13 أبريل، 2024 6:38 ص
Search
Close this search box.

إعلان جائزة نجيب محفوظ.. فوز أحمد طيباوي عن “اختفاء السيد لا أحد”

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

خاص: إعداد- سماح عادل

نظمت دار النشر الجامعة الأمريكية حفل توزيع جائزة نجيب محفوظ في القاهرة لعام 2021 وذلك في دورتها الـ24، بحضور لجنة التحكيم، ورئيس الجامعة الأمريكية، وذلك عبر تطبيق “زووم” بسبب ظروف التباعد الاجتماعي وفيروس كوفيد 19، على أن يذاع مباشرة عبر “فيس بوك”على صفحة دار نشر الجامعة بالقاهرة. وقد فاز هذا العام الكاتب الجزائري “أحمد طيباوي” عن روايته “اختفاء السيد لا أحد” صدرت عن منشورات “ضفاف/ الاختلاف” في 2019.

وقد ضمت القائمة القصيرة  6 روايات من ضمن 270 رواية تم تقديمها للجائزة من دول العالم العربي وخارجه، وهي: “اختفاء السيد لا أحد” للروائي أحمد طيباوي (الجزائر)، “كحل وحبهان” للكاتب والروائي عمر طاهر (مصر)،”في مدن الغبار” للروائية أمل رضوان (مصر)، “حصن الزيدي” للروائي الغربي عمران (اليمن)، “حجر بيت خلاَّف” للروائي محمد علي إبراهيم (مصر)، “حي الدهشة” للروائية مها حسن (سوريا).

وقد تكونت لجنة التحكيم لجائزة نجيب محفوظ للأدب لهذا العام من: (شيرين أبو النجا، رئيسة اللجنة، الناقدة الأدبية وأستاذة الأدب الإنجليزي والمقارن بجامعة القاهرة، همفري ديفيز، مترجم حائز على جوائز في ترجمة الأدب العربي إلى اللغة الإنجليزية، هبة شريف كاتبة وناقدة أدبية متخصصة في الدراسات الثقافية، سماح سليم، مترجمة وأستاذة مشاركة في قسم الآداب في اللغات الأفريقية والشرق الأوسط وجنوب آسيا بجامعة روتجرز في أمريكا، ثائر ديب، مترجم وكاتب وناقد أدبي).

الأدب السوداوي..

وأعلنت لجنة التحكيم مسوغات منح الجائزة: “في هذه الرواية المقنعة والمصاغة بشكل متقن يلعب طيباوي بشاعرية الأدب السوداوي ليقدم نقدا قاتما ومثيرا للدهشة للدولة العربية في مرحلة ما بعد الاستعمار وأساطيره. الرواية أحداثها شديدة الوطأة وتتعرض الشخصية الرئيسية فيها للكثير من الأزمات الوجودية والحياتية، وبالرغم من ظلمة الرواية، إلا أن لغتها الساخرة المحكمة الموجزة والشاعرية في الوقت ذاته، والبناء الفني المحبوك الذي أستمد من الحبكة البوليسية تشويقه، يشد القارئ ليقرأها حتى النهاية، ليجد أن الشخصيات تكاد تكون كلها (السيد لا أحد)”.

ولد الكاتب الجزائري “أحمد طيباوي” في 8 يناير 1980 بولاية المدية بالجزائر، نال درجة الدكتوراه في إدارة الأعمال من جامعة البليدة في أبريل 2016. وحاز على جائزة رئيس الجمهورية للمبدعين الشباب “علي معاشي” عن أول رواية له “المقام العالي” في يونيو 2011، التي صدرت عن المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية بالجزائر.

عام 2014 صدرت روايته “موت ناعم” عن منشورات الاختلاف بالجزائر، ومنشورات ضفاف ببيروت، وحازت على جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي بالخرطوم، في دورتها الرابعة في 2014. وفي أغسطس 2015، صدرت له رواية “مذكرات من وطن آخر” عن منشورات الاختلاف وضفاف. كما صدرت له مجموعة من الأعمال الأخرى منها: “المقام العالي”، “البياض المتهم بالبراءة”.

اختفاء السيد لا أحد..

تقع الرواية في 140 صفحة من القطع المتوسط، تدور أحداثها حول تساؤل وجودي عن أهمية تواجد الإنسان في الحياة؟ وماذا لو اختار بإرادته أن يختفي فجأة، أن يكون لا مرئيا، عبر سرد ممتع نجد بطلا مهزوما سحقته الحياة وأجبرته على الاعتناء برجل عجوز فاقد للذاكرة، ويعتمد عليه بشكل كلي، فيقرر”السيد لا أحد” الاختفاء دون ترك أي أثر وراءه إلا جثة العجوز في الشقة.

مثلت حادثة اختفاء البطل وقتل العجوز التحول الرئيسي في الرواية، وبداية الجزء الثاني لها فظهرت شخصيات أخرى منها ضابط الشرطة الذي يبحث عن “السيد لا أحد”، ومن خلال هذا البحث يقوم الكاتب بكشف حياة الشخصيات التي ظهرت في الجزء الأول من الرواية، مثل الإمام الشيخ “دفاف” و “مبارك” صاحب المقهى٬ وغيرهم من الشخصيات التي تناولتهم الرواية بشكل سطحي في الجزء الأول.

قالت “شيرين أبو النجا” رئيسة لجنة التحكيم عن الرواية الفائزة: “لم يترك لنا القرن الحادي والعشرين أي خيار سوى الاحتفاء بالمهمشين، لنحتفي بأنفسنا. يخلع السيد لا أحد وجهه ويرحل، لتكون القضية هي اختفاء لا أحد. ثم يجيء لا أحد آخر ليحقق في الاختفاء. إنه الجحيم الذي يطل من نافذة المدينة حيث الأبوية الراسخة مقابل البحث عن أبوة ضائعة، الجنون مقابل العقل، الرغبة في التحرر مقابل الالتزام، ثروة مبنية على رأسمال رمزي منافق مقابل انعدام كفاف العيش، رجال معممون منافقون مقابل متشردون صادقون، محقق نزيه يتخذ من القضية مسارا للبحث عن ذاته مقابل مخبر هزيل يبرع في الاستغلال والابتزاز.

بالرغم من هذا التضاد الصريح الذي يسكن فضاء المدينة ويشكل هوامشها وأساليبها في التهميش تبقى جميع الشخصيات بشكل صادم لا أحد، تمر بدون أثر ولا يؤثر اختفائها في منظومة أبوية تستمد وجودها من علاقات قوى لا مكان لنا فيها”.

وقال عنها المترجم “همفري ديڤيز”: “تموج رواية أحمد طيباوي بأصداء الماضي العنيف للجزائر، من النضال ضد الاستعمار إلى الحرب الأهلية وكل ما تبعها. يستخدم المؤلف منظور الرواية البوليسية وهو نوع أدبي مناسب تمامًا في ظاهره لإلقاء الضوء على الزوايا المعتمة ولكن كلما تعمق المحقق في عالم الفقر والتهميش والأجساد المتحللة، كلما قل يقينه تجاه ما يعرفه. الأسلوب الكئيب والقوي للكتابة يظهر شخصيات حية زاهية، تلك الرواية تحكي حقائق غير سارة”.

فيما قال عنها الكاتب “ثائر ديب”: “للشخصية المسماة لا أحد تاريخ طويل في الأدب العالمي، تاريخ من التعدد والتنوّع بمكان على الرغم من الاسم المشترك. وهذا ما يبيّن أحمد طيباوي أنّه قادر عليه بدوره، فيميّز ال “لا أحد” الجزائري الخاص به ويضفي الفرادة عليه من غياب الاسم والهوية، إلى مزاولة أعمال كثيرة تكاد لا تنتهي، إلى الانطواء على أوجه ومشاعر عديدة متناقضة، إلى التماهي مع شخصيات الرواية كلها تقريباً، يرسم الطيباوي شخصيةً تجمع بين كونها سيّداً ولا أحد في الوقت ذاته، كما تجمع بين كونها لا أحد وبين أنّها تختفي في آن معاً، معبّراً من خلالها عن عالم من المنبوذين والمسحوقين والمحرومين والمهمشين عموماً، وعن أوجه الشعب الجزائري في ماضيه وحاضره، في انكساراته وخيباته، لا سيما بعد العشريّة السوداء. كلّ ذلك في إطار يوهم أنّه إطار أدب التحرّي المشوِّق والممتع، وفي سرد مقتدر لا يخفي ذكاء صاحبه وإبداعه.”

وقالت “سماح سليم”: “الرواية الرابعة لأحمد طيباوي هي تأمل مشوق في الجدلية الساحقة للموروثات والاغتراب في الجزائر المعاصرة. في هذه الرواية المقنعة والمصاغة بشكل متقن يلعب طيباوي بشاعرية الأدب السوداوي ليقدم نقدا قاتما ومثيرا للدهشة للدولة العربية في مرحلة ما بعد الاستعمار وأساطيره”.

يذكر أن جائزة نجيب محفوظ للأدب أسست في عام 1996، من قبل دار نشر الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وتعطى الجائزة لأفضل رواية معاصرة باللغة العربية نشرت في العامين الماضيين، ويتم اختيار الرواية الفائزة من خلال لجنة التحكيم التي تتكون من خمسة حكام.

وقد عرفت جائزة نجيب محفوظ للأدب بكونها مساهمة رئيسية في دعم ترجمة الأدب العربي المعاصر، وهي عبارة عن جائزة نقدية قيمتها 5000 دولار، بالإضافة إلى ترجمة ونشر الرواية الفائزة باللغة الإنجليزية في إطار مطبوعات دار نشر الجامعة الأمريكية بالقاهرة للأدب والمسماة “هوبو”.

والأعمال الفائزة بالجائزة في السنوات الفائتة هي:

2018: “مسرى الغرانيق في مدن العقيق” أميمة الخميس.

2017: رواية مخمل للروائية الفلسطينية حزامة حبايب.

2016: “حكايات يوسف تادرس” عادل عصمت.

2015: “لا طريق إلى الجنة” حسن داوود.

2014: “شوق الدرويش” حمور زيادة.

2013:”لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة” لخالد خليفة.

2012: “بيت الديب” لعزت القمحاوي.

2011: منحت الجائزة للشعب المصري لإثرائه الأدب بسبب ثورة 25 يناير.

2010: “بروكلين هايتس” ميرال الطحاوي.

2009: “وراق الحب” خليل صويلح.

2008: “الفاعل” حمدي أبو جليل.

2007: “نبيذ أحمر” أمينة زيدان.

2006: “صورة وأيقونة وعهد قديم” سحر خليفة.

2005: “ليلة عرس” يوسف أبو رية.

2004: “المحبوبات” عالية ممدوح.

2003: “وكالة عطية” خيري شلبي.

2002: “العلامة” بنسالم حميش.

2001: “أوراق النرجس” سمية رمضان.

2000: “حارث المياه” هدى بركات.

1999: “رامة والتنين” إدوار خراط.

1998: “ذاكرة الجسد” أحلام مستغانمي.

1997: “رأيت رام الله” مريد البرغوثي – “قصة حب” يوسف إدريس.

1996: “البلدة الأخرى” إبراهيم عبد المجيد – “الباب المفتوح” لطيفة الزيات.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب