5 نوفمبر، 2024 4:35 م
Search
Close this search box.

“إيريس نظمي” .. أبدعت في الصحافة الفنية وسجلت مذكرات فناني السبعينيات !

“إيريس نظمي” .. أبدعت في الصحافة الفنية وسجلت مذكرات فناني السبعينيات !

خاص : كتبت – سماح عادل :

“إيريس نظمي” كاتبة صحافية وناقدة سينمائية مصرية.. شاركت في تأسيس عدة مهرجانات، منها “مهرجان القاهرة السينمائي الدولي” و”مهرجان الإسكندرية السينمائي” و”مهرجان أسوان للدول الإفريقية”، وتعتبر أول امرأة ترأس مهرجاناً للسينما.. ولدت “إيريس نظمي” في القاهرة وتخرجت من كلية الآداب بجامعة القاهرة.

الصحافة..

كان أول حوار لـ”إيريس نظمي”؛ حين كانت طالبة مع عميد كلية الآداب، آنذاك.. حاورته بشأن نظرة الطلاب الدونية للطالبات اللائي يجلسن بالكافيتيريا أو المقاهي العامة، ونشر تحقيقها في جريدة (القاهرة).

عملت في بدايتها في مجلة (صباح الخير) ومجلة (روزاليوسف)، كما عملت في جريدة (الأخبار) التابعة لدار “أخبار اليوم” بقسم الحوادث، وسافرت لتغطي تهجير أهل النوبة، كما طلب منها “مصطفى أمين” أن تستخرج جواز سفر، وأرسلها في رحلة لمدة شهر إلي سوريا أيام الوحدة.

بدأت “إيريس نظمي” الكتابة في الفن مع الكاتب الراحل الكبير، “جليل البنداري”، في مجلة (آخر ساعة) التي انتقلت إليها بعد ذلك فقامت بعمل تبويب للقسم الثقافي بها، وابتكرت عمود “ناس تحت الأضواء” الذي قدمت من خلاله عدداً من الوجوه الجديدة؛ أصبحوا فيما بعد من كبار النجوم، ومن بينهم الفنانيين: “محمود ياسين” و”محمود عبدالعزيز”.. وابتكرت عمود “عزيزي”، الذي وجهت من خلاله رسائل لكبار وصغار النجوم، كما زارت 24 دولة حضرت بها العديد من المهرجانات السينمائية الدولية والمحلية.

نالت “إيريس نظمي” تكريماً من قبل المهرجان القومي الرابع عشر للسينما المصرية. كما أصدر عنها “صندوق التنمية الثقافية” في مصر؛ كتاباً عنوانه: (إيريس نظمي ­ القلب الشجاع)؛ للكاتبة “منى ثابت”.

تأسيس مهرجان..

شاركت “إيريس نظمي”، الكاتب الصحافي والناقد، “كمال الملاخ”، وعدداً من النقاد في تأسيس “مهرجان القاهرة السينمائي”، الذي تعرض لحرب شديدة وتم إنتزاعه من “الملاخ”، فساهمت في المشاركة في تأسيس “مهرجان الإسكندرية السينمائي”، و”مهرجان مجاويش”، و”مهرجان أسوان للدول الإفريقية”، و”مهرجان الإسماعيلية”، في كل هذه المهرجانات كان لـ”إيريس نظمي” دور إيجابي ملحوظ ومشهود، إلى جانب دورها في “جمعية كٌتاب ونقاد السينما”؛ التي تنظم كل هذه المهرجانات، ولثقة أعضاء الجمعية بها اسندوا إليها رئاسة “مهرجان الإسكندرية السينمائي” لتكون أول امرأة وأول ناقدة تتولى رئاسة مهرجان سينمائي.

وتولت “إيريس نظمي” رئاسة “مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط” ثلاثة دورات، أعوام “2006، 2007، 2008″، كما تولت منصب نائب رئيس “الجمعية المصرية لكٌتاب ونقاد السينما” لما يقرب من عشرة سنوات وشغلت منصب أمين صندوق الجمعية ومدير مالي المهرجان لسنوات.

مع النجوم..

“إيريس نظمي”؛ سجلت حياة النجوم ونشرت مذكراتهم في حلقات صحافية مسلسلة زادت وقتها من توزيع مجلة (آخر ساعة)، فقد سجلت “إيريس نظمي” مذكرات‏ 14‏ شخصية فنية مشهورة في السبعينيات، هم‏:‏ “عبدالحليم حافظ‏,‏ محمد عبدالوهاب‏,‏ فريد شوقي‏,‏ عماد حمدي‏,‏ ماري كويني‏,‏ عبدالمنعم مدبولي‏,‏ شادية‏,‏ صباح‏,‏ سناء جميل‏,‏ عمر الشريف‏,‏ نور الشريف‏,‏ دريد لحام‏,‏ أحمد زكي‏,‏ ليلى علوي‏”.‏ وقدمت بقلمها العديد من الوجوه التي لمعت بعد ذلك على الشاشة الفضية.

قالوا عنها..

قال عنها الكاتب، “مفيد فوزي”: “اعتدنا أن نرى المحرر الفني والكاتب الفني، ولكن الكاتبة المهتمة بأمور الفن لم نعرفها، فلما جاءت إيريس نظمي وحفرت اسمها أصبح لرأيها «وزن»، فلم تعد إيريس كاتبة فحسب، بل حفرت اسمها كناقدة يشار إلى سطورها النافذة”.

وقالت عنها الكاتبة والناقدة، “حٌسْن شاه”، التي زاملتها في الدراسة ورحلة العمر: “إيريس نظمي ليست فقد ناقدة فنية، إنما يمكن وصفها بالمناضلة لأنها حملت بإخلاص مهمة الدفاع عن مهرجان الإسكندرية الذي واجه كثيراً من الأعاصير التي عرضت وجوده للخطر في السنوات الأخيرة، إيريس هي أول امرأة وأول ناقدة سينمائية ترأس أحد مهرجانات السينما الدولية”.

وقالت عنها الكاتبة، “ماجدة حليم”‏:‏ “دائماً تراها مبتسمة وحانية‏..‏ هي الأستاذة إيريس نظمي الناقدة السينمائية الشهيرة‏,‏ وقد عرفتها منذ بداية عملي في (الأهرام‏)..‏ كنت أقابلها في العروض السينمائية ومهرجان القاهرة والإسكندرية‏,‏ ونشأت صداقة بين التلميذة والأستاذة‏”‏.

وتضيف: “والكتاب الذي أصدره المهرجان القومي الرابع عشر للسينما المصرية عن الأستاذة بعنوان (إيريس نظمي.. القلب الشجاع) بقلم الصحافية منى ثابت‏..‏ الكتاب يحتوي على ‏7‏ فصول من مشوار الناقدة إيريس نظمي‏..‏ فالباب الأول يستعرض أفكارها وهي تلميذة في الثانوي عندما كانت ناظرة مدرستها تهين البنات علانية وتضربهن بقسوة بدون حق ولا مبرر‏..‏ فما كان منها إلا الذهاب وزميلاتها إلى مجلس رياسة الوزراء في عهد الرئيس جمال عبدالناصر‏,‏ واشتكت الناظرة لمدير مكتبه‏..‏ وهكذا تلقت الناظرة تليفوناً عنيفاً فتحولت الناظرة إلى شخصية لطيفة‏. ‏سافرت إيريس نظمي إلى ‏24‏ دولة‏..‏ وجيلها الصحافي هو أول جيل ينزل الشارع ويمارس الصحافة‏..‏ وكتبت حوارات سينمائية مع نجوم الفن عندما عملت مع الصحافي الكبير جليل البنداري في (الأخبار‏),‏ ثم انتقلت لمجلة (آخر ساعة) تكتب النقد السينمائي، وعمود ناس تحت الأضواء وعمود عزيزي وصور على الشاشة‏..‏ وكانت أول ناقدة تحصل على جائزة النقد عن فيلم (الحفيد) عام 1975‏”.‏

ويقول الصحافي، “علاء عبدالهادي” عنها: “أن الناقدة إيريس صنعت نجوماً وقدمت للسينما أسماء كثيرة، وعندما توفيت الفنانة الكبيرة شادية اكتشفت أن لدينا كنزاً عندما عدت للأرشيف، كنت أواصل الليل بالنهار تحت ضغط الوقت في استكمال كتاب مذكرات شادية؛ ليس لأنها وظيفتي لكن لأني مستمتع بكل هذه التصريحات التي منحتها شادية لإيريس، وعرفت أشياء لم يكن أعرفها عن شادية”. وقد تم تكريم الناقدة “إيريس نظمي” من جريدة (أخبار اليوم)، و”الجمعية المصرية لكٌتاب ونقاد السينما”.

استقالتها من المهرجان..

بسبب أزمة فيلم (كل ما تريده لولا)؛ قدمت “إيريس نظمي” استقالتها من رئاسة “مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي” بشكل نهائي رداً على ما وصفته بـ”تدخلات ممدوح الليثي رئيس جمعية نقاد السينما المنظمة للمهرجان”، التي قالت: إنها “تسيء لها شخصياً وللمهرجان بشكل عام”، وقالت “نظمي” إن استقالتها “مسببة” وأبرز أسبابها تدخل “الليثي” في أعمال المهرجان وعدم قبوله سماع الرأي الآخر وإصدار قرارات مصيرية فيما يخص المهرجان دون مراجعتها أو مناقشتها وعدم الاعتراف بأخطائه أبداً.

واعتبرت “إيريس نظمي” أن “الليثي” تجاوز كل الحدود في دورة المهرجان، الأخيرة لها، فيما يخص مشاركة الفيلم المغربي: (كل ما تريده لولا)؛ الذي إتخذ قراراً منفرداً بمنع عرضه رغم اختياره كفيلم افتتاح المهرجان وإلغاء تذاكر نجومه بمبرر أن النجم “محمود ياسين” أبلغه أن الفيلم يسيء إلى سمعة مصر. وقالت إنها شاهدت الفيلم ولم تجد فيه أياً مما ذكره “الليثي”، الذي قرر دون استشارتها عرض فيلم (قبلات مسروقة) الذي أنتجه جهاز السينما، “الذي يرأسه”، في افتتاح المهرجان رغم أنه فيلم ضعيف المستوى.

من جانبه قال “الليثي”، إن “إيريس نظمي”، “قدمت استقالتها وإن مجلس إدارة الجمعية قبلها وتم تعيين الناقدة خيرية البشلاوي رئيساً جديداً للمهرجان وعرضت على المجلس خطتها للدورة الجديدة”، مضيفاً أنه تقرر اختيار “إيريس نظمي” رئيساً شرفياً للدورة الجديدة تقديراً لدورها في مسيرة المهرجان منذ إنشائه. وردت “إيريس نظمي” قائلة إن أحداً لم يبلغها بهذا الإختيار، وأنها ترفضه تماماً لأنها لا تحتاج تكريماً من مهرجان تركته برغبتها، بعد إستفحال الأزمات الناتجة عن تدخل “الليثي” في كل كبيرة وصغيرة متجاوزاً الجميع، موضحة أنها استقالت قبل إختيار “خيرية البشلاوي” رئيساً للمهرجان، بينما أعلن المهرجان استقالتها دون أسباب.

الوفاة..

توفت “إيريس نظمي” بالأمس، بعد عمر حافل بالإنجازات في الصحافة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة