24 ديسمبر، 2024 5:22 ص

إطلالة على .. تاريخ الصحافة في إيران

إطلالة على .. تاريخ الصحافة في إيران

خاص : ترجمة – محمد بناية :

رغم أن الكتابة الصحافية الفارسية، في “إيران”، بدأت بـ”صحيفة أخبار”، “ميزرا صالح الشيرازي”، عام 1253 هـ. ق، (أي بداية عهد “محمد شاه” القاغاري)، لكن في الحقيقة يجب القول: إن الصحافة الفارسية المنظمة؛ كانت قد بدأت بعد ذلك بـ 14 عامًا، أي في عهد “ناصر الدين شاه”، ولا سيما فترة إصدارات “أمير كبير”، ونشر صحيفة (وقايع اتفاقيه)، بتاريخ 5 ربيع الثاني 1267 هـ. ق. بحسب الدورية الشهرية (كتاب ماه كليات) – مؤسسة “خانه کتاب” الإيرانية.

البدايات..

في تلك الفترة علم رجال البلاط ورجال الديوان رفيعي المستوى؛ والتجار الذين كانوا على اتصال بالخارج، وتحديدًا “الهند” و”روسيا” وبعض الدول الأوروبية، بوجود (newspaper)؛ بمعنى الصحيفة أو “Gazette” بالفرنسية، وكانت منتشرة في عدد من الدول وبينها “روسيا”.

وتعرف عموم الشعب على الصحافة مع بدء نشر صحيفة (وقايع اتفاقيه). وطوت الصحافة الإيرانية بهدوء مسار التكامل والتطور، ومرت بمراحل كثيرة من التذبذب، ولكن بالنهاية، وبعد مرور قرن ونصف، كانت الفجوة كبيرة جدًا بين الصحافة في “إيران”؛ رغم إزدهارها، وبين الصحافة في العالم الغربي الحديث، حتى وضعت “الثورة الإسلامية” أوزارها.

ورغم المشكلات الكثيرة؛ بدأ الاهتمام بالصحافة الإيرانية منذ الأيام الأولى لانتصار “الثورة”، وطرأت تطورات قيمة على مسار الصحافة الإيرانية، منها على سبيل المثال زيادة العناوين والموضوعات؛ وهو ما تلاه بالطبع زيادة أعداد الصحافيين والكُتاب والمراسلين.

وثمة تطور آخر تبلور في ظهور عدد من الباحثين الصحافيين في مختلف المجالات الصحافة الإيرانية، شرعوا في البحث والتنقيب عن تاريخ الصحافة الإيرانية وبادروا بإنتاج الأعمال البحثية، وهو ما يعتبر التطور الأكثر قيمة في تاريخ الصحافة الإيرانية.

وهنا؛ تجدر الإشارة إلى أن دراسة تاريخ الصحافة الإيرانية يحوز الأهمية لما يكشف عن مصير المجتمع والتحولات التي طرأت عليه، كذلك يمكن من خلال هذه الدراسة الكشف عن الزوايا المجهولة في التاريخ والثقافة والسياسة والأدب الإيراني.

ومن جملة الباحثين الصحافيين الذين كشفوا، بإنتاجهم الوفير، غموض الزوايا المظلمة في تاريخ الصحافة الإيرانية، السيد “سيد فريد قاسمي”، وفيما يلي نبذة عن أحدث أعماله..

تاريخ الصحافة في إيران..

(تاريخ الصحافة الإيرانية)؛ هو أحدث الكُتب المطبوعة عن الصحافة الإيرانية، ويضم عدد من مقالات الكاتب غزير الإنتاج، “سيد فريد قاسمي”.

ويبدأ المجلد الأول بالمقدمة ثم تمهيد؛ بعنوان: “نبذة تاريخية عن الصحافة الإيرانية”.

ثم ينقسم الكتاب إلى قسمين، الأول بعنوان: “البدايات”، والثاني بعنوان: “التنوع”.

ويشتمل القسم الأول على عدد 11 مقالاً، هي: “أول صحيفة رحلات في إيران”، “إنطلاق حرب المطبوعات القلمية في إيران”، و”بدايات الكتابة الاقتصادية” و”أولى الصحف الاقتصادية إيرانية”، و”بدايات الكتابة الساخرة وأول صحيفة إيرانية ساخرة”.

(تربيت)؛ أول صحيفة إيرانية يومية، و(فلاحت مظفري)؛ أول مجلة إيرانية، و(الإسلام)؛ أول مجلة إسلامية إيرانية، أول نقابة وصحيفة نقابة الطباعة في “إيران”، و(العلم)؛ أول صحيفة نسوية في “إيران”، و”حاجى رضا مطبعه”؛ أول ناشر للأبحاث الصحافية في “إيران”، و(السينما والعروض)؛ أول صحيفة سينمائية في “إيران”، وأخيرًا صحيفة (الكتاب).

وأشتمل القسم الثاني على 8 مقالات هي: “كتابة التقويم في إيران”، و”الصحافة الإيرانية على مشارف القرن العشرين”، و”الطباعة والتوزيع في العام الممتليء بالأحداث 1297هـ. ش”، و”سوابق توزيع الصحف”، و”مؤسسة الصحافة بجامعة طهران”، و”نقابة الصحف العملية الإيرانية”، و”صفحات من تاريخ الصحافة الإيرانية”.

أما الجزء الثاني من الكتاب؛ فقد أشتمل على مقالات مثل: “من بين الصحف الإيرانية القديمة”؛ ويقدم نبذة عن عدد 30 صحيفة إيرانية قديمة، منها: (كنز الفنون)، و(دعوة الحق)، و(الجريدة الوطنية)، و(الاتحاد الوطني)، و(مدينة الاضطرابات)، و(الصراط المستقيم)، و(السلام عليكم)، و(الاتحاد، والإنسانية)، و(كشكول)، و(لسان الشعب)، و(تنبيه)، و(الثريا)، وغيرها.

يلي هذه المقالة؛ فصل باسم “إحياء الذكرى”؛ يشتمل على ثلاث مقالات في تخليد ذكرى المرحومون، “محمد محيط طباطبايي” و”محمد إسماعيل رضواني” و”عبدالحسين زرين كوب”.

ومن مزايا هذا الكتاب، بخلاف المقالات التي تتناول الصحف والأحداث الصحافية المختلفة، موضوع بعنوان: “سجل العقد”؛ يضم قائمة الأعمال المكتوبة للسيد، “فريد قاسمي”، خلال عقد كامل.

وبحسب ما ورد في هذه الموضوع؛ فقد أنتج “قاسمي”، في الفترة 1370 – 1379هـ .ش، أكثر من 4000 مقالة، و40 كتاب.

أخيرًا؛ فلقد استفاد الباحثون من تلك الأعمال القيمة للسيد، “فريد قاسمي”، لا سيما كتاب (تاريخ الصحافة الإيرانية).

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة