15 نوفمبر، 2024 4:42 م
Search
Close this search box.

“إيزابيلا حماد”.. تتميز نصوصها بالبصيرة والسرد الجميل ومناصرة وطنها

“إيزابيلا حماد”.. تتميز نصوصها بالبصيرة والسرد الجميل ومناصرة وطنها

خاص: إعداد- سماح عادل

“إيزابيلا حماد” كاتبة وروائية فلسطينية ولدت في لندن، وظهرت كتاباتها في العديد من المواقع والصحف الهامة، كما وحصلت على جائزة بليمبتون للرواية لعام 2018 وجائزة أو هنري لعام 2019، وفازت روايتها الأولى “الباريسي” (2019) بجائزة فلسطين للكتاب، وجائزة سو كوفمان من الأكاديمية الأمريكية للفنون والآداب، وجائزة بيتي تراسك من جمعية المؤلفين في المملكة المتحدة، وحصلت على تكريم من مؤسسة الكتاب الوطنية “5 تحت 35″، وحصلت على زمالات أدبية من ماكدويل، ومؤسسة روكفلر، ومؤسسة لانان. وتم اختيارها كواحدة من “أفضل الروائيين البريطانيين الشباب” في جرانتا عام 2023. ونُشرت روايتها الثانية “أدخل أيها الشبح” في عام 2023 .
أسبن ووردز..
فازت الكاتبة الفلسطينية البريطانية “إيزابيلا حماد” بجائزة” أسبن ووردز” الأدبية المرموقة لعام 2024 عن روايتها “أدخل أيها الشبح” ويعد فوزها بهذه الجائزة الهامة تجسيدا لجهودها ومؤلفاتها المميزة وسردها القصصي القوي.
تناولت رواية “اُدخل أيها الشبح” قضايا الشتات والنزوح والروابط بين الأسرة والمقاومة والصمود في مواجهة الاحتلال. أحداث الرواية تدور في فلسطين حيث تعود بطلة القصة سونيا إلى موطنها الأصلي فلسطين لزيارة شقيقتها الكبرى حنين. ولدت سونيا وحنين في لندن لأب فلسطيني وأم هولندية. وقد اعتادت الأسرة علي قضاء عطلة الصيف في منزل أجدادهم في مدينة حيفا.
افترقت الشقيقتان، ذهبت حنين للتدريس في جامعة تل أبيب، بينما بقيت سونيا في لندن، حيث انشغلت بالفن والتمثيل. عند عودتها إلى فلسطين، شعرت سونيا كما لو كانت غريبة في وطنها. دارت في ذهنها أسئلة حول هويتها وشرعية انتمائها. وفي حيفا، تعرفت سونيا على مريم التي عرضت عليها لعب دور في النسخة العربية لمسرحية شكسبير “هاملت” لتعرض على مسرح في الضفة الغربية. الالتحاق بهذا المسرح كان يعني العمل في ظروف صعبة وخطيرة على وقع دوي رصاص وقنابل الجيش الإسرائيلي، وهي الظروف التي يعيشها الممثلون والفنانون الفلسطينيون لأجيال.
جائزة أسبن ووردز الأدبية، قيمتها 35000 دولار أمريكي، تعطي للأعمال الروائية التي تتناول القضايا المعاصرة الهامة، وتبين تأثير الأدب في المجتمع. إنها من أكبر الجوائز الأدبية في أمريكا وواحدة من الجوائز القليلة المخصصة حصريا للرواية ذات التأثير الاجتماعي.
فوز” إيزابيلا حماد” يجعلها وسط نخبة متميزة من الأدباء الذين نالوا هذه الجائزة الهامة مثل “تياري جونز، كريستي ليفتيري، لويز إيردريش، داوني والتون”. وجميعهم اسهموا في الحقل الأدبي من خلال ثيمات جريئة مثل العنف والجنس وقلة المساواة والبيئة والهجرة والدين والعرق، و القضايا الاجتماعية الفارقة.
نالت نصوص “إيزابيلا حماد” التقدير على نطاق عالمي، حيث ظهرت أعمالها في منشورات مرموقة مثل كونجنكشنز، ومجلة ذا باريس ريفيو، ونيويورك تايمز. هذا وقد فازت” إيزابيلا حماد” بجوائز أخرى مثل جائزة باريس ريفيو بليمبتون للأدب الخيالي عام 2018، مما يعطي إشارة لبراعتها الأدبية.
الباريسي..
“الباريسي” هي رواية” إيزابيلا حمّاد “الأولى، تدور أحداثها في زمن نهاية الإمبراطورية العثمانية وصعود القومية الفلسطينية وهي رواية كلاسيكية مستوحاة من حياة جدها الأكبر رصدت مراحل نشأة شخص وتأثره بما يحيط به من أحداث.
في حوار معها أجراه “شايان رياض” تقول “إيزابيلا حماد” عن شخصية البطل الرئيسي في رواية “الباريسي”: “في عائلتي الكثير من رواة القصص البارعين، ودائماً ما كانت القصص التي رووها عن جدي الأكبر مضحكة للغاية. حين كنت طفلة، تشكّلت في ذهني صورة قوية عن مدحت، فحين تسمع حكايات متكررة عن شخص معين، تكتسب شعوراً تجاهه. وهذا ما شكّلَ أساس الشخصية كما أجريت مقابلة مع جدتي، وغيرها من الأقاربِ، والأشخاص الذين عرفوه في نابلس ومع عماتي غالباً ما عرفوه على أنه شخص مسن، لذلك كان عليّ ملء الفراغات كان لدي روحه، التي حصلت عليها من هذه القصص، ومن ثم سمحتُ لمخيلتي بالتجوّلِ بحريةٍ، لأرى كيف تحوّل إلى ذلك الرجل المسن. في مرحلة ما من الكتاب، يفكر مدحت حول كيف يمكن أن تُروى تمثيليته الخاصة به بعد موته، حين لم يعد ممسكاً بزمام ذكرياته”.
وعن تعرّض بطل الرواية للعنصرية من مضيفيه في فرنسا، وهل تعرضتِ للعنصرية خلال نشأتها في فرنسا تقول: “كنت طفلة حين وقعت أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر وأتذكر أنه في ذلك الوقت كان هناك ارتفاع مفاجئ في ظاهرة الإسلاموفوبيا. ولقد كان أمراً مربكاً وصعباً بالنسبة للأطفال ذوي الخلفيةِ الإسلاميةِ. لم أعرف كيف أتعامل مع الموضوع في ذاك الوقت لم تكن لدي المفردات بعض الأشياء التي قالها الأطفال الآخرون في المدرسةِ صادمة جداً حين تفكر فيها اليوم.”
تصنيف الكتاب..
وعن تصنيف المؤلفين لأغراض الدعاية في عالم النشر تقول: “لا أحد يريد أن ينتهي به المطاف على رف خاص في مكتبة لبيع الكتب، أو أن يُقدَّر على تقديمه الأخبار من منطقة أخرى من العالم فحسب، وليس لجودته. مثل أي مؤلف، كل ما أريده أن أكتب كتباً جيدة ومن الواضح أنّ قناعاتي وآرائي السياسية لا يمكن فصلها عن سبب كتابتي. بيد أنّ هدفي الأولي خلق فن جيد”.
وعن الكتابةِ عن فلسطين تقول: “تجري أحداث قصتي قبل قيام إسرائيل، وبالتالي فهي لا تعالج مواضيع الاحتلال والاستعمار المستمر إلى اليوم. ولكن بطريقة ما، فهذا في حدِّ ذاته استفزازي، بما أنّ جزءاً من سرديتهم القومية يقوم على أنّ الأرض كانت خالية حين وصلوا إليها ومع ذلك فقد كان هدفي الأساسي أن أكتب قصة عن الفلسطينيين وتاريخياً، لطالما أسكِتت أصوات الفلسطينيين في الغرب، وما يزال هناك قدر كبير من الحذر، لا سيما في أميركا، حول موضوع حياة الفلسطينيين ونضالهم وآرائهم. إنه أمر ملموس بالتأكيد. لذلك فأنا محظوظة جداً لوجود ناشرين داعمين لي”.
وعن كون رواية الباريسي” محاولة لاستعادة الأصوات الفلسطينية والسماح لها بالحديث عن نفسها تقول: “بالطبع. لا يحتاج الفلسطينيون إلى التحرّرِ فحسب، بل يحتاجون إلى تحديد شروط تحررهم. أعتبر نفسي جزءا من موجة جيل من المؤلفين والفنانين من فلسطين التاريخية ومن الشتات، الذين يعملون بالعديد من اللغات يوجد الآن الكثير من الأعمال الفنية والمؤلفات من فلسطين وهذا أمر مثير”.
المخيلة..
في مقالة بعنوان (الفلسطينية إيزابيلا حماد تقرأ تاريخ وطنها عبر المخيلة) كتب “انطوان جوكي”: “كان الزمن مسافة غادرة، ولم يكن ممكنناً عبوره إلا باستبدالات خطيرة من المخيّلة”، تكتب الفلسطينية الشابة إيزابيلا حمّاد في روايتها الأولى، “الباريسي”، التي صدرت حديثاً في لندن عن دار “جوناثان كايب”. ومن أسفارٍ في الزمن والجغرافيا، محفوفة بالمخاطر، يتشكّل نسيج هذا العمل الضخم 560 صفحة الذي لم تعد تحصى المقالات المديحية التي حصدها سواء في أميركا أو بريطانيا. اهتمام يستحقه بجدارة نظراً إلى تمكّن حمّاد فيه من إنارة حقبة مفصلية من تاريخ وطنها عبر تتبّعها مسيرة ومغامرا شاب يدعى مدحت منذ مطلع الحرب العالمية الأولى وحتى انتفاضة الفلسطينيين الأولى ضد المستعمر البريطاني 1936عام.”

ويضيف: “البنية السردية لهذه الرواية، التي تقوم على تصوير التحوّلات التاريخية التي يشهدها بلدٌ فلسطين عن طريق عبور واحد من أبنائه من سنّ المراهقة إلى سنّ الرشد، تستحضر إلى أذهاننا مراجع كبرى من القرن التاسع عشر، مثل روايات تولستوي وتورغونييف وستاندال. لكن نموذج حمّاد هو من دون شك رائعة فلوبير “تربية عاطفية. وليست مصادفة أن نرى مدحت يطالع هذه الرواية في فترةٍ ما.
أما لقب “الباريسي “الذي يناله لدى عودته إلى نابلس، فيعود إلى سلوكه الغربي ومدافعته الشرسة عن الحريات الفردية والجماعية وقيَم الحداثة. لقب يتحلى في البداية بطابع إيجابي داخل محيطه، قبل أن يتّسم بسلبية وعدائية متصاعدتين مع إنكار الفرنسيين والبريطانيين حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم ووضعهم العقبة تلو الأخرى في وجه استقلالهم. وهو ما يعمّق شعور مدحت بالفصام الذي يصفه لحبيبته جانيت باكراً بقوله “أنتمي إلى هنا فرنسا بقدر ما أنتمي إلى فلسطين”.
ويؤكد: ” وفي حال أضفنا مهارة حمّاد في استثمار عنصر التشويق وخلط الشامل والمحلي، السياسي والشخصي، لتبيّنت لنا كل قيمة نصّها التي تعود أيضاً إلى نثره الجميل والمطعَّم بقصائد غزيرة، وإلى طابعه الملحمي، من دون أن ننسى تلك البصيرة المريرة في وصف الإنقسامات والاضطرابات والمؤامرات السياسية التي عانى منها شرقنا في النصف الأول من القرن الماضي، والتي تتجاوب وتفسّر أحياناً الصراعات الداخلية التي تعيشها شخصيات الرواية.”

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة