17 نوفمبر، 2024 12:39 ص
Search
Close this search box.

ابتسام عبد الله.. محاورة ممتازة وروائية واعية بقضايا مجتمعها

ابتسام عبد الله.. محاورة ممتازة وروائية واعية بقضايا مجتمعها

 

خاص: إعداد- سماح عادل

“ابتسام عبد الله” كاتِبة صحفية وروائية ومترجمة عراقية.

حياتها..

وُلدت في كركوك لكنها عاشت في الغالب في العاصمة العراقيّة بغداد. أكملت دراستها في معهد المدرسين العالي بقسم اللغة الإنجليزية، وتخرجت منه 1964، نشرت أربع روايات ومجموعة واحدة من القصص القصيرة. وأشهر رواياتها هي «بلاد ما بين النهرين» التي نُشرت في بغداد عام 2001. في العام نفسه، أصبحت رئيسة تحرير مجلة الثقافة الأجنبية، وهي مجلة ربع سنوية مخصصة للأدب والثقافة الأجنبية، وهي الوحيدة من نوعها في العراق. توقَّفت المجلة عن الصدور في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.

قامت بترجمة العديدِ من الأعمال الأدبية الغربية إلى العربية، منها رواية “جي إم كويتزي” ورواية “في انتظار البرابرة”. قامت أيضا بترجمة مذكرات “ميكيس ثيودوراكيس” و”أنجيلا ديفيس”. تشتهر كتاباتها باندماج الفاع عن قضايا المرأة مع القضايا الاجتماعية والسياسية المعاصرة. ظهرت بعض قصصها القصيرة مترجمةً باللغة الإنجليزية، وهي معروفة أيضا في العراق كصحفية وشخصية تلفزيونيّة.

من الأعمال التي شغلتها:

  • مسؤولية قسم المتابعة في المؤسسة العامة للصحافة سنة 1968.
  • رئيسة قسم الأخبار والترجمة في التلفزيون العراقي.
  • كانت مترجمة ومسؤولة عن قسم الأفلام.
  • عملت محررة ومترجمة في جريدة الجمهورية
  • محررة ومترجمة في مجلة ألف باء الأسبوعية من عام 1969 وحتى 2003.

فجر نهار وحشي..

في مقال بعنوان (ابتسام عبد الله.. مواهب في القصة والرواية والترجمة والحوار الثقافي) كتب “شكيب كاظم”: “كتبت ابتسام عبدالله الرواية، ولها في هذا اللون روايتها (فجر نهار وحشي) تسرد علينا فيها الحوادث التي عصفت بمدينة الموصل، يوم الثامن من آذار 1959 والأيام التي تلته، وإذا كانت هذه رواية سياسية، فإنها قدمت لنا رواية عاطفية عنوانها (ممر إلى الليل) وفيها تتناول عينات من حياة (أدهم زين الدين) مريض القلب، الذي يحيا حياة تعاني فراغاً ممضاً، على الرغم من البيت الفاره، والحديقة الأنيقة، والوظيفة، وإذ يتحرك قلبه إزاء إحدى الموظفات بغية الارتباط بها زوجة فـ “أدهم زين الدين” لم تعد له في الحياة من وجهة أو رغبة غير”رشا”، وهي بإمكانها انتشاله من حالته القلقة، وهي التي تمنحه دافعا للحركة والإبداع”.

ويضيف: “كما كتبت ابتسام عبد الله القصة القصيرة، وقد جمعت بعضا من قصصها في مجموعتها (بخور) التي طبعتها دار الشؤون الثقافية العامة ببغداد سنة ١٩٩٨، ولعل من أروع قصص هذه المجموعة، رائعتها (يوم خريفي) التي نشرتها أولاً في الصفحة الثقافية لجريدة (الثورة) في 13من نيسان 1995، يوم كان يشرف على تحرير الصفحة الشاعر الأنيق جواد الحطاب، قرأت هذه القصة الرائعة، وأدرت عنها حديثا نقديا نشرته الصفحة ذاتها في 16من حزيران 1995.

وتقوم هذه القصة الجميلة على مفارقة مؤسية، أو ما تعرف نقديا بـ (بنية التضاد)، فإذ تسافر الشابة بطلة القصة، التي لم تطلق ابتسام عبدالله عليها اسما، تسافر نحو بيروت، بعد انقطاع سنوات طويلة عنها، ولعل القاصة تومئ إلى سنوات حرب الثمانين، ومنع سفر العراقيين، كي يذهبوا إلى الحرب”.

ذكريات..

وفي مقال آخر بعنوان (ابتسام عبد الله.. سيرة وذكريات) كتب “د. إبراهيم خليل العلاف”: “من النساء العراقيات الرائدات، إنسانة فاضلة قبل أن تكون كاتبة، وقاصة، ومترجمة، ومقدمة برنامج متميز ماتزال تأثيراته قائمة على أجيال كاملة.  وقدمت أول الأمر برنامجا بعنوان “نافذة على العالم” ثم تميزت ببرنامجها الأثير “سيرة وذكريات”، الذي كانت تستضيف فيه شخصية فكرية أو ثقافية أو فنية وتتحاور معه حول المحطات البارزة في حياته، ويستغرق البرنامج قرابة الساعة. وقد أثبتت أنها محاورة ممتازة إذ كانت على اطلاع بمجريات سيرة وحياة من تحاور.

وأتذكر أنني عملت في جريدة “الجمهورية” في بداية السبعينيات كاتبا بالقطعة، وكنت أراها كثيرا في غرفتها حيث عملت محررة ومترجمة في الجريدة أو في غرفة ماجد السامرائي مسؤول صفحة “آفاق” الشهيرة.

وابتسام عبد الله زوجة الإعلامي العراقي المعروف “أمير الحلو”. وفي سنة 1969 أصبحت محررة ومترجمة في مجلة “ألف باء” الأسبوعية ثم استقرت وحتى سنة 2003 محررة ومترجمة في جريدة “الجمهورية”.

أصدرت ابتسام عبد الله في سنة 1984 قصة وثقت فيها أحداث الموصل سنة 1959 والتي وقعت أثر فشل الحركة المسلحة التي قادها العقيد الركن عبد الوهاب الشواف ضد نظام حكم الزعيم الركن عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة العراقية آنذاك، وكانت قصة مهمة عنوانها “فجر نهار وحشي”، وقد لاقت ردود فعل متباينة في حينه إلا أنني – كمؤرخ – أعدها من الروايات التاريخية التي وثقت صفحة مهمة من تاريخ الموصل الحديث والمعاصر. وفي سنة 1986 أصدرت رواية بعنوان “ممر الى الليل””.

الانزواء..

وفي مقال ثالث بعنوان (الروائية ابتسام عبد الله انزوت قبل رحيلها) كتب “كاظم حسن سعيد”: “انسحبت عن الاضواء منذ 2015 تزامنا مع وفاة زوجها الصحفي امير الحلو. في عام 1968 دخلت عالم التلفزيون بصفة مترجمة فكانت ترفد برنامج بمختلف الأخبار والتقارير حول الأفلام والأزياء وغيرها مما كان ينشر في كبريات الصحف العالمية. بعدها قدمت برنامجها الشهير (سيرة وذكريات) الذي كانت تقدم فيه وتحاور المشاهير بفن ومقدرة ما أكسبه شهرة واسعة لدى العوائل العراقية.

اختارت لروايتها الأشهر 2001 اسم “ميسوبوتاميا” بلاد ما بين النهرين، وتعني محلا لبيع التحف والانتيكات لأنها توقعت الاحتلال لبغداد”.

مزيج..

في أحد حواراتها تقول “ابتسام عبد الله عن نفسها”: “أنا كاتبة وجدت نفسها أولا في الصحافة، ثم الرواية، ثم القصة القصيرة، أنا مزيج من الصحافة والرواية والقصة، هذا دون أن أتجاهل عملي الطويل في إعداد وتقديم البرامج التلفزيونية، قل ابتسام عبد الله وستجد أن البعض يفضل عملي في التلفزيون، والبعض الآخر في الصحافة، وفريق ثالث في الرواية والقصة، وأنا أجد في المرحلة الحالية الرواية الأقرب لي”.

وعن حالة التأمل والصمت التي تعيشها كأسلوب حياتي وذاتي تقول: “من خلال الرواية أتأمل أعماق الإنسان وانفعالاته وأحاسيسه المختلفة، وأشعر في خلال فترة الكتابة بأنني أفعل شيئا، وأخلق على الورق شخصيات تبدو غريبة بالنسبة لي في بادئ الأمر، ولكنني بعد أسابيع وأشهر أتعرف على دقائق حياتها وأتعايش معها بمودة حتى أنتهي منها وأتخلى عنها تدريجيا”.

وعن المقارنات تضيف: “لا أحب مقارنتي بأية كاتبة بل مع الأدباء من الجنسين، ففي المسابقات الأدبية مثلا لا يتم اختيار أفضل كتاب على أساس جنس الكاتب بل لأفضلية الكتاب”. كما أنها لا تميل إلى تصنيفات الأدب من على شاكلة أدب نسوي وأدب ذكوري عندما تشير إلى أن هناك سمات خاصة لأدب المرأة فهي تختار موضوعات تدل عليها أحيانا، لكن ذلك لا يعني حصرها في تلك التسمية، ذلك أن القضايا الإنسانية واحدة ويمكن تناولها من قبل الرجل والمرأة معا، كما يمكن للرجل الكتابة عن أحاسيس المرأة، يمكن للمرأة الكتابة عن الحرب أو العنف وماشابه، تقول “المرأة إنسان وليست مجرد مخلوق جميل، و أنا لا أحب النظر إلى المرأة من خلال مظهرها وجسدها بل أستنكر بشدة استخدامها كرمز للإيحاء الجسدي وأفضّل صيانتها”.

وعن مشكلة الرواية العراقية ترى أنها تتركز في إغلاق أبواب النشر والتوزيع أمامها، إذ ابتلي الكاتب العراقي خلال العقود القديمة بحروب وحصار ومازالت سدود وحواجز عالية تحول بينه وبين الانتشار عربيا وعالميا، إذ لا يحصل على تأشيرة دخول الأقطار العربية بسهولة، بل أنه شبه ممنوع من ذلك حتى وإن كان ينوي حضور مؤتمر ما مثلا”.

وفاتها..

توفت “ابتسام عبد الله الدباغ” عن عمر يناهز 80 عاما ببغداد  فيوم 7 مارس 2023.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة