15 نوفمبر، 2024 12:33 ص
Search
Close this search box.

“إرنست همنغواي” .. الجندي الذي استبدل بندقيته بورقة وحبارة !

“إرنست همنغواي” .. الجندي الذي استبدل بندقيته بورقة وحبارة !

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

من الصعب أن تقرأ رواية أو قصة قصيرة للروائي العالمي، “إرنست همنغواي”، دون أن يتكشف لك جزءًا من شخصيته، لتعرف أن كان جنديًا شجاعًا شارك في الحروب العالمية.

وتأثر “همنغواي” بمشاركته في الحربين العالمية الأولى والثانية، إذ كان يعمل قائدًا لسيارة إسعاف في الجبهة الإيطالية، وتجلى ذلك في أعماله، إذ اعتمد في بناء حبكته القصصية على شخصيات أبطال شجعان يتحملون الصعاب ويبنون علاقات فريدة مع الطبيعة، تمامًا مثل الضباط والعسكريين.

وبدأ “همنغواي”، الذي ولد في ولاية “إلينوي” الأميركية، عام 1899، حياته العملية مراسلاً لصحيفة (تورنتو ستار)؛ التي كانت لها شهرة كبيرة في “باريس”، وخلال عمله بها تعرف على الروائي، “فورد مادوكس فورد”، الذي كان يدير مجلة (ترانس أتلانتيك رفيو)، كما ربطته علاقة وثيقة بالمؤلف الأميركي العالمي، “فرنسيس سكوت فيتسغيرالد”.

لكنه بعد فترة شعر بالملل من الكتابة في الصحافة، واتجه إلى كتابة الروايات والقصص، ونشر أول أعماله، (ثلاث قصص وعشر قصائد)، الذي ضم مجموعة من القصص القصيرة والأشعار، عام 1923، لكنها لم تكتسب أي شهرة.

محاولة للتجديد..

تأثر “همنغواي” بكُتاب رواية وقصص قصيرة عظماء مثل: “ريموند كارفر” و”جيمس غويس”، لكنه حاول تجديد الأدب المعاصر، وواجهه في البداية قلق شديد من عدم القدرة على التغلب على الطريقة التي كان يكتب بها سابقوه رواياتهم، وأن يتمكن من التوصل إلى أسلوب يمكن من خلاله حكي كل شيء دون أن يبدو الأمر وكأنه مجرد سرد للأحداث.

ويتميز أسلوب الروائي العالمي باستخدام لغة سهلة وجمل قصيرة وسلسة وابتعد عن التطويل والتكرار مع حذف وإسقاط ما دل عليه دليل.

الاقتباس من “الكتاب المقدس”..

اعتاد “همنغواي”، في أعماله، الاقتباس من “الكتاب المقدس”، وخاصة العناوين؛ فاقتبس (ثم تشرق الشمس) من “سفر الجامعة” (1:5)، وبدأها باقتباس من الإنجيل “دور يمضي ودور يجيء والأرض قائمة إلى الأبد”، كذلك اقتبس (في وقتنا) من الكتاب الإنكليزي للصلوات المشتركة.

الغبطة دفعته إلى كتابة رواية في 10 أيام..

كان “همنغواي” يشعر بالغبطة تجاه “سكوت” بسبب النجاح الكبير الذي كانت تحققه رواياته، وتفجر هذا الشعور بعد النجاح الساحق الذي حققته رواية (غاتسبي العظيم)؛ التي نشرت لـ”سكوت” عام 1925، ما دفعه إلى كتابة روايته الأولى (سيول الربيع) في 10 أيام فقط، وصدرت في العام التالي، وكان عمره وقتها 24 عامًا.

وتعتبر (سيول الربيع) أول عمل طويل لـ”همنغواي”، والهدف الأساس من الرواية هو انتقاد أسلوب الروائي، “شيروود أندرسون”، بشيء من السخرية، لكنها لم تحقق أي نجاح يذكر.

ثم تشرق الشمس..

وفي نفس العام؛ 1926، نشر “همنغواي” رواية (ثم تشرق الشمس)؛ التي استغرقت مدة كتابتها شهر ونصف، وتدور أحداثها حول صحافي عاجز بسبب إصابته في الحرب، “جاك بارنز”، يعيش في باريس، ويتعرف على سيدة، “بريت آشلي”، مرت بالعديد من العلاقات العاطفية، ثم يغرم بها وتتوالى الأحداث.

اكتسب “همنغواي” شهرة كبيرة بعد صدور الرواية، واعتبرها النقاد من أبرز أعماله، كذلك أحدثت تطويرًا كبيرًا في أسلوب الرواية، وكان لها أثر كبير على الفتيات اللاتي حاولن التشبه بالبطلة.

وداعًا للسلاح..

خلال مشاركته في الحملة الإيطالية بالحرب العالمية الأولى، كتب “همنغواي” أول رواية له تحقق مبيعات ساحقة بعنوان (وداعًا للسلاح)، ونشرت عام 1929.

تدور أحداث الرواية حول ملازم في المستشفى الميداني للجيش الإيطالي، “فريدريك هنري”، الذي تنشأ بينه وبين فتاة جميلة، “كاترين باركلي”، علاقة حب رومانسية، لكن الرواية تنتهي نهاية مأساوية بوفاة “كاترين” وابنهما.

وتضمنت الطبعة الأصلية الكثير من الألفاظ البذيئة، لكنها مسحت كلها واستبدلت بتعبيرات أكثر تأدبًا.

ونشر “همنغواي” أول مجموعة قصصية له، عام 1925، بعنوان (في وقتنا) وظهر بها تأثره الشديد بـ”كارفر”، ووصف فيها أعمال الحرب ومصارعة الثيران، وكان السرد بها يشبه السير الذاتية.

العجوز والبحر..

برز حب “همنغواي” للبحر والصيد في روايته (العجوز والبحر)، التي نشرت عام 1951، وتحكي قصة صياد عجوز، “سانتياغو”، ظل 80 يومًا دون أن يظفر بأي صيد ثم تلتقط شباكه سمكة كبيرة للغاية؛ حتى أنه لا يستطيع سحبها إلى سطح مركبه وفي الطريق، وسط الأمواج، تتجمع أسماك القرش لتأكل السمكة، وعند وصوله يحاول العجوز رفع السمكة ليكتشف أنها تحولت إلى مجرد هيكل.

وحصل الكاتب على “جائزة نوبل للأدب” عن هذه الرواية.

انتحاره..

يبدو أن عائلة الروائي العالمي كانت تعاني من مرض وراثي يصيبهم بالاكتئاب ويدفعهم إلى الرغبة في الانتحار، إذ انتحر والده بعدما أطلق الرصاص على نفسه، كذلك انتحرت شقيقتاه، ومثلهم جميعًا قرر “همنغواي”، في صباح الثاني من تموز/يوليو 1961، إنهاء حياته فوجه فوهة المسدس إلى رأسه وضغط على الزناد، لتسدل الستار على حياة روائي يعتبر من أفضل الروائيين في العالم.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة