8 أبريل، 2024 2:35 ص
Search
Close this search box.

إسماعيل ياسين.. أبو ضحكة جنان الذي مازال يضحك الجميع

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

خاص: إعداد- سماح عادل

“إسماعيل ياسين” ممثل مصري كوميدي، اشتهر بأدائه للمونولوجات، وبأفلام كثيرة حملت اسمه.

حياته..

ولد “إسماعيل ياسين” في محافظة السويس في 15 سبتمبر عام 1912، وهو الابن الوحيد لصائغ ميسور الحال في شارع عباس بمدينة السويس، وتوفيت والدته وهو لا يزال طفلا يافعاً. التحق بأحد الكتاتيب، ثم تابع في مدرسة ابتدائية حتى الصف الرابع الابتدائي. عندما أفلس محل الصاغة الخاص بوالده نتيجة لسوء إنفاقه ثم دخل والده السجن لتراكم الديون عليه، اضطر الفتى للعمل مناديا أمام محل لبيع الأقمشة، فقد كان عليه أن يتحمل مسؤولية نفسه منذ صغره. ثم اضطر إلى هجر المنزل خوفا من بطش زوجة أبيه ليعمل مناديا للسيارات بأحد المواقف بالسويس.

كان “إسماعيل ياسين” يعشق أغنيات الموسيقار محمد عبد الوهاب ويرددها منذ نعومة أظافره، ويحلم بأن يكون مطربا منافسا له.

عندما بلغ من العمر 17 عاما اتجه إلى القاهرة في بداية الثلاثينات حيث عمل صبيا في أحد المقاهي بشارع محمد على وأقام بالفنادق الصغيرة الشعبية. ثم التحق بالعمل مع الأسطى “نوسة”، والتي كانت أشهر راقصات الأفراح الشعبية في ذلك الوقت. ولأنه لم يجد مايكفيه من المال تركها ليعمل وكيلا في مكتب أحد المحامين للبحث عن لقمة العيش أولا.

ثم عاد يفكر مرة ثانية في تحقيق حلمه الفني فذهب إلى “بديعة مصابني”، بعد أن اكتشفه المؤلف الكوميدي “أبو السعود الإبياري” والذي كون معه ثنائياً فنياً شهيراً وكان شريكاً له في ملهى “بديعة مصابني” ثم في السينما والمسرح، وهو الذي رشحه ل”بديعة مصابني” لتقوم بتعيينه بفرقتها وبالفعل انضم إلى فرقتها ليلقي المونولوجات في ملهى “بديعة مصابني”.

استطاع إسماعيل يس أن ينجح في فن المونولوج، وظل عشر سنوات من عام 1935- 1945 متألقا في هذا المجال حتى أصبح يلقى المونولوج في الإذاعة نظير أربعة جنيهات عن المونولوج الواحد شاملا أجر التأليف والتلحين، والذي كان يقوم بتأليفه دائماً “أبو السعود الإبياري”.

السينما..

1939 كانت بداية دخوله السينما، عندما اختاره “فؤاد الجزايرلى” ليشترك في فيلم “خلف الحبايب”. وقدم العديد من الأفلام لعب فيها الدور الثاني من أشهرها في تلك الفترة “علي بابا والأربعين حرامي” و”نور الدين والبحارة الثلاثة” و”القلب له واحد”.

في عام 1944 جذبت موهبة “إسماعيل ياسين” انتباه “أنور وجدي” فاستعان به في معظم أفلامه، ثم أنتج له عام 1949 أول بطولة مطلقة في فيلم “الناصح” أمام الوجه الجديد “ماجدة”. استطاع ” إسماعيل ياسين” أن يكون نجما لشباك التذاكر تتهافت عليه الجماهير، وكانت أعوام 52 و53 و54 عصره الذهبي، حيث مثل 16 فيلما في العام الواحد، وهو رقم لم يستطع أن يحققه أي فنان آخر.

وعلى الرغم من أن “إسماعيل ياسين” لم يكن يتمتع بالوسامة والجمال، وهي الصفات المعتادة في نجوم الشباك في ذلك الوقت، فإنه استطاع أن يجذب إليه الجماهير عندما كان يسخر من شكله وكبر فمه في معظم أعماله. وهكذا استطاع أن يقفز للصفوف الأولى وأن يحجز مكانا بارزا، مما دفع المنتجين إلى التعاقد معه على أفلام جديدة ليصبح البطل الوحيد الذي تقترن الأفلام باسمه حتى وصل للقمة.

وفي عام 1954 ساهم في صياغة تاريخ المسرح الكوميدي المصري وكون فرقة تحمل اسمه بشراكة المؤلف “أبو السعود الإبياري”، وظلت هذه الفرقة تعمل على مدي 12 عاما حتى 1966 قدم خلالها ما يزيد علي 50 مسرحية بشكل شبه يومي وكانت جميعها من تأليف “أبو السعود الإبياري”.

بداية من عام 1955 كون هو و”أبو السعود الإبياري” مع المخرج “فطين عبد الوهاب “ثلاثياً من أهم الثلاثيات في تاريخ السينما المصرية  فقد عملوا معاً في أفلام عديدة. و يذكر أن 30% من الأفلام التي قدمها كان وراءها المخرج “فطين عبد الوهاب”، وكانت تحمل أغلبها اسم “إسماعيل ياسين”، حيث انتجت له الأفلام باسمه بعد “ليلى مراد”، ومن هذه الأفلام (إسماعيل ياسين في متحف الشمع- إسماعيل ياسين يقابل ريا وسكينة- إسماعيل ياسين في الجيش- إسماعيل ياسين في البوليس- إسماعيل ياسين في الطيران- إسماعيل ياسين في البحرية- إسماعيل ياسين في مستشفي المجانين- إسماعيل ياسين طرزان- إسماعيل ياسين للبيع)، والتي كان معظمها من تأليف “أبو السعود الإبياري”.

ولازمه في هذه الأفلام الممثل “رياض القصبجي” الشهير ب”لشاويش عطية”، حيث كانت مشاهدهما محطة هامة في تاريخ الكوميديا والتي يستمتع بها الجمهور حتى الآن بسبب المفارقات العجيبة والمواقف الطبيعية والمقالب التي يدبراها لبعضهما البعض كما شاركهما التمثيل في بعض هذه الأفلام “عبد السلام النابلسي”.

التقت “شادية” ب”إسماعيل ياسين” في حوالي 23 فيلما ما بين عامي 1949 و1954 بمعدل لا يقل عن 3 أفلام في العام الواحد. وكان أول لقاء بينهما في فيلم “كلام الناس” ثم التقيا مرة أخرى في فيلم “صاحبه الملاليم” وكان لنجاحهما معا أكبر الأثر مما جعل المنتجين والمخرجين يجمعون بينهما. فكان ل”إسماعيل ياسين” دورا بارزا في أفلام “شادية” حتى ولو لم يكن هو البطل الرئيسي للفيلم.

ومن الأفلام التي جمعتهم في “الهوا سوا” و‌”حماتي قنبلة ذرية” و”مغامرات إسماعيل يس” و”الظلم حرام” و”الحقونى بالمأذون” ويعتبر فيلم “الستات ما يعرفوش يكدبوا” آخر فيلم جمع بينهما عام 1954 بالاشتراك مع “شكري سرحان” و‌”زينات صدقي”.

المسرح..

وقد استعان “إسماعيل ياسين” و “أبو السعود الإبياري” بعدد كبير من المخرجين المرموقين في إخراج مسرحياتهم منهم: (السيد بدير، محمد توفيق، عبد المنعم مدبولي، نور الدمرداش). كما عمل في مسرح “إسماعيل ياسين” نخبة كبيرة من كبار النجوم أمثال: (عبد الوارث عسر، شكري سرحان، سناء جميل، تحية كاريوكا) وغيرهم.

وقد قدم للمسرح 60 مسرحية سجلت جميعها للتليفزيون ولكن أحد الموظفين بالتليفزيون المصري أخطأ وقام بمسحها جميعا، إلا فصلين من مسرحية “كل الرجالة كده” وفصل واحد من مسرحية أخرى، وإن كان من يرى أن ذلك المسح تم بشكل متعمد.

رغم هذا النجاح الساحق الذي حققه “إسماعيل ياسين”، خصوصاً في فترة الخمسينيات، إلا أن مسيرته الفنية تعثرت في العقد الأخير من حياته، فقد شهد عام 1961 انحسار الأضواء عن “إسماعيل يس” تدريجيا، فبعد أن كان يقدم أكثر من عشرة أفلام في العام الواحد قدم فلمين فقط هما “زوج بالإيجار” و”الترجمان” وفي العام الذي يليه قدم “ملك البترول” و”الفرسان الثلاثة” و”انسى الدنيا” ثم في الفترة من 1963 إلى 1965 لم يقدم سوي فلمين هما “المجانين في نعيم” و”العقل والمال”.

ويقال أن انحسار الأضواء عنه يرجع إلى:

مرض القلب الذي أصابه وابتعاده عن الساحة الفنية في مرحلة تحول على الساحة الفنية، وتدخل الدولة في الإنتاج الفني في فترة الستينيات وإنشاء مسرح التليفزيون، واعتماده شبه الكلي على صديق عمره “أبو السعود الابياري” في تأليف جميع أعماله مما جعله يكرر نفسه في السينما والمسرح على سبيل المثال فيلم “المليونير” و”زوج بالإيجار”. بالإضافة إلى ابتعاده عن تقديم المونولوج في أعماله الأخيرة والذي كان يجذب الجمهور إلى فنه.

لأنه لم يكن من المقربين من المسئولين في الحكومة، فقد فوجئ بتراكم الضرائب عليه وأصبح بين عشية وضحاها مطاردا بالديون، وحجز على العمارة التي بناها بكفاح عمره لتباع أمام عينه ويخرج من رحلة كفاحه الطويلة خالي الوفاض، فاضطر إلى حل فرقته المسرحية عام 1966 ثم سافر إلى لبنان وعمل في بعض الأفلام القصيرة منها (فرسان الغرام، وكرم الهوى، ولقاء الغرباء، وعصابة النساء) وعمل مرة أخرى كمطرب للمونولوج كما بدأ ثم عاد إلى مصر محطما كسيرا وعمل في أدوار صغيرة لا تتناسب مع ما قدمه من تاريخ حافل ولم يرحمه أحد أو يقدره أحد.

تزوج “إسماعيل ياسين” 3 مرات، ولم ينجب غير ولد واحد هو المخرج “ياسين إسماعيل ياسين” من زوجته الأخيرة “فوزية”.

نهاية حزينة..

تقول “سامية شاهين” زوجة المخرج الراحل “ياسين إسماعيل يس” ابن “إسماعيل ياسين” في لقاء تلفزيوني عن بعض ما كان يقصه عليها زوجها من أمور عانى منها والده. والبداية كانت بالجلوس في المنزل دون الحصول على أعمال ليشارك فيها، واعتبرت أن السبب في ما وصل إليه “إسماعيل يس” مثلما أخبرها زوجها الراحل، هو مراكز القوى التي اضطهدته من أجل ظهور أشخاص آخرين في الوسط الفني، مشيرة إلى كونه حينما كان يتلقى سيناريو عمل كان يفاجأ بعدها باختفاء المنتجين دون سبب معلن.

وأوضحت “سامية شاهين” أن “إسماعيل ياسين”وقتها توجه إلى لبنان من أجل لقمة العيش، حيث قدم هناك بعض الإعلانات التي هوجم بسببها رغم أن الجميع الآن يشارك في الإعلانات، كما قدم هناك مسلسلا تلفزيونيا وعاد بعدها إلى مصر.

وهنا كانت الصدمة الكبرى بعدما فوجئ أن رصيده في البنك اختفى، حيث كان يمتلك في حسابه 300 ألف جنيه إلا أنه وجد 2 جنيه فقط، بعدما حجزت الضرائب على رصيده، وهو ما تسبب في إصابته بأعراض الشلل النصفي لأسبوع بسبب ما جرى. وأشارت إلى أنه اضطر إلى العمل في الكباريهات من أجل كسب المال.

أما آخر الأعمال التي شارك فيها “إسماعيل ياسين” كان فيلم “الرغبة والضياع” الذي جاءه أخيراً بعد طول انتظار، وكان من بطولة “رشدي أباظة” إلا أنه لم يستطع إكماله حيث توفي بعد تصوير 4 أيام فقط من الفيلم.

وفاته..

توفى في 24 مايو 1972 إثر أزمة قلبية حادة.

https://www.youtube.com/watch?v=5ewq600N67g

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب