلقائية” .
ويوكد: “لست نادما على شغفي بالقراءة والكتابة، فهي تخلق عوالم جديدة أعيش فيها ولا تعوض حياتي الاجتماعية فقط بل وتهبني الكثير من الدعم والقدرة على تجاوز عقبات الحياة، وفي أحيان تجعلني أدير ظهري لحياة لا أرى نفسي فيها أو لا تروق لي”.
شغف الكتابة..
وتقول الكاتبة “انتصار السري” من اليمن: “نعم شعرت بذلك، فشعرت بأني مختلفة عن أخواتي، وصديقاتي، كان والدي يحضر لي الصحف المحلية وبعض الصحف العربية، التي كان يحصل عليها في عمله، كنت أفرح بها، وبمعرفة ما تحوي من أخبار، فقد انغمستُ في القراءة منذ صغري، كنت اشعر أن لي عالمي الخاص بي، بعيداً عن باقي أخواتي.
وبعد ما تعمق حب القراءة بداخلي قرأت كتب وقصص وكتبت أول قصة لي وأنا في الصف الثامن، وقتها أدركت أن الكتابة والقراءة هما سبب اختلافي عن من حولي”.
وعن معاملة الأهل داخل الأسرة كأنه غريب عنهم أو لا يشبههم، وكيف كان تقبلهم لميلها إلى القراءة والكتابة تقول: “كلا لم يعاملوني كأني غريبة بينهم، لأنهم أدركوا أن القراءة هي عالمي الخاص، خاصة وأني وجدت التشجيع من والدي، وأولاد خالي، الذين كانوا يمدوني بمختلف الكتب من مكتبتهم الخاصة، وكان حضوري المستمر لمعرض الكتاب واقتنيا الكتب من مالي الذي كنت أجمعه من مصروفي، لكي أذهب المعرض واشتري الكتب، كل ذلك زاد من ثقتي بنفسي، وأن لي هدف في الحياة، وكانت أول خطوة لي في تحقيق حلمي بإنشاء مكتبتي خاصة بي”.
وعن تفضيل الانعزال عن المحيطين من أفراد الأسرة وهل سبب لك ذلك الانعزال الشعور بالغربة عنهم تقول: “نعم كنت أفضل الانعزال في غرفتي، لكي أقرأ بهدوء، بعيد عن أخواتي الصغار، وكذلك لم أكن أرغب بالذهاب إلى بعض المناسبات العائلية، وكنت أفضل المكوث في البيت لوحدي، مع رفيقي المحبب إلى قلبي كتابي، الذي هو خير جليس.
نعم شعرت بغربة كوني مختلفة عنهم، لي عالمي المختلف عن عالمهم الصخب”.
وعن تمني أن يتعامل مع الأهل والمحيطون بشكل مختلف تقول: “لا، كنت سعيدة بعالمي، كوني متفردة بذلك العالم، كنت أظن أني أنا الصح، وأنهم على خطأ، كون القراءة هي رافد ثقافي وقاموس معرفي، كنت أشعر أنهم يجب عليهم أن يقرؤوا، لكن لكل شخص تركيبته، وفكرته وهدفه في الحياة”.
وعن الندم علي شغفها بالكتابة والقراءة وهل كانت تتخيل حياتها بدون الكتابة تقول: “كلا ابداً، بل سعيدة بشغفي بالقراءة والكتابة، فأنا وجدت ذاتي بين سطور الكتب، وكتبت حروفي من حبر عمري، لم اتخيل يومٍ حياتي من دون الكتابة، حتى بعد زواجي، خصصت وقت للقراءة وللكتابة وأصدرت كتابي الجديد “فنجان قهوة على حافة الفوضى”. القراءة هي حياة بالنسبة لـي”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب