17 نوفمبر، 2024 11:29 م
Search
Close this search box.

“إسماعيل شبانة” تميز بصوت جميل لكن خاصمته الشهرة

“إسماعيل شبانة” تميز بصوت جميل لكن خاصمته الشهرة

خاص: إعداد- سماح عادل

“إسماعيل شبانة” مطرب مصري، بدأ حياته الغنائية مع الإذاعة المصرية عام 1944 وقد قدم بها العديد من الأغاني، يعتبر الشقيق الأكبر ل”عبد الحليم حافظ” لكن لم يحظ “إسماعيل شبانة” بالشهرة مثل شقيقه بسبب اختياره للون الغناء القديم مما أدى لاعتزاله الغناء في وقت مبكر.

حياته..

ولد “إسماعيل شبانة” سنة 1919 بقرية الحلوات مركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، وهو الشقيق الأكبر ل”عبد الحليم حافظ” والذي كان بمثابة الأب له بعد وفاة والدته، ويذكر أن “إسماعيل” كان له الفضل في إنقاذ حياة شقيقه بسبب رغبة بعض النسوة في التخلص منه وهو رضيع حيث توفيت والدته وهي تلده واعتبروه نذير شؤم، وتولى رعاية أخيه وساهم في إلحاقه بمعهد الموسيقى العربية.

ورث عن والده جمال الصوت وتعلم في مدارس الزقازيق ثم جاء للقاهرة وحصل على دبلوم معهد الموسيقي والمعهد العالي للموسيقي المسرحية. ثم تخرج عام 1950 ثم عمل مدرس موسيقى بالمعهد العالي للموسيقي. شغل “إسماعيل شبانة” منصب وكيل معهد الموسيقى العربية وشغل منصب أستاذ لتدريس مادة الموسيقى الشرقية بالمعهد العالي للموسيقى المسرحية

قدم “إسماعيل شبانة” العديد من الأغاني بالإذاعة المصرية كان منها (يا سلام لو كنت تعرف قد إيه بافرح بقربك). وفي السينما شارك بصوته فقط في فيلم ‘ظلموني الناس’، قام “إسماعيل شبانة” أيضا بالبطولة الغنائية في فيلم “سيد درويش”.

انطفاء النجومية..

انطفأت نجومية “إسماعيل شبانة” لصالح “عبد الحليم حافظ” الذي ذاعت شهرته في أنحاء الوطن العربي وامتلك من الذكاء الاجتماعي ما يعضد تربعه على سلم الغناء. في كتابه (المنسي في الغناء العربي) يستعرض الباحث الموسيقي الأردني “زياد عساف” بعضاً من سيرة “إسماعيل شبانة” يقول:”قيل الكثير عن أن شهرة «حليم» طغت على شهرة الشقيق الأكبر وهي السبب الرئيس لاعتزاله الغناء، إلا أن هناك أسبابا أخرى أعاقت استمراره وإثبات وجوده في ساحة الغناء العربي. الفرق بينهما أن «إسماعيل» عاش أسيراً لمدرسة وصوت سيد درويش وغنائه لون الطرب الشرقي والموشحات، على عكس «حليم» الذي تعلّم من «درويش» طريقة تفكيره في التعبير عن أحلام الناس البسطاء والطبقات الشعبية، فغنى للطالب والعامل والفلاح والجندي. وفيما قدّم «إسماعيل» أغانِ قليلة عن الثورة، استطاع العندليب أن يعبر عن فكرها وتطلعاتها، حتى أنه تفوق على أم كلثوم، ومحمد عبد الوهاب، في هذا المجال كونهما سبق وغنيا لمرحلة ما قبل الثورة، فكان «حليم» أكثر إقناعاً للشارع”.

ويواصل: “الفرق بينه الشقيقين أن «إسماعيل» عاش أسيراً لمدرسة وصوت سيد درويش وغنائه لون الطرب الشرقي والموشحات، على عكس «حليم» الذي تعلّم من «درويش» طريقة تفكيره في التعبير عن أحلام الناس البسطاء والطبقات الشعبية، فغنى للطالب والعامل والفلاح والجندي. ومع ذلك فلم يكن «إسماعيل» وحده من بدأ التراجع في تلك الفترة، بل كثير من المطربين الذين اشتهروا في مرحلة الأربعينات وما قبل، مثل كارم محمود، شفيق جلال وعبد العزيز محمود. وهناك عامل اختلاف آخر بين الشقيقين. تجارب عبد الحليم في السينما كانت متميزة بعكس «إسماعيل»، وهذا عزز شهرة «حليم» على مستوى الوطن العربي. كما امتاز «حليم» بنغمة الحضور والقبول لدى الجمهور بمجرد ظهوره على المسرح. عدا حالة المرض التي أوجدت لها تعاطفاً في الشارع العربي عموماً. طبيعة الشخصية لعبت دوراً. إسماعيل شبانة بطبعه كان متديناً ومحافظاً وهذا من الأسباب التي جعلته مبتعداً عن أجواء السهر والمجاملات، وما يؤكد هذا أنه تفوق على معظم المطربين في تقديم الأغاني الدينية من حيث العدد على الأقل”.

الإذاعة..

قدم “إسماعيل شبانة” أغان عديدة للإذاعة المصرية، من أشهرها «قلبي حبك» للموسيقار عبد العظيم عبد الحق، وأغنية جميلة نادراً ما تذاع للملحن عبد العظيم محمد «لو غبت عني ولو شوية.. ابقى افتكرني واسأل عليّا». وتعامل مع الكثير من الملحنين، مثل محمد إسماعيل في «أفكر فيه وينساني»، ومحمد صادق «أحب الحياة»، ومحمد عمر «يا حلو طمني»، وحلمي بكر «افتح لها يا قلبي بابك». ومن ألحان أحمد صبرا الذي تربطه به علاقة المصاهرة والنسب غنى «المشمش»، و«أحلام الجزيرة»، و«مظلوم يا غرام»، و«ناداني الليل»، وغنى من ألحان أحمد صدقي «العيون الخضر»، وزكريا أحمد «داري العيون»، وبليغ حمدي «أشكي لكم منه ليه». كما غنى من ألحان سيد مكاوي «صديقي»، وعبد الرؤوف عيسى «فايت خيالك» و«فرحان والنبي»، وعزت الجاهلي «مع الأيام أمل بسام»، وفؤاد حلمي «مخاصمني». وأغاني أخرى منها «يا حلو طمني»، و«هنّى الفؤاد»، و«يا ساقية كفاية نوح»، و«فايت خيالك»، و«نظرة واحدة».

زار “إسماعيل شبانة” العراق في الستينات، وأعاد بعض الألحان العراقية بصوته مثل «نازل يا قطار الشوق»، و«الناصرية». زار أيضاً الأردن في أوائل السبعينات وسجل عدة أغانِ للتلفزيون الأردني منها من ألحان الموسيقار “جميل العاصي”، وأجرى معه التلفزيون الأردني لقاء تلفزيونيا مطولا تخلله تقديمه لبعض المعزوفات على البيانو.

بالإضافة للأغاني العاطفية قدم «إسماعيل» بعضاً من الأغاني الوطنية، منها نشيد «بيدي يا مصر»، «صوت الشهيد»، «دعاء العرب»، «الشعب اليمني ثار»، «عائد من اليمن»، «مرحي بالحق المنتصر»، «نسور الجو»، «ميّل على أرضنا»، «من المنزلة لأسوان» و«حكاية من بلدنا» وللوحدة بين مصر وسوريا أنشد «نشيد الوحدة». وتميز «إسماعيل» بتقديم العديد من الأغاني والابتهالات الدينية مثل «بسم الله» «التوبة في رمضان» «استغفر الله العظيم» «طال النداء يا رسول الله» «يا إلهي ما عرفناك على قدر كمالك».

كما قدم أيضا بعض الأغنيات الثنائية (دويتو) مثل «ابتسامات الورد» مع سعاد محمد، و«ساحة الغفران»، و«هديّ خطاك يا أسمر» مع عصمت عبد العليم. وقدم «إسماعيل» العديد من الأوبريتات الإذاعية التي اشتهرت بها الإذاعة المصرية، مثل أوبريت «حلم عذراء» مع المطربة أحلام، و«بنت شيخ البلد» مع عبد العزيز محمود، و«قصة لقاء»، و«صندوق الدنيا» مع عصمت عبد العليم، و«نصائح رمضان» مع صالح عبد الحميد، و«شهريار» مع سعاد محمد، و«سوق المغاربة» بمشاركة شكوكو وحورية حسن، و«متحف الفن» مع محمد قنديل ونازك.

تجارب قليلة كانت له في مجال السينما وأغلبها شارك فيها بصوته غناءً فقط. من هذه الأفلام «الأرض الطيبة» و«ظلموني الناس»، وظهر صوت وصورة وهو يلبس القفطان والعِمة ويغني للحسين رضي الله عنه بفيلم «أموال اليتامى» مع شكري سرحان وفاتن حمامة.

وفي فيلم «قيس وليلى» غنى «يا راكب البيد»، و«أيمشي على الأرض أهل السما». وتبقى التجربة السينمائية الوحيدة التي تميز بها «إسماعيل» بالغناء والصوت فقط فيلم «سيد درويش» عام 1966 للمخرج أحمد بدرخان، حيث أدى الممثل كرم مطاوع الغناء بصوت «إسماعيل» كممثل وبطريقة الدوبلاج. في هذا الفيلم غنى «إسماعيل» أجمل أعمال “سيد درويش” مثل «الله يصون دولة حسنك»، و«عطشان يا صبايا»، و«قوم يا مصري»، و«يا عشاق النبي»، و«خفيف الروح»، و«يا عزيز عيني»، و«أنا عشقت»، و«سالمة يا سلامة»، و«أنا المصري كريم العنصرين»، و«الله تستاهل يا قلبي»، و«بلادي بلادي».

وفاته..

توفي “إسماعيل شبانة” في 28 فبراير 1985.

https://www.youtube.com/watch?v=QVT6s-qUPZk

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة