7 أبريل، 2024 3:20 ص
Search
Close this search box.

استيفان روستي.. مزج الشر بالكوميديا

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: إعداد- سماح عادل

“استيفان روستي”  ممثل مصري من مشاهير سينما الأبيض والأسود المصرية، اشتهر في أدوار الشرير الظريف. وُلد في 16 نوفمبر 1891،  من أب نمساوي يعمل سفيرا للنمسا في القاهرة، وأم إيطالية عاشت في مصر، ترك والده العمل السياسي، وعاد إلى بلاده، وعاش مع أمه في منطقة رأس التين والتي التحق بإحدى المدارس فيها.

وأثناء دراسته ظهرت موهبة التمثيل لديه حتى إنه عندما كان تلميذاً بمدرسة رأس التين الثانوية حذره المدرس من الاستمرار في عمله ممثلا إلا أنه رفض بدعوى أنه لا يستطيع البعد عن التمثيل، وانتهى الأمر إلى فصله من المدرسة فتقدم إلى مصلحة البريد ليعمل “بوسطجى” وتم قبوله واستلم عمله، وقبل مضى ثمانية أيام على تعيينه جاء إلى مصلحة البريد تقرير من المدرسة الثانوية بأن “استيفان” يعمل ممثلا وقت أن كانت النظرة إلى التمثيل والفن محرمة لدى البعض ويعتبرها الناس من الأمور “المعيبة”، فما كان من مصلحة البريد إلا أن طردته، وعندما وجد “استيفان” نفسه بلا عمل وما يحصل عليه من التمثيل لا يكفيه هو ووالدته قرر السفر إلى إيطاليا بحثا عن عمل ولدراسة التمثيل هناك.

 

وفى إيطاليا أتاحت له الظروف أن يعمل مترجما، ومن خلال عمله التقى بكبار النجوم هناك وكان يتردد على المسرح الإيطالي وأتيحت له فرصة ممارسة السينما عمليا هناك، فعمل ممثلا ومساعدا في الإخراج ومستشارا فنيا لشؤون وعادات وتقاليد الشرق العربي للشركات السينمائية الإيطالية التي تنتج أفلاما عن الشرق والمغرب العربي، بعد ذلك سافر “استيفان” إلى فرنسا وعمل في السينما هناك ومن باريس سافر إلى “فيينا” ليشارك في إحدى الروايات المسرحية.

وفى عام 1924 عاد “استيفان” إلى مصر، وأمام صعوبات الحياة تزوجت أمـه فيما بعد من أحد الإيطاليين، فبدأت متاعب “استيفان” فقرر أن يهجر البيت واتجه إلى العمل المسرحي، وعمل مع “عزيز عيد” الذي أعجب به لإتقانه اللغة الفرنسية والإيطالية وقدمه في فرقته.

وانضم بعدها إلى “فرقة نجيب الريحاني” وقام بدور “حاج بابا” في رواية (العشرة الطيبة) في كازينو دى بارى الذي تحول فيما بعد إلى استديو مصر، ثم عمل بعد ذلك في “فرقة يوسف وهبي” ووصل إلى القمة، كما قام بتعريب العديد من الروايات ل”فرقة يوسف وهبي” والتي حققت نجاحا كبيرا في ذلك الوقت.

في هذا التوقيت وفد إلى مصر التركي “وداد عرفي” وقام بالاتصال بالوسط الفني على أنه مخرج سينمائي، وأن شركة ماركوس الألمانية أوفدته إلى مصر لاختيار ممثلين يظهرون في أفلام هذه الشركة التي سيجرى تصويرها في مصر، ورغم أن مشاريع “وداد عرفي” لم تر النور إلا أنه حقق شهرة وأثار اهتمام الأوساط الفنية حتى جاءت “عزيزة أمير”، وكانت نجمة لامعة في ذلك الوقت، وكونت أول شركة إنتاج سينمائي باسم “إيزيس فيلم” فاستعانت ب”وداد عرفي” ليقوم بتأليف فيلم والإخراج وتمثيل الدور الأول أمامها وكان اسم الفيلم (يد اللـه).

ثم لجأت “عزيزة أمير” إلى “استيفان روستى” لما يتمتع به من تجربة في ميدان السينما خارج مصر وعهدت له بإخراج نفس الفيلم مرة أخرى، واستعانت بالصحفي “أحمد جلال” ليكتب القصة من جديد وكان الاسم الجديد للفيلم هو (ليلى)، وقام “استيفان” بإخراج الفيلم وتم الانتهاء منه بنجاح وعرض بسينما متروبول في 16 نوفمبر عام 1927 في حفل حضره “طلعت بك حرب” وأمير الشعراء “أحمد شوقى” وحشد كبير من الفنانين والصحفيين ولاقى الفيلم نجاحا كبيرا ليكون أول فيلم روائي مصري مائة بالمائة، في إنتاجه وتأليفه وإخراجه وتمثيله.

ومن الأفلام التي أخرجها: (ليلى 1927- البحر بيضحك ليه 1928- عنتر أفندي 1935- الورشة 1940-ابن البلد 1942-جمال ودلال 1945-أحلاهم 1945) كما التقي ب”إسلام فاروق” مخرج السينما في أوائل سنة 1910 وقدم معه فلمين فقط، كما كان ل”استيفان” فضلا عن التمثيل والإخراج موهبة التأليف ففي عام 1958 شارك مع “زكى صالح” في تأليف فيلم (قاطع طريق) الذي مثله مع “هدى سلطان” و”رشدى أباظة”، كما شارك في تأليف فيلم (لن أعترف) وكذلك فيلم (ابن ذوات).

ومن الأفلام التي مثل فيها: (1927 ليلى-  1928البحر بيضحك- عقد الثلاثينات- 1931 صاحب السعادة كشكش بيه-1935 عنتر أفندي- 1937 سلامة في خير- 1937 نشيد الأمل- 1937 المجد الخالد- 1938 أنا طبعي كده- 1939 ليله ممطرة-  1940  الورشة- 1941 انتصار الشباب- 1941 سي عمر- 1942 ابن البلد- 1943 الطريق المستقيم- 1944 شهداء الغرام- 1945 سلامة- 1945 المظاهر- 1945 أحلاهم- 1946 أصحاب السعادة- 1946 النفخة الكدابة- 1947 ابن عنتر- 1947 أبو حلموس- 1947 شادية الوادي- 1947 قلبي دليلي- 1948 بلبل أفندي- 1948 عنبر- 1948 المغامر- 1948 مغامرات عنتر وعبلة- 1948 الهوى والشباب- 1948 خيال امرأة- 1949 عفريتة هانم- 1949 إجازة في جهنم- 1949 غزل البنات- 1949 ليلة العيد).

وصل عدد الأفلام التي شارك في تمثيلها وإخراجها إلى 380 فيلما سينمائيا على مدى أربعين عاما. لقد نجح “روستي” في أن يجمع بين الشر والكوميديا، وهي البصمة الخاصة التي ظل يتفرد بها على شاشة السينما.

أصله الأوروبي لم يمنعه من اعتبار نفسه مصريًا وعربيًا، فعاش الفنان “استيفان روستي” كأي مصري وعربي يتحدث العربية رغم إجادته ثلاث لغات أخرى غيرها «الفرنسية والانجليزية والايطالية». وفي التعاملات الشخصية كان “روستي” خليطًا من الرقي الأوروبي والشهامة المصرية، فنشأت علاقات صداقة قوية بينه وبين العديد من زملاء الوسط الفني، كما أنه تميز بالوفاء والإخلاص للجميع، فتزوج مرة واحدة فقط عام 1936 من فتاة إيطالية كانت تُدعى “ماريانا”.

ورزق “روستي” بطفلين توفي الأول بعد ولادته بأسابيع، وتوفي الثاني وعمره ثلاث سنوات، فتركت وفاة طفليه في داخله جرحًا كبيرًا، خاصة أنه كان مُرهف الحس تجاه الأطفال، أما زوجته فتعرضت لحالات انهيار متكررة وظلت على هذه الحالة لعدة سنوات ينقلها من مصحة إلى أخرى دون أن يملّ.

اشتهر “استيفان روستى”، بأنه صاحب الإيفيهات الشهيرة فى ذاكرة السينما المصرية والتي منها، “نشنت يافالح.. في صحة المفاجآت.. اشتغل يا حبيبي اشتغل ..طب عن إذنك اتحزم وآجى ..حد حايشك ياخويا ماترقص.. وفيلم “سلامة” الذى اشتهر فيه بجملته التى قالها لأم كلثوم ” أبوس القدم وأبدى الندم على غلطتي في حق الغنم”، وغيرها من الإفيهات التي تذكرنا بالفنان الجميل.

وفاته..

في سنة 1964 انطلقت إشاعة وفاته بينما كان يزور أحد أقاربه في الإسكندرية وأقامت نقابة الممثلين حفل تأبين بعد أن صدقت الإشاعة وفي منتصف الحفل جاء “استيفان روستي” إلى مقر النقابة ليسود الذعر الحاضرين وانطلقت ماري منيب و نجوى سالم و سعاد حسين في إطلاق الزغاريد فرحاً بوجوده على قيد الحياة. توفي (استيفان روستي) في مايو عام 1964. وبعد أسبوع واحد من رحيله ازدادت الاضطرابات النفسية لدى زوجته وكادت أن تصل لمرحلة الجنون، فتحملت «نقابة الممثلين» نفقات سفرها إلى عائلتها في نابولي؛ فلم يعد لها من يرعاها في مصر بعد رحيل الزوج الوفي المخلص.

 

 

 

 

 

https://www.youtube.com/watch?v=4cF2F399mXA

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب