14 نوفمبر، 2024 10:57 ص
Search
Close this search box.

اغتراب الكاتب/ة (18).. الكتابة هوة عميقة لا يمكن الخروج منها

اغتراب الكاتب/ة (18).. الكتابة هوة عميقة لا يمكن الخروج منها

خاص: إعداد- سماح عادل

تتعدد تشبيهات الكتاب للكتابة، مصورين مدي شغفهم بها، ما بين سلوي، وراحة، وعالم من الحرية، وهوة ساحقة لا يمكن الخروج منها، كل تلك التشبيهات تعطي انطباعات عن أهمية الكتابة في حياة هؤلاء الكتاب، ومدي ارتباطهم بها، وتحملهم لأجلها الكثير.

هذا الملف عبارة عن آراء كاتبات وكتاب من مختلف البلدان وقد وجهت إليهم الأسئلة التالية:

  1. هل شعرت بأنك مختلف منذ فترة الطفولة وشعرت بأن ميلك إلى الكتابة هو سبب اختلافك؟
  2. هل عاملك الأهل داخل الأسرة كأنك غريب عنهم أو لا تشبههم، وكيف كان تقبلهم لميلك إلى القراءة والكتابة؟
  3. هل كنت تفضل الانعزال عن المحيطين من أفراد الأسرة وهل سبب لك ذلك الانعزال الشعور بالغربة عنهم؟
  4. هل كنت تتمني أن يتعامل معك الأهل والمحيطين بشكل مختلف؟ .
  5. هل أنت نادم علي شغفك بالكتابة والقراءة وهل كنت تتخيل حياتك بدون الكتابة؟

الكتابة بمثابة تنفس الهواء..

تقول الكاتبة العراقية “هدي حسين”: “في ذلك الوقت من فترة طفولتي التي اعتبرها رحلة استكشاف فكرية معنوية، لم أكن أشعر بذلك الاختلاف الواضح كان الأمر هو مجرد ميل لحب المعرفة، ميل طفولي مجرد من تلك التعقيدات التي يحملها العقل الناضج، لذا كان الأمر طبيعي وخاصة أن كان هناك من يدعم ميلك بشكل إيجابي”.

وعن معاملة الأهل داخل الأسرة كأنها غريبة عنهم أو لا تشبههم، وكيف كان تقبلهم لميلها إلى القراءة والكتابة تقول: “لا أرى أن عائلتي قد نظرت إليّ على أنني شخص غريب رغم وجود اختلافات واضحة بيني وبينهم، إلا أن ذلك لم يكن بالشيء الجلل واعتقد أن ذلك يعود لعدة أشياء، أما بشأن تقبلهم لم اتعرض للانتقاد أو لرفض بالعكس كنت اتلقى التشجيع بالخاص حين كنت أشاركهم ما أكتب، كنت أرى أنهم متحمسون لمعرفة الطريقة التي أكتب بها وكيف أكتب بهذه الطريقة” .

وعن تفضيل الانعزال عن المحيطين من أفراد الأسرة وهل سبب لها ذلك الانعزال الشعور بالغربة عنهم تقول: “لا لم أكن أفكر بالانعزال عن أفراد أسرتي، اعتقد أن ما يحتاجه الكاتب أن يبقى بالوسط أكثر من الانعزال، أما أذا كنت تقصدين الانعزال لغرض الكتابة واستحضار الإلهام، نعم في بعض الأحيان أفضل أن اختلي بنفسي لكي أكون الرؤى وربما لآخذ استراحة فكرية”.

وعن تمني أن يتعامل معها الأهل والمحيطون بشكل مختلف تقول: “لا طبعا، أن تعاملوا معي بشكل مختلف لكوني مختلفة، اعتقد أن هذا يعني أن هناك حاجز بيني وبينهم ربما يصعب عليهم أن يفهموني وأن أفهمهم.”

وعن الندم علي شغفها بالكتابة والقراءة وهل كانت تتخيل حياتها بدون الكتابة تقول: “لا طبعا، الكتابة كما أقول لمن هم حولي هي الهواء الذي أتنفسه، كما أن الغواص بعوالم القصص كشفت لي من أنا وما ينبغي أن أكون. حتى وإن كانت حياتي بلا كتابة اعتقد أنها سوف تجد طريقها إليّ مثلما تفعل هي الآن”.

الكتابة راحة وسلوي..

وتقول الكاتبة العراقية “شيماء نجم عبدالله”: “في فترة الطفولة قد لا تشعر باختلاف أو بتشابه لأنك ستكون في عالمك الخاص، حيث تكثر في هذه الفترة الأحلام الجميلة عن مستقبلنا التي تولد لنا شعور السعادة، ولا يكون لدينا الإدراك لنلاحظ اختلافنا.

نعم قد أكون مختلفة قليلا لأن أخواتي وأخي كلهم كانوا يحبون قراءة الكتب ولكل منهم دفتر يكتب فيه مشاعره ويومياته، إلا أنا كنت أكتب فيه خواطر وقصص لما يدور في خلدي عندما انفرد بنفسي في إحدى زوايا المنزل أو حتى على السطح، حيث كنت أمارس لعبة التنس وأحكي مع نفسي عن حدث أو قصة من نسج خيالي وأغوص فيها حتى ينتهي وقت لعبي مع التنس”.

وعن معاملة الأهل داخل الأسرة كأنها غريبة عنهم أو لا تشبههم، وكيف كان تقبلهم لميلها إلى القراءة والكتابة تقول: “لم أكن غريبة عنهم حيث قلت في السابق أننا كنا جميعا نميل لحب القراءة والكتابة ولكن بمستوى متباين، ولم يشعر أحد من الأهل بكوني مختلفة لأني لم أبرز لهم هذا الاختلاف، حيث كنت أختلي بنفسي بعيدا عن أنظارهم حتى كبرت وكبرت معي هذه الرغبة والحب للكتابة وتطورت مع الزمن.

وعندما كبرت وأبرزت لهم ميلي للكتابة كانت ردود الأفعال متباينة حيث يقال لي: (علمن طالعة أنت) أو كما تقول أمي (لمن شاب ودوا للكتاب) حيث اضحك كثيرا من قولها وأجيب عنه أن ليس هناك عمر محدد للقراءة والكتابة، (خذ العلم من المهد إلى اللحد).

وعن تفضيل الانعزال عن المحيطين من أفراد الأسرة وهل سبب لها ذلك الانعزال الشعور بالغربة عنهم تقول: “في بعض الأحيان أحتاج إلى العزلة لأجل أن أكتب حيث لابد من الهدوء بعض الشيء والتركيز في مادة الكتابة، ولكن هذا لايعني أن أكون بعيدة عنهم فهم من يشجعوني ولو بكلمات بسيطة تنمو عن صدق حبهم لي.

والغربة تعني الهجر التام والبعد وهذا آخر شيء ممكن أفعله مع أهلي لأجل الكتابة، فهي لا تحتاج إلى ترك الأحباب بإمكاني أن أستغل وقت نومهم أو خروجهم لأجل أن أقوم بنشاطي في الكتابة “.

وعن تمني أن يتعامل معها الأهل والمحيطون بشكل مختلف تقول: “ليس كل ما نتمنى يتحقق ولكنني بإمكاني أن أحقق الشيء القليل منه. نعم كنت أتمنى أن أحصل على اهتمام أكثر ولكن لا بأس المهم أن لا يكون هناك رفض تام لممارستي الكتابة، فهي تساعدني كثيرا على تخطي الكثير من المصاعب التي تزعجني فهي سلوتي ومكان راحتي، ولا تأخذ من وقت اهتمامي بعائلتي فقد قلت سابقا أني استغل وقت نومهم لكي أكتب وأعبر عن الكثير مما يجول في خاطري”.

وعن الندم علي شغفها بالكتابة والقراءة وهل كانت تتخيل حياتها بدون الكتابة تقول: “لا لستُ بنادمة، بالعكس قادتني الأيام للوصول لما أنا عليه بوقت لم أكن أتوقع أن أصل، حيث لم أخطط لذلك ولكن وجود الفرصة للمشاركة واستغلالها بشكل صحيح ساعدني للبروز والوصول لأول سلم في طريق الكتابة، حيث عشت في تحقيق حلمي وحلم شقيقتي المتوفاة إلى رحمة الله أجمل الأيام، لأنها كانت أيضا تحب كتابة القصص ولكن الحظ والفرصة للاستمرار لم تتحقق لها فأحببت ما حصل معي لأجل أن أحقق رغبتها وحبي للكتابة .

أما عن حياتي بدون الكتابة لا أتصور أني سأتوقف يوما عنها ولكن قد أكتب ولا أنشر المهم أني أعبر عن دواخلي على الورق كما أحب”.

الكتابة عالم من الحرية والتميز..

وتقول الكاتبة اليمنية “هناء راشد”: “يمكن لما نضجت شعرت أني مختلفة لأني أحببت القراءة بشكل كبير”.

وعن معاملة الأهل داخل الأسرة كأنها غريبة عنهم أو لا تشبههم، وكيف كان تقبلهم لميلها إلى القراءة والكتابة تقول: “لا أبدا، الوالد من غذا عقلي بالكتب والمجلات ودفاتر لتدوين مذكراتي، ودائما ما كان يردد هناء ستكون أدبية، رغم أني لم أكتب الكثير، كنت أكثر شغفا بالقراءة”.

عن تفضيل الانعزال عن المحيطين من أفراد الأسرة وهل سبب لها ذلك الانعزال الشعور بالغربة عنهم تقول: “كنت أحب أن أختلي بنفسي وقت القراءة، الآن نعم أفضل العزلة عن الناس، والسبب هو عدم اهتمامهم بما يهمني، وعدم إدراك ماهية تفكيري الواسع”.

وعن تمني أن يتعامل معها الأهل والمحيطون بشكل مختلف تقول: “شجعني أهلي للكتابة كانوا أكثر من دفعوني للكتابة والفخر بي ، وددت لو أولادي وزوجي اهتموا أكثر بما أكتبه .”

وعن الندم علي شغفها بالكتابة والقراءة وهل كانت تتخيل حياتها بدون الكتابة: “لا أبدا، ذلك خلق لدي وعي وإدراك واسع، مرت سنوات كنت أمشي مع الركب مع عدم قناعتي. لكني عدت للقراءة وتفجرت لدي الكتابة فانطلقت لعالم الحرية وتميز ذاتي”.

هاوية سحيقة لا يمكن الفكاك منها..

يقول الكاتب الكردي السوري “حميد مرعي”: “ربما الشعور بالاختلاف لا يكون واضح منذ الطفولة أو بالأحرى ارتباط الاختلاف بالرغبة في الكتابة. لكن أستطيع أن أقول إنه كان هناك شعور عميق منذ مراحل الوعي الباكر. هذا الشعور كان عبارة عن كتلة غير مفهومة وغير مستقرة من المشاعر المركبة والمربكة. الشعور والرغبة في تقديم تفسيرات خاصة تجاه بعض القضايا والمواقف”.

ويواصل: “في الواقع موضوع الأسرة والاغتراب هو موضع عميق وشائك. ربما حتى الآن ليس هناك تقبل في الأسرة لكوني اتجهت إلى الكتابة.

والدي رحمه الله عليه كان يقول لي دوماً: “أنصحك أن تكمل دراستك أو تتعلم مهنة ما، لأنك لن تكون كاتب ولن تكتب حرفاً واحد حتى أن الكثيرين من الأقارب كانوا يمنعون أولادهم من التقرب مني خوفاً من التأثر بي” .

ويتابع: “الانعزال والاغتراب في بعض جوانبه أمر مفروض من المحيط، فإلى حد كبير المجتمع الذي كنت فيه لم يكن يتقبل فكرة الكتابة وكان ينظر إلى القراءة خارج المنهاج المدرسي أو الجامعي. على أنه ضرب من ضروب الغباء والترف الفكري غير المبرر .نعم كان هناك انعزال واغتراب عميق مستمر إلى الآن”.

ويؤكد: “بشكل مختلف كنوع من الضعف والانكسار. أستطيع القول لم أكن أفكر بالشفقة أو أن اتقبل الضعف والانكسار في مواجهة المحيط .

لكن من ناحية أن يتم التعامل معي بشكل مختلف كنوع من تقبل الفكرة والمواضيع التي أطرحها. نعم بالتأكيد أتمنى أن يتم التعامل بشكل مختلف”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة